مجتمع < الرئيسية

ركوب الدراجة للتمتع بالحياة

: مشاركة
2021-09-13 15:24:00 الصين اليوم:Source يانغ ينغ:Author

قبل سنوات ليست بعيدة، كانت الدراجة وسيلة المواصلات الرئيسية في الصين، حيث كان معظم الصينيين يستخدمون الدراجة للذهاب إلى العمل والدراسة أو للتنقل من مكان إلى آخر. لكن، مع نمو الاقتصاد الصيني السريع، صارت السيارات والمركبات التي تعمل بالكهرباء اختيارا جديدا للصينيين، فتخلى كثير منهم عن الدراجات بصورة تدريجية.

ومع ذلك، ظهرت عدة شركات تكنولوجية الدراجات التشاركية في مختلف المناطق بالصين في السنوات الأخيرة سعيا لتقديم التسهيلات اللازمة للمستخدمين. هكذا، عادت الدراجات إلى حياة الصينيين من جديد. وفي نفس الوقت، تعمل الصين على رفع وتحسين ظروف استخدام الدراجات. مثلا، قامت حكومة تشينغدو، حاضرة مقاطعة سيتشوان في جنوب غربي الصين بتخصيص مسارات خاصة للدراجات في الطرق العامة واستكمال بناء مسارات الدراجات على أربعة مستويات، مما يوفر مكانا خاصا لمستخدميها.

بفضل تعزيز ظروف ركوب الدراجات، يزداد عدد الأشخاص الذين يحبون ركوب الدراجات ويقومون بتشكيل كثير من فرق الدراجات والنوادي المعنية. هكذا، يمكن رؤية عدد كبير من راكبي الدراجات في شوارع تشنغدو وهم يتمتعون بالطبيعة الجميلة أو يشاركون في المسابقات والأنشطة.

"الدراجة+" تغير نمط حياة تشنغدو

تشنغ موه، وهو مسؤول شركة للمنتجات الرياضية في تشنغدو، قال إن شركته تعمل على ترويج مفهوم "الدراجة+" بين المحليين وتدعوهم للاستفادة من المشروعات الضخمة في البنية التحتية، مثل مسارات تيانفو الخضراء للدراجات، وترشدهم بذلك إلى التمتع بسحر المدينة عبر ركوب الدراجات.

نظمت شركة تشنغ موه الدورة الأولى لنشاط زيارة المتاحف بتشنغدو بالدراجات في عام 2019، تحت رعاية متحف مقاطعة سيتشوان. وفقا لبرنامج هذا النشاط، قام المشاركون بقيادة الدراجات إلى المتاحف المحددة في تشنغدو، حيث قام راكبو الدراجات بإلقاء قصيدة ((شوداونان)) (صعوبة الطرق في سيتشوان) للشاعر الصيني لي باي، من أسرة تانغ (618- 907م) بلهجة سيتشوان في متحف تشنغدو، وتجربة الألعاب التقليدية الصينية مثل رمي السهام داخل وعاء من مسافة محددة، والنسخ بالاحتكاك في متحف مقاطعة سيتشوان، والبحث عن إبر العظام وخياطة الملابس الثقيلة في متحف موقع أطلال جينشا.

في مايو عام 2020، أصدرت حكومة تشنغدو خطة لبناء نظام مسارات للدراجات بطول 116 كيلومترا في 42 شارعا تمر بالتجمعات السكنية والبنايات القديمة والآثار التاريخية، الأمر الذي سيجعل الدراجات وسيلة مميزة للتمتع بجمال تشنغدو.

بالإضافة إلى ذلك، أقامت تشنغدو عدة بطولات رفيعة المستوى للدراجات في السنوات الأخيرة. منها مثلا، بطولة العالم لركوب الدراجات في المناطق الحضرية للاتحاد الدولي للدراجات عام 2018 ، التي تعتبر أعلى حدث رياضي عالمي لركوب الدراجات في المناطق الحضرية، وبطولة هاريكان كرايتيريوم للدراجات في عام 2019. ومع كثرة سباقات الدراجات الدولية في تشنغدو، وتعمق معرفة المحليين بهذه الرياضة والمشاركة فيها، ظهر في تشنغدو عدد متزايد من فرق الدراجات ونوادي الدراجات الجديدة. اليوم، يصل عدد فرق الدراجات المتخصصة في تشنغدو إلى 16 فريقا.

قال هوانغ ته شنغ، أمين اتحاد الدراجات بمقاطعة سيتشوان، إن ثقافة الدراجات تختلف من مكان إلى آخر. أما ثقافة الدراجات في تشنغدو، فتتميز بالبيئة الطبيعية الخاصة، حيث الجبال الكثيرة والأنهار الصافية والتضاريس المتنوعة، مما يلبي رغبات ومتطلبات مختلف راكبي الدراجات. إن ركوب الدراجة في الطبيعة والدعوة إلى أسلوب حياة أخضر ومنخفض الكربون هي جينات ثقافة ركوب الدراجات في تشنغدو.

ومن أجل تعزيز ثقافة الدراجات في تشنغدو، يجب دمج الصناعات المختلفة وتطوير الصناعات المعنية وتقديم خدمات جيدة لراكبي الدراجات. مثلا، ينبغي تقديم دعم لوجستي أساسي لمستخدمي الدراجات، يمكنهم من إيجاد مكان للراحة والأكل، وبناء سوق ثقافية وإبداعية حسب العادات والتقاليد المحلية، بالإضافة إلى استكشاف المتطلبات الكامنة لراكبي الدراجات.

