مجتمع < الرئيسية

ليو قوي جين.. شاهد ودافع للعلاقات الودية بين الصين والدول الأفريقية

: مشاركة
2021-08-17 16:05:00 الصين اليوم:Source :Author

التبادلات بين الصين وأفريقيا لها تاريخ طويل، يعود إلى فترة أسرة هان في الصين. وفقا للسجلات التاريخية، في ذلك الوقت، كان الحرير ومنتجات صينية أخرى تصل إلى مصر. اليوم، مع تطور طريق الحرير البري وطريق الحرير البحري، تتزايد التبادلات بين الصين وأفريقيا، وتتعزز العلاقات بين الجانبين.

من دعم جمهورية الصين الشعبية لاستقلال وتحرر البلدان الأفريقية، إلى دعم الدول الأفريقية لاستعادة جمهورية الصين الشعبية مقعدها الشرعي في الأمم المتحدة، ومن مساعدة جمهورية الصين الشعبية للدول الأفريقية في بناء السكك الحديدية لتعزيز التنمية الاقتصادية إلى التعاون المشترك في مكافحة كوفيد- 19، تتواصل الصداقة بين الصين ودول أفريقيا بشكل ثابت مع مرور الوقت. وفي مسيرة التبادلات بين الصين وأفريقيا، كرس كثيرون جهودهم بهدوء لتعزيز الصداقة بين الجانبين، ومن بينهم ليو قوي جين.

بذل الجهود في تعزيز الصداقة الصينية- الأفريقية

ولد ليو قوي جين في محافظة يونتشنغ بمدينة ختسه في مقاطعة شاندونغ، في أغسطس عام 1945. بعد تخرجه في الجامعة، التحق بوزارة الخارجية الصينية، وفي عام 1981، بدأ حياته الدبلوماسية في الخارج. من العمل كملحق وسكرتير بسفارات الصين في الخارج في أوائل الثمانينات، إلى العمل كمستشار في سفارات الصين في أوائل التسعينات، ومن العمل كسفير فوق العادة في منتصف التسعينات، إلى العمل كأول ممثل خاص للحكومة الصينية للشؤون الأفريقية في عام 2007، عمل ليو قوي جين في البلدان الأفريقية لفترة طويلة، وهو أحد بناة الصداقة الصينية- الأفريقية وشاهد عليها.

سُئل ذات مرة عن عدد الدول الأفريقية التي زارها، فقال بفخر: "من بين 54 دولة أفريقية، باستثناء دولتين لم تقيما علاقات دبلوماسية مع الصين في ذلك الوقت، زرت جميع الدول الأفريقية". لقد أقام ليو قوي جين صداقة عميقة مع أفريقيا خلال سنوات عمله الطويلة.

وفي حديثه عن العلاقات الصينية- الأفريقية، قال ليو قوي جين بصراحة إن العلاقات الودية بين الصين وأفريقيا لم تتحقق بدفعة واحدة. لنأخذ جمهورية جنوب أفريقيا كمثال، ففي السبعينات، وبسبب تأثير الصين الضئيل على الساحة الدولية آنذاك، كان السكان المحليون، عندما يرون الصينيين في الشوارع، يطلقون عليهم "اليابانيين"، إذ اعتقدوا أنهم يابانيون.

في وقت لاحق، تغير الوضع تدريجيا، مع تعاظم القوة الوطنية للصين وزيادة التبادلات الشعبية بين الصين وجنوب أفريقيا، وبفضل جهود ليو قوي جين خلال فترة عمله كسفير صيني لدى ذلك البلد الأفريقي، وجهود زملائه، تحولت اللغة المستخدمة في المناطق السياحية وعلامات الشوارع في جنوب أفريقيا من اللغتين اليابانية والإنجليزية إلى اللغتين الصينية والإنجليزية. وكثيرا ما كان سفير اليابان لدى جنوب أفريقيا يقول أمام ليو قوي جين إنه عندما يأتي السائحون اليابانيون إلى جنوب أفريقيا الآن، يعتقد السكان المحليون أنهم صينيون.

