سياحة < الرئيسية

فوقونغ: أرض السعادة والتكوينات الصخرية الغامضة

: مشاركة
2021-04-30 09:27:00 الصين اليوم:Source ما لي:Author

مع وصول أمطار الربيع، غطت السحب والضباب المناظر الطبيعية الجبلية لوادي نوجيانغ في شمال غربي مقاطعة يوننان بجنوب غربي الصين. يخلق المزج بين الضباب والمناظر الجبلية أجواء تبشر بحلول الربيع.

تقع محافظة فوقونغ في بطن وادي نوجيانغ، وتبلغ مساحتها 44ر2756 كيلومترا مربعا، وتمتد حوالي 142 كيلومترا على حدود الصين مع ميانمار. هذا المكان ذو أهمية كبيرة للمحافظة على البيئة الإيكولوجية في جنوب غربي الصين. كما أن فوقونغ موطن أبناء أكثر من عشرين أقلية قومية صينية، منها قوميات ليسو ونو وباي ودولونغ وناشي وبومي. يمثل أبناء قومية ليسو ونو غالبية أبناء الأقليات القومية المحلية. تتميز هذه المحافظة بتنوع كبير في العادات والتقاليد والثقافات، وتعيش في أجواء متناغمة.

إلى جانب تكويناتها الصخرية الفريدة والأساطير الغامضة وثقافة الغناء والرقص، تعد هذه المحافظة أيضا المنطقة الأساسية لمنطقة "الأنهار الثلاثة المتوازية" المدرجة على قائمة التراث الطبيعي العالمي.

 الثقافة الشعبية

يعبد أبناء الأقليات القومية في فوقونغ الآلهة منذ العصور القديمة، وإلهة جبل القمر الموجودة في أساطير أبناء قومية ليسو، هي الإلهة الأنثى الوحيدة التي قدسها أبناء ليسو. وفقا للأساطير، فإن إلهة جبل القمر، تجلب البركة وتحمي السكان المحليين من الكوارث الطبيعية. منذ آلاف السنين، يؤمن أبناء قومية ليسو بأن حياتهم اليومية تحت حماية جبال القمر.

توجد في هذه المنطقة الجبلية بعض التكوينات الصخرية المذهلة، مثل حجر القمر وحجر الشمس، وهي قطع فنية طبيعية رائعة نحتتها الطبيعة. هناك أيضا غابات بدائية جميلة تبهر الناظرين بأناقتها الطبيعية. يتدفق نهر نوجيانغ المجاور بين سلسلتين جبليتين تعرفان باسم جبال قاوليقونغ وجبال بيلوه الثلجية، حيث يشق طريقه إلى البحر. على صفحة المنحدرات الشاهقة، لا يزال من الممكن رؤية اللوحات الصخرية التي زادتها السنوات إشراقا.

يمكن رصد آثار التاريخ من المناظر الطبيعية الخلابة. طريق تشاما (الشاي والخيل) القديم، الذي يمر بالينابيع والحقول المدرجة والأنهار الخضراء، شهادة حية على الأنشطة البشرية في عصور ما قبل التاريخ في وادي نوجيانغ. المنطقة مليئة بالبحيرات والشلالات والنباتات النادرة، التي يحميها جبل هوانغقوان، وهي أيضا موطن لمجموعة متنوعة من الحيوانات البرية والنباتات الغريبة، وكلها تعيش في وئام مع جيرانها من البشر.

تتميز هذه المنطقة بالحيوية والشغف. هنا يجد الناس الحب الحقيقي أو يزرعون بذور الأمل. أكبر مهرجان شعبي تقليدي في المنطقة هو مهرجان كوشي لقومية ليسو، إنه بمثابة الاحتفال بالسنة الجديدة لقومية ليسو. يحتفل بهذا المهرجان أبناء قومية ليسو، الذين يعيشون في منطقة نوجيانغ، منذ أكثر من خمسمائة عام. خلال المهرجان، يصلي الناس من أجل الصحة والسعادة والحصاد الوفير في العام المقبل.

ليس هناك تاريخ محدد للاحتفالات، ويتم تحديد موعدها من قبل شخص مسن ذي أخلاق سامية وسمعة طيبة في القرية، ويكون الموعد عادة خلال الفترة من اليوم الخامس من الشهر الأول إلى اليوم العاشر من الشهر الأول من السنة التالية حسب التقويم القمري الصيني. بعد تحديد الموعد كل سنة، تبدأ العائلات في الاستعداد للاحتفال وإبلاغ أبنائهم الذين يعيشون خارج القرية للعودة إلى مسقط رأسهم للمشاركة في الاحتفالات.

في عام 2009، تم إدراج المهرجان في قائمة التراث الثقافي غير المادي لمقاطعة يوننان. يتميز مهرجان كوشي السنوي بمجموعة متنوعة من المسابقات الرياضية المحلية مثل رمي السهام، بالإضافة إلى عروض الرقص الجماعي الترفيهي التقليدي لأبناء ليسو، أضيفت فعاليات عصرية، مثل "دفن العشاق على الشاطئ"، وتسلق الأعمدة للفوز بالحب.

يتميز أبناء قومية نو في فوقونغ برقصتهم القومية الرائعة في الاحتفال بعيد الربيع، والتي تحمل اسم رقصة دابييا، التي أدرجت في قائمة التراث الثقافي غير المادي على المستوى الوطني في الصين. تُؤدى هذه الرقصة على أنغام آلة موسيقية محلية تحمل الاسم نفسه، وهي آلة تشبه آلة بيبا الموسيقية الصينية، وتتميز بصوت واضح ولطيف ورنان، مما يجعلها مناسبة لخلق بيئة احتفالية، ويمكن استخدامها لعزف أنماط مختلفة من الألحان.

