ملف العدد < الرئيسية

الصين تطور صناعة البذور لضمان أمن البذور والغذاء

: مشاركة
2022-08-12 15:35:00 الصين اليوم:Source لي كاي تشي:Author

أكد الرئيس الصيني شي جين بينغ على أهمية صناعة البذور، وشدّد على الدور الحاسم "للبذور الصينية" في ضمان الأمن الغذائي للبلاد، وذلك خلال جولة تفقدية لمختبر خليج ياتشو للبذور في سانيا، بمقاطعة هاينان بجنوبي الصين، قام بها في العاشر من إبريل عام 2022.

قال شي إنه لا يمكن حماية الأمن الغذائي للصين إلا عندما تكون موارد البذور في أيدينا. مشددا على أنه "لضمان تحقيق الاكتفاء الذاتي في موارد البذور والسيطرة عليها بصورة أفضل، علينا أن تعتمد على الذات في تقنيات البذور."

تُسمى البذور بـ"رقائق" الزراعة. والبذور المُحسنة هي أساس الإنتاج المستقر والمتزايد لمحاصيل الحبوب والمحاصيل الأخرى. وبهذا المعنى، فإن التنمية السليمة للبذور، أمر بالغ الأهمية.

تشير الإحصاءات إلى أنه منذ المؤتمر الوطني الثامن عشر للحزب الشيوعي الصيني في عام 2012، حققت تنمية صناعة البذور الحديثة في الصين نتائج ملحوظة. فالمساحة المزروعة بأصناف المحاصيل التي تمت تربية بذورها محليا، بلغت نسبتها أكثر من 95% من الإجمالي، في حين أن بذور اثنين من المحاصيل الأساسية، وهما الأرز والقمح، قد حققت الاكتفاء الذاتي بنسبة 100%. وبالنسبة للمحاصيل الرئيسية، تجاوزت الأصناف المحسّنة 96% من الإجمالي، وساهمت بنسبة 45% في زيادة غلة محاصيل الحبوب.

لقد وصل إنتاج الصين من الحبوب إلى مستوى قياسي بلغ 683 مليون طن متري في عام 2021، وفقا لمصلحة الدولة للإحصاء، وبلغ متوسط نصيب الفرد من محاصيل الحبوب 483 كيلوغراما. أما من حيث تنمية البذور وضمان أمنها، فإن مقاطعة هاينان تحتل موقع الصدارة في البلاد.

تربية مختبرية

مع توفر ظروف إضاءة وحرارة مؤاتية، تعتبر هاينان قاعدة مهمة لتربية البذور في الصين. حسب الإحصاءات، قام آلاف من العاملين بالمجالات العلمية والفنية من 29 منطقة إدارية على مستوى المقاطعة، بزيارة هاينان للعمل على تربية البذور.

طوّرت هاينان أكثر من عشرين ألف نوع جديد من المحاصيل الرئيسية، أي ما يمثل أكثر من 70% من الأصناف الجديدة في البلاد. ومن أجل بناء قاعدة لتنمية البذور والبحث العلمي، أقامت هاينان مختبر خليج ياتشو للبذور، في الثاني عشر من مايو عام 2021. وأضحى المختبر منصة للتعاون بين مختلف المؤسسات البحثية والجامعات، لبحث ومعالجة المشكلات الرئيسية، بشكل مشترك.

قال تشن فان، المدير التنفيذي للمختبر، إن المختبر، باعتباره منصة بحث عامة، يمكنه أن يهيئ بيئة بحثية أفضل للباحثين، حيث يتشارك الباحثون من مؤسسات بحثية وكليات مختلفة، هذه المنصة لإجراء أبحاث تربية مشتركة.

في الوقت الحاضر، تتخذ هاينان مدينة نانفان للعلوم والتكنولوجيا، حيث يقع المختبر، كموقع أساسي لتسريع إنشاء برامج إنتاج وتربية البذور الأخرى. حاليا، تعمل اثنتا عشرة منصة بحث عامة ومفتوحة، مثل المركز الوطني للابتكار التكنولوجي للأرز المقاوم للملوحة القلوية، على تحويل الموقع إلى قاعدة أبحاث زراعية. يوجد في هاينان باحثون زراعيون لتنمية البذور بجميع أنواعها، سواء كان محصول الذرة في مناطق شمال شرقي البلاد أو الكنتالوب في منطقة شينجيانغ الويغورية الذاتية الحكم بشمال غربي الصين.

