ملف العدد < الرئيسية

تنمية واستقرار شينجيانغ أفضل دليل لحماية حقوق الإنسان

: مشاركة
2021-08-09 18:20:00 الصين اليوم:Source هو يوي شيانغ وو سي كه:Author

في الآونة الأخيرة، أطلقت القوى المعادية للصين في بعض الدول الغربية بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية أكاذيب "العمل القسري" و"الإبادة الجماعية" و"الاضطهاد الديني"، بشأن وضع حقوق الإنسان في شينجيانغ الصينية. ولكن في اجتماعات لجنة حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة ومختلف المناسبات الدولية، أصدرت أكثرية دول العالم أصواتا عادلة، وانتقدت مع الصين الشائعات من قبل القوى المعادية للصين، مما أفشل مؤامرات وصم الصين وإعاقة تنميتها الصين. لسان الحال أبين من لسان المقال، فاحترام حقوق الإنسان وتعزيزها وضمانها والعمل لإسعاد الشعب هي ما يدعو لها الحزب الشيوعي الصيني والحكومة الصينية في ممارسة الحكم ويسعيان لها بدون كلل. ويتخذ الحزب والحكومة حق الحياة وحق التنمية كحقوق الإنسان الأساسية الأهم، وينتهجان أسلوبا يتفق مع الخصائص الصينية لتنمية حقوق الإنسان. منذ تأسيس الصين الجديدة قبل أكثر من سبعين سنة، وخاصة منذ انتهاج سياسة الإصلاح والانفتاح قبل أكثر من أربعين سنة، حققت قضية حقوق الإنسان في شينجيانغ منجزات عظيمة يعترف بها العالم.

طريق التنمية المناسبة للظروف الوطنية

شينجيانغ التي تقع في شمال غربي الصين، منطقة متعددة القوميات منذ القدم، يعيش فيها أبناء قوميات الويغور وهان والقازاق وغيرها من أكثر من أربعين قومية، وتتواجد فيها ديانات عديدة مثل الإسلام والبوذية والطاوية والمسيحية، وهي المنطقة الذاتية الحكم الأكبر مساحة والأكثر قوميات في الصين، وأغلبية سكانها من أبناء قومية الويغور. تحت القيادة الموحدة للحكومة المركزية، يُمارَس الحكم الذاتي الإقليمي في مختلف الأماكن المتعددة القوميات، وتُمارس سلطات الحكم الذاتي التي ينص عليها الدستور والقوانين، لجعل أبناء مختلف القوميات يديرون الشؤون الداخلية بأنفسهم في المناطق التي يعيشون فيها. إن ممارسة الحكم الذاتي الإقليمي لمختلف القوميات تضمن الوحدة الوطنية ووحدة القوميات، وبها يكون أبناء كل القوميات المختلفة سادة البلاد. وفقا لدستور الصين، كل القوميات متساوية، ويتمتع أبناء كل القوميات بنفس الحقوق ويؤدون نفس الواجبات سواء كان عددهم كبيرا أو صغيرا وسواء كان مستوى تنمية قوميتهم مرتفعا أو منخفضا وأيا كانت معتقداتهم الدينية.

منذ انعقاد المؤتمر الوطني الثامن عشر للحزب الشيوعي الصيني، جعل الأمين العام شي جين بينغ التنمية الاقتصادية وتحسين معيشة الشعب إستراتيجة تحقيق الاستقرار في شينجيانغ، مؤكدا على تحقيق قفزة تنموية في شينجيانغ بثبات لا يتزعزع، وضرورة دفع التنمية الاقتصادية تمحورا وثيقا حول تحسين معيشة الشعب، وقال: "ينبغي القيام بمزيد من المشروعات لتحسين ظروف الإنتاج والمعيشة وإنجاز مزيد من الأعمال الملحوظة لإفادة الشعب وحل مزيد من المشكلات التي تشغل أبناء الشعب بمختلف قومياتهم لجعلهم يشعرون باهتمام ورعاية الحزب ودفء أسرة الوطن الكبيرة، سعيا إلى جعلهم يعيشون مستقرين مطمئنين." أكدت الكلمة الهامة للأمين العام شي جين بينغ اتجاه الجهود لأداء أعمال التنمية الاقتصادية والاجتماعية وتحسين معيشة الشعب في شينجيانغ في العصر الجديد. ومن خلال الأعمال الحقيقية للاهتمام بالتنمية وإفادة الشعب، جعلت الحكومات على مختلف المستويات أبناء الشعب يجتهدون في الأعمال ويكسبون الأموال ويتطلعون إلى حياة أفضل، وترتفع قدرة الحزب على حشد أبناء الشعب بمختلف قومياتهم باستمرار، كما يرتفع إيمانهم وحماستهم لحب الوطن وحب شينجيانغ باستمرار.

