ملف العدد < الرئيسية

التعاون الزراعي الصيني- الأفريقي يساهم في ضمان الأمن الغذائي في أفريقيا

: مشاركة
2022-08-12 15:34:00 الصين اليوم:Source تشاو وان بينغ:Author

في أوائل عام 2022، وقعت وزارة الزراعة والشؤون الريفية في الصين ومنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (فاو) على الاتفاقية العامة (المرحلة الثالثة) من الصندوق الاستئماني لتعاون الجنوب- الجنوب بين الصين ومنظمة الأغذية والزراعة. كان هذا التبرع الثالث الذي تقدمه الصين إلى الصندوق الاستئماني لتعاون الجنوب- الجنوب التابع لمنظمة الأغذية والزراعة بعد عامي 2008 و2014، بمبلغ تراكمي قدره 130 مليون دولار امريكي.

في خطابه بعنوان "خلق مستقبل أجمل للتعاون الصيني- الأفريقي" الذي ألقاه في مركز المؤتمرات الذي ساعدت الصين في بنائه بمقر الاتحاد الأفريقي في العاصمة الأثيوبية أديس أبابا في 5 مايو 2014، أعرب رئيس مجلس الدولة الصيني لي كه تشيانغ عن دعم الصين للتنمية السلمية في أفريقيا، وشدد على عزم الصين على تعزيز بناء عالم متناغم مع الدول الأفريقية.

على مر السنين، تشارك الصين في حلولها الفعالة للحكم والتنمية مع البلدان النامية، بينما تسعى جاهدة للتخفيف من حدة الفقر. لقد دعمت الصين المسعى العالمي للحد من الفقر وضمان الأمن الغذائي، ولعبت دورا مسؤولا كدولة رئيسية في سياق بناء رابطة المصير المشترك للبشرية.

حالة الأمن الغذائي المقلقة

تضم القارة الأفريقية 60% من الأراضي الصالحة للزراعة في العالم، ولكنها متخلفة في التكنولوجيا. بسبب نقص الأصناف الزراعية العالية المردود، فإن حجم إنتاج المحاصيل في أفريقيا منخفض. ذكر تقرير "نظرة عامة إقليمية لأفريقيا حول الأمن الغذائي والتغذية عام 2021" الصادر عن الاتحاد الأفريقي ومنظمة الأغذية والزراعة واللجنة الاقتصادية لأفريقيا التابعة للأمم المتحدة، أن عدد الأفارقة الذين يعانون من الجوع يزداد بسبب جائحة كوفيد- 19 وتغير المناخ والصراعات الإقليمية والركود الاقتصادي وعوامل أخرى.

منذ منتصف عام 2020، أدت الكوارث الطبيعية الناجمة عن الطقس المتطرف مثل الجفاف والفيضانات والأعاصير المدارية إلى انخفاض المحاصيل في بلدان منطقة الجنوب الأفريقي. يُذكر أن تزايد أعداد الجراد في دول منطقة شرقي أفريقيا مثل أثيوبيا وكينيا والصومال قد تسبب في تهديد غير مسبوق للأمن الغذائي في دول القرن الأفريقي. حذر برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة من أن 45 مليون شخص، معظمهم من النساء والأطفال، يواجهون نقصا حادا في الغذاء في 16 دولة من مجتمع تنمية أفريقيا الجنوبية.

مع توقع وصول عدد سكان أفريقيا إلى 5ر2 مليار نسمة بحلول عام 2050، ستواجه القارة تحديات أكثر خطورة تتعلق بالأمن الغذائي. أشار تقرير "النقاط الساخنة العالمية لبرنامج الأغذية العالمي عام 2020"، إلى أنه من بين 15 بؤرة ساخنة عالمية لتدهور الأمن الغذائي تحتاج اهتماما عاجلا، توجد 10 منها في القارة الأفريقية. من بينها، تواجه زمبابوي وجنوب السودان ومنطقة وسط الساحل أخطر مشكلات الأمن الغذائي، والتي تمثل تحديا كبيرا للمجتمع الدولي.

دور الصين

في البلدان الأفريقية، الحل الأمثل لنقص الغذاء هو تعميم ثلاثة أنواع أساسية من الحبوب، وهي الأرز والذرة والقمح، وتحقيق عائد مرتفع بتدابير مناسبة للأوضاع المحلية المحددة. إن أكاديمية العلوم الزراعية لمقاطعة آنهوي تقدم المساعدات إلى البلدان الأفريقية مثل زيمبابوي وأنغولا والكاميرون. كانت الأكاديمية، كمعهد بحث علمي على مستوى المقاطعة، تروج للمفاهيم والتقنيات المتقدمة بالإضافة إلى أنواع عالية الجودة، مما جلب الأمل للمزارعين المحليين في زيادة حجم الإنتاج والايرادات.

