جمهورية جزر القمر الاتحادية الإسلامية هي دولة جزرية أفريقية تقع في المحيط الهندي، وسُميت بـ"دولة القمر". الصين هي أول دولة تعترف باستقلال جزر القمر، وتقيم علاقات دبلوماسية معها. منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين في عام 1975، تمسكت الصين وجزر القمر دائما بالصداقة المخلصة والاحترام والدعم المتبادل، فأصبحت نموذجا للمعاملة المتساوية والتعاون المربح للجميع بين الدول الكبيرة والصغيرة.

تعميق الثقة السياسية المتبادلة باستمرار

منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية قبل 48 عاما، تطورت الصداقة بين الصين وجزر القمر باستمرار، وتعززت الثقة السياسية المتبادلة بشكل متزايد. تدعم الصين جهود جزر القمر لصون الاستقرار الوطني وبناء "دولة ناشئة"، بينما تتمسك جزر القمر بسياسة الصين الواحدة، وتدعم دائما المصالح الجوهرية للصين. في السنوات الأخيرة، توثقت التبادلات الرفيعة المستوى بين الصين وجزر القمر، وقد حقق التبادل والتعاون في مختلف المجالات منجزات مثمرة، مما يرسي أساسا متينا لتعميق العلاقات الودية بين الصين وجزر القمر.

التقدم المطرد للتعاون العملي

قامت الصين وجزر القمر بالتبادلات والتعاون في المجالات المختلفة، مثل البنية التحتية والإذاعة والتلفزيون والاتصالات والثقافة والتعليم. ساعدت الصين جزر القمر على تنفيذ مشروعات عديدة، مثل بناية البرلمان والمركز الوطني للإذاعة والتلفزيون ومطار العاصمة الدولي والإستاد ومستشفى الصداقة الصينية- القمرية ومشروع التعاون الطبي والصحي، مما قدم مساهمات إيجابية لتحسين البنية التحتية وتعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية المحلية.

منذ عام 2007، تعاونت الصين مع جزر القمر في مجال مكافحة الملاريا، وحققتا نتائج ملحوظة. قدمت الصين الحلول الصينية لعلاج الملاريا لجزر القمر، حيث نفذت مشروع استخدام مادة الأرتيميسينين المصنوعة في الصين للقضاء على الملاريا بشكل سريع. بحلول عام 2017، تم تحقيق صفر وفيات بسبب الملاريا في جزر القمر، وانخفضت حالات الإصابة بالملاريا بنسبة 98%، فنجحت جزر القمر بذلك في التحول من منطقة بها معدلات إصابة عالية إلى منطقة بها معدلات إصابة منخفضة في فترة زمنية قصيرة. ولذلك حصلت جزر القمر على "جائزة مكافحة الملاريا في أفريقيا".

منذ انتشار كوفيد- 19، تضامنت الصين مع جزر القمر لمكافحة الوباء، وساعدت كل منهما الأخرى. الصين أول دولة قدمت لقاحات كوفيد- 19 والمواد المضادة للوباء لجزر القمر، وفي نفس الوقت، أرسلت أيضا الفرق الطبية لمكافحة الوباء إلى جزر القمر لمساعدتها على بناء الدفاع المناعي. بمساعدة الصين، حققت جزر القمر نتائج ملحوظة في مكافحة كوفيد- 19، حيث وصل معدل التطعيم فيها إلى 50%، وهو من بين أعلى المعدلات في الدول الأفريقية.

حققت الصين وجزر القمر إنجازات ملحوظة في البناء المشترك لـ"الحزام والطريق"، وقد استفاد الجانبان من التعاون، مما عزز تطوير العلاقات الثنائية بينهما. قامت المؤسسات الصينية، مثل شركة الهندسة الجيولوجية الصينية بتنفيذ مشروعات البنية التحتية مثل بناء الطرق والمستشفيات ومرافق إمدادات المياه في جزر القمر لمساعدتها على تحسين البنية التحتية. ساعد مشروع بناء كابلات الألياف البصرية المغمورة ومشروع تحديث الشبكة التي تتلاقى فيها الخدمات الثابتة والمتنقلة اللذان نفذتهما شركة هواوي، إلي تحسين مستوى تحديث شبكات الاتصالات في جزر القمر بشكل كبير، مما مكنها من تحقيق تغطية شبكة الجيل الرابع في جميع أنحاء البلاد، واحتلال مكانة رائدة في مجال الاتصالات في منطقة المحيط الهندي.

التبادلات الثقافية الأكثر نشاطا

خلال السنوات الثمان والأربعين الماضية، ازداد التعاون في مجالي التعليم والثقافة بين الصين وجزر القمر، مما أرسى أساس رأي عام متينا لتطوير العلاقات بين البلدين. في عام 2014، أسست الصين فصل كونفوشيوس في جزر القمر، وطورته إلى معهد كونفوشيوس في عام 2018. في غضون سنوات قليلة فقط، أُدرجت اللغة الصينية في الدورات الدراسية للمدارس الابتدائية والثانوية والجامعات في جزر القمر، وأعدت محطة التلفزيون الوطنية لجزر القمر برنامجا خاصا لتعليم اللغة الصينية، لذا، شرع المزيد من سكان جزر القمر في تعلم اللغة الصينية والتعرف على الثقافة الصينية. تُعد جزر القمر أيضا أول دولة أفريقية تستخدم معايير التلفزيون الرقمي الصينية، وتم بث قنوات CCTV-4 وCGTN الفرنسية والإنجليزية والقناة الوثائقية في جزر القمر على مدار الساعة، مما يوفر للسكان المحليين منصات مهمة لمعرفة الصين. كما توفر الصين لجزر القمر مائتي فرصة تدريب سنويا، وتقوم بتدريب الموظفين التقنيين المتخصصين في الطب والصحة والهندسة عبر المشروعات المختلفة التي تنفذها الصين في جزر القمر، مما يساعدها على تحقيق التنمية المستدامة المستقلة.

بالوقوف عند نقطة الانطلاق التاريخية الجديدة، ستتمسك الصين بممارسة مفهوم التعاون الحقيقي والودي والصادق، وتقوم بالتعاون الودي في مختلف المجالات مع جزر القمر في إطار منتدى التعاون الصيني- الأفريقي ومنتدى التعاون الصيني- العربي وغيرهما، وتعمل على تعزيز المواءمة بين البناء المشترك والعالي الجودة لـ"الحزام والطريق" وإستراتيجية جزر القمر "الدولة النائشة 2030"، وتواصل تعميق التعاون الودي والمنفعة المتبادلة بين البلدين، لرفع العلاقات الثنائية إلى مستوى أعلى وإفادة شعبي البلدين بشكل أفضل.

--

خه يان جيون، سفير الصين لدى جزر القمر.