مجتمع < الرئيسية

ما جيون يساعد الصين في التحول المنخفض الكربون باستخدام البيانات الكبرى

: مشاركة
2022-03-15 12:26:00 الصين اليوم:Source تشانغ جين ون:Author

ما جيون، مؤسس معهد الشؤون العامة والبيئية (IPE)، شخصية مشهورة في مجال حماية البيئة في الصين. حيث قاد إعداد "خريطة تلوث المياه في الصين"، وهي أول قاعدة بيانات للمياه الملوثة في الصين غير هادفة للربح. في مايو عام 2006، أُدرج في قائمة مجلة ((تايم)) الأمريكية لأكثر مائة شخصية مؤثرة في العالم؛ وفي عام 2014، عمل مع فريقه على إدراج ((قانون حماية البيئة)) الجديد في مبدأ نظام "مراقبة البيئة ونشرة المعلومات"، مما سجّل فصلا جديدا لقضية معالجة التلوث الصينية؛ وفي عام 2015، أصبح ما جيون أول صيني يحصل على "جائزة سكول لريادة الأعمال الاجتماعية" التي تركز على القضايا العالمية. مع تحديد الصين لخارطة طريق الوصول إلى ذروة انبعاثات ثاني أكسيد الكربون قبل عام 2030 والعمل على تحقيق الحياد الكربوني قبل عام 2060، يضع ما جيون كل تركيزه على ما هو أبعد من مكافحة التلوث، حيث يهدف إلى تقليل الانبعاثات وتخفيض الكربون في المجتمع الصيني.

تحديد انبعاثات الكربون في السلسلة الصناعية

في عام 2014، بدأ معهد الشؤون العامة والبيئية بالفعل البحث في انبعاثات الكربون. في ذلك العام، طوّر مركز البحوث البيئية العامة بالتعاون مع مجلس الدفاع عن الموارد الطبيعية (NRDC) مؤشر شفافية معلومات الشركات (CITI). منذ عام 2014، أصدر معهد الشؤون العامة والبيئية سبعة تقارير تقييم وفق مؤشر CITI. قال ما جيون، إن مؤشر CITI يستخدم بشكل أساسي معلومات المراقبة والإدارة المُعلَنة من قِبَل الحكومة، والمعلومات المُعلَنة من قِبَل العلامات التجارية، لتقييم أداء العلامات التجارية ديناميكيا في الإدارة البيئية لسلسة التوريد، خاصة في الامتثال البيئي وتوفير الطاقة وتخفيض الانبعاثات والكشف عن المعلومات وما إلى ذلك. ويكمن مفتاح الحصول على درجات عالية لكل علامة تجارية في تنفيذ إدارة ومراقبة بيئية عالية الكفاءة، أي تعزيز الامتثال أو التحقيق الفائق للمسؤوليات البيئية لمؤسسات سلسلة التوريد في الصين. هذه هي الخطوة الأولى التي يتخذها معهد الشؤون العامة والبيئية لمراقبة انبعاثات الكربون.

في 12 ديسمبر عام 2015، تم اعتماد ((اتفاقية باريس)) في مؤتمر باريس لتغير المناخ، حيث وضعت ترتيبات لعمل مواجهة تغير المناخ في العالم لما بعد عام 2020. وجد ما جيون أن اهتمام مختلف الدول بانبعاثات الكربون قد ازداد بشكل كبير، فبدأ في تعديل مؤشر التقييم وتطويره. قال ما جيون: "كان مؤشر CITI الذي طورناه في البداية يقيّم أحوال إدارة سلسلة التوريد بأكملها، وعلى الرغم من وجود الانبعاثات الكربونية به، كان يتضمن أيضا عناصر مكافحة التلوث الأخرى مثل مياه الصرف الصحي والغازات العادمة وتصريف النفايات الصلبة. في ذلك الوقت، وبسبب اهتمام الجميع المتزايد بانبعاثات الكربون، قمنا بزيادة نسبة انبعاثات الكربون في نظام التقييم بأكمله في مؤشر CITI."

وجد ما جيون خلال البحث، أن انبعاثات الكربون للعلامات التجارية العالمية والشركات المتعددة الجنسيات تتركز بشكل أساسي في سلسلة التوريد الخاصة بها، والتي تمثل عادة أكثر من 70% من إجمالي انبعاثات الكربون للعلامة التجارية، بل وقد يصل بعضها أحيانا إلى 80% أو 90%. وباعتبار الصين "مصنعا عالميا"، فأصبحت أكبر منطقة في العالم تتركز فيها انبعاثات سلسلة توريد العلامات التجارية العالمية. على الرغم من أن العديد من العلامات التجارية العالمية قدمت وعودا لتخفيض الانبعاثات بعد اعتماد ((اتفاقية باريس))، لم ينفذ الكثير منها وعودها في سلسلة التوريد في الصين بعد. لذلك قرر ما جيون، فرز المعلومات المتعلقة بانبعاثات الكربون لسلسلة التوريد بشكل أكثر منهجية على أساس مؤشر CITI. في عام 2017، قاد ما جيون معهد الشؤون العامة والبيئية لتطوير مؤشر الشفافية المناخية لسلسلة التوريد SCTI بالتعاون مع مركز أبحاث المعلومات البيئية العالمية (مشروع الكشف عن الكربون سابقا).

