مجتمع < الرئيسية

الشركات الصينية وهدف ذروة الكربون والحياد الكربوني

: مشاركة
2022-03-15 12:20:00 الصين اليوم:Source وانغ تشه:Author

يعكس هدف الوصول إلى ذروة الكربون بحلول عام 2030 وتحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2060، الذي طرحته الصين، عزمها الراسخ على مكافحة تغير المناخ واتخاذ مسار التنمية الخضراء المنخفض الكربون، وقدمت الصين بذلك مثالا للعالم في مواجهة التحديات الناجمة عن تغير المناخ. كما طرحت متطلبات أعلى للشركات الصينية للتعامل مع تغير المناخ والتنمية الخضراء والمنخفضة الكربون وبناء الحضارة الايكولوجية للفترة الحالية والمستقبلية وحتى منتصف القرن الحادى والعشرين. بالنسبة إلى الشركات الصينية، فإن إطلاق خطط لتحقيق الأهداف المتمثلة في ذروة الكربون والحياد الكربوني وخفض انبعاثات الكربون بنشاط، مسؤولية تقع على عاتفها، فكيف ستستجيب لذلك؟

تطوير سوق قيمتها تريليون يوان

قال سونغ شين، أمين لجنة الحزب الشيوعي الصيني لمجموعة الصين للمحافظة على الطاقة وحماية البيئة ورئيس المجموعة: "سيجبر هدف الوصول إلى ذروة الكربون بحلول عام 2030 وتحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2060 المجتمع الصيني على تحسين الهيكل الصناعي وهيكل الطاقة بشكل سريع، مما يطلق ثورة التنمية الخضراء." كما أشار سونغ شين، باعتباره الشخص المسؤول عن المؤسسة المركزية الوحيدة المعنية رئيسيا بالمحافظة على الطاقة وحماية البيئة، إلى أن خدمات الطاقة الشاملة ستصبح اتجاه التنمية في إطار تكامل إمدادات الطاقة وتوفيرها بشكل منسق، وسيتم تطوير سوق قيمتها تريليون يوان (الدولار الأمريكي يساوي 3ر6 يوانات حاليا). يعتقد سونغ شين أن المنتجات البيئية تظهر قيمتها في السوق تدريجيا، وسيشهد مجال الطاقة النظيفة أفضل فترة للتنمية والتطوير، وسيشهد مجال خدمات توفير الطاقة الناشئ تحولا سريعا إلى الرقمنة واستخدام الكهرباء والطاقة النظيفة.

يرى ليو هان يوان، رائد صناعتي السيليكون المتعدد البلورات العالي النقاء والخلايا الشمسية العالية الكفاءة ورئيس مجلس إدارة مجموعة تونغوي، أن صناعة الطاقة المتجددة الصينية المزدهرة هي التي أعطت الصين الثقة لإعلان هدف الوصول إلى ذروة الكربون بحلول عام 2030 وتحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2060. كما يعتقد ليو هان يوان أن تحسين خارطة الطريق لتطوير الطاقة المتجددة، وتسريع تطوير الطاقة المتجددة التي تمثلها الطاقة الكهروضوئية وطاقة الرياح، والتمسك بحزم بالمبادرة في مجال إمدادات الطاقة، طريقة فعالة لتسريع مسيرة تحقيق الحياد الكربوني في الصين. قال ليو هان يوان: "في الوقت الحاضر، أصبح توليد الطاقة الكهروضوئية أهم جزء من الطاقة المتجددة في كل العالم. تنتج الصين حوالي 100 غيغاوات من الطاقة الكهروضوئية سنويا، أي ما يساوي إنتاج الطاقة الكهربائية بخمسين مليون طن من النفط. أقترح أن تعمل الصين لجعل الطاقة النظيفة تحتل أكثر من 70% من زيادة الطاقة، وتحتل أكثر من 50% من مخزون الطاقة في الصين خلال فترة العشرة إلى العشرين عاما المقبلة، وتسريع عملية الحياد الكربوني وتحقيق أمن الطاقة والإمداد المستقل للطاقة في نفس الوقت، لضمان التنمية الاقتصادية والاجتماعية العالية الجودة في الصين."

