سياحة < الرئيسية

جبل تيانمو.. كنز نفيس من النباتات والحيوانات

: مشاركة
2022-01-25 13:25:00 الصين اليوم:Source ينغ ون:Author

تفتخر مقاطعة تشجيانغ في شرقيّ الصين بمحمية جبل تيانمو الطبيعية، المعروفة باسم "بنك جينات الأنواع"، وهي محمية طبيعية على المستوى الوطني في الصين تضم أكثر من ألفي نوع من النباتات وما يقرب من خمسة آلاف نوع من الحيوانات، فهي كنز نفيس لأنواع الحياة النباتية والحيوانية. تقع المحمية في حي لينآن بمدينة هانغتشو، وتُعرف أيضا باسم الكنز النفيس للتراث الثقافي، لأنها وجهة مقدسة لكل من البوذيين والطاويين.

في عام ألف وتسعمائة وستة وخمسين، تم تحديد هذه المحمية كمنطقة غابات. منذ ذلك الحين، تحققت العديد من الإنجازات في حماية مواردها الطبيعية. في عام ألف وتسعمائة وستة وثمانين، أصبحت معروفة كواحدة من ضمن الدفعة الأولى من المحميات الطبيعية على المستوى الوطني في الصين. واليوم، أصبحت أيضا عضوا في برنامج الإنسان والمحيط الحيوي، والذي أطلقته منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم الثقافة (اليونسكو)، لبناء أساس علمي لتحسين العلاقة بين البشر والبيئات المحيطة بهم.

الجنة على الأرض

يقع جبل تيانمو في منطقة تسمى بـ"الجنة على الأرض"، بفضل جمالها الخلاب وطقسها المعتدل. وتميزها بأشكال فريدة من المنحدرات والأجرف الشديدة الانحدار على الجانب الشرقي، والوديان العميقة على الجانب الغربي.

تتمتع المحمية بمناخ شبه استوائي بأربعة فصول مميزة. هذا يعني أنها تحظى بالكثير من ضوء الشمس، ورياح موسمية قوية مع هطول أمطار غزيرة، وتتمتع بدرجات حرارة معتدلة. تتوافق جودة البيئة والمياه السطحية هنا مع المعايير الوطنية من الدرجة الأولى.

تحتوي الغابة الشاسعة، التي تبلغ مساحتها أكثر من أربعة آلاف هكتار، على مجموعة متنوعة غنية من النباتات، حيث يتكون الغطاء النباتي من أربعة أحزمة طبيعية: غابة عريضة الأوراق دائمة الخضرة، وغابة عريضة الأوراق مختلطة دائمة الخضرة ونفضية، وغابة عريضة الأوراق، وغابة متساقطة الأوراق.

الصين هي موطن شجرة الجنكة؛ أقدم نبتة باقية من بين عاريات البذور، وهي نباتات تتكاثر من خلال البذور ولا تنتج أزهارا، ولذا تسمى بـ"الأحفورة الحية". تنمو شجرة الجنكة ببطء ومدة حياتها طويلة جدا، فضلا عن قيمتها التزيينية والاقتصادية والطبية.

يحتوي جبل تيانمو على الكثير من أشجار الجنكة التي يزيد عمرها عن مائة سنة، بما في ذلك أقدم شجرة جنكة في العالم، والتي تنمو على منحدر يبلغ ارتفاعه تسعمائه وستين مترا فوق سطح البحر. من قاعدتها، نبت اثنان وعشرون جذعا بأحجام مختلفة، وبذلك حظيت بلقب "خمسة أجيال تحت سقف واحد". إنها عينة ممتازة لدراسة كيف يمكن لشجرة الجنكة أن تعيش آلاف السنين، وتتحدى تغيرات الطبيعة.

تم العثور على نبتة خاصة أخرى هنا، هي شجرة أوستريا المتساقطة الأوراق. لا يوجد منها في المحمية سوى خمس شجرات برية كبيرة، أقدمها يزيد عمرها عن ثلاثمائة سنة، وبالتالي فهي ذات أهمية كبيرة لدراسة النباتات والتصنيف والمحافظة على الأنواع وحماية البيئة. أدت تدابير المحافظة على البيئة إلى تحسين قدرة التجديد الطبيعي للأنواع هنا بشكل كبير. فكل من الجنكة وأوستريا من الأنواع المحمية.

