مجتمع < الرئيسية

الناس والطيور في سانخه

: مشاركة
2021-07-12 17:31:00 الصين اليوم:Source ما لي:Author

في الساعة الثامنة والنصف صباحا كل يوم، يقصد لي تشونغ هوا إلى بِركة للطيور ليضع الطعام لقاطنيها. السيد لي، وهو من أبناء قرية سانخه التابعة لولاية نوجيانغ الذاتية الحكم لقومية ليسو في مقاطعة يوننان، يثابر على هذا العمل منذ سنتين، فباتت بِركة الطيور هذه بمثابة "البنك الأخضر" لأسرته.

بِركة الطيور الاصطناعية عبارة عن مكان على حافة موائل الطيور، تُهيأ فيه بيئة جاذبة للطيور من خلال وضع الأطعمة والمياه لها. ويُستثمَر هذا المكان كمقصد لمشاهدة الطيور وتصويرها، وهو ما يسمى بـ"اقتصاد الطيور". السيد لي، الذي تحسنت حياة أسرته بفضل تنمية "اقتصاد الطيور" في قرية سانخه، قال: "في الماضي، كنتُ أكسب رزقي من صيد الطيور، أما الآن، فانا أحمي الطيور من أجل زيادة دخلي."

سانخه، التي يعني اسمها باللغة الصينية "الأنهار الثلاثة"، تلتقي فيها أنهار قوتان وديشوي ووانتشوان، ولذا تتمتع بوفرة من الموارد النباتية والمائية.

من صيد الطيور إلى حمايتها

لي تشونغ هوا، البالغ من العمر اثنتين وأربعين سنة، لم ينل حظا من التعليم بسبب الفقر، ولهذا لم يكن لديه وعي بحماية البيئة. قال: "كنتُ أخرج إلى الجبال لقنص الطيور وجمع نبات "لانتساو" وهو عشب طبي لبيعها وكسب الرزق." وأضاف: "في عام 2018، جاءني تشانغ تشاو جيانغ، عضو فريق التخفيف من حدة الفقر لمكتب العلوم والتكنولوجيا التابع لولاية نوجيانغ الذاتية الحكم لقومية ليسو مع بعض كوادر سانخه، وقالوا لي إن قريتنا ستبني بعض برك الطيور لتقديم الخدمات لهواة تصوير الطيور. وسألوني ما إذا كنتُ أرغب في تشغيل واحدة من تلك البرك." كان لي تشونغ هوا يشاهد بعض الأشخاص يحملون كاميرات متنوعة لتصوير الطيور في قريته، لكنه لم يكن يعرف ما هي وظيفة صاحب بِركة الطيور وكيف يمكنه كسب الأموال عن طريق إدارة بِركة للطيور وتقديم الخدمات للمصورين. قال لي تشونغ هوا: "على الرغم من أنني كنت أستخدم القوس والنشاب لقنص الطيور من أجل كسب الرزق، في الواقع، أنّي أحب هذه الطيور الملونة من أعماق قلبي."

من أجل تبديد مخاوف لي تشونغ هوا، قاد تشانغ تشاو جيانغ اثني عشر قرويا فقيرا مسجلا، بما فيهم لي تشونغ هوا، كممثلين لقرية سانخه لزيارة قرية بايهوا التابعة لمدينة باوشان من أجل التعرف على تجربتها في تشغيل بِرك الطيور. وقد دهش لي تشونغ هوا بما رأى في قرية بايهوا من نمط تنميتها من خلال برك الطيور، وقال إنه أدرك لأول مرة، بعد زيارته لقرية بايهوا، أنه يمكن كسب الأموال من خلال حماية الطيور."

بمساعدة وقيادة مكتب العلوم والتكنولوجيا التابع لولاية نوجيانغ الذاتية الحكم لقومية ليسو، بنيت خمس عشرة بِركة للطيور في قرية سانخه، وعُهد إلى السيد لي تشونغ هوا بإدارة البِركة رقم 10. في الأول من أكتوبر عام 2018، بدأت بِركة طيور لي تشونغ هوا تستقبل مصوري الطيور. قال لي تشونغ هوا: "لم أكسب مالا كثيرا في الشهر الأول لتشغيل بركة الطيور، بسبب قلة الخبرة. فساعدني موظفو مكتب العلوم والتكنولوجيا وكوادر القرية في جذب المصورين، وقدموا لي الخبرة في هذا الصدد. فازداد دخلي تدريجيا." حاليا، تقوم شركة سانخه يوانلين للتكنولوجيا الزراعية بتشغيل وإدارة برك الطيور كلها في قرية سانخه، وتنظم المصورين للتجول بين البرك المختلفة وفقا لرغبتهم، لذا لا داعي للقلق بشأن قدوم السائحين. يشعر لي تشونغ هوا بالرضا عن دخله من بركة الطيور. قال: "تقوم الشركة بتشغيل بِرك الطيور بطريقة موحدة وموجهة نحو السوق، ونحصل على النقود مقابل توفير مواقع التصوير وخدمة التخزين والأطعمة. خلال فترة الذروة، يمكنني كسب حوالي خمسة آلاف يوان (الدولار الأمريكي يساوي 5ر6 يوانات حاليا) شهريا. يقل عدد زوار قريتنا في شهر إبريل، وبرغم ذلك يمكنني الحصول على أكثر من 2800 يوان."