أصبح إحلال الطاقة المتجددة مثل الطاقة الكهروضوئية وطاقة الرياح، محل الطاقة الأحفورية، اتجاها واضحا، بتوجيه من هدف الوصول إلى ذروة الكربون بحلول عام 2030 وتحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2060. المشكلة الملحة التي يتعين حلها هي تحسين قدرة نظام الطاقة الكهربائية على الموازنة بين فترتي ذروة استهلاك الطاقة وانخفاض استهلاك الطاقة في الوقت الفعلي وتنظيم الطاقة خلال فترة الذروة من أجل تحسين كفاءة استخدام الطاقة المتجددة. فينبغي إدراج صناعة تخزين الطاقة في خطة تنمية الطاقة للخطة الخمسية الرابعة عشرة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية الوطنية. يرى تشانغ تيان رن، الذي يملك شركتين مسجلتين في مجال الطاقة المتجددة ورئيس مجموعة تيانننغ وأمين لجنة الحزب الشيوعي الصيني لقرية شينتشوان بمحافظة تشانغشينغ التابعة لمقاطعة تشجيانغ، أن تطوير معدات تخزين الطاقة الذكية بقوة لتشكيل نظام إمداد الطاقة النظيفة الذي يدمج توليد الطاقة وتخزينها واستخدامها، لا يجعل الطاقة المتجددة تلعب دورها الفعال لضمان تشغيل نظام الطاقة بشكل مستقر وآمن فحسب، وإنما أيضا يمكنه سد فجوة الكهرباء وتحسين نوعية الطاقة.

يري تشن كانغ بينغ، الرئيس التنفيذي لشركة جينكو للطاقة الشمسية، أكبر الشركات المصنعة للوحدات الكهروضوئية في العالم، أن توفير الطاقة وخفض انبعاثات الكربون في قطاع البناء هو أحد المفاتيح لتحقيق هدف الوصول إلى ذروة الكربون بحلول عام 2030 وتحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2060. حاليا، تمثل انبعاثات الكربون للمباني أكثر من ثلث إجمالي انبعاثات الكربون في الصين، وتزيد مساحة المباني حوالي ملياري متر مربع في الصين كل عام. لذلك، يُعد دمج المباني مع الطاقة الكهروضوئية أفضل حل لبناء المباني الخضراء. قال تشن كانغ بينغ، إنه يجب تحديد اللوائح والمعايير لتعزيز تكامل الطاقة الكهروضوئية والمباني وبناء منصة لترابط الصناعات لتعزيز التكامل العميق للطاقة الكهروضوئية والمباني.

باعتبارها طاقة نظيفة وآمنة واقتصاية وفعالة، تعد الطاقة النووية اختيارا مهما للطاقة للبشرية للتعامل مع تغير المناخ، فضلا عن كونها اختيارا مهما لتحقيق هدف ذروة الكربون والحياد الكربوني. قال قو جيون، مدير عام مؤسسة الصين للصناعة النووية ونائب أمين لجنة الحزب الشيوعي الصيني فيها: "هدف الوصول إلى ذروة الكربون بحلول عام 2030 وتحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2060 عنصر هام لتعزيز تطوير الطاقة النووية، لكن ذلك لا يعني أن هذا الهدف لا يمكن تحقيقه إلا باستخدام الطاقة النووية." وأضاف: "لا يجب أن نبحث في كيفية تحسين أمان الطاقة النووية فحسب، وإنما أيضا أن نجعل الطاقة النووية مناسبة لهيكل الطاقة بالكامل، وأن تلعب دورها في تحسين هيكل الطاقة، ليس فقط لدعم التنمية الاقتصادية والاجتماعية الوطنية، بل والمساهمة في تحسين البيئة الإيكولوجية أيضا."

تقديم نموذج عالمي

قال سونغ شين بصراحة: "نظرا للتأثر بعوامل، مثل الاختلافات في مراحل التنمية بين الصين والدول الأجنبية والتنمية المحلية غير المتوازنة، من الصعب أن توفر نماذج وخبرات ذروة الكربون المحلية الحالية مسارا يمكن استخدامه كمرجع. أماكن كثيرة لا تعرف طرق الوصول إلى ذروة الكربون وتحقيق الحياد الكربوني الآن، فنحتاج إلى استكشاف نماذج أكثر رشادا."

