مجتمع < الرئيسية

دور شباب الصين في نهضة الأرياف الصينية

: مشاركة
2021-06-16 10:08:00 الصين اليوم:Source تشانغ شياو:Author

يُقام معرض بيقانغ للمتطوعين في قرية بيقانغ بمحافظة بينغتان في مقاطعة فوجيان شهريا، حيث تُباع السلع الثقافية والإبداعية والحرف اليدوية والمأكولات المختلفة، ويقوم كبار السن والأطفال والتجار والزوار بتلوين وجوههم بالألوان الزيتية، ويشاركون في عروض الرقص والغناء للأقليات القومية التايوانية ويستمتعون بها. حاليا وبفضل الجهود المشتركة لشباب من أنحاء الصين، تخلصت قرية بيقانغ من الفقر وصارت مقصدا سياحيا خلابا. خلال أعمال التخفيف من حدة الفقر وتعزيز نهضة الأرياف بشكل شامل، ينشر المزيد من الشباب الروح الإبداعية والتكنولوجيا المتقدمة لتقديم القوة المحركة لنهضة الأرياف.

الشباب قوة هامة لبناء الريف الصيني

شارك وانغ ليوي فنغ، أمين لجنة الحزب الشيوعي الصيني في المنطقة التجريبية للنهضة الريفية بمحافظة لوجينغ، في نشاط البث المباشر لأول مرة، لترويج منتجات المنطقة التجريبية للنهضة الريفية بمحافظة لوجينغ من الأرز وجراد البحر. فقد استكشفت هذه المنطقة التجريبية نظاما زراعيا إيكولوجيا حديثا، يجمع بين زراعة الأرز وتربية جراد البحر، وتنتج منتجات زراعية عالية الجودة، مما يزيد من فرص العمل المحلية ودخل المزارعين.

وانغ ليوي فنغ، وهو من جيل ما بعد الثمانينات، عمل في الريف لما يقرب من عشر سنوات، حيث قاد القرويين في قرية مينتشونغ في تربية جراد البحر في حقول الأرز، وتأسيس قاعدة لزراعة الأرز وتربية جراد البحر. كما أقامت قرية مينتشونغ "مهرجان صيد جراد البحر"، حتى ظهرت ماركة "مينتشن" للأرز وجراد البحر العالي الجودة، مما زاد الفوائد الاقتصادية بشكل كبير، وتحولت قرية مينتشونغ من قرية ضعيفة اقتصاديا إلى قرية غنية. .

بالإضافة إلى بذل جهودهم لتحقيق الحياة الرغيدة، يعمم القرويون في قرية مينتشونغ نموذج إنتاجهم الزراعي الممتاز لحث المزارعين في القرى المجاورة على استخدامه، فاتجهت قرى مجاورة كثيرة إلى مشروعات تربية جراد البحر في حقول الأرز، مما يوفر المزيد من فرص العمل، ويزيد الدخل، ويلعب دورا قياديا في تعزيز التنمية الاقتصادية الزراعية المحلية.

يتمسك وانغ ليوي فنغ في عمله دائما بمبدأ "ما يهمني هو أهل القرية، ووظيفتي هي خدمتهم"، وجعل جميع القرويين يتمتعون بمنجزات التنمية معا، ويعمل على حل المشكلات المعيشية للقرويين بشكل فعال. على سبيل المثال، نجح وانغ ليوي فنغ في زيادة المعونة المالية للمصابين بالأمراض الخطيرة من ألف يوان (الدولار الأمريكي يساوي 5ر6 يوانات حاليا) إلى ألفي يوان تدريجيا  للفرد. في نفس الوقت، يدعم التواصل بين أعضاء الحزب الشيوعي الصيني وأبناء الشعب، وأنشأ على منصة "شتشيويتونغ" الإلكترونية ركن خاص لمناقشة شؤون القرية، من أجل تشجيع القرويين على المشاركة في إدارة القرية. كما يتخذ سلسلة من الإجراءات عبر منصات مختلفة لتوثيق التواصل بين كوادر القرية والأهالي، مما يحسن كفاءة خدمة الشعب، في ظل تنفيذ إستراتيجية نهضة الأرياف في الصين.