تعد زراعة الأرز أحد أهم أجزاء المساعدة الزراعية الصينية لأفريقيا، كما أن أكاديمية العلوم الزراعية لمقاطعة آنهوي هي أيضا مروج نشيط للمحصول في أفريقيا. في سبتمبر 2009، أطلق الخبراء الزراعيون في الأكاديمية مع خبراء صينيين آخرين، مشروعا تجريبيا لزراعة صنف أرز مقاوم للجفاف وطورته الأكاديمية في أنغولا حيث تمثل الأراضي الصالحة للزراعة التي تبلغ مساحتها 35 مليون هكتار 10% من مساحتها. مع النتائج الجيدة من التجربة الأولى في مساحة 3ر33 مترا مربعا، تم توسيع المساحة المزروعة بهذا الصنف. في عام 2012، تمت زراعة هذا النوع من الأرز في مزرعتين تبلغ مساحتها 8000 مو (الهكتار واحد 15 مو)، مع إنتاج يصل إلى 550 كيلوغراما لكل مو، وهو أعلى بكثير من الأصناف المحلية.

يحتاج الخبراء الصينيون إلى التغلب على العديد من الصعوبات لزراعة الأرز في أفريقيا. على سبيل المثال، تكلفة شحن البذور الصينية إلى أفريقيا عن طريق الجو عالية جدا، في حين يكون معدل الإنبات أقل بشكل كبير إذا تم نقل البذور عن طريق البحر. كما تخضع تربية البذور مباشرة في أفريقيا لاعتبارات فنية وقانونية واقتصادية وسياسية. التحدي الآخر هو طاعون الأرز والأعشاب الضارة، والتي يجب السيطرة عليها في المرحلتين الوسطى والمتأخرة لتوقع حصاد جيد. باستثناء عدد قليل من البلدان مثل مصر، فإن معظم بلدان أفريقيا لا تملك إلا مساحة قليلة من الأرض لزراعة الأرز. يعتبر الترويج لأصناف الأرز التقليدية العالية المردود والعالية الجودة وتقنيات الزراعة المتكاملة طريقة مهمة لزيادة محاصيل الأرز بسرعة في القارة.

تعميق التعاون

قدمت الصين الدعم والمساعدة إلى البلدان الأفريقية منذ فترة طويلة، من أجل تحقيق هذه البلدان الاكتفاء الذاتي الغذائي. منذ عام 1996، نفذت الصين أكثر من 20 مشروعا للتعاون في أفريقيا في إطار تعاون الجنوب- الجنوب والتعاون الثلاثي، وأرسلت أكثر من 1100 خبير إلى حوالي 40 دولة، بما في ذلك البلدان الأفريقية، استفاد منها حوالي مليون مزارع  في البلدان النامية.

منذ عام 2012، تم تدريب أكثر من 8000 خبير زراعي أفريقي في الصين، وتم تدريب أكثر من 50000 أفريقي محليا من قبل خبراء صينيين، مع إنشاء ما يقرب من 30 قاعدة إرشاد زراعي في أفريقيا. في عام 2021، اقترح المؤتمر الوزاري الثامن لمنتدى التعاون الصيني- الأفريقي تدابير جديدة للحد من الفقر والتنمية الزراعية في أفريقيا، تشمل تنفيذ 10 مشروعات للحد من الفقر ومشروعات زراعية لأفريقيا، وإنشاء عدد من المراكز الصينية الأفريقية المشتركة لتبادل التكنولوجيا الزراعية الحديثة والتدريب في الصين. كما تضمن التدابير دعم تحالف الشركات الصينية في أفريقيا للمسؤولية الاجتماعية في إطلاق مبادرة "مائة شركة في ألف قرية"، والتي ستجلب فوائد التعاون الزراعي بين الصين وأفريقيا للسكان المحليين.

حققت الصين إنجازات كبيرة في الحد من الفقر وستواصل تقديم المساعدة الزراعية لمزيد من البلدان على طول "الحزام والطريق" من خلال إطار مثل تعاون الجنوب- الجنوب. والصين مستعدة دائما لجعل مزيد من الناس حول العالم يستفيدون من الخبرة الصينية والحكمة الصينية، ولعب دور نشيط في الجهود العالمية للقضاء على الفقر.

--

تشاو وان بينغ، نائب رئيس أكاديمية العلوم الزراعية لمقاطعة آنهوي.

©China Today. All Rights Reserved.

24 Baiwanzhuang Road, Beijing, China. 100037

京ICP备10041721号-4