في السنوات العشر الماضية، شارك نان تسون هوي، نائب رئيس اتحاد عموم الصين للصناعة والتجارة ورئيس مجموعة تشينت (Chint)، في الشؤون المتعلقة بخفض التكاليف وتقليل الاستهلاك في صناعة الطاقة الكهروضوئية وتعزيز تنمية الاقتصاد والمجتمع المنخفض والخالي من الكربون. قال: "إن تحسين هيكل الطاقة هو اتجاه لا مفر منه. ستكون خدمات الطاقة الشاملة، التي نعمل على استكشافها، نموذجا متكاملا ومتعدد الأنظمة والمنسق لإمداد الطاقة واستهلاكها، مما يعزز تحويل هيكل الطاقة وتحسينه وتحقيق الحياد الكربوني." استثمرت مجموعة تشينت في بناء محطات للطاقة الكهروضوئية في أنحاء مختلفة من العالم، وتتجاوز سعة الكهرباء لتلك المحطات أكثر من 6 غيغاوات. تركز مجموعة تشينت على إنتاج المنتجات الممتازة وتخطيط السعة الإنتاجية وتطوير شكل "الهندسة+ المشتريات+ الإنشاءات" (EPC) والمشاركة في سلسلة صناعة الطاقة المتجددة العالمية بشكل عميق، مما يساعد الصين على زيادة حصتها في السوق الدولية لصناعة الخلايا الكهروضوئية. كما تبذل مجموعة تشينت جهودها في مجالات تخزين الطاقة وإنشاء شبكات التوزيع لبيع الكهرباء والشبكات الصغيرة والتكامل المتعدد النطاق، إلخ. على سبيل مثال، تبني المجموعة محطة تشينت لمنع التصحر وتوليد الطاقة الكهروضوئية في صحراء كوبوتشي في منطقة منغوليا الداخلية بسعة 310 ميغاوات. هذه المحطة هي أول مشروع صيني يسعى إلى منع التصحر وتوليد الطاقة الكهروضوئية في نفس الوقت. بعد إكمال البناء، ستبلغ مساحة مكافحة التصحر فيها 25 ألف مو (الهكتار يساوي 15 مو). في الوقت الحالي، تعمل مجموعة تشينت على الاستثمار في بناء محطات الطاقة الكهروضوئية في جميع أنحاء العالم، ويبلغ متوسط توليد الكهرباء السنوي حوالي 4ر6 مليارات كيلوات/ ساعة، ويمكن أن تقلل من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بمقدار 47ر6 ملايين طن، وتوفر 32ر2 مليون طن من الفحم القياسي، وتقلل من انبعاثات الغبار بنحو 67ر1 مليون طن، وتوفر 07ر13 مليون طن من المياه سنويا، أي ما يساوي زراعة 6ر3 ملايين شجرة.

قال سونغ شين: "تتضمن خدمات الطاقة الشاملة الأعمال في صناعات كثيرة، مثل صناعات الغاز والكهرباء والطاقة الحرارية. وبالاعتماد على الابتكارات، مثل تكنولوجيا الطاقة وتكنولوجيا "الإنترنت+" وتكنولوجيا البيانات الضخمة، وما إلى ذلك، من المتوقع استبدال النموذج التقليدي الموفر للطاقة الأحادي الموضوع، وتشكيل اتجاه جديد للتنمية لأعمال توفير الطاقة وخفض الانبعاثات. ثمة أيضا فرصة سوقية ينبغي للصين اغتنامها لتوفير الطاقة وخفض الانبعاثات والوصول إلى ذروة الكربون في بعض الصناعات والمناطق وبناء المدن المتكيفة مع المناخ وتمويل الأنشطة المتعلقة بالمناخ والقيام بالتعاون الدولي، إلخ." حاليا، تتعاون مجموعة الصين للمحافظة على الطاقة وحماية البيئة مع أفضل مؤسسات البحث العلمي في الداخل والخارج لبحث وتطوير وتطبيق تكنولوجيا الانبعاثات السلبية، وتقوم ببناء المناطق الصناعية والمباني الخالية من الكربون استنادا إلى خبراتها المتراكمة المتعلقة بالمباني الخضراء وتقنيات توفير الطاقة المستخدمة في المباني والطاقة النظيفة، وتركز على تحسين نظام الإفصاح عن معلومات انبعاثات الكربون في المؤسسات بشكل أسرع وتعزيز التعاون الدولي لتمويل الأنشطة المتعلقة بالمناخ، مما يشكل مفهوم صفر كربون ونمط مؤسسي خال من الانبعاثات وتقدم نموذجا للمؤسسات الأخرى والمجتمع. تشارك مجموعة الصين للمحافظة على الطاقة وحماية البيئة، كمجموعة مساهمة في مؤسسة الصين للصفقات الخضراء ببكين، بنشاط في سوق تداول الكربون على المستوى الوطني.