بعد تلقيح الأرز بتقنيات طبيعية أو اصطناعية، يمكن إنتاج بذور أرز هجينة جديدة، تختلف من حيث الجودة والإنتاجية ومقاومة الأمراض والحشرات والعوارض الأخر، لاختيار أصناف عالية الجودة ولمزيد من تكاثرها.

قال رن تسونغ ليانغ، وهو طالب دراسات عليا في الأكاديمية الصينية للعلوم الزراعية: "حاليا، المختبر متكامل بجميع أنواع المعدات المتطورة." وأضاف أن موارد أبحاث صناعة البذور الوطنية تم جمعها هنا لتحفيز الابتكار.

يدرس رن مع فريق بحث في المختبر منذ سبتمبر عام 2021. ونظرا لدمج قاعدة التربية والمختبر في هاينان، لم يعد مضطرا للسفر بشكل متكرر بين هاينان ومؤسسات البحث العلمي المختلفة في جميع أنحاء البلاد، كما كان الحال في السابق. ومع التطور السريع للتكنولوجيا، يتم حاليا استخدام العديد من أدوات تكنولوجيا المعلومات الرقمية في مختبر البذور، كما أنشأ المختبر منصة تقنية عبر الإنترنت لمشاركة أبحاث البذور والابتكار.

قال قوه تشياو بينغ، وهو تقني في شركة التطوير والبحث العلمي والتكنولوجي المحدودة بمنطقة خليج ياتشو، إنهم لا يحتاجون حاليا سوى استخدام الهاتف النقال للتحقق عن بُعد من نمو المحاصيل في قاعدة تربية البذور، من خلال صور يتم التقاطها بواسطة مُستشعِر على طائرة بدون طيار. وأضاف قوه: "ويمكننا أيضا استخدام مركبة مزودة بمعدات لمراقبة الجوّ والتربة وجودة المياه، وأجهزة استشعار مختلفة للقيام بالمتابعة."

التطلع للمستقبل

على الرغم من أن الصين قد حققت إنتاجا وفيرا من محاصيل الحبوب خلال السنوات الأخيرة، كما أن إمدادات البذور مضمونة، إلا أنه، لا تزال هناك فجوة في الابتكار المستقل في صناعة البذور بالمقارنة مع المستوى العالمي المتقدم، ولا يزال أساس الأمن الغذائي غير ثابت. الصين بلد زراعي كبير، وفيها طلب كبير على البذور، لكن صناعة البذور ليست قوية بما يكفي حتى الآن.

قال تشاو وان بينغ، نائب رئيس أكاديمية العلوم الزراعية لمقاطعة آنهوي، في حديث لمجلة ((الصين- أفريقيا)): "مشكلة تأمين البذور تكمن في أن التقنية الأصلية لتربية بعض أنواع البذور المزروعة في الصين ليست في أيدينا. بعبارة أخرى، لا نملك حقوق الملكية الفكرية المستقلة لها." مضيفا أنه في الوقت الحالي، بإمكان الصين تطوير تقنيات البذور المتقدمة للأغذية الأساسية، ولا سيما القمح والأرز والذرة. مع ذلك، عندما يتعلق الأمر ببعض الخضراوات والفواكه العالية الجودة وبذور الزهور وأنواع الحيوانات، فإن القدرة التكنولوجية الصينية لا تزال متأخرة بشكل كبير عن البلدان المتقدمة."

حاليا، يوجد في أكاديمية العلوم الزراعية لمقاطعة آنهوي، أربعة عشر معهدا بحثيا، تلعب دورا نشيطا في تربية العديد من أنواع الأرز والقمح وأنواع أخرى من المحاصيل في المقاطعة وفي جميع أنحاء البلاد. قال تشاو: "لقد أدركنا بالفعل الفجوة بين الصين والدول المتقدمة فيما يتعلق بالبذور، والعاملون في مجال العلوم الزراعية في الصين، يبذلون جهودا متواصلة لتضييق هذه الفجوة."

 

 

©China Today. All Rights Reserved.

24 Baiwanzhuang Road, Beijing, China. 100037

京ICP备10041721号-4