في إبريل من عام 2020، شغل وانغ ليوي فنغ منصب أمين لجنة الحزب الشيوعي الصيني لبلدة لوجينغ، لتنسيق الأعمال بين خمس قرى في المنطقة التجريبية، ومواصلة جهوده في تحيقق نهضة الأرياف. اليوم، يشارك في أعمال تنمية الأرياف الصينية كثير من الشبان الممتازين مثل وانغ ليوي فنغ، يعمل بعضهم معلّمين لنشر المعرفة على المنصات؛ وبعضهم الآخر يعملون كموظفين طبيين في العيادات الريفية لحماية صحة الناس؛ أو شركاء تجاريين لتطوير الصناعات المحلية ومساعدة القرية على التخفيف من حدة الفقر؛ كما يشارك بعضهم في الأعمال المتعلقة بإدارة القرية، ويلعبون دورا إيجابيا وقياديا في إصلاح نموذج الحوكمة في القرية. صار الشباب العمود الفقري لبناء ونهضة الأرياف.

تقديم الدعم الفكري لتعزيز التنمية الريفية

في السنوات الأخيرة، شهدت تربية خيار البحر في الصين ازدهارا كبيرا بفضل السوق الواسعة. ولكن، في عام 2013، تعرضت الصين لطقس حار غير معتاد، مما أثر سلبا على قطاع خيار البحر، وتسبب في خسائر اقتصادية تقدر بعشرات المليارات من اليوانات. عندما عرف لي بين بذلك، ذهب بصفته عضوا بفريق الوقاية من أمراض شوكيات الجلد وابتكار تقنية الاستيلاد بالتكنولوجيا الجينية وعالما للمنتجات المائية بمعهد هوانغهاي التابع للأكاديمية الصينية لبحوث المنتجات المائية، إلى مقاطعات شاندونغ ولياونينغ وخبي وغيرها على الفور للتحقيق والبحث في القضية. قال: "لن أنسى الآثار السلبية للطقس الحار في عام 2013 على قطاع خيار البحر. إن دورة تربية خيار البحر تستغرق من سنتين حتى ثلاث سنوات، والكارثة المناخية في تلك السنة تسببت في خسارة المزارعين لكل استثمارهم في السنوات السابقة." فقد أصبح البحث في تربية أصناف جديدة من خيار البحر تتحمل درجات حرارة مرتفعة والوقاية من الكوارث الناجمة عنها مهمة ملحة وعاجلة. في الواقع، فإن فريق الوقاية من أمراض شوكيات الجلد وابتكار تقنية الاستيلاد بالتكنولوجيا الجينية فقد أخذ في اختيار خيار البحر لتربية نوع مقاوم للأمراض منذ عام 2006. ولا يزال لي بين يعمل بنفسه على استكشاف التقنيات والأبحاث التقنية لإنتاج خيار البحر المقاوم للأمراض منذ سنوات طويلة.

استغرق فريق الوقاية من أمراض شوكيات الجلد وابتكار تقنية الاستيلاد بالتكنولوجيا الجينية 12 عاما لإنتاج نوع جديد من خيار البحر المقاوم للأمراض والمقاوم لدرجة الحرارة المرتفعة، وحصل على الاعتماد على المستوى الوطني، ويسمى هذا النوع من خيار البحر بـ"شنيو-1". في الوقت الراهن، تحتل مناطق تربية شنيو- 1 أكثر من 30% من المناطق الرئيسية لتربية خيار البحر في الصين، فصار خيار البحر من هذا الصنف النوع الرئيسي لصناعة خيار البحر، مما ساعد ما يزيد عن ثلاثة آلاف صياد على تحقيق الحياة الرغيدة، وخلق أكثر من 1500 وظيفة جديدة، ويلعب دورا قياديا في تعزيز التوظيف وزيادة دخل الصيادين.