حقق اقتصاد شينجيانغ تنمية عالية الجودة وترتفع قدرة شينجيانغ الاقتصادية الشاملة إلى مستوى أعلى بلا انقطاع، وتحقق الانتصار الشامل في التغلب على المشكلات المستعصية للتخلص من الفقر. وتخصص الحكومة 70% من إنفاق الميزانية العامة لضمان وتحسين معيشة الشعب كل سنة، لجعل أبناء الشعب بمختلف قومياتهم يستفيدون من ثمار التنمية بشكل أكثر عدالة. خلال الأكثر من سبعين سنة الماضية، شهدت شينجيانغ قفزة تاريخية في تنميتها، إذ زاد الحجم الإجمالي لاقتصادها أكثر من مائتي ضعف، وبلغ أكثر من مائتي مليار دولار أمريكي. كما حققت شينجيانغ خلال السنوات الخمس الماضية إنجازات حاسمة في التخفيف من حدة الفقر، إذ  تم تخليص أكثر من 06ر3 ملايين نسمة من الفقراء الريفيين من الفقر وفق المعيار القائم. وتحققت في شينجيانغ أيضا التغطية الشاملة للتعليم الإلزامي لتسع سنوات، وفي جنوبي شينجيانغ   تحققت التغطية الشاملة للتعليم قبل المدرسة والتعليم الأساسي لاثنتي عشرة سنة. وقد ارتفع شعور الجماهير بمختلف القوميات في شينجيانغ بالكسب والسعادة والأمن باستمرار. وأصبح "لكل أسرة سبيل لتحقيق الرخاء، ولكل شخص عمل، والدخل يأتي كل شهر"، صورة حقيقية لتنمية قضية حقوق الإنسان في شينجيانغ، وصارت وحدة القوميات في شينجيانغ أكثر توطيدا، حيث يتضامن أبناء مختلف القوميات تضامنا وثيقا مثل حبوب الرمان.

لسان الحال أبين من لسان المقال

لا تضمن الصين الحقوق السياسية للمواطنين وفقا للقانون فحسب، وإنما أيضا تضمن حقوقهم الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، باعتبار حق الحياة وحق الصحة وحق التنمية هي حقوق الإنسان الأساسية الأهم. أما حرية الاعتقاد الديني في شينجيانغ فمضمونة بالكامل، وتحظى النشاطات الدينية المشروعة للمسلمين بالاحترام والحماية. في المتوسط، يوجد في شينجيانغ مسجد واحد لكل 530 مسلما، وهذه النسبة أعلى مما في كثير من الدول الإسلامية. يوجد في شينجيانغ أيضا معهد شينجيانغ للعلوم الإسلامية وغيره من بضعة عشر معهدا دينيا، تقبل نحو ألف طالب سنويا، مما يشكل منظومة كاملة نسبيا لتربية وتعليم أكفاء الدين الإسلامي. بالإضافة إلى ذلك، تعمل الصين على مواصلة توسيع طرق حصول الجماهير المؤمنين على المعارف الدينية، وقد تم إنجاز ترجمة القرآن الكريم و((جواهر البخاري)) وغيرهما من الكتب الدينية بلغات هان (اللغة الصينية) والويغور والقازاق والقرغيز، الأمر الذي يضمن التوارث السليم للدين الإسلامي.