أكمل مشروع سد سانشيا (المضايق الثلاثة)، كأكبر مشروع ري في العالم، جميع عمليات الفحص في عام 2020، وأنتج 8ر111 مليار كيلووات/ ساعة من الكهرباء النظيفة على مدار العام، محطما بذلك الرقم القياسي العالمي السابق الذي حددته محطة سد إيتايبو في أمريكا الجنوبية. قال لي مينغ شان، أمين لجنة الحزب الشيوعي الصيني ورئيس مجموعة سانشيا الصينية، إن هذا المشروع يُعد رمزا مهما يبين أن الطاقة الكهرومائية الصينية تقود تنمية الطاقة النظيفة في العالم. في الوقت الحاضر، أصبحت مجموعة سانشيا الصينية أكبر مؤسسة لتطوير وتشغيل الطاقة الكهرومائية في العالم، وأكبر مجموعة للطاقة النظيفة في الصين، حيث تصل نسبة وحدات توليد الكهرباء للطاقة النظيفة في جميع وحدات توليد الكهرباء في المجموعة إلى 96%، ويعادل الحجم الإجمالي للطاقة النظيفة المولدة توفير ما يقرب من مليار طن من الفحم القياسي.

في المستقبل، ستستغل مجموعة سانشيا الصينية مزاياها في الطاقة النظيفة لبناء أساس متين لتطوير الطاقة الكهرومائية وتعزيز تطوير الطاقة المتجددة مثل طاقة الرياح والطاقة الكهروضوئية بشكل سريع، وستسعى جاهدة لتكون أول من يحقق ذروة الكربون في عام 2023 والحياد الكربوني بحلول عام 2040.

قال تشيان جينغ تسه، نائب رئيس شركة جينكو للطاقة الشمسية أن الشركة تعمل بنشاط على استكشاف نموذج "الطاقة الكهروضوئية+" حاليا، وتطور نماذج "الطاقة الكهروضوئية+ محطات الشحن السريع" و"الطاقة الكهروضوئية+ محطة الاتصالات الأساسية" و"الطاقة الكهروضوئية+ تخزين الطاقة" وإلخ، وهذا لم يخلق سوقا متزايدة للشركة فحسب، وإنما أيضا يقدم مرجعا لتوفير الطاقة وخفض انبعاثات الكربون في صناعة الطاقة الكهروضوئية.

شركة شوقانغ المحدودة ببكين هي إحدى الشركات الرائدة في صناعة الصلب الصينية، حاليا، نجحت في تخفيض الجسيمات العالقة وثاني أكسيد الكبريت وأكسيد النيتروجين في الشركة بنسب 41% و5% و59% على التوالي. حتى الآن، بلغ إجمالي حجم استثمارات شركة شوقانغ المحدودة ببكين في حماية البيئة 288ر23 مليار يوان، وهو ما يمثل 7ر15% من إجمالي استثمارات الشركة. قال ليو جيان هوي، مدير عام شركة شوقانغ المحدودة ببكين: "في الوقت الحالي، يمكننا تقليل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بمقدار 09ر3 ملايين طن وتوفير الكهرباء بمقدار 5ر3 مليارات كيلووات/ ساعة سنويا." كما قال ليو جيان هوي إن الشركة تعمل بنشاط على توفير الطاقة وخفض استهلاكها على أساس مواصلة تقليل الانبعاثات، وتواصل تعديل وتحسين المعدات بشكل عميق من أجل خفض استهلاك الطاقة لإنتاج كل طن من الفولاذ. في نفس الوقت، تقوم شركة شوقانغ المحدودة ببكين بتعزيز التقنيات الناضجة لتشكل الأساس التقني لخفض انبعاثات الكربون خلال عملية إنتاج الفولاذ. وقال ليو جيان هوي أيضا إن شركة شوقانغ قد تم ربطها بمشروعات توليد الطاقة الكهروضوئية للطاقة النظيفة. وأضاف: "على الرغم من زيادة تكلفة حماية البيئة بشكل كبير، فقد أثبت استكشافنا أن صناعة الحديد والصلب يمكن أن تحقق فوائد بيئية واجتماعية خلال عملية تحقيق هدف الوصول إلى ذروة الكربون وتحقيق الحياد الكربوني وتحقيق التعايش المتناغم بين شركات الحديد والصلب التقليدية والبيئة."

