في تسعينيات القرن العشرين، قال المصمم الرئيسي لسياسة الإصلاح والانفتاح في الصين دنغ شياو بينغ إنه عندما يتم تطوير الاقتصاد بدرجة كافية، سيحين الوقت المناسب لتسعى الصين إلى تحقيق الرخاء المشترك.

في السابع عشر من شهر أغسطس عام 2021، أكد الرئيس شي جين بينغ في الاجتماع العاشر للجنة المركزية للشؤون المالية والاقتصادية للحزب الشيوعي الصيني أن "الرخاء المشترك مطلب أساسي للاشتراكية وملمح رئيسي للتحديث على النمط الصيني". ركز الاجتماع على بحث سبل زيادة حجم فئة الدخل المتوسط، وزيادة دخل الفئات المنخفضة الدخل، وتعديل الأجور المرتفعة بشكل معقول، وتشكيل هيكل توزيع للدخل يشبه حبة الزيتون؛ أي يكون وسطه ضخما وطرفاه صغيرين. بمعنى أن تحتل الفئة المتوسطة الدخل الجزء الأكبر من الهيكل، ويكون على طرفيه عدد قليل من شديدي الثراء والفقراء المدقعين. كما تم التأكيد أيضا على وجود نظام لتوزيع الدخل من المستوى الثالث، باعتباره وسيلة هامة لإعادة توزيع الموارد والثروات الاجتماعية من خلال التبرعات الخيرية والمساعدات المقدمة من الفئة ذات الدخل المرتفع. بعد هذا الاجتماع، وعد العديد من المؤسسات والشركات التجارية الكبيرة في الصين بالمساهمة في تحقيق ذلك.

في الدورة الكاملة السادسة للجنة المركزية التاسعة عشرة للحزب الشيوعي الصيني التي عقدت في نوفمبر 2021، تم التأكيد مجددا على "الرخاء المشترك"، حيث ذكر البيان الصادر عنها "ينبغي تعميق الإصلاح والانفتاح في جميع المجالات، وتعزيز الرخاء المشترك للجميع، وبناء قوة بلدنا في العلوم والتكنولوجيا".

من المؤكد أن حملة الرخاء المشترك لها أصداء وانعكاسات دولية، وربما تثير شكوكا أو سوء فهم لدى البعض. يسعى هذا الملف الخاص إلى مساعدة قراء ((الصين اليوم)) على فهم طريق الصين نحو الرخاء المشترك، والممارسات المحددة في هذا الصدد على المستوى المحلي، والغرض الحقيقي من حملة الرخاء المشترك.