حظي تقييم هذا المؤشر باستجابة إيجابية من بعض العلامات التجارية. قال ما جيون: "نقوم بتقييم المؤسسات، وأصبح العديد من العلامات التجارية الدولية والمحلية الكبيرة مشاركة في التقييم تدريجيا، ومنها آبل وديل، وهواوي ولينوفو، كما انضم إلينا فوكسكون وبنغدينغ للتكنولوجيا، وغيرهما من شركات التوريد الكبيرة."

في 23 أكتوبر عام 2020، أصدر معهد الشؤون العامة والبيئية نتائج تقييم مؤشر SCTI لعام 2020 في "منتدى سلسلة التوريد الخضراء والعمل المناخي لعام 2020"، وكانت هذه السنة الثالثة على التوالي التي يصدر فيها معهد الشؤون العامة والبيئية تقرير تقييم مؤشر SCTI. يشير التقرير إلى أنه على الرغم من تأثير جائحة كوفيد- 19 الكبير على سلسلة التوريد العالمية، فإن مجموعة من الشركات الرائدة لم تتخذ أي إجراء من شأنه إبطاء العمل المناخي أو الحد من عملها المناخي، ومن بين الـ540 علامة تجارية صينية وأجنبية التي شاركت في التقييم، بدأت 108 علامات تجارية في دفع الموردين لإجراء القياس السنوي لانبعاثات الكربون، بزيادة نحو 70% مقارنة مع السنة السابقة؛ كما قامت 37 علامة تجارية بدفع المؤسسات الموردة للإفصاح عن معلومات انبعاثات الكربون، بزيادة كبيرة بلغت نسبتها 54%.

طرحت الصين، في الخطة الخمسية الرابعة عشرة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية الوطنية والأهداف البعيدة المدى لعام 2035 التي تم الإعلان عنها خلال "دورتي الصين السنويتين" لعام 2021، متطلبات محددة لتحقيق الوصول إلى ذروة انبعاثات ثاني أكسيد الكربون وتحقيق الحياد الكربوني في الصين. فبدأ ما جيون وفريقه مرة أخرى في تحديث نُظم التقييم المعنية. قال: "هذا العام، قمنا بترقية مؤشر SCTI إلى مؤشر شفافية العمل المناخي CATI الذي يناسب تقييم سلسلة التوريد، ويمكنه في الوقت نفسه أيضا تقييم سلسلة التوريد والمؤسسات التي تقوم أعمالها على الإنتاج بشكل أساسي. لذلك، يمكن أيضا تضمين العديد من مؤسسات الانبعاثات الكبيرة الأقل اعتمادا على سلاسل التوريد في التقييم."

مساعدة المؤسسات الصينية في التحول المنخفض الكربون

قال ما جيون: "الآن، تتخذ العديد من المؤسسات الصينية الكبيرة إجراءات من أجل تحقيق الوصول إلى ذروة انبعاثات ثاني أكسيد الكربون وتحقيق الحياد الكربوني، ولكن بشكل عام، لا يزال هناك مجال واسع أمام المؤسسات الصينية للتطوير." وفقا لتقرير تقييم مؤشر CITI، الذي أصدره معهد الشؤون العامة والبيئية في عام 2020، فإنه من بين أفضل خمسين مؤسسة صينية، يوجد في القائمة هواوي ولينوفو فقط.

قاد ما جيون معهد الشؤون العامة والبيئية، في رحلة جديدة من أجل مساعدة المؤسسات على إدارة انبعاثات الكربون. في بداية عام 2020، أقام المعهد بالتعاون مع فريق العمل المعني بالغازات الدفيئة في المناطق الحضرية في الصين "منصة لتدقيق انبعاثات غازات الاحتباس الحراري للمؤسسات الصينية"، وبدأ تشغيلها رسميا في منتصف عام 2020. توفر هذه المنصة خدمات حساب الانبعاثات للمؤسسات في أربعة وعشرين قطاعا بما في ذلك توليد الكهرباء والحديد والصلب والفحم والغاز الطبيعي والمعادن غير الحديدية وصناعة الورق وغيرها.