مساعدة المؤسسات الصينية لدخول السوق الدولية

قال نان تسون هوي: "أصبحت الطاقة المنخفضة الكربون والطاقة المتجددة اتجاها رئيسيا في تعديل هيكل الطاقة العالمي. من منظور التداول المزدوج، تتميز صناعة الطاقة الجديدة الصينية بميزة تنافسية قوية في العالم. يجب على المؤسسات الصينية مواصلة الابتكار في أساليب التعاون المشترك، والتخطيط لمشروعات كبرى للتعاون الأجنبي، واغتنام الفرص في الدول الرئيسية الأخرى."

قال ليو هان يوان: "يجب أن نؤكد بشدة على أهمية التصنيع الصيني ودوره الهام في تعزيز تحويل هيكل الطاقة العالمي والحوكمة العالمية لتغير المناخ والتأثير على البشرية جمعاء." كما أكد ليو هان يوان أن الصين، كأكبر دولة منتجة ومستهلكة للطاقة المتجددة، تعمل على إدخال منتجاتها للطاقة الكهروضوئية وطاقة الرياح ورأس المال المتعلق بها إلى السوق الدولية، فهي من ناحية، تدعم وتسرع تحويل هيكل الطاقة في الدول المتقدمة، ومن ناحية أخرى، توفر مسارا جديدا للتنمية للدول والمناطق على طول "الحزام والطريق"، وتساعدها على تجاوز النمط القديم المتمثل في التلويث أولا ثم المعالجة، وتحقيق التنمية المستدامة السريعة. إن المنتجات الصينية المتعلقة بهدف الوصول إلى ذروة الكربون بحلول عام 2030 وتحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2060 لها أهمية كبيرة لتحويل هيكل الطاقة العالمي والحوكمة العالمية لتغير المناخ، وتؤثر على البشرية جمعاء، فيجب على المجتمع الاعتراف بها ووضعها في بؤرة الاهتمام.

في سياق السعي لبلوغ ذروة الكربون وتحقيق الحياد الكربوني، أصبحت وحدة الطاقة النووية "هوالونغ-1"، كأحد المنتجات الرئيسية الصينية التي تمثل قدرة تنافسية جوهرية للصين وتملك حقوق ملكية فكرية مستقلة بها، أكثر تنافسية في السوق الدولية. قال قو جيون: "حاليا، أقامت مؤسسة الصين للطاقة النووية علاقات تجارية وتكنولوجية مع أكثر من أربعين دولة ومنطقة لمناقشة التعاون في سلسلة الصناعة النووية الكاملة التي تضمن الطاقة النووية وموارد اليورانيوم والوقود النووي واستخدام التكنولوجيا النووية." وأضاف أن تطوير الأعمال الخارجية على طول "الحزام والطريق" هو مبادرة وطنية، واتجاه حتمي لتنمية المؤسسات أيضا، كما أنه اتجاه عالمي لمواجهة تغير المناخ. بذلت مؤسسة الصين للطاقة النووية جهودها لتوسيع أعمالها في الخارج، ونجحت في تصدير سبع وحدات للطاقة النووية إلى الخارج على مدى العقود الماضية، ومعاييرها التقنية المعتمدة حاليا هي الأكثر تقدما في العالم. كما أشار قو جيون إلى أنه منذ تنفيذ الخطة الخمسية الثالثة عشرة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية الوطنية، ظل مستوى تشغيل الطاقة النووية في الصين ممتازا ومن الدرجة الأولى عالميا. حتى سبتمبر عام 2021، منحت الرابطة العالمية لمشغلي المنشآت النووية (WANO) العلامة الكاملة في مؤشر التقييم الشامل للتسع عشرة وحدة للطاقة النووية الخاصة بمؤسسة الصين للطاقة النووية، محققة بذلك أداء ممتازا. قال قو جيون إنه مما لا شك فيه أننا لن نستطيع الاستغناء عن الطاقة النووية في المستقبل سواء في بناء المحطات الفضائية لاستكشاف الفضاء أو بناء المحطات الفضائية البحرية لاستكشاف الموارد البحرية، فيجب علينا العمل بنشاط على استكشاف هذه المجالات والبحث فيها.

--

 وانغ تشه، صحفي في مجلة ((تقرير الصين)).

 

©China Today. All Rights Reserved.

24 Baiwanzhuang Road, Beijing, China. 100037

京ICP备10041721号-4