أثبتت الوقائع التاريخية أن ضمان الأمن هو الشرط الأساسي لتحقيق حقوق الإنسان الأساسية، فلا وجود لحقوق الإنسان الأساسية من دون الأمن، وتضمن الصين أمن أبناء الشعب بمختلف قومياتهم وفق القانون. منذ تسعينات القرن العشرين، ارتكبت القوى الإرهابية العنيفة والقوى الانفصالية والقوى الدينية المتطرفة أعمالا عنيفة وإرهابية في شينجيانغ، مما أضر باستقرار المجتمع ومصالح أبناء الشعب بمختلف قومياتهم إضرارا شديدا. من أجل تحقيق الاستقرار الاجتماعي والأمن الدائم في شينجيانغ، اتخذت الصين إجراءات مكافحة الإرهاب والتطرف وفقا للقانون وبالاستفادة من إجراءات دول كثيرة. وتتفق الإجراءات المعنية التي تتخذها الصين مع مبادئ وروح ((الإستراتيجية العالمية للأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب)) و((برنامج منع أعمال العنف والتطرف)) للأمم المتحدة، وتتفق مع قوانين مكافحة الإرهاب الدولية المعترف بها. وبفضل تلك الإجراءات، لم تقع أعمال عنف أو إرهاب في شينجيانغ لمدة أكثر من أربع سنوات متتالية، وتم ضمان سلامة أبناء شينجيانغ بشكل فعال. أثبتت الوقائع أن الجهود التي تبذلها حكومة منطقة شينجيانغ الويغورية الذاتية الحكم لا تحافظ على أمن حياة أبناء شينجيانغ فحسب، وإنما أيضا تضمن حقوق الشعب في الاعتقاد الديني، كما تقدم مساهمات هامة في قضية مكافحة الإرهاب الدولية، بل ووفّرت تجارب مفيدة لجهود العالم في مكافحة التطرف.

يزعم سياسيون من بعض الدول الغربية بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية أن الصين تمارس ما يسمى بـ"الإبادة الجماعية" في شينجيانغ، وذلك تحريف للواقع وجعل الحق باطلا والباطل حقا. وفي الحقيقة، فإن القوى الكبرى الغربية هي التي ارتكبت جرائم إبادة جماعية مرعبة في التاريخ الاستعماري المشين لمئات السنين. أما الصين باعتبارها دولة متعددة القوميات، فإن التعامل على قدم المساواة والتعايش المنسجم بين مختلف القوميات خاصية أساسية لها. وفي منطقة شينجيانغ الويغورية الذاتية الحكم، تطبق سياسة الإنجاب والسكان على أبناء الأقليات القومية، بما فيها قومية الويغور، بشكل أكثر تسامحا من السياسة المطبقة على أبناء قومية هان، ولهذا فإن سرعة الزيادة السكانية لأبناء الأقليات القومية أعلى من المعدل الوطني. عندما تأسست الصين الجديدة قبل أكثر من سبعين سنة، كان عدد أبناء قومية الويغور في شينجيانغ أقل من مليونين، وخلال الأكثر من أربعين سنة الماضية زاد هذا العدد من 55ر5 ملايين نسمة إلى أكثر من 8ر12 مليون نسمة، وارتفع متوسط العمر المتوقع للفرد في منطقة شينجيانغ من أقل من ثلاثين سنة قبل سبعين سنة إلى 42ر72 سنة الآن. وفي السنوات الأخيرة، بلغت نسبة زيادة عدد السكان من أبناء قومية الويغور 04ر25%، وذلك أعلى من نسبة زيادة عدد السكان في كل منطقة شينجيانغ والتي بلغت 99ر13%، وبل وأعلى بكثير من نسبة زيادة عدد السكان من أبناء قومية هان والتي تبلغ 2%. أمام الواقع، لا يملك السياسيون الذين يحيكون المؤامرات ضد الصين ووصم الصين إلا أن يجلبوا العار لأنفسهم بسبب أعمالهم غير العادلة.

إن جعل الشعب يعيش عيشة سعيدة، هو نقطة البداية والنهاية لكل أعمال الحزب والحكومة الصينية، والحياة السعيدة للشعب هي أعظم حقوق الإنسان. تلتزم الصين بمفهوم حقوق الإنسان الذي يتخذ الشعب مركزا، وتعتبر حق الحياة والتنمية هو أهم حقوق الإنسان الأساسية، وتدفع التنمية المتناسقة بين الاقتصاد والسياسة والثقافة والمجتمع والحضارة الإيكولوجية لكل الشعب، وتشارك في الحوكمة العالمية لحقوق الإنسان، وحققت نتيجة ممتازة لحقوق الإنسان الصينية. بفضل إرشاد مفاهيم التنمية الجديدة، يحقق اقتصاد شينجيانغ التنمية العالية الجودة، ويظهر الوضع الجيد للازدهار والاستقرار الاجتماعي والتنمية ووحدة مختلف القوميات، فتشهد شينجيانغ أفضل فترة تحققت فيها السعادة والصحة والسلامة لأبناء الشعب بمختلف قومياتهم، كما تشهد تطورا لقضية حقوق الإنسان لم يسبق له مثيل. إن أبناء شينجيانغ من مختلف القوميات هم الأحقّ بالتكلم عما إذا كانت حقوق الإنسان في شينجيانغ جيدة أم لا.