يقوم معهد الشؤون العامة والبيئية الآن بتطوير وتحديث مؤشر CATI، كما أنه يولي اهتماما لاتجاه المؤسسات الصينية في الوقت نفسه. يسعى إلى الاستفادة الكاملة من التقنيات العالية، مثل منصات خدمات البيانات الكبرى والذكاء الاصطناعي وغيرها، لمساعدة المؤسسات على تحديد ومتابعة المخاطر البيئية والصحية والأمنية في جميع مراحل العمل، ومن ثم مساعدة المؤسسات على تحقيق التحول الأخضر للأداء التجاري وسلاسل القيمة."

المشاركة في بناء مجتمع صيني منخفض الكربون

لا تقتصر اهتمامات ما جيون ومعهد الشؤون العامة والبيئية على تخفيض الكربون في سلسلة التوريد للمؤسسات فحسب، وإنما أيضا تشمل تخفيض الكربون في كل المجتمع الصيني.

في عام 2019، بدأ معهد الشؤون العامة والبيئية في تطوير "خريطة المدن الصينية التي حققت الوصول إلى ذروة انبعاثات ثاني أكسيد الكربون"، وأصدر تقرير التقييم الأول لـ"مؤشر تحقيق الوصول إلى ذروة انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في المدن الصينية" في نهاية عام 2020. وفي الموقع الإلكتروني الخاص بمعهد الشؤون العامة والبيئية، يمكن أن نجد أحوال انبعاثات ثاني أكسيد الكربون وغيره من غازات الاحتباس الحراري الأخرى في مختلف المقاطعات والمدن الصينية، بما في ذلك إجمالي حجم الانبعاثات، ومتوسط نصيب الفرد من الانبعاثات وانبعاثات كل وحدة من الناتج المحلي الإجمالي.

قال ما جيون: "ندرك أن الصين تحتاج إلى نظام تقييم علمي صارم لمساعدة المجتمع بأكمله على إدراك تطورات مواجهة تغير المناخ في مختلف المناطق والإجراءات التي اتخذتها مختلف المناطق لتحقيق الوصول إلى ذروة انبعاثات ثاني أكسيد الكربون وتحقيق الحياد الكربوني." في الوقت الحالي، يتعاون معهد الشؤون العامة والبيئية مع أكاديمية البحوث الصينية لعلوم البيئة في تطوير "مؤشر تحقيق الوصول إلى ذروة انبعاثات ثاني أكسيد الكربون وتحقيق الحياد الكربوني للمقاطعات الصينية" و"مؤشر تحقيق الوصول إلى ذروة انبعاثات ثاني أكسيد الكربون وتحقيق الحياد الكربوني للمدن الصينية". حسب ما جيون، يمكن للمؤشرين تقييم حالة انخفاض الكربون ومسارات تقليل الانبعاثات في مختلف المناطق في الصين. في يونيو ويوليو عام 2021، تم إصدار "مؤشر تحقيق الوصول إلى ذروة انبعاثات ثاني أكسيد الكربون وتحقيق الحياد الكربوني للمقاطعات الصينية" و"مؤشر تحقيق الوصول إلى ذروة انبعاثات ثاني أكسيد الكربون وتحقيق الحياد الكربوني للمدن الصينية" على التوالي.

مع انتشار مفاهيم التنمية المستدامة وتخفيض الكربون، بدأت العديد من وكالات التقييم في قبول واعتماد معايير ESG للتقييم (البيئة والمجتمع والحوكمة)، وأدرجت العديد من الوكالات بيانات معهد الشؤون العامة والبيئية في بيانات ESG للتقييم.

حاليا، لا يُعد ما جيون مسؤول معهد الشؤون العامة والبيئية فحسب، ولكنه أيضا عضو في منتدى المائة شخص للصين الجميلة، ومنتدى الخمسين شخصا لتحقيق الحياد الكربوني، ومنتدى الثلاثين شخصا للـESG. ومن بين مشاركي آليات التبادل هذه، يوجد شيه تشن هوا، المبعوث الصيني الخاص بشؤون تغيّر المناخ، والعديد من الأكاديميين من أكاديمية الصين للعلوم والأكاديمية الصينية للهندسة ورؤساء مؤسسات عملاقة.

عن مكانته والتقدير الذي يحظى به، قال ما جيون متواضعا: "شرف عظيم أن تتاح لي الفرصة للانضمام إلى هذه الآليات والحوار مع الممثلين والأكاديميين. ومن أجل مساعدة المجتمع الصيني بأسره على تحقيق التحول المنخفض الكربون، آمل أن نشارك في ذلك بمميزاتنا من خلال البيانات الكبرى."

©China Today. All Rights Reserved.

24 Baiwanzhuang Road, Beijing, China. 100037

京ICP备10041721号-4