في الثمانينات وأوائل التسعينات من القرن العشرين، كان القسم القنصلي بسفارة الصين لدى جنوب أفريقيا يضم موظفا واحدا أو موظفين، ولم يكن مطلوبا سوى بضع مئات من التأشيرات سنويا. أما خلال فترة عمل ليو قوي جين في جنوب أفريقيا، أقيمت ثلاث قنصليات عامة للصين؛ في جوهانسبرغ وكيب تاون وديربان، بالإضافة إلى القسم القنصلي المكون من أربعة أو خمسة موظفين في سفارة الصين في بريتوريا، يعمل في كل قنصلية عامة حوالي عشرة موظفين؛ وتمنح عددا كبيرا من التأشيرات كل عام لمواطني جنوب أفريقيا للقيام بالأعمال التجارية أو للزيارة أو السفر والسياحة في الصين.

في بداية القرن الحادي والعشرين، كانت الدول الغربية لا تزال لها صوت عال في إفريقيا، وكانت محاولات الدول الغربية تشويه صورة الصين تسبب الكثير من المتاعب والتحديات لعمل ليو قوي جين. قال ليو قوي جين: "في ذلك الوقت، كانت وسائل الإعلام في جنوب أفريقيا ووسائل الإعلام الأفريقية الأخرى كلها غالبا وسائل إعلام خاصة. كانت وجهات نظرها متأثرة بشكل كبير بوسائل الإعلام الغربية، لذا، كان موقفها سلبيا من الصين في كثير من الحالات. وفي ظل هذه الحالة، بدا في الأفق وضع مثير للدهشة؛ فمن ناحية، العلاقات السياسية الصينية- الأفريقية جيدة والتعاون الصيني- الأفريقي يتوسع باستمرار، ومن ناحية أخرى، كانت بيئة التقارير الإعلامية والرأي العام في جنوب أفريقيا سلبية تجاه الصين." فكان التعامل مع وسائل الإعلام وكيفية تغيير سوء فهم وسائل الإعلام المحلية تجاه الصين مهمة ضرورية يجب يقوم بها ليو قوي جين باعتباره سفير الصين لدى جنوب أفريقيا.

كان ليو قوي جين يتخذ موقفا إيجابيا في مواجهة وسائل الإعلام، لا يرفض طلب مقابلة، ويجيب على كل الأسئلة الحادة. لم يرفض قط مقابلة إعلامية في جنوب أفريقيا، ما لم يكن هناك تعارض مع أنشطته الدبلوماسية الهامة. شارك ذات مرة في ثلاث ندوات في أماكن مختلفة في نفس اليوم، محاولا بنفسه شرح سياسة الصين الحقيقية تجاه أفريقيا ووجهات نظرها حول بعض القضايا للجمهور ووسائل الإعلام. لم يتجنب أبدا الأسئلة الحادة، ولكنه كان يتواصل مع وسائل الإعلام بشكل أكثر صراحة وواقعية واستعدادا للتواصل مع الآخرين. وقد حقق هذا الأسلوب نتائج جيدة نسبيا، فمن خلال جهوده الدؤوبة، لم تعد وسائل الإعلام المحلية تميل إلى تقديم التقارير السلبية عن الصين.

دفع حل قضية دارفور بشكل سلمي

في عام 2007، شوه الإعلام والسياسيون الغربيون سمعة الصين بشدة، فيما يتعلق بقضية دارفور في السودان. في مواجهة الشكوك الدولية الهائلة، عينت الصين ممثلا خاصا للحكومة الصينية للشؤون الأفريقية، وقد جذبت هذه الخطوة اهتماما دوليا واسعا.

