ملف العدد < الرئيسية

خلق مستقبل أجمل للعلاقات الصينية- المغربية بجهود مشتركة

: مشاركة
2023-01-06 14:53:00 الصين اليوم:Source لي تشانغ لين:Author

المملكة المغربية دولة مهمة في أفريقيا والعالم العربي، وتعرف بأنها "حديقة أفريقيا الشمالية". رغم أن المسافة بين الصين والمغرب تبلغ حوالي عشرة آلاف كيلومتر، فإن ثمة تاريخا طويلا من التواصل الودي بين البلدين. المملكة المغربية هي الطرف الغربي لـ"طريق الحرير البحري" القديم. وفي القرن الثامن الميلادي، زار الصيني دو هوان من فترة أسرة تانغ (618- 907) المغرب، وفي القرن الرابع عشر، تبادل الرحالة الصيني وانغ دا يوان والرحالة المغربي ابن بطوطة "زيارة" بلد الآخر في نفس الفترة تقريبا، فصار ذلك قصة يرويها الشعبان الصيني والمغربي حتى اليوم. وكانت البضائع الصينية مثل الشاي والخزف والحرير تنتقل إلى أوروبا من خلال المغرب بلا انقطاع.

منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية بين جمهورية الصين الشعبية والمملكة المغربية في الأول من نوفمبر عام 1958، تتطور العلاقات الثنائية بسلاسة، ويتقدم التبادل والتعاون بين البلدين في مختلف المجالات بخطوات ثابتة. في عام 2016، أقامت الصين والمغرب علاقات الشراكة الإستراتيجية، فكان ذلك معلما جديدا لتطور العلاقات بين البلدين. بفضل رعاية ودفع الرئيس شي جين بينغ والملك محمد السادس في السنوات الأخيرة، دخلت العلاقات الصينية- المغربية "المسار السريع" وتتطور بخطى حثيثة.

يتمسك الجانبان الصيني والمغربي بتبادل الاحترام والمساعدة، وتقوية الثقة المتبادلة بلا انقطاع. يحافظ الرئيس شي جين بينغ والملك محمد السادس على الاتصالات الإستراتيجية لتوجيه تطوير العلاقات بين البلدين. وبإرشاد من التوافق بين زعيمي البلدين، يتبادل الجانبان الدعم في السير في طريق التنمية المناسب لظروفهما المحلية، ويعارضان تدخل القوى الخارجية في الشؤون الداخلية للجانب الآخر. ويتمسك الجانب المغربي بالعدالة ويدافع عنها في الشؤون المتعلقة بتايوان وشينجيانغ وهونغ كونغ وحقوق الإنسان وغيرها، ويتفهم ويدعم المطالب المشروعة والمعقولة للصين، ويقدر الجانب الصيني ذلك من صميم قلبه. أمام وباء كوفيد- 19 الذي انفجر فجأة، اختار الجانب المغربي الصين كالشريك التعاوني الأهم في مكافحة الوباء. بينما لم تخيب الصين ثقة وأمل الجانب المغربي فيها، حيث قامت بتعاون مثمر مع الجانب المغربي في شراء مواد مكافحة الوباء وتوريد لقاحات كوفيد- 19 وإنتاجها المشترك وغيرها من المجالات، وتهتم إلى أقصى حد بشواغل الجانب المغربي، وتقدم مساهمات هامة في ضمان صحة وسلامة حياة الشعب المغربي.

