مجتمع < الرئيسية

الطاقة الجديدة هي مستقبل النقل الأخضر

: مشاركة
2022-04-06 17:21:00 الصين اليوم:Source تشاو يانغ:Author

في السنوات الأخيرة، قل عدد صور السماء الزرقاء التي ينشرها مستخدمو تطبيق الويتشات على صفحاتهم بشكل واضح. لم يعد الهواء النقي "رفاهية". لقد حققت الصين، منذ انعقاد المؤتمر الوطني الثامن عشر للحزب الشيوعي الصيني، منجزات مهمة في بناء الحضارة الإيكولوجية كخطة الألفية التي تؤثر على التنمية المستدامة للأمة الصينية. في عام 2019، أضافت الصين هدفي ذروة الكربون والحياد الكربوني إلى نشاطات تطبيق مفهوم "المياه الصافية والجبال الخضراء هي الذهب والفضة". وخلال هذه العملية، تلعب صناعة السيارات، باعتبارها صناعة ذات انبعاثات كربونية كبيرة، دورا مهما.

في عام 2021، أقيم معرض إنجازات تطوير صناعة مركبات الطاقة الجديدة تحت عنوان "الإشادة بالعصر الجديد، لتسريع تعزيز التنمية العالية الجودة لصناعة مركبات الطاقة الجديدة"، والذي عرّف الزوار على تاريخ تطور صناعة مركبات الطاقة الجديدة في الصين والنتائج المبهرة التي تحققت في هذا المجال. خلال المعرض، تم عرض مصابيح السيارات الذكية من مجموعة هواوي، ومنصة الحوسبة الكامنة الجديدة من شركة هورايزون روبوتيكس، والنظام الصوتي التفاعلي الذكي من شركة آيفلايتيك، والسفر والنقل الذكي من شركة تنسنت وغيرها من التقنيات المتقدمة والمنتجات الممتازة، مما يظهر التنمية المتناغمة بين الأشخاص والسيارات في المستقبل بشكل كامل.

قال تشاو يانغ، نائب رئيس شعبة صناعة السيارات بالمجلس الصيني لتعزيز التجارة الدولية، إنه منذ عام 2009، احتل عدد مالكي سيارات الركاب في الصين المرتبة الأولى في العالم لمدة 12 عاما متتالية. أصبح النقل البري، الذي تشكل السيارات قوامه الأساسي، مصدرا لانبعاثات الكربون في قطاع النقل في الصين، حيث يتسبب في أكثر من 8% من إجمالي انبعاثات الكربون في الصين. فأصبح السعي إلى تعميم السيارات الكهربائية وتطوير الطاقة وسيلة هامة لصناعة السيارات للمساعدة على تحقيق هدف الوصول إلى ذروة الكربون والحياد الكربوني.

الطاقة الجديدة تساعد على تقليل انبعاثات الكربون

مركبات الطاقة الجديدة ليست شيئا جديدا بالنسبة للصينيين. فقبل طرح هدفي ذروة الكربون والحياد الكربوني، كانت سيارات الطاقة الجديدة قد ظهرت بلوحاتها الخضراء في الشوارع الصينية بالفعل. أشار ((التقرير السنوي لتنمية صناعة السيارات في الصين لعام 2021)) إلى أن مبيعات سيارات الطاقة الجديدة قد تجاوزت مليون سيارة سنويا لمدة ثلاث سنوات، لتحتل المرتبة الأولى عالميا في مبيعات سيارات الطاقة الجديدة لمدة ست سنوات متتالية. قال تشاو يانغ إن مبيعات سيارات الطاقة الجديدة في الصين شكلت 16% من مبيعات صناعة السيارات الصينية من يناير إلى أكتوبر عام 2021، ووصلت إلى أعلى قيمة في التاريخ، ويزداد معدل نفاذها إلى الأسواق أكثر فأكثر.

أضاف تشاو يانغ، أن الصين أدركت منذ عام 2009 أن السيارات التي تعمل بالوقود الأحفوري، لا تساير الاتجاه العالمي لخفض الكربون، فأدرجت تطوير سيارات الطاقة الجديدة في السياسات الصينية الأساسية، وقدمت الدعم المالي للبحث في سيارات الطاقة الجديدة واستخدامها في عام 2012. حددت ((خطة تنمية صناعة سيارات الطاقة الجديدة في الفترة بين عامي 2021 و2035))، التي أصدرتها الصين في عام 2020، أن الصين يجب عليها التمسك باتجاه التنمية المتمحور حول تطوير السيارات الكهربائية والارتباط بالإنترنت وتطوير التقنيات الذكية، والتركيز على التكامل والابتكار لتحقيق اختراقات في التقنيات الرئيسية وتحسين بيئة التنمية الصناعية وتعزيز التنمية المستدامة والعالية الجودة في قطاع مركبات الطاقة الجديدة في الصين.