التعايش المنسجم بين الإنسان والطبيعة

حافظ أبناء قوميتي ليسو ونو الذين يعيشون في محافظة فوقونغ على تقليد احترام الطبيعة وحمايتها عبر أجيال عديدة. ونتيجة لذلك، نجحوا في المحافظة على سلامة الغابات المحلية والنظام البيئي.

خلال السنوات الأخيرة، تم التقاط صور لحيوانات ونباتات نادرة في محافظة فوقونغ بلا انقطاع، منها حيوانات محمية من الدرجة الأولى على المستوى الوطني في الصين، مثل طائر المنال سكلاتيري وأيل مسك الغابات الصيني وطائر تدرج الدم، بالإضافة إلى أنواع نباتية مثل شجر الورد الكبير الأوراق والطقسوس الصيني والتنوب التايواني.

أصبحت حماية الطبيعة هدف ومسؤولية أبناء فوقونغ جيلا بعد جيل.

من المشاهد التي لا ينبغي أن تفوت زوار قرية لاومودنغ في محافظة، شاي لاومودنغ، الذي يمارس أبناء قومية نو زراعته على مدى أجيال عديدة، والأرز المحلي المقلي، والتنزه في قمة الجبل الغامض، والكاتدرائية الرائعة على ضفة النهر، وحفلة نار المخيم، مع الانخراط في تجربة فنية لا تُنسى للعروض التي يقدمها عازفو دابييا.

قرية تشيتسيلوه موقع رائع آخر. في هذا المكان المهجور، الذي يطلق عليه اسم مدينة الذكريات، يمكن للزوار أن يشعروا بالفرق الكبير بين ازدهارها في ثمانينات القرن الماضي وسكونها الحالي، والتمتع بالجداريات القديمة المرسومة على الجدران الحجرية، والتعرف على القصص السرية للمنازل القديمة. تم نقل قرية تشيتسيلوه بأكملها إلى موقع آخر في السبعينات والثمانينات من القرن الماضي، بسبب التنبؤات بحدوث زلزال وانهيارات أرضية. اليوم، كل ما تبقى هو بنايات مهجورة.

يُنصح الزوار أيضا بقضاء بعض الوقت في البيوت التقليدية لقومية ليسو وتجربة كرم السكان المحليين. يمكن للزوار الاستمتاع بنكهات الأرز المقلي المحلي، الذي يجمع بين النكهات الغنية للخضراوات المزروعة في الجبال واللحوم، ثم الانضمام إلى الرقص على أنغام الموسيقى الشعبية.

الشاي والهيل الأسود الصيني

فضلا عن الموارد الطبيعية النادرة والغنية، تفتخر فوقونغ بالتوازن الجيد في المحافظة على البيئة والتنمية الاقتصادية. تعتمد في صناعتها على صنع الشاي والهيل الأسود الصيني، وهو عنصر توابل يستخدم على نطاق واسع في الطبخ الصيني.

يقول المثل الصيني: "من المؤكد أن الشاي العالي الجودة موجود في الجبال العالية المغطاة بالضباب." بفضل بيئتها الطبيعية وتقنيات معالجة الشاي التقليدية، تتمتع منتجات الشاي في محافظة فوقونغ بنكهة حلوة وممتعة للغاية. تشمل العلامات التجارية المحلية المشهورة في البلاد شاي لاومودنغ وشاي شييويه الأسود، وغيرهما.

في السنوات الأخيرة، بدعم كبير من الحكومة، جاء عدد متزايد من الشركات إلى فوقونغ لتطوير أعمالها في معالجة الشاي. فأصبحت تقنية معالجة الشاي أكثر نضجا، وصار شاي فوقونغ الآن علامة متميزة في الأسواق داخل الصين وخارجها.

البقرة الأخرى التي تدر نقودا في فوقونغ هي الهيل الأسود الصيني الخاص بالتوابل. لقد كان له فضل كبير في انتشال السكان المحليين من الفقر. أطباق مثل الدجاج المطهي بالهيل الأسود الصيني، ولحم الضلوع بالهيل الأسود الصيني، والبيرة الصينية بنكهة الهيل الأسود، وغيرها، كلها من المنتجات الغذائية المبتكرة التي يُستخدم فيها الهيل الأسود الصيني كالتوابل.

بفضل حكمتهم وبراعتهم، صنع السكان المحليون السحر على نبات الهيل الأسود الصيني وغيروا ساقه إلى نعال منسوجة رائعة وحقائب يد. وتُستخدم ثمرته أيضا في صنع مجموعة من المنتجات الصينية الفريدة التي تشمل الزيوت الأساسية وبيرة الهيل الأسود الصينية. في عام 2018، بدأت محافظة فوقونغ الاحتفال بـ"مهرجان الهيل الأسود الصيني" و"أسبوع ثقافة الهيل الأسود الصيني" لزيادة سمعتها وجذب السياح.

بفضل مواردها الطبيعية الفريدة وثقافتها الشعبية القومية الغنية ومأكولاتها المتنوعة وتاريخها الطويل، احتلت محافظة فوقونغ المرتبة الخامسة عشرة في قائمة "202 وجهة صينية جميلة للرحلات الربيعية" في أوائل عام 2021.

 

©China Today. All Rights Reserved.

24 Baiwanzhuang Road, Beijing, China. 100037

京ICP备10041721号-4