يتمسك الجانبان الصيني والمغربي بتبادل المنفعة والفوائد، ومواصلة تعميق التعاون الفعلي بينهما. يظهر الجانبان الصيني والمغربي مزايا كل منهما بشكل كامل، لدفع التعاون في البناء المشترك لـ"الحزام والطريق". وقد وقع الجانبان أول خطة تعاونية للبناء المشترك لـ"الحزام والطريق" في منطقة شمالي أفريقيا في بداية عام 2022، الأمر الذي فتح آفاقا جديدة للتواصل والترابط والتعاون بين البلدين. في إطار البناء المشترك لـ"الحزام والطريق"، استقرت في المغرب شركات صينية مثل شركة سيتيك ديكاستال المحدودة لصناعة الإطارات، وأبدت العديد من الشركات الصينية الأخرى عن رغبتها في الاستثمار في إنشاء المصانع في المغرب. وقد تم توقيع اتفاقية الاستثمار في مشروع مدينة محمد السادس طنجة- تيك الذي يهتم به الجانبان، ويُعتبر ذلك خطوة حاسمة لهذا المشروع. ويزداد حجم التبادل التجاري بين البلدين باستمرار، حيث وصلت إلى مستوى قياسي جديد بلغ 51ر6 مليارات دولار أمريكي في عام 2021. وظلت الصين ثالث أكبر شريك تجاري للمغرب لمدة ثلاث سنوات متتالية. في الأيام الأخيرة، تم افتتاح خط النقل المتعدد الوسائط "رونغأوفي" (تشنغدو- أوروبا- أفريقيا)، مما يوفر قناة تجارية ولوجستية أكثر ملاءمة للصين والمغرب. ونثق بأنه سيضيف قوة محركة جديدة إلى التعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين.

يتمسك الجانبان الصيني والمغربي بالتعلم المتبادل والاستفادة المتبادلة، وتصبح التبادلات الإنسانية بين الجانبين أوثق يوما بعد يوم، وتتقدم في الصف الأمامي بين دول المنطقة، حيث أن المملكة المغربية من الدولة العربية القليلة التي لديها مركز ثقافي صيني وثلاثة معاهد كونفوشيوس، كما أنها واحدة من الدول التي ترسل أكبر عدد من الطلاب المبعوثين إلى الصين، وواحدة من دول المقاصد السياحية الأفريقية التي شهدت أكبر إقبال من السياح الصينيين قبل تفشي وباء كوفيد- 19. في الوقت نفسه، يسرنا أن نرى أن دفعة من الشخصيات التي تعمل على دفع التبادل والتعاون الثقافي بين الصين والمغرب وتعزيز تفاهم الشعبين تنبثق تدريجيا في السنوات الأخيرة. ومن بينهم الدكتور ناصر بوشيبة الصينولوجي الذي "يتكلم اللغة الصينية أفضل من الصينيين"، والسيد فتح الله ولعلو وزير الاقتصاد والمالية المغربي السابق الفائز بجائزة المساهمة المتميزة في الكتب الصينية، والسيد محمد خليل الفائز بـ"جائزة المساهمة البارزة للصداقة الصينية- العربية" رئيس جمعية الصداقة والتبادل المغربية- الصينية، والفتاة دينا عثماني التي تنشد الأغاني الصينية في شوارع المغرب مرتدية أزياء قومية هان الصينية التقليدية، والطالبة المبعوثة حنان اتهاميك (اسمها الصيني خه شياو نا) التي تبادر إلى نشر مقالات في وسائل الإعلام المغربية لتحكي ما ترى وما تسمع وما تشعر به في الصين. بفضل جهود كل هؤلاء، قربت المسافة بين الشعبين الصيني والمغربي.

 

في التاسع من ديسمبر عام 2022، عقدت القمة الصينية- العربية الأولى في الرياض بالسعودية. وتُعتبر هذه القمة عملا دبلوماسيا مهما قامت به اللجنة المركزية الجديدة للحزب الشيوعي الصيني تجاه العالم العربي، وتقرر التصميم على المستوى الأعلى للتنمية المستقبلية للعلاقات الصينية- العربية، وتبعث إشارة إيجابية قوية لعصر التضامن والتعاون بين الصين والدول العربية، فيكون لها معنى مهم. ويرغب الجانب الصيني في التعاون الوثيق مع الجانب المغربي لإنجاح هذه القمة، وتقديم مساهمات في بناء رابطة المصير المشترك بين الصين والدول العربية في العصر الجديد. وفي الوقت نفسه، يرغب الجانب الصيني في تعزيز التبادل والتنسيق مع الجانب المغربي، لتنفيذ نتائج القمة، وتوسيع الاتصالات الودية والتعاون المتبادل المنفعة بين البلدين، وخلق مستقبل أجمل للعلاقات الصينية- المغربية بجهود مشتركة.

--

لي تشانغ لين، سفير الصين لدى المملكة المغربية.

©China Today. All Rights Reserved.

24 Baiwanzhuang Road, Beijing, China. 100037

京ICP备10041721号-4