وفقا للإحصاءات المعنية، بلغ حجم انبعاثات الكربون لقطاع مركبات الركاب في الصين ستمائة وسبعين مليون طن في عام 2020، 74% منها تأتي من استخدام المركبات، و26% من سلسلة التصنيع الأولية. تتحمل الشركات في صناعة السيارات بنشاط مسؤولية الشركات، فمن ناحية، تولى أهمية كبيرة لما قامت به الدولة من صياغة القوانين واللوائح والمعايير والسياسات الوطنية المتعلقة بمراقبة انبعاثات الكربون في المركبات، وهدفي ذروة الكربون والحياد الكربوني. على سبيل المثال، مشاركة شركات السيارات في تحديد معايير استهلاك الوقود، والعمل على تحسين مستوى توفير الطاقة وخفض انبعاثات الكربون لمنتجاتها الخاصة، وضمان تلبية المنتجات للمعايير والمؤشرات الوطنية؛ ومن ناحية أخرى، تعمل العديد من شركات السيارات على تحويل منتجاتها إلى سيارات تعمل بالطاقة الجديدة. في الوقت نفسه، تقوم بتوجيه شركات المنبع والمصب للحد من انبعاثات الكربون خلال عمليات الإنتاج والتصنيع.

ضرب تشاو يانغ مثالا بشركة دونغفنغ للسيارات، التي عملت لسنوات عديدة على تشكيل تحالفات مع شركات المنبع والمصب لتقليل انبعاثات الكربون في عملية التصنيع بشكل مشترك؛ تقوم شركة بريليانس أوتو باستخدام الطاقة الكهربائية في مصانعها من أجل الحد من هدر الموارد. علاوة على ذلك، تستخدم شركات تصنيع السيارات العديد من المواد القابلة لإعادة التدوير وتتخذ تدابير فعالة من أجل تقليل انبعاثات الكربون. شركة تسلا، بالإضافة إلى استخدام الطاقة الخضراء في مصانعها، قامت أيضا بتوطين 80% من شركات قطع الغيار التابعة لها للحد من انبعاثات الكربون الناتجة أثناء النقل.

من أجل التحول من دولة نقل كبيرة إلى دولة نقل قوية، شهدت صناعة السيارات الصينية تحول وارتقاء صناعة السيارات باستخدام السيارات التي تعمل بالطاقة الجديدة، وحققت إنجازات بارزة في السنوات العشر الماضية. أشارت بيانات من معرض إنجازات مركبات الطاقة الجديدة إلى أنه بحلول نهاية عام 2020، بلغ إجمالي الأميال التراكمية لسيارات الطاقة الجديدة في الصين 68ر117 مليار كيلومتر، ووصل الحجم التراكمي لتوفير الوقود إلى 19ر21 مليار لتر، وبلغ الحجم التراكمي لتقليل انبعاثات الكربون 641ر48 مليون طن، وفي نفس الوقت، تم تخفيض ما يقرب من مليون طن من انبعاثات الملوثات الأخرى.

بعد أكثر من عشر سنوات متتالية من التنمية السريعة، وصلت تنمية صناعة السيارات إلى قمتها، ودخلت في مرحلة توقف سرعة النمو في السنوات الأخيرة. قال تشاو يانغ: "حاليا، تعمل صناعة السيارات على اغتنام فرص التحول والارتقاء، لتحقيق التنمية المستدامة للسيارات عبر تطوير السيارات الكهربائية والارتباط بالإنترنت وتطوير التقنيات الذكية المعنية."

كان لوباء كوفيد- 19 تأثير سلبي على صناعة السيارات مثل الصناعات الأخرى. لكن لا تزال صناعة السيارات، من وجهة نظر تشاو يانغ، تسير في اتجاه تنمية جيد للغاية. قال تشاو يانغ: "في عام 2020، ساهم قطاع صناعة السيارات في الصين بنسبة 10% من الإيرادات العامة للدولة، ومبيعات التجزئة، وحصيلة الضرائب، والوظائف، كل على حدة. لدينا سلسلة صناعة السيارات الكاملة نسبيا، ومستوى التصنيع مرتفع أيضا وسلاسل التصنيع في المنبع والمصب مستقرة نسبيا، خاصة في إطار تنفيذ خطة التنمية الجديدة المتعلقة بالتداول المزدوج، لا تزال صناعة السيارات تقدم ضمانا قويا لتحقيق النمو الاقتصادي المطرد."