أوضح السيد لي أنه على صاحب بِركة الطيور أن يركز على تربية الطيور ومراقبتها ومعرفة المعلومات حول أنواعها. وأضاف: "عندما يسألنا المصورون عن نوع أي طائر، يجب علينا ذكر اسمه لهم. لا يمكننا إدارة بِركة الطيور بشكل فعال إلا بمعرفة أنواع الطيور وتمييز الطيور النادرة." لذلك، قام لي تشونغ هوا بتحميل تطبيق "دونغنياو" للتعرف على الطيور. إذا أرسل مصوّر صورا لطائر إلى السيد لي عبر تطبيق ويتشات، يمكنه التعرف بسهولة على اسم الطائر على هاتفه النقال. قال لي تشونغ هوا: "حتى الآن، التقط المصورون صور 62 نوعا من الطيور في بِركة الطيور التي أديرها."

في السنوات الأخيرة، تشهد حياة وعمل لي تشونغ هوا تغيرات بارزة. قال: "كنتُ أقنص الطيور في الجبال، مما يضر البيئة المحلية، أما الآن، فأحمي الطيور وأزرع وأرعى الزهور والنباتات في الجبال للمحافظة على البيئة الطبيعية وكسب دخل ثابت."

من عامل نقاشة إلى صاحب فندق

يدير لوه تشي تشيانغ، البالغ من العمر ثلاثة وثلاثين عاما، مع زوجته نُزُلا لـ"سياحة الطيور" في قرية سانخه، يدعى بايشيانغقه. في هذا النزل، يعمل لوه تشي تشيانغ كنادل مسؤول عن خدمة الطاولات وتنظيف النزل، وتتولى زوجته أعمال الطبخ والمحاسبة.

قال لوه تشي تشيانغ: "كنتُ عامل نقاشة في ولاية دالي الذاتية الحكم لقومية باي وفي محافظة ليوكو، ولم يكن دخلي قليلا." لكن لوه تشي تشيانغ كان يشعر بالأسف تجاه عائلته بسبب عمله خارج قرية سانخه على مدار السنة، لذا، عاد إلى القرية بعد أن أصبح لديه بعض المدخرات، وقام بإعادة بناء منزله لإنشاء نُزُل بايشيانغقه، قال لوه تشي تشيانغ: "حاليا، يزور المزيد من الزوار والمصورين قرية سانخه، وذلك يعتبر فرصة جيدة لنا."

آنذاك، جاء أحد أساتذة جامعة الصين للزراعة إلى سانخه لإجراء البحوث، وأرشد لوه تشي تشيانغ من أجل مساعدته على تصميم النُزُل الذي يريد إقامته. قال لوه تشي تشيانغ: "تحت توجيهات الأستاذ، قمت ببناء سقيفة مشاهدة الطيور، ونقطة شرب المياه وحوض استحمام الطيور، وبوضع الفواكه والخضراوات في فناء منزلي، مما يخلق جنة للطيور." يسعي لوه تشي تشيانغ إلى توفير مكان مريح للزوار والمصورين وتعزيز وعيهم حول حماية الطيور في نفس الوقت. قال لوه تشي تشيانغ: "التعايش المتناغم بين الإنسان والطيور هو هدفنا لحماية الطيور."

افتُتِح نُزُل لوه تشي تشيانغ في مارس عام 2020. على الرغم من أن انتشار كوفيد- 19 قد أثر على سير أعمال وأرباح النزل، كسب لوه تشي تشانغ ما بين سبعين ألف يوان وثمانين ألف يوان في عام 2020. قال لوه تشي تشيانغ: "عندما كنت أعمل نقاشا، كنت أحصل على نفس القدر من الدخل تقريبا، لكن الآن، أصبحت صاحب نُزُل، وأستطيع رعاية المسنين والأطفال في عائلتي أيضا." يأمل لوه تشي تشيانغ أن تتحسن أعماله التجارية وتصبح أفضل، ليتمكن من توظيف مزيد من القرويين، مما يساعدهم على تحقيق الحياة الرغيدة.

