ملف العدد < الرئيسية

القمة الصينية- العربية تعزز تواصل علاقة الصداقة بين الصين والسودان

: مشاركة
2023-01-06 14:45:00 الصين اليوم:Source ما شين مين:Author

القمة الصينية- العربية الأولى، التي عُقدت في ديسمبر عام 2022، تُعتبر حدثا رائعا اجتمعت فيه الصين والدول العربية لتعميق الصداقة ومناقشة خطط التنمية والسعي إلى خلق مستقبل أفضل، ولها مغزى مهم وتأثير عميق، ولا شك أنها ستصبح جزءا من تاريخ تطور العلاقات الصينية- العربية. السودان دولة عربية مهمة، ومنذ إقامة العلاقات الدبلوماسية بين الصين والسودان قبل 63 عاما، أصبحت العلاقة بين الجانبين أقوى وأمتن، وأصبحت نموذجا للعلاقات بين الصين والدول العربية. في السنوات الأخيرة، تطورت الشراكة الإستراتيجية بين الصين والسودان، على الرغم من مواجهتها لاختبارات قاسية، وحققت تقدما واختراقات جديدة باستمرار.

توطيد الثقة السياسية المتبادلة بين الصين والسودان

تسير العلاقات الصينية- السودانية في الاتجاه الصحيح تحت قيادة قادة البلدين. لقد أرسى القادة المتعاقبون أساسا متينا للعلاقات الصينية- السودانية. في العصر الجديد، شرع الرئيس الصيني شي جين بينغ والقادة السودانيون في تدشين المرحلة الجديدة للشراكة الإستراتيجية بين الصين والسودان. منذ الانتقال السياسي في السودان، تبادل الرئيس الصيني شي جين بينغ ورئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان رسائل عدة مرات لإرشاد اتجاه العلاقة الثنائية. وأجرى رئيس مجلس الدولة الصيني لي كه تشيانغ وعضو مجلس الدولة الصيني ووزير خارجية الصين وانغ يي محادثات هاتفية مع رئيس الوزراء السوداني ووزيرَيْ خارجية السودانَ الحالي والسابق، كما أجرى نائب وزير خارجية الصين دنغ لي مشاورات سياسية مع نائب وزير خارجية السودان لضخ قوة محركة الجديدة في تطوير العلاقة الثنائية بين الصين والسودان. كما أن الزيارات الناجحة التي قامت بها شو جينغ، الممثلة الخاصة للحكومة الصينية للشؤون الأفريقية، وتشاي جيون المبعوث الخاص للحكومة الصينية لقضايا الشرق الأوسط، وشيويه بينغ المبعوث الخاص لوزارة الخارجية الصينية لمنطقة القرن الأفريقي، ولي ليان خه السفير بإدارة شؤون غربي آسيا وشمالي أفريقيا بوزارة الخارجية الصينية، إلى السودان قد عززت التوافق الإستراتيجي المتعلق بتطوير التعاون الودي بين البلدين.

الصين والسودان يتبادلان الدعم بحزم وقوة

تعتبر الصين والسودان نموذجا من حيث التشابه في القيم والتفكير، ومنذ فترة طويلة، يتبادل الجانبان الدعم بحزم في القضايا التي تنطوي على المصالح الجوهرية والشواغل الرئيسية لكل منهما، بدون قيود وشروط، مما يعكس الأصالة والإخلاص بين البلدين الصديقين. منذ بداية عام 2022، شهد الدعم السياسي بين البلدين اختراقات جديدة، حيث أصدر علي الصادق وزير خارجية السودان بيانا بشأن دعم مبدأ الصين الواحدة وجهود الصين لحماية السيادة الوطنية والأمن والسلامة الإقليمية فور انتهاء زيارة نانسي بيلوسي رئيسة مجلس النواب الأمريكي تايوان. في الدورة الواحدة والخمسين لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، وقف السودان إلى جانب الصين وصوت ضد مشروع القرار المتعلق بشينجيانغ الذي اقترحته الولايات المتحدة الأمريكية. والصين من جانبها تدعم السودان في مختلف المحافل المتعددة الأطراف مثل مجلس الأمن ومجلس حقوق الإنسان التابعين للأمم المتحدة، وتعارض أي تدخل غير قانوني أو العقوبات الأحادية الجانب ضد السودان، وتدعو المجتمع الدولي إلى احترام سيادة السودان، لتوفير "طاقة إيجابية" لعملية الانتقال السياسي في السودان.