الحافلات الكهربائية الصينية تحظى باهتمام العالم

في يونيو عام 2021، تلقت شركة بي واي دي من شركة بيرجكفارابوس السويدية للحافلات طلبا لشراء تسع وسبعين من الحافلات الكهربائية الخالصة؛ في ديسمبر عام 2021، تعاونت شركة بي واي دي مع شريكتها البريطانية، شركة ألكسندر دينيس المحدودة، لتلسيم 21 حافلة كهربائية خالصة لمشغلَيْ النقل العام في إسكتلندا. وفي الشهر نفسه، أعلنت شركة بي واي دي أنها فازت بمناقصة توريد مائة حافلة كهربائية إلى إسرائيل، وهي أكبر طلبية شراء حافلات كهربائية تأتي من إسرائيل حتى الآن. وفي نوفمبر عام 2021، دعيت شركة بي واي دي للمشاركة في عدد من الأنشطة المعنية خلال انعقاد الدورة السادسة والعشرين لمؤتمر الأمم المتحدة للمناخ في غلاسكو، حيث أجرى مسؤولوها مناقشات مهمة وألقوا كلمات رئيسية. ومن الجدير بالذكر أن المركبات التي استخدمت رسميا في مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ في غلاسكو، والمقدمة من شركة بي واي دي، قد جذبت انتباه العالم.

في الواقع، وفي تاريخ تطور السيارات، ظهرت السيارات الكهربائية قبل ظهور السيارات التي تعمل بالوقود. وبسبب قيود المستوى التقني للعصر، احتلت السيارات التي تعمل بالوقود، السوق أخيرا. على الرغم من أن الصين شرعت في تطوير صناعة السيارات في وقت متأخر نسبيا، فإن الحكومة الصينية دعمت مبكرا مجال الطاقة الجديدة، وقامت بمحاولات لتطويره. بعد سنوات من التطوير، احتلت الحافلات الكهربائية المصنوعة في الصين مكانة رائدة في مجال مركبات الطاقة الجديدة في جميع أنحاء العالم. قال تشاو يانغ: "مثلا، لا تنتج شركة يويتونغ المحدودة بمدينة تشنغتشو السيارات فقط، وإنما أيضا تصمم النظام الكامل الذي يغطي الإدارة والتشغيل وخطط الخدمة لتصديرها إلى الخارج، ووصلت إلى مستوى عالمي." أما في مجال بطاريات سيارات الطاقة الجديدة، فتُعد شركتي CATL وبي واي دي من بين العشر الأوائل في العالم، وتقدم منتجاتها للشركات الدولية الشهيرة مثل شركات بي إم دبليو ومرسيدس بنز وتويوتا باستمرار. بالإضافة إلى ذلك، حققت الصين اختراقات كبيرة في تطوير محركات سيارات الطاقة الجديدة والتحكم الإلكتروني للسيارات وغيرها.

في عام 2020، صدرت الصين حوالي مليون سيارة، بما في ذلك حوالي سبعين ألف سيارة كهربائية. قال تشاو يانغ: "إنه رقم مذهل. كانت الصين تصدر السيارات من إنتاجها إلى دول العالم الثالث في الماضي، لكن تنمية السيارات الكهربائية غيّرت هذا النمط، فأصبح الكثير من إنتاج الصين من سيارات الطاقة الجديدة يُصدّر إلى الدول المتقدمة في أوروبا وإلى الولايات المتحدة الأمريكية. هذا يثبت أن السيارات الكهربائية الصينية معترف بها من قِبَل السوق الدولية." وفقا لبيانات معرض إنجازات تنمية صناعة سيارات الطاقة الجديدة، فإنه في الأشهر الثمانية الأولى من عام 2021، بلغ حجم صادرات الصين من سيارات الطاقة الجديدة 173 ألف وحدة، بزيادة قدرها 5ر4 أضعاف مقارنة مع نفس الفترة من العام السابق. تم تصدير سيارات من إنتاج شركات يويتونغ وبي واي دي وجيلي وبايك موتور وسايك موتور وغيرها، إلى أكثر من أربعين دولة. وحتى نهاية أغسطس عام 2021، بلغ عدد سيارات الطاقة الجديدة في الصين 5ر6 ملايين سيارة، وهو ما يمثل أكثر من 50% من الحصة العالمية.