يشارك لي بين بنشاط في الأعمال المتعلقة بإستراتيجية نهضة الأرياف وخدمة الصناعة الزراعية والريف والمزارعين. فبالإضافة الى ترويجه للتقنيات بطرق مختلفة، مثل التوجيه في الموقع والخدمات الفنية والمحاضرات والتدريب، ساهم لي بين أيضا في إنشاء منصات بحث وتطوير مبتكرة، مثل التحالف الإستراتيجي الوطني للابتكار التكنولوجي في صناعة خيار البحر ومركز تشينغداو لهندسة تكنولوجيا صناعة خيار البحر. كما يقدم الدعم التقني للكثير من مزارعي خيار البحر على المستوى الوطني والمزارع التجريبية للزريعة وقطاع المزارع السمكية وغيرها. حاليا، يقوم لي بين بتدريب أكثر من مائة شخص وأكثر من ألفي موظف تقني من الوحدات القاعدية، كما شارك في تأليف كتاب ((تقنيات تربية خيار البحر بشكل صحيح ووقايته من الأمراض)) وكتاب ((مجموعة الصور لأمراض الأحياء المائية في الصين)) وغيرهما من كتب العلوم المألوفة.

عندما فاز لي بين بجائزة "القدوة الرائدة لشباب الصين لتحقيق الحياة الرغيدة في الريف"، تم وصفه وتقديمه بهذه العبارة: "كفء شاب تغلب على الاختناقات الفنية، وخبير ماهر في عيون الصيادين."  والجائزة هي أيضا قوة دافعة له لمواصلة بذل الجهود في أعمال نهضة الأرياف.

شباب هونغ كونغ وماكاو وتايوان يدعمون النهضة الريفية في البلاد

تشتهر قرية بيقانغ بمقاطعة فوجيان بالمناظر الطبيعية الجميلة، وكذلك بكعكة شيفنغسو، وهي نوع من الحلوى يشبه شكله الحجر الصغير. تجمع هذه الحلوى بين شكل المسكن الحجري المحلي وكعكة الأناناس الشهيرة في تايوان، وأصبحت واحدة من علامات "قرية يغني فيها الحجر" السياحية التي أسسها الشاب التايواني لين تشي يوان. قال لين، عن فكرته الإبداعية لإنتاج كعكة شيفنغسو: "نسمي الكعكة بـشيفنغسو، لأن كلمة شي تعني "الحجر" في اللغة الصينية، والأحجار والمنازل المصنوعة من الأحجار تنتشر في كل أنحاء محافظة بينغتان، والسبب الآخر هو أن اسم قريتنا السياحية هو قرية يغني فيها الحجر"

بالإضافة إلى كعكة شيفنغسو، ينتج لين تشي يوان مع فريقه منتجات إبداعية أخرى مثل الملصقات على الثلاجة، وورش الحرف اليدوية لصبغ الأقمشة والأحذية المطرزة وغيرها. لا ترتبط تلك المنتجات الإبداعية والثقافية بالمناظر الطبيعية المحلية الجميلة فحسب، وإنما أيضا تعكس رغبة رواد الأعمال الشباب من أنحاء الصين مثل لين تشي يوان في الاستقرار بالأرياف لخلق الثقافة الريفية ذات الخصائص المحلية الخاصة.