تقدم التعاون المتبادل والمنفعة المتبادلة

الصين والسودان بلدان رائدان في تحقيق المنفعة المتبادلة والفوز المشترك. في السودان، تم إنشاء سلسلة صناعة نفطية كاملة تشمل التنقيب عن النفط والغاز والتعدين والصهر والصناعة الكيماوية والتجارة بالتعاون بين البلدين، ويُعتبر سد مروي وغيره من مشروعات الطاقة الكهرومائية الثلاثة، التي بنتها المؤسسات الصينية، من المعالم الوطنية للسودان، لدرجة أن صورتها طبعت على الجنيه السوداني، كما أصبح القصر الرئاسي الجديد وقاعة الصداقة في السودان، اللذان تم بناؤهما بمساعدة الصين، معلَمين يرمزان إلى سيادة السودان وكرامته الوطنية. علاوة على ذلك، استفاد مائة وخمسون ألف مزارع سوداني من منطقة التعاون الزراعي الصينية- السودانية، وقدمت شركة شانغهاي- السودان للأدوية 90% من الأدوية المضادة للملاريا في السودان وعالجت أكثر من عشرة ملاين سوداني. في السنوات الأخيرة، استمر التعاون بين البلدين في التوسع في مجالات النفط والزراعة والتعدين والاقتصاد والتجارة والطب والاتصالات والبنية التحتية وغيرها، كما تطورت مشروعات التعاون الرئيسية إلى مستوى جديد في هذا الإطار. حيث شرعت شركة جرينرود الدولية للخدمات اللوجستية الصينية في تشغيل خط الشحن البحري بين السودان والصين، واستقرت الكثير من المؤسسات الصينية المشهورة مثل شركتي شيري  للسيارات ووانباو للتعدين في السودان، واستفاد أكثر من سبعين ألف محلي في غرب دارفور من مشروع صحة الأمومة والطفولة بالتعاون بين الحكومة الصينية ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة، وتم تكثيف الاستعدادات قبل تنفيذ مشروع بناء المسلخ الحديث، وتم تسليم أربع وثلاثين قاطرة للسكك الحديدية، من إنتاج الشركة الصينية لإنشاء السكك الحديدية   CRRC Ziyang إلى السودان بحلول نهاية عام 2022، وستبدأ الصين في تنفيذ مشروع حفر الآبار وإمدادات المياه في المناطق الريفية السودانية، مما يُظهر الجهود الجديدة للصين والسودان في تحقيق الفوز المشترك من خلال التعاون وتقديم المنافع لمعيشة الشعب.