بعد أن أتم فترة عمله كسفير للصين لدى جنوب أفريقيا، تولى هذه المهمة الشاقة. أشار إلى أنه في ظل الظروف السائدة في ذلك الوقت، تم تكليف الممثل الخاص بمهمتين؛ الأولى هي العمل الجاد للتوسط من أجل السلام في السودان لتهدئة الحرب، والثانية هي جعل العالم الخارجي يفهم موقف الصين.

بصفته أول ممثل خاص للحكومة الصينية للشؤون الأفريقية، بدأ ليو قوي جين عمله المتواصل بعد توليه منصبه في مايو 2007. قام بثلاث زيارات إلى أفريقيا في ثلاثة أشهر، منها اثنتان إلى دارفور المضطربة. بعد أن وافق السودان على نشر قوة حفظ سلام مختلطة من الاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة في دارفور، اقترب أكثر من مليون لاجئ بلا مأوى في دارفور من العودة إلى ديارهم. وبدأت المعارضة تجلس وتتفاوض مع الحكومة، وبدأ الجانبان يتحركان في اتجاه السلام والاستقرار. وأشاد المجتمع الدولي بهذا التقدم ووصفه بأنه "غير مسبوق"، وأثنى العديد من قادة العالم على دور الصين البناء في هذا الصدد.

في هذه العملية، تم الاعتراف بسياسة الصين الخارجية على نطاق واسع من قبل الدول الأفريقية، مما يسعد ليو قوي جين كثيرا. قال: "تحقق ذلك الإنجاز لأن الصين لا تسعى إلى تحقيق مصالح جيوسياسية مثل الدول الأخرى. وتعيين ممثل خاص للشؤون الأفريقية يظهر أيضا موقف الصين السلمي المتمثل في عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، ودعم جهود الوساطة التي يقوم بها الاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة، ولتعزيز الحل السلمي لقضية دارفور."

قال ليو قوي جين إنه عندما زار السودان لأول مرة، بعد أن شغل منصب الممثل الخاص للشؤون الأفريقية للحكومة الصينية، وحين علم وزير خارجية السودان أن ليو قوي جين سيغادر من دون أن يستقبله الرئيس السوداني، قال الوزير السوداني بقلق: "الممثل الخاص شخص هام للغاية. ينبغي أن يقابل الرئيس ويجب أن يزور دارفور." فأرسل رئيس السودان آنذاك طائرته الخاصة لاستقباله ونظم آلافا من الناس في دارفور للترحيب بالممثل الصيني الخاص. أثار هذا المشهد إعجاب ليو قوي جين حتى الآن، وأظهر بشكل كامل ثقة الحكومة السودانية واهتمامها بالممثل الصيني الخاص.

مواصلة تعزيز التبادلات الثنائية بعد تقدم العمر

بعد تقاعده، يشعر ليو قوي جين بعمق أنه لا يزال أمام الصين الكثير للبحث والتعلم حول أفريقيا. انطلاقا من إيمانه بأن الشباب هم الذين يقررون المستقبل، تحول السيد ليو من الأوساط السياسية إلى الأوساط الأكاديمية، مستفيدا من تجربته الغنية في أفريقيا للمشاركة بنشاط في إعداد الجيل القادم لدفع العلاقات الصينية- الأفريقية. في نوفمبر 2010، تم تعيينه عميدا لكلية الأعمال الدولية الصينية- الأفريقية بجامعة تشجيانغ للمعلمين، ثم تعيينه كعميد فخري للكلية ورئيس الخبراء للتنمية الاقتصادية والتجارية الصينية- الأفريقية في سبتمبر 2016. يشارك ليو قوي جين بنشاط في تدويل كلية الأعمال الدولية، حيث قدم مساهمة بارزة في  إنشاء فصل تجريبي باللغة الإنجليزية بالكامل للدراسات الاقتصادية التجارية الدولية، واستكشاف التعاون الصيني- الأفريقي في إدارة المدارس والجامعات مع المدارس والجامعات الأفريقية الشهيرة، وتعزيز البحوث حول أفريقيا في المجالات الاقتصادية والتجارية، وتوجيه ترجمة ((مجموعة الكتب المترجمة للدراسات الاقتصادية والتجارية الصينية- الافريقية)) والأعمال التعليمية والبحثية الأخرى، وفي مجال تنفيذ تدابير التعليم مثل التبادل الطلابي وتبادل المعلمين مع مدارس وجامعات جنوب أفريقيا الشهيرة، وإنشاء منصات التبادل والتعاون، مثل منتدى الفكر الصيني- الأفريقي، والمنتدى الاقتصادي والتجاري الصيني- الأفريقي، ومنتدى الصين وجنوب أفريقيا للابتكار وريادة الأعمال للشباب. في عام 2019، فازت كلية الأعمال الدولية الصينية- الأفريقية بـ"جائزة المساهمة الخاصة للتعاون الاقتصادي والتجاري بين مقاطعة تشجيانغ وأفريقيا". وفي نفس العام، وافق الصندوق الوطني للعلوم الاجتماعية على مشروع بحثي عن أفريقيا لخمسة معلمين بالكلية.