جاء لين تشي يوان إلى قرية بيقانغ لأول مرة في عام 2016، وكان انطباعه الأول عن القرية هو أن القرويين بسطاء وطيبون للغاية، بعد التمتع بالمنازل الخاصة المصنوعة من الأحجار والمناظر الجميلة في القرية، فكّر لين تشي يوان في ريادة الأعمال فيها من خلال دمج المزايا المحلية وثقافة تايوان معا، سعيا إلى خلق ثقافة سياحية في قرية بيقانغ. لذا، قاد لين تشي يوان الشبان الذين تتشابه أفكارهم معه لريادة الأعمال في قرية بيقانغ. فقاموا ببناء وتطوير مساكن ومطاعم وساحات موسيقية وما إلى ذلك، والقرية السياحية "يغني فيها الحجر" التي تعد صورة مصغرة للتنمية الثقافية والسياحية في قرية بيقانغ. استقر لين تشي يوان في قرية بيقانغ لمدة ست سنوات، وأظهر قيمته ومزاياه وحيويته في تحويل قرية بيقانغ من قرية صغيرة للصيد إلى قرية تجريبية للسياحة حاليا.

في المستقبل، سوف يعمل لين تشي يوان على تعزيز التبادل والتعاون بين الشباب من بر الصين الرئيسي وتايوان، سعيا لدفع النهضة الريفية بمؤهلاتهم ومزاياهم. قال لين تشي يوان: "إن ضفتي المضيق عائلة واحدة، العلاقة بين البر الرئيسي وتايوان حميمة وثابتة." وأضاف: "إذا قمنا باستغلال مزايا الشباب من البر الرئيسي وتايوان، فسوف يزداد التبادل بين البر الرئيسي وتايوان في مجال النهضة الريفية. وسوف نستكشف الاتجاه الجديد للتنمية الريفية، وآمل أيضا أن يشارك المزيد من الشباب في أعمالنا، وأن تصبح القرية أفضل عاما بعد عام."

وكذلك يعمل شباب ماكاو على نهضة الأرياف في محافظة تسونغجيانغ بمقاطعة قويتشو. قال داي جيا بينغ، العضو الخاص في فرع ماكاو التابع لاتحاد شباب عموم الصين والأمين العام لاتحاد شباب ماكاو، إن اتحاد شباب ماكاو نظم فرقا شبابية للتخفيف من حدة الفقر في محافظة تسونغجيانغ بمقاطعة قويتشو في سبتمبر من عام 2018. تنقسم هذه الفرق إلى ثلاث مجموعات، وهي: مجموعة دعم التعليم، ومجموعة دعم الطب، ومجموعة لدعم الصناعة المحلية، وساهمت جهودهم في مساعدة محافظة تسونغجيانغ في التخفيف من حدة الفقر، وتحقيق هدف الصين في القضاء على الفقر على نحو شامل في عام 2020.

تقديم الخدمات الطبية جزء هام من الأعمال المتعلقة بالقضاء على الفقر في محافظة تسونغجيانغ. قال داي جيا بينغ: "بعد زيارة تسونغجيانغ، وجدت المجموعة الطبية أن الأسر الفقيرة فيها تعاني من البيئة المعيشية السيئة والأمراض، فعملت على إيجاد الحلول بنشاط، بالإضافة إلى طرح المقترحات حول تحسين الموارد الطبية والمستشفيات وإنشاء فريق مستقل لعلاج الأمراض المزمنة وتحسين الوحدات الطبية، قامت مجموعة الطب بالعديد من محاضرات التثقيف الصحي والمعرفة الصحية للسكان المحليين لنشر مفهوم "الوقاية خير من العلاج"، مما نال استحسانا كبيرا من قبل الجماهير.

 من خلال تجربة مساعدة تسونغجيانغ في التخفيف من حدة الفقر، بات شباب ماكاو يساهمون في أعمال النهضة الريفية بنشاط. قال داي جيا بينغ: "سوف يقوم اتحاد شباب ماكاو بتنظيم المزيد من أنشطة التبادل والزيارات لحث شباب ماكاو على البحث المتعمق في شؤون القرى وتقديم المساعدات للقرى المحتاجة في مجالات الطب والخدمات الاجتماعية والتعليم وغيرها، بالاستفادة من مزاياهم."

©China Today. All Rights Reserved.

24 Baiwanzhuang Road, Beijing, China. 100037

京ICP备10041721号-4