ملف العدد < الرئيسية

توفير الحبوب باستخدام العلوم والتكنولوجيا

: مشاركة
2022-08-12 15:49:00 الصين اليوم:Source قاو لي تسونغ تشون لونغ:Author

في مايو 2022، جاء المواطنون من جميع مناحي الحياة لتجربة زرع "الأرز البحري" في قاعدة عرض تحسين محاصيل الأرز، التي تقع في شارع شانغما بحي تشنغيانغ في مدينة تشينغداو بمقاطعة شاندونغ شرقي الصين. "الأرز البحري" هو صنف من الأرز جاء نتيجة دراسة صينية متخصصة ليُزرع في المناطق الساحلية ولديه القدرة على مقاومة الأملاح والقلويات. من أجل التعبير عن احترامه الكبير للأكاديمي يوان لونغ بينغ، "والد الأرز الهجين"، قد حدد مركز أبحاث وتطوير "الأرز البحري" في تشينغداو يوم 22 مايو من كل عام كمهرجان لزرع "الأرز البحري".

أدى ظهور زراعة الأرز الهجين البحري إلى فتح مجال واسع للصين لزيادة إنتاج الحبوب. لقد بات ممكنا تحويل مساحات هائلة من الشواطئ الساحلية المهجورة إلى حقول خصبة، وتحقيق الرؤية الجميلة للباحثين العلميين، وصار التطبيق الناجح لهذه التكنولوجيا صورة مصغرة للتكنولوجيا التي تضمن الأمن الغذائي.

استكشاف الأرز الهجين البحري

تأسس فريق تشينغداو لبحث وتطوير الأرز الهجين البحري التابع للأكاديميّ يوان لونغ بينغ في عام 2012، وبعد ذلك، تم إنشاء مركز أبحاث وتطوير الأرز الهجين البحري في عام 2016. قالت مسؤولة المركز وان جي لي: "بعد الانتهاء من بناء قاعدة باينيدي التابعة للمركز في عام 2017، بدأ عمل فرز أصناف الأرز في ذلك العام على الفور، وأخيرا تم اختيار أربعة أصناف، كل منها ينتج أكثر من 500 كيلوغرام لكل مو (الهكتار يساوي 15 مو)، وتجاوز أعلى مردود لها 620 كيلوغرام لكل مو. وقد ورد ذكر الإنتاج التجريبي للأرز الهجين البحري في كلمة الرئيس شي بمناسبة حلول عام 2018، وكان ذلك تشجيعا كبيرا لنا."

في عام 2017، أعرب الأكاديميّ يوان لونغ بينغ " عن رغبته في تحويل 100 مليون مو من أراضي التربة القلوية المالحة إلى حقول خصبة"، وبدأ إنتاج الأرز الهجين البحري في عام 2019، ثم حصل مركز أبحاث وتطوير الأرز الهجين البحري بمدينة تشينغداو على تصريح بالتحول إلى قاعدة تجريبية للزراعة الذكية بتقنية الجيل الخامس على مستوى مقاطعة شاندونغ. حسب السيدة وان جي لي، في الوقت الحالي، تم إنشاء عشر قواعد في الصين وأربع قواعد في الخارج الصين لزراعة الأرز الهجين. الجدير بالذكر أن القاعدة التجريبية في دبي نجحت في زراعة الأرز الهجين البحري، لتتم زراعة الأرز للمرة الأولى في تاريخ البشرية في مناخ صحراوي استوائي، في بيئة دبي الصحراوية، حيث الفارق في درجات الحرارة بين النهار والليل كبير، يصل إلى ثلاثين درجة مئوية، بينما تقل الرطوبة دائما عن 20٪، أما بالنسبة لظروف الزراعة، فإن التربة الصحراوية تحتوي على نسبة منخفضة من المواد العضوية، ومياه البحر موجود تحت الأرض بعمق 5ر7 أمتار.