تعميق وتوثيق الروابط بين الشعبين

 يعتبر البلدان نموذجا أيضا من حيث التعلّم المتبادل. تأسست فرقة الأكروبات السودانية تحت رعاية رئيس مجلس الدولة الصيني شو أن لاي، واشتهرت باسم "زهرة الصداقة الصينية- السودانية" وأصبحت رمزا للتعاون الثقافي الصيني- السوداني بعد أكثر من نصف قرن من التطور. حاليا، أصبح أكثر من عشرة آلاف سوداني، ممن درسوا وتلقوا التدريبات في الصين، الدعامة الأساسية لتعميق الصداقة بين الصين والسودان. يريد المزيد من شباب السودان زيارة الصين، فأصبحت الدراسة في الجامعات الصينية هي الاختيار الأول للطلاب السودانيين، وأصبحت اللغة الصينية من أكثر التخصصات شعبية في الجامعات السودانية. منذ تأسيس معهد كونفوشيوس بجامعة الخرطوم قبل ثلاثة عشر عاما، تم تدريب أكثر من ثلاثين ألف طالب متخصص في اللغة الصينية، فانتشرت الثقافة الصينية في السودان باستمرار. في السنوات الأخيرة، شهد التعاون والتبادل الثقافي والتعليمي بين الصين والسودان إنجازات جديدة. على سبيل المثال، تم بناء ثلاث مدارس للصداقة الصينية- السودانية، وتم إنشاء فصول تدريس متعددة الوسائط، كما تم بناء مركزي الصداقة الصينية- السودانية للوسائط المتعددة في مجمع السودان وجامعة السودان للعلوم والتكنولوجيا، وأصبحت لفرقة الأكروبات السودانية قاعة الصداقة الصينية- السودانية للتدريبات، وتم افتتاح "مكتبة السفير الصيني" في أربع جامعات سودانية، بما في ذلك جامعة الخرطوم، وتم إنشاء تحالف السودان لتعليم اللغة الصينية رسميا، وتم زراعة الكثير من الأشجار التي ترمز للصداقة الصينية- السودانية في المدارس الابتدائية والثانوية السودانية، وزار حوالي مائتي طالب سوداني وأكثر من ألف ومائتي صديق سوداني الصين للدراسة والتدريب فيها، مما يحث المزيد من شباب السودان على معرفة الصين، ويعزز المشاعر الودية تجاه الصين في قلوبهم.

الدعم المتبادل وكتابة فصل جديد للعلاقات الثنائية

العمل معا للتغلب على الصعوبات، تقليد راسخ بين الصين والسودان. منذ 51 عاما، ظلت الصين ترسل فرقا طبية إلى السودان للعناية بالجرحى وإنقاذ أرواح السودانيين، حيث قدمت 37 دفعة من الفرق الطبية الصينية، بما فيها 1111 موظفا طبيا، خدمات التشخيص والعلاج لأكثر من 2ر8 ملايين مريض سوداني. كما مدت الحكومة السودانية وشعبها يد العون للصين بعد كارثة زلزال ونتشوان في عام 2008. في السنوات الأخيرة، من أجل مكافحة الوباء والفيضانات، أرسلت الصين فريقا مكونا من عشرين خبيرا طبيا إلى السودان، وقدمت أكثر من عشرين دفعة من إمدادات مكافحة الوباء والفيضانات و259 ألف جرعة من اللقاحات المضادة لكوفيد- 19، وتبرعت الشركات الصينية بستة وستين صندوقا من الأدوية للسودان، مما يظهر الصداقة العميقة بين الشعبين الصيني والسوداني.

الاستفادة من مزايا البلدين لتحقيق المزيد من المنجزات

في أكتوبر عام 2022، عُقد المؤتمر الوطني العشرون للحزب الشيوعي الصيني، حيث تم تحديد المخطط الشامل لتنمية الصين في المرحلة التالية. الصين والسودان دولتان ناميتان، تتمتعان بالصناعات والموارد المتكاملة والإمكانات الهائلة للتعاون وآفاق التنمية الواسعة. إن الصين على استعداد لاتخاذ القمة الصينية- العربية كفرصة لتنفيذ التوافق الهام الذي تم التوصل إليه في القمة والسعي إلى ربط السياسات الإستراتيجية بشكل مشترك، وخلق نقاط نمو جديدة للتعاون في مجالات الزراعة وتربية الحيوانات والموارد المعدنية والاقتصاد الإقليمي على طول البحر الأحمر ونهر النيل ومشروعات البنية التحتية مثل المطارات والملاحة عبر الأقمار الاصطناعية وتحسين القدرة على التعليم والتدريب، لكتابة فصل جديد في الشراكة الإستراتيجية بين الصين والسودان، وتقديم مساهمات جديدة لبناء رابطة المصير المشترك بين الصين والدول العربية في العصر الجديد.

--

 

ما شين مين، سفير الصين لدى السودان.

©China Today. All Rights Reserved.

24 Baiwanzhuang Road, Beijing, China. 100037

京ICP备10041721号-4