هذه المنطقة هي أيضا موطن للحيوانات النادرة، والمهددة بالانقراض. يوجد فيها خمسة وأربعون نوعا من الحيوانات الخاضعة للحماية على مستوى المقاطعة، والتي تشمل النمر والفهد ذا الفرو المرقط بما يشبه الغيوم، والغزلان ذات الألوان المميزة، والدراج الأبيض العنق. ويوجد فيها أيضا اثنان وأربعون نوعا من الحيوانات البرية الخاضعة للحماية على المستوى الوطني، مثل قرد المكاك والبانغول المدرع.

وادي تيانمو الكبير

يقع وادي تيانمو الكبير إلى الغرب من جبل تيانمو، ويوجد بالقرب منه متنزه جبلي رائع يتكون من الغابات الجنكة والأحجار الغريبة والشلالات والحفر والأنهار الجليدية. هذه المنطقة ذات المناظر الخلابة، التي تغطي النباتات أكثر من 95% من مساحتها، تشتهر بأنها "شريط الأكسجين الطبيعي" وتتميز أيضا بهوائها النقي الصافي. يوجد أيضا الكثير من مرافق التسلية المائية المناسبة لممارسة الرياضات المائية أو التدريب في البرية. إنها مكان جيد لقضاء العطلات الصيفية.

تشكلت منطقة المناظر الخلابة بالقرب من بركان، نتيجة تحركات قشرة الأرض في العصر الجليدي الرباعي. بدأ العصر الرباعي قبل حوالي 6ر2 مليون سنة، بعد ثوران بركاني خلال العصر الجوراسي. أدى ذلك إلى أجواء شديدة وتكوين الصفائح الجليدية وتسبب في انقراض العديد من الأنواع. اليوم، حرارة الصيف في الوادي أقل مما في خارجه، حيث تصل إلى ما بين ست درجات واثنتي عشرة درجة مئوية، ما يجعلها ملاذا مثاليا من حرارة الصيف. يمتد ممر تم بناؤه على الطراز الصيني من قاع الوادي إلى الأعلى، بحيث يحمي الزوار من أشعة الشمس والرياح.

ثقافة محلية غنية

جبل تيانمو مقدس لكل من الطاوية والبوذية. يعتبره الطاويون جبلا سماويا، إذ يقال إن مؤسس طائفة من الطاوية، يدعى تشانغ داو لينغ، قد ولد هنا. المعابد البوذية في الجبل، مثل معبد تشانيوان ومعبد شيتسي تشنغتسونغ، هي وجهات شهيرة لكل من السياح والحجاج البوذيين.

معبد تشانيوان، الذي يرجع تاريخه إلى ثلاثمائة وخمسين سنة، محاط بأشجار بعضها قديم. يُقال إن الإمبراطور شون تشي لأسرة تشينغ، الذي حكم في القرن السابع عشر، هو الذي بناه، لإيواء إرثه من البخور البوذي القديم.

خلال حرب المقاومة الشعبية الصينية ضد العدوان الياباني، انتقلت مدرسة في تشجيانغ وجامعة تشجيانغ إلى داخله بحثا عن الأمان من جيش الغزاة وعملتا مؤقتا في المعبد. يحتوي معبد تشانيوان على العديد من القاعات المزخرفة بشكل متقن.

جذبت الثقافة الدينية العميقة والمناظر الطبيعية الخلابة لجبل تيانمو الرهبان والحجاج البوذيين والعلماء والشخصيات البارزة في عصور الصين المختلفة، ومنهم من أهدى المعبد أو أبدع له اللوحات والقصائد والأشياء الثمينة، تاركين بذلك تراثا ثقافيا ثمينا.

©China Today. All Rights Reserved.

24 Baiwanzhuang Road, Beijing, China. 100037

京ICP备10041721号-4