بحلول نهاية عام 2021، وصلت مساحة زراعة الأرز الهجين البحري الترويجية إلى 600 ألف مو. في عام 2022، من المخطط مواصلة الترويج لزراعة مليون مو في سبع أو ثماني مقاطعات صينية، منها شاندونغ وهيلونغجيانغ ولياونينغ، إلخ.

جعل العلوم والتكنولوجيا رافدا قويا للزراعية الحديثة

في مقاطعة شاندونغ، وهي مقاطعة زراعية كبيرة، قد نجح مزارعو الحبوب الكبار في مدينة لايتشو في تحسين كفاءة عملهم بشكل كبير بفضل تطبيق الميكنة.

قال تاو تشي بينغ، مدير شركة جيانتسنغ التعاونية للآلات الزراعية في مدينة لايتشو: "تطبيق نظام 'بيدو' للملاحة بشكل واسع في الآلات الزراعية هو بمثابة وضع 'عيون السماء' على هذه الآلات، وقد أصبح كل ما نحتاج إلى القيام به هو ضبط عرض العمل وتباعد الصفوف على شاشة اللمس في الكابينة، وسوف يتحرك الجرار تلقائيا في خط مستقيم، مع وجود خطأ لا يزيد عن سنتيمترين لكل كيلومتر، بفضل هذا، تم تقليل أعباء عملنا إلى النصف مقارنة بالماضي، مما يحقق حقا أتمتة الزراعة التي حلم بها أسلافنا لأجيال. "

 في ريف لايتشو، هناك العديد من المشاهد الذكية لتطبيق الآلات الزراعية. وتتسق تقنية المعلومات مع النشاط الزراعي في مجال إنتاج وعمل وإدارة الزراعة لجلب تغييرات عميقة فيها، وتساهم في تطوير الزراعة الحديثة.

قال تاو تشي بينغ: "استمتعت بالعمل في قيادة الجرارات لسنوات عديدة، لكن الآن أواجه 'البطالة'." إنه فلاح يزرع الحبوب منذ أكثر من عشر سنوات، وقبل ثلاث سنوات، بدأ استخدام نظام "بيدو" للملاحة على أنواع مختلفة من الآلات الزراعية، ومع التقدم المستمر في العلوم والتكنولوجيا، استمر تطور نظام "بيدو" للملاحة أيضا في السنوات القليلة الماضية، وزادت سرعة الآلات الزراعية في الحقل من ثمانية كيلومترات في الساعة إلى خمسة عشر كيلومترا في الساعة حاليا، مما يؤدي بلا شك إلى زيادة الكفاءة في عمله بشكل كبير. قال إن الآلات الزراعية الذكية مجهزة أيضا بكاميرات عالية الدقة ومعالجات الذكاء الاصطناعي AI ووحدات تحكم AI وأجهزة استشعار ومكونات ذكية أخرى لاكتشاف ما إذا كان هناك أي إغفال في عملية البذر أثناء العمل، ما إن تجد هذه الحالة، تستجيب الآلة لهذا فورا وتصدر إنذارا.

بعد اكتمال أعمال البذر، يدخل الحقل بأكمله مرحلة الإدارة الميدانية، والتي تعتبر مكافحة الآفات من أهم أجزائها. الطريقة التقليدية لذلك كانت هي استخدام الرشاشات اليدوية لمكافحة الآفات، ويمكن للشخص رش خمسة مو فقط من الأرض في اليوم. ولكن اليوم، باستخدام الطائرات المسّيرة الزراعية لحماية المحاصيل، أصبحت الأمور مختلفة تماما عن السابق، إذ بلغت كفاءة تشغيلها 1000 مو في اليوم الواحد، مما أدى إلى تحسن كبير في كفاءة العمل وتوفير القوى العاملة. حاليا، يتم الترويج للطائرات المسّيرة الزراعية من هذا النوع في جميع أنحاء البلاد، ولا تقتصر وظيفتها على رش المبيدات والتسميد فحسب، وإنما يمكنها أيضا القيام بالبث المباشر لنمو الأرز من أجل متابعة نموه.