أضاف هوانغ ته شنغ، أنه بسبب تفشي وباء كوفيد- 19، يولي مزيد من الناس اهتماما بأسلوب الحياة الصحي والصديق للبيئة. في هذه الحالة، يتحول ركوب الدراجة إلى هواية مفضلة للسكان المحليين بغض النظر عن عمر الفرد. يشتري كثير من الآباء والأمهات الدراجات لأطفالهم ويعلمونهم ركوب الدراجات منذ الصغر.

تنوع أساليب ركوب الدراجات في تشنغدو

دنغ يونغ لاي، وهو عاشق للدراجات، كان يقود دراجته إلى جبل لونغتشيوان ثم يعود منه إلى وسط مدينة تشنغدو خلال أربع ساعات قاطعا مسافة إجمالية أكثر من سبعين كيلومترا. قال إنه شهد تغيرات كبيرة في ظروف ركوب الدراجات في السنوات الماضية. مع تحسين بناء المسارات الخضراء الخاصة للدراجات، يشارك مزيد من الناس في هذه الرياضة وبإمكانهم السفر إلى الأماكن البعيدة والتمتع بالمناظر على جانبي الطرق.

أشارت بيانات دائرة الإسكان والتنمية الحضرية والريفية في تشنغدو، إلى أنه بحلول نهاية ديسمبر عام 2019، تم تحسين المسارات المتنوعة للدراجات بطول إجمالي 334ر830 كيلومترا، مما يلبي احتياجات التنقل للمحليين ويجذب المزيد من محبي الدراجات، لاستخدام ركوب الدراجات كوسيلة التمرين الرياضي والاسترخاء والاستمتاع بحياة بطيئة الإيقاع.

 قام راكب الدراجات تشن موه بزيارة تشنغدو خلال الفترة بين عامي 2018 و2019، وكتب ملاحظات حول رحلته، نشرها على موقع مافنغ للسياحة. قال إنه يفضل الدراجات مقارنة مع المشي، إذ تمكن من قيادة الدراجة والذهاب بها إلى الأماكن البعيدة بكل حرية وسلاسة. ومقارنة مع السفر بالسيارة أو الحافلات العامة، يمكنه الوقوف في الأماكن المختلفة للتمتع بسحر تشنغدو التي تتميز بالمناخ المعتدل والطرق الممتدة والحدائق الكثيرة والظروف المناسبة للدراجات. فضلا عن ذلك، بإمكان راكب الدراجة زيارة المعارض الفنية المختلفة في شوارع تشنغدو، الأمر الذي يجعل الدراجة وسيلة ممتعة لتعميق المعرفة والتمتع بهذه المدينة.

متعة ركوب الدراجات بصورة جماعية

بفضل تعزيز ظروف استخدام الدراجات وتعميم مفهوم السفر بوسائل النقل المنخفضة الانبعاثات، ظهرت مجموعات لركوب الدراجات في تشنغدو باستمرار، حيث يجتمع الراكبون في موعد محدد ويقودون دراجاتهم إلى مقاصد مشتركة.

هو مي تساي، يعمل مبرمجا في شركة، وهو رئيس فريق تشينغوي للدراجات في تشنغدو. كان عدد أعضاء فريقه بضعة أفراد في الأيام الأولى لتأسيسه في نوفمبر عام 2016. أما الآن، فيبلغ عدد الأعضاء فريقه نحو 350 دراجا.

أراد هو مي تساي المشاركة في فريق الدراجات من أجل إضافة متعة لحياته. خلال ثلاث سنوات من ركوب الدراجات، قابل كثيرا من عشاق الدراجات وتعززت الصلة بينه وبين هذه المدينة الجميلة.

مساء الأربعاء من كل أسبوع هي وقت النشاط المنتظم لفريق هو مي تساي، وأنشطة ركوب الدراجات مساء مستمرة منذ أكثر من ثلاث سنوات، وقد شاهد أعضاء الفريق في أنشطتهم تغيرات بيئة المنطقة المحيطة ببحيرة شينغلونغ في تشنغدو. قال إنهم كانوا لا يشاهدون غير الأضواء الخافتة من مصابيح الشوارع القديمة وعددا قليلا من المارة والبنايات. أما الآن، فبإمكانهم شراء المشروبات في محلات السوبر ماركت أو آلات البيع والتمتع بالمناظر الجميلة بكل سهولة. وبعد توسيع الطرق المحيطة ببحيرة شينغلونغ وتحسين المسارات الخضراء للدراجات، يمكن للناس اختيار الأساليب المفضلة لهم للتمتع بالحياة ولا يقلقون من الازدحام.

أضاف هو مي تساي، أنه وجد أن معظم راكبي الدراجات لم يعودوا راضين عن ركوب الدراجة التشاركية، بعد تجربة متعة ركوب الدراجات الجبلية والدراجات على الطرق العامة. ومع استكمال نظام مسارات الدراجات بصورة تدريجية، أصبحت تجربة الركوب أفضل وأفضل، وسيكون هناك المزيد من الأشخاص الذين يتخذون ركوب الدراجة كوسيلة للياقة البدنية.

--

يانغ ينغ، صحفية بجريدة ((تيانفو ونهوا)) الصينية.

©China Today. All Rights Reserved.

24 Baiwanzhuang Road, Beijing, China. 100037

京ICP备10041721号-4