قال تشاو يانغ، إن مركبات الطاقة الجديدة تتميز بخصائص التغيرات التكنولوجية الكثيفة ونماذج الأعمال التجارية المتنوعة والتعاون المعقد العابر للقطاعات، والنظم والمعايير التي تحتاج إلى التحسين. لذا، ستكون مركبات الطاقة الجديدة صناعة أكثر تدويلا، تتطلب المزيد من التعاون الدولي وتقاسم الموارد.

في الحقيقة، تحافظ الصين دائما على التبادل والتعاون الوثيقين مع المجتمع الدولي، وتشارك بنشاط في أعمال صياغة ومراجعة المعايير الدولية للسيارات، التي يمثلها المنتدى العالمي لتنسيق لوائح المركبات التابع للأمم المتحدة والمنظمة الدولية للتوحيد القياسي واللجنة الكهروتقنية الدولية، وتقوم بالتبادلات والتعاون الثنائي مع الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية واليابان ودول ومناطق أخرى بشأن توفير الطاقة وخفض الانبعاثات. في عام 2018، أنشأت الصين مركز الصين- آسيان لأبحاث معايير ولوائح السيارات في إندونيسيا، والذي يلعب دورا مهما في تعزيز توفير الطاقة وخفض انبعاثات السيارات.

مفهوم جديد لتحسين خدمات النقل

بفضل تنفيذ السياسات المختلفة وتوجيهات الحكومات على جميع المستويات، يختار المزيد من الناس الطرق الصديقة للبيئة للسفر. تعمل الحكومات المحلية بنشاط على تهيئة بيئات السفر الخضراء، مثل نظام السفر البطيء الذي تروج له بكين، والحافلات المخصصة التي تروج لها منصات الطرف الثالث، مما يوفر بيئة ملائمة للجمهور، ويحثهم على اختيار وسائل النقل الخضراء.

"النقل كخدمة (MaaS)"، مفهوم جديدة ظهر في مجال النقل العالمي في السنوات الأخيرة. يتمحور هذا المفهوم حول التحول من امتلاك السيارات إلى التمتع بخدمات النقل، ويسعى إلى تحسين تجربة السكان بوسائل النقل العام عبر النقل المتكامل والخدمات الشاملة. لقد أصبح اتجاها دوليا تركز عليه وتسعى إليه المدن الكبرى في العالم. في نوفمبر عام 2019، قامت بكين بدمج جميع خدمات النقل كالحافلات ومترو الأنفاق والطرق وركوب الدراجات وطلب السيارات على الإنترنت والطائرات وغيرها، في منصة "النقل كخدمة" من أجل تقديم خدمات التخطيط الذكي للرحلات والإرشادات الكاملة أثناء السفر، والحوافز الخضراء فيما بعد السفر، وتقديم خدمات السفر الذكي "من الباب إلى الباب". أعطى تشاو يانغ مثالا، وقال: "إذا كنتَ بحاجة إلى ركوب الدراجة التشاركية لمحطة مترو الأنفاق ثم ركوب الدراجة التشاركية مرة أخرى من محطة المترو إلى مقر عملك، فلا عليك إلا أن تقوم بمسح الرمز الضوئي ودفع جميع النفقات مرة واحدة على منصة النقل كخدمة."

حاليا، يشعر تشاو يانغ بالتفاؤل بشأن تحقيق أهداف ((خطة تنمية صناعة سيارات الطاقة الجديدة في الفترة بين عامي 2021 و2035))، وقال: "في الماضي، كانت تكلفة صنع جهاز الليدار في مرحلة المختبر تصل لأكثر من عشرة ملايين يوان (الدولار الأمريكي يساوي 3ر6 يوانات حاليا)، أما الآن، فيُستخدم هذا الجهاز في السيارة التي يقل سعرها عن مائتي ألف يوان، مما يدل على أن التقتيات المتعلقة بسيارات الطاقة الجديدة تتطور بشكل سريع. كما أصبحنا قريبين جدا من هدفنا المتمثل في زيادة معدل النفاذ إلى السوق بنسبة 20%، ومن المتوقع أن نستطيع تجاوز هذا الهدف."

©China Today. All Rights Reserved.

24 Baiwanzhuang Road, Beijing, China. 100037

京ICP备10041721号-4