بالإضافة إلى ذلك، أنشأ لوه تشي تشيانغ حديقة للخوخ بجوار بيته وقام باستصلاح حقول الأرز. قال: "يمكننا قطف الخوخ في السنة المقبلة، كما أقوم بتربية الأسماك في حقول الأرز، وبإمكان الزوار صيد الأسماك في الحقول في الخريف." يتمنى لوه تشي تشيانغ تعزيز وعي حب الطيور وحمايتها لدى جميع الناس، ويدعوهم ويحثهم على العودة إلى الحياة الريفية السعيدة.

تشانغ تشاو جيانغ و"اقتصاد الطيور" في قرية سانخه

حول "اقتصاد الطيور" في قرية سانخه، قال تشانغ تشاو جيانغ بفخر: "في السنتين الماضيتين، قمتُ مع المحليين ببناء برك الطيور وإنشاء نُزُل لـ"سياحة الطيور" وكسب الأموال من خلال تأسيس نقاط مشاهدة الطيور، كما عملت على جذب الزوار لمشاهدة الطيور والتمتع بأعشاش الطيور والأطعمة المحلية اللذيذة. تشتهر قرية سانخه باقتصاد الطيور حاليا."

 تقع قرية سانخه في المنطقة النائية لجبل قاوليقونغ، وتتميز بغاباتها الكثيفة وأكثر من 240 نوعا من الطيور البرية. في عام 2016، حينما سافر المصور الهاوي تشانغ تشاو جيانغ، إلى قرية بايهوا لالتقاط صور للطيور، كانت مدينة باوشان تعمل على تعزيز الاقتصاد المحلي من خلال تنمية صناعة مشاهدة الطيور، مما ألهم تشانغ تشاو جيانغ بشكل عميق. بعد سنتين من ذلك، أخذت تجربة بايهوا في التنمية طريقها في قرية سانخه، ففي عام 2018، أرسل مكتب العلوم والتكنولوجيا التابع لولاية نوجيانغ الذاتية الحكم لقومية ليسو السيد تشانغ تشاو جيانغ إلى قرية سانخه لمساعدة القرية على التخلص من الفقر. قال تشانغ تشاو جيانغ: "بعد وصولي إلى القرية، شرحت فكرتي حول تنمية صناعة مشاهدة الطيور في القرية، للسيد يوان كاي يو، وهو تاجر معروف للمنتجات الزراعية المحلية في قرية سانخه آنذاك، وقد وافق على الاستثمار في بناء نقطتي لمشاهدة الطيور."  ومع انتشار خبر افتتاح نقاط مشاهدة الطيور في قرية سانخه على الإنترنت، تلقت القرية طلبات كثيرة لحجز مشاهدة الطيور في نقاط المشاهدة.

بعد ذلك، أنشأت قرية سانخه خمس عشرة بِركة طيور تحت قيادة مكتب العلوم والتكنولوجيا، أطلقت عليها اسم "ورش التخفيف من حدة الفقر". ومع تنمية صناعة مشاهدة الطيور في قرية سانخه، شاركت خمس وأربعون عائلة فقيرة مسجلة في الأعمال المتعلقة بهذه الصناعة. في نهاية عام 2020، ارتفع دخل الفرد في قرية سانخه من أكثر من سبعة آلاف يوان في عام 2017 إلى أكثر من 8900 يوان.

أشار تشانغ تشاو جيانغ إلى أن "اقتصاد الطيور" في قرية سانخه قد تطور بشكل كامل، ويجب نقل هذه الخبرات إلى كل أنحاء ولاية نوجيانغ الذاتية الحكم لقومية ليسو. يخطط تشانغ تشاو جيانغ مع يوان كاي يو لتوسيع السلسلة الصناعية لصناعة مشاهدة الطيور من قرية سانخه إلى وادي نهر نوجيانغ. قال تشانغ تشاو جيانغ: "تقطن في وادي نوجيانغ أعداد كبيرة من الطيور المتنوعة، نحن على ثقة بأن صناعة مشاهدة الطيور سوف تتطور بشكل مزدهر وتحقق زيادة في دخول المزيد من المحليين."

©China Today. All Rights Reserved.

24 Baiwanzhuang Road, Beijing, China. 100037

京ICP备10041721号-4