 صفحات جديدة للتعاون في حقوق الإنسان يدا بيد

شوّهت بعض الدول الغربية بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية قضية شينجيانغ الصينية، ملوحة براية ما يُسمى بحقوق الإنسان، وفي الحقيقة، أن ذلك من أعمال الهيمنة للتدخل في الشؤون الداخلية للصين تحت ستار "حقوق الإنسان"، ويخالف القوانين الدولية المعترف بها بما فيها ((ميثاق الأمم المتحدة))، ويهدف إلى زعزعة الاستقرار في شينجيانغ وإعاقة تنمية الصين. بالنسبة لحقوق الإنسان الصينية وتنمية الصين، الصينيون هم من يعرفون ويهتمون ويحرصون عليها أكثر. من يصدق أن بعض الدول الغربية بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، التي غضت الطرف عن سلامة حياة مواطنيها خلال وباء كوفيد- 19، تهتم من صميم قلبها بحقوق الإنسان والتنمية للشعب الصيني؟

إن خطاب حقوق الإنسان في العالم هو عملية تغير وتطور مستمرين. من نظرية "حقوق الإنسان الفطرية" و"الجميع يولدون سواسية"، والتي دعت إليها الثورات البرجوازية البريطانية والأمريكية والفرنسية في القرنين السابع عشر والثامن عشر، إلى مفهوم "حقوق الإنسان الجماعية" المتمثلة  في "حق الأمم في تقرير مصيرها" في خمسينات القرن العشرين، ثم إلى "حقوق الإنسان الشاملة" التي يمثلها "حق التنمية وحق السلام وحق البيئة" في ثمانينات القرن العشرين، يعكس كل ذلك خصائص خطاب حقوق الإنسان في مختلف مراحل التنمية في تاريخ العالم. إن حقوق الإنسان مسيرة تاريخية ومتطورة ومتنوعة، وتختلف باختلاف مراحل تنمية الدول والمناطق. بالنسبة لأبناء معظم الدول النامية في العالم، فإن حق الحياة وحق التنمية من حقوق الإنسان الأساسية التي يجب الاهتمام بها وحمايتها بأقصى درجة ممكنة. إن ما يُسمى بمفهوم حقوق الإنسان الذي تدعيه الولايات المتحدة الأمريكية، هو إقصاء وإنكار لتنمية حقوق الإنسان للمناطق الأخرى في العالم وخاصة الدول النامية، كما أنه إنكار لتنوع تنمية حقوق الإنسان العالمية. تعترف شعوب العالم بالمنجزات الجبارة التي حققتها شينجيانغ الصينية في قضية حقوق الإنسان، حيث أن أكثر من ثمانين دولة بما فيها الدول الإسلامية أيدت ودعمت موقف الصين العادل من قضية شينجيانغ عن طريق التصريحات المشتركة أو التصريحات المنفردة خلال الدروة السادسة والأربعين للجنة حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة، وذلك كاف لإثبات أن الجماهير قادرة على الحكم العادل لما هو حق وما هو باطل.

في النضال في مجال حقوق الإنسان، تعارض الصين والدول الإسلامية الكثيرة التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى بحجة قضية حقوق الإنسان، بل إن الجانبين صديقان يثق كل منهما بالآخر ويحرص عليه، ويدعو الجانبان مختلف الدول إلى تعزيز التبادل والتعاون في مجال حقوق الإنسان على أساس الاحترام المتبادل. وسبق لكثير من الزعماء والخبراء والعلماء من الدول الإسلامية أن زاروا شينجيانغ الصينية، وفي قلوبهم ميزان. قبل أيام، عيّنت حكومة الصين سفير الصين لدى المملكة العربية السعودية كأول مفوض صيني لدى منظمة التعاون الإسلامي، مما يبين رغبة الصين في تعزيز التبادل والحوار مع شعوب الدول الإسلامية في مجال حقوق الإنسان، كما يُعتبر ذلك ارتقاء جديدا للعلاقات بين الصين والدول الإسلامية. تطلعا إلى المستقبل، ترغب الصين في مواصلة الجهود مع الدول الإسلامية في بناء رابطة المصير المشترك للبشرية.

--

هو يوي شيانغ، رئيس معهد الشرق الأوسط في جامعة الدراسات الدولية ببكين.

وو سي كه، المبعوث الصيني الخاص الأسبق للشرق الأوسط ودبلوماسي مخضرم.

 

©China Today. All Rights Reserved.

24 Baiwanzhuang Road, Beijing, China. 100037

京ICP备10041721号-4