مال واقتصاد < الرئيسية

تشنغدو على طريق الحياة المنخفضة الكربون

: مشاركة
2021-11-04 16:00:00 الصين اليوم:Source وانغ يويه:Author

عند مدخل أحد التجمعات السكنية في مدينة تشنغدو، حاضرة مقاطعة سيتشوان في جنوب غربي الصين، تلفت الانتباه بناية زجاجية صغيرة، بنيت ضمن مشروع برنامج "إعادة التدوير ومضاعفة المكسب"، وافتتحت في يناير 2021. ببساطة، الشخص الذي يحمل نفايات قابلة للتدوير إلى هنا يحصل على مقابل مادي فورا، وأيضا على نقاط يتم تجميعها واستبدالها بالمال. هذا يعني أنه يحصل على مكسب مضاعف، وكل ذلك لأنه في إعادة التدوير وتقليل بصمته الكربونية.

بناية لتصنيف النفايات

في داخل تلك البناية الزجاجية، توجد خمس مناطق لتجميع المواد القابلة لإعادة التدوير: المنسوجات والزجاج والبلاستيك والمعادن والقصاصات الورقية. يرشد العاملون في البناية السكان لاختيار المنطقة مناسبة ليضعوا فيها النفايات، ويوجد في أحد اركان البناية ميزان إلكتروني، يضع عليه صاحب النفايات القابلة للتدوير ما يحمله ويحدد فئتها على الشاشة الإلكترونية، ويقوم النظام تلقائيا بعرض الوزن، وبعد النقر فوق "تأكيد"، يظهر رمز الاستجابة السريعة على الشاشة، فيقوم صاحب النفايات بمسح الرمز بهاتفه النقال ليضاف إلى رصيده بمحفظة ويتشات الخاصة به ثمن ما قدم من نفايات. هذه العملية السريعة والمباشرة للوزن وتحويل الثمن جعلت البناية الزجاجية مقصدا للسكان.

 إلى جانب ما يحصل عليه الشخص في كل مرة يسلم النفايات، يحصل على مكافأة إضافية قدرها مائة يوان (الدولار الأمريكي يساوي 5ر6 يوانات) عندما تصل كمية النفايات القابلة لإعادة التدوير التي جلبها إلى طن واحد. قد تكون كمية النفايات القابلة لإعادة التدوير التي يأتي بها الشخص إلى هنا قليلة، ولكنها تعد مساهمة في الحملة الوطنية للحد من التلوث ومواجهة تغير المناخ. من خلال هذه الابتكارات وغيرها، تستعد مدينة تشنغدو لتصبح مدينة رائدة خالية من الكربون في الصين.

منصة "تانهوي تيانفو"

برنامح "تانهوي تيانفو" هو منصة للمصالح العامة الخضراء يمكن الوصول إليها من خلال موقعها على شبكة الإنترنت وتطبيقها، ولها أيضا حسابها الرسمي الخاص على ويتشات ومعظم وسائل التواصل الاجتماعي ومنصات الدفع عبر الإنترنت الأكثر شيوعا في الصين. ما إن يدخل الشخص إلى هذا التطبيق حتى تظهر على الشاشة صورة للباندا تانتان، وهي تميمة حملة " تشنغدو المنخفضة الكربون". تتفاعل مع المستخدمين، وتقدم معلومات عن التنوع البيولوجي، وخفض انبعاثات الكربون والجوانب الأخرى لحماية البيئة، وتشجعهم على اتباع نمط حياة منخفض الكاربون.

في عام 2020، بدأت حكومة تشنغدو في الترويج لسياسة "التشجيع المزدوج" للحد من انبعاثات الكربون. وقد أطلق عليها اسم "مزدوج"، لأنها تستهدف السكان والشركات على حد سواء. يتم تشجيع السكان على تقليل انبعاثات الكربون عن طريق الوصول إلى مقاصدهم باستخدام مركبات الطاقة الجديدة إذا كان ذلك ممكنا، ورعاية محلات السوبر ماركت والفنادق ونقاط الخدمة الأخرى المنخفضة الكربون. بمجرد أن يجمع الشخص النقاط من خلال القيام بذلك، يحصل على قسائم لشراء "السلع والخدمات الخضراء" من المتاجر الخاصة عبر الإنترنت. وبالنسبة للشركات، يمكنها تحسين مستوى إدارة أصول الكربون، وتقليل كمية انبعاثات الكربون الناتجة عن عملية الإنتاج، من خلال التحول التكنولوجي الموفر للطاقة، وتطوير وتجديد الطاقة، وإنشاء مشروعات حماية البيئة، ويمكنها أن تستخدم نقاطها لإجراء معاملات تعويض الكربون على منصات التجارة عبر الإنترنت.

أدى إطلاق حملة "تشنغدو المنخفضة الكربون" إلى خفض ما لا يقل عن 40 ألف طن من انبعاثات الكربون. وقد انضم العديد من الشركات الضخمة إلى الحملة، مثل منطقة جبل تشينغتشنغ- دوجيانغيان السياحية وشركة أعمال السيارات الأولى- تويوتا (FAW Toyota) وبنك الصين الصناعي.