في صباح التاسع والعشرين من يونيو 2021، أقيمت مراسم منح "وسام أول يوليو" في قاعة الشعب الكبرى ببكين، بمناسبة الذكرى المئوية لتأسيس الحزب الشيوعي الصيني، وقد منح شي جين بينغ، الأمين العام للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني ورئيس الصين، "وسام الأول من يوليو" أعلى تكريم في الحزب، لأعضاء الحزب البارزين، ومن بينهم ليو قوي جين.

يرى ليو قوي جين، أن الحصول على "وسام الأول من يوليو" الذي منحه الرئيس شي، والذي يمثل أعلى وسام في الحزب، شرف وتقدير عظيم، وهذا الوسام العظيم لم يُمنح لشخصه، فهو مجرد ممثل للجبهة الدبلوماسية من بين الفائزين بالوسام.

قال: "هنأني العديد من معارفي وزملائي. قالوا إنهم كانوا يذرفون الدموع من شدة التأثر وهم يشاهدون الرئيس شي يقلدني الوسام. إن ظروف العمل في أفريقيا صعبة، ويعمل بعض زملائي في أماكن عانوا فيها صعوبات ومشقات أكثر مني، لكنهم جميعا متشبثون بمواقعهم في أفريقيا. هذه الروح جديرة بالثناء. بفضل الجهود الشاقة التي يبذلها الصينيون العاملون في أفريقيا جيلا بعد جيل، أصبحت العلاقات الصينية- الأفريقية الآن بمثابة "رفقة في السلاح وعلاقات إخوة". هذا الوسام هو شرف جماعي لكل المنخرطين في الأعمال الخارجية، بمن فيهم الصينيون العاملون في أفريقيا."

 

--

ليو قوي جين، ولد في محافظة يونتشنغ بمدينة ختسي في مقاطعة شاندونغ، انضم إلى الحزب الشيوعي الصيني في أغسطس عام 1971. كرس حياته للعمل الدبلوماسي. واصل عمله الدبلوماسي في أفريقيا لما يقرب من أربعين عاما. ظل خلال عمله في البلدان الأفريقية لفترة طويلة، ومازال حتى الآن، يسعى إلى تعميق التعاون الصيني- الأفريقي وهو في السبعينات من عمره. هو أول ممثل للحكومة الصينية لـلشؤون الأفريقية. عمل بنشاط على تعزيز إنشاء آلية منتدى التعاون الصيني- الأفريقي، وقدم مساهمات بارزة في تعزيز تنمية العلاقات الصينية- الأفريقية ودفع علاقات الصداقة بين الصين وأفريقيا. في التاسع والعشرين من يونيو 2021، حصل على "وسام أول يوليو".

 

©China Today. All Rights Reserved.

24 Baiwanzhuang Road, Beijing, China. 100037

京ICP备10041721号-4