على المستوى الوطني، تعمل جميع أنحاء البلاد على دمج التكنولوجيا الزراعية والمهارات الزراعية وتكنولوجيا المعلومات، وتجهيز الآلات الزراعية التقليدية في الحقول بأدمغة ذكية، مما وفر دعما تقنيا قويا لزيادة كمية إنتاج الغذاء.

ممارسة مبدأ "ضمان إنتاج الحبوب باستخدام التكنولوجيا"

منذ عام 2012، وبتوجيه من إستراتيجية "ضمان إنتاج الحبوب بحفظ الحقول الزراعية، وباستخدام التكنولوجيا"، اتخذت الصين إجراءات عديدة في تحسين خصوبة التربة وزيادة مساحة الأراضي الصالحة للزراعة من خلال تنفيذ عدد من المشروعات العلمية والتكنولوجية على المستوى الوطني، كما عملت على توفير الحقول والحبوب من خلال تطوير الزراعة ثلاثية الأبعاد والزراعة البحرية. بحلول عام 2021، قد تم تحويل ستة ملايين مو من أراضي التربة القلوية المالحة إلى حقول خصبة، كما تم زراعة أكثر من 100 مليون مو من الأراضي بالتقنية الزراعية الجديدة الموفرة للمياه في المناطق القاحلة وشبه القاحلة، كنموذج عرض للتقنية. في الوقت نفسه، يوفر البحث والتطوير لمعدات جديدة مثل حصادات الأرز والقمح الذكية والفعالة دعما قويا للإنتاج الزراعي. وفقا للإحصائيات، ساهم تقدم العلوم والتكنولوجيا الزراعية في الصين في زيادة الإنتاج بنسبة 5ر53% في عام 2012 و7ر60% في عام 2020، ومن المتوقع أن تصل إلى 64% في عام 2025.

إن التحسين المستمر لمحتوى العلوم والتكنولوجيا الزراعية لا ينفصل عن مدخلات العاملين العلميين والتكنولوجيين. في السنوات العشر الماضية، ركزت حكومة الصين على الصناعات الريفية المميزة في المناطق الفقيرة، حيث نفذت 37600 مشروع بحث علمي على مختلف المستويات حول هذه الصناعات، وتم استثمار أكثر من 20 مليار يوان (الدولار الأمريكي يساوي 7ر6 يوانات حاليا)، وتم اختيار 289800 موظف فني متخصص في العلوم والتكنولوجيا، وتم توقيع 77000 عقد للتوأمة والشراكة بشأن المساعدات العلمية والتكنولوجية، وتم بناء 1290 منصة للابتكار وريادة الأعمال، وتم الترويج لأكثر من 50000 تقنية متقدمة وقابلة للتطبيق، مما ساعد في زيادة الإنتاج الزراعي ودخل المزارعين في نفس الوقت.

أما في الخارج، فتساعد الصين الدول النامية على تطوير الزراعة لتحسين مستوى إنتاجها من خلال التعاون الفني وتدريب الأفراد. منذ التأسيس الرسمي للصندوق الاستئماني لتعاون الجنوب- الجنوب بين الصين ومنظمة الأغذية والزراعة في عام 2009، أرسلت الصين أكثر من 250 خبيرا تقنيا زراعيًا إلى العديد من البلدان النامية لإجراء التدريب الميداني وتبادل المعارف والتقنيات والخبرات، بإجمالي أكثر من 1300 نشاط تدريبي/ مرة، استفاد منها بشكل مباشر أكثر من 100000 شخص.

قالت أغنيس كاليباتا، المبعوثة الخاصة لقمة الغذاء للأمم المتحدة: "الصين متميزة للغاية في إدارة مخزون الحبوب، كما أن إدارتها الممتازة لا تضمن أمن الإمدادات الغذائية للشعب الصيني فحسب، وإنما تقدم أيضا مساهمة في الأمن الغذائي العالمي."

 

©China Today. All Rights Reserved.

24 Baiwanzhuang Road, Beijing, China. 100037

京ICP备10041721号-4