ترقية البناء الأخضر

قطاع البناء والتشييد من أكبر القطاعات المسببة لانبعاث الكربون، فضلا عن كونها من أكثر القطاعات استهلاكا للطاقة. ولهذا، فإن البناء الأخضر يعد إجراء هاما لوصول الصين إلى ذروة انبعاثات ثاني أكسيد الكربون وتحقيق الحياد الكربوني. تعمل تشنغدو على تعزيز البناء الأخضر في جميع مشروعات البناء. في يونيو عام 2021، نفذت المدينة إنشاءات خضراء تبلغ مساحتها أكثر من 200 مليون متر مربع، وحصل 246 مشروعا إنشائيا على علامة البناء الأخضر، وهي معيار وطني للبنايات الخضراء التي تستوفي معايير توفير الطاقة والأرض والمياه، والحد من التلوث وحماية البيئة.

مطار تيانفو الدولي، الذي بدأ تشغيله في يونيو عام 2021، على سبيل المثال، حصل على شهادة البناء الأخضر من فئة الثلاث نجوم، وهي أعلى مستوى للبنايات الخضراء. قال تشيو شياو يونغ، كبير المهندسين المعماريين في معهد جنوب غربي الصين للتصميم المعماري والبحوث، وهو أيضا كبير مصممي مطار تيانفو الدولي، إن بنايتي المطار تم تصميمهما بنوافذ زجاجية ضخمة لزيادة استخدام الضوء الطبيعي. فليس من الضروري تشغيل تكييف الهواء فيهما في الربيع والخريف، ومن ثم توفير المزيد من الطاقة.

إلى جانب المشروعات الجديدة الصديقة للبيئة، تقوم مدينة تشنغدو بتجديد البنايات القديمة لجعلها أكثر خضرة. على سبيل المثال، فإن قاعة العلوم بمعهد سيتشوان لأبحاث البناء، التي بنيت في عام 1985، تم تجديدها في عام 2018، وأصبحت أول مشروع تجديد أخضر من فئة الثلاث نجوم للبنايات القائمة في جنوب غربي الصين.

تعتمد بناية قاعة العلوم والتكنولوجيا على تقنيات مثل البناء السلبي، وتوليد الطاقة الكهروضوئية الشمسية، وتظليل الشمس الخارجي، ومعالجة تنقية الهواء وفقا للظروف المحلية، بالإضافة إلى تخضير السقف، ومراقبة جودة الهواء عبر الإنترنت، وإعادة تدوير مياه الأمطار، والإضاءة الذكية+ نظام التحكم في التكييف، ونظام استعادة حرارة الهواء النقي، والذكاء المتكامل، وأنظمة إدارة استهلاك الطاقة، واستخدام المواد القابلة لإعادة التدوير، وما إلى ذلك من التدابير الخضراء. بعد التجديد، أصبح استهلاك الطاقة في قاعة العلوم نصف ما تستهلكه البنايات المماثلة، وتم خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون السنوية بنحو 4600 طن.

الاتجاه الجديد للتشجير

في عام 2018، استضافت مدينة تشنغدو حدثين كبيرين، المنتدى الدولي الثاني الرفيع المستوى بشأن التنمية الحضرية المستدامة الذي نظمه برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية والمركز الصيني للتنمية الحضرية، وكذلك منتدى قمة تكنولوجيا الأمن السيبراني. وقد زرعت تشنغدو غابة مساحتها 47 هكتارا في بلدة شانتشيوان لتعويض نحو 1387 طن من الانبعاثات الناتجة عن هذين الحدثين، وفقا للتقديرات، في سابقة هي الأولى من نوعها في الصين.

وفقا لتقرير صادر عن مركز شهادات الجودة في الصين، فإن 95% من الأشجار في غابة بلدة شانتشيوان، وخاصة الكافور والجنكة والأوسمانثوس، مازالت حية، وتنمو بشكل جيد. الغابة مفتوحة للجمهور كمثال على تحقيق تشنغدو هدف المدينة التجريبية المنخفضة الكربون.

من المسلم به عالميا أن عزل الكربون في الغابات هو وسيلة فعالة واقتصادية لمعالجة تغير المناخ العالمي وتحقيق أهداف الحياد الكربوني. في أغسطس عام 2021، نشر مكتب الإدارة للبناء الحضري في تشنغدو تقرير عام 2020 عن الموارد الحرجية والحالة البيئية للغابات، والذي قال إنه من عام 2016 إلى عام 2020، زادت مساحة غابات تشنغدو بمقدار 27 ألف هكتار. حاليا، يمتد الغطاء الأخضر على أكثر من 20ر40% من مساحة المدينة، ويبلغ متوسط نصيب الفرد من الأشجار 46 شجرة. في عام 2020، احتجزت الغابات والمساحات الخضراء في تشنغدو مليوني طن من ثاني أكسيد الكربون وأنتجت أكثر من أربعة ملايين طن من الأكسجين.

قال خه كه بين، الأستاذ في كلية البيئة بجامعة تشينغهوا والأكاديمي في الأكاديمية الصينية للهندسة، إن تشنغدو أصبحت مدينة صديقة للبيئة وصالحة للعيش حيث تتعايش الطبيعة والناس في تناغم. وقد تحسنت نوعية حياة سكانها وانخفض مستوى انبعاث الكربون. يمكن القول إن تشنغدو في طليعة تحقيق هدف "الكربون المزدوج" (أي ذروة الكربون ومحايدة الكربون).

--

وانغ يويه، كاتب في مجلة ((ثقافة سيتشوان)) الصينية.

©China Today. All Rights Reserved.

24 Baiwanzhuang Road, Beijing, China. 100037

京ICP备10041721号-4