مجتمع < الرئيسية

بناء مستقبل أخضر بالخيزران والروطان

: مشاركة
2022-05-18 16:02:00 الصين اليوم:Source تشو لين:Author

يمكن استخدام الخيزران والروطان في التخفيف من التحديات العالمية، لا سيما تغير المناخ والتصحر والأزمات البيئية التي تهدد التنوع البيولوجي. لهذا السبب تم تأسيس الشبكة الدولية للخيزران والروطان (INBAR) عام 1997، وهي منظمة دولية حكومية متعددة الأطراف، مقرها في بكين، تعمل على دمج الخيزران والروطان كحل قائم على الطبيعة في سياسات الحراجة الزراعية على مستوى العالم. تضم الشبكة في عضويتها 48 دولة من آسيا وأفريقيا والأمريكتين وأوقيانوسيا. انضم بورخا دي لا بينا إسكاردو إلى هذه المنظمة في عام 2018، وهو حاليا مسؤول السياسات العالمية في المنظمة.

حلول الحماية البيئية القائمة على الطبيعة

يعتقد إسكاردو أن حماية البيئة ومكافحة تغير المناخ من القضايا ذات الاهتمام الكبير للجيل الحالي. خبرته كمسؤول استشاري للسياسات في البعثة الدائمة لإسبانيا لدى الأمم المتحدة في نيويورك جعلته يدرك أنه بالإضافة إلى الحروب والصراعات الإقليمية، فإن التحديات الخطيرة التي يواجهها العالم تشمل أيضا كيفية التنمية المستدامة للبشرية.

الخيزران أحد أسرع النباتات نموا في العالم، حيث يتمتع بنظام جذري كبير وقدرة قوية على التكيف، كما أنه مفيد جدا في تفادي تدهور التربة، ومورد متجدد يمكن حصاده سنويا واستخدامه كبديل للخشب في صنع العديد من السلع المعمرة. بالإضافة إلى ذلك، تعد غابات الخيزران أيضا من أكثر النظم البيئية تنوعا بيولوجيا وهي بالوعة للكربون في العالم، ما يفيد في التخفيف من حدة تغير المناخ.

قال إسكاردو إن مطار باراخاس الدولي في مدريد بأسبانيا، به سقف مصنوع من الخيزران، حيث تم الحصول على جميع مواد البناء الخاصة به من الصين. وقد صنع الجناح الإسباني لمعرض إكسبو شانغهاي الدولي 2010 من أكثر من ثمانية آلاف قطعة من الروطان الطبيعي، على شكل سلة عملاقة. قال إسكاردو إن هذه الأمثلة أظهرت التطبيق العملي الواسع للخيزران والروطان.

قال إسكاردو إن الخيزران والروطان من مواد البناء التقليدية الصديقة للبيئة، وإن صناعة السلال المجدولة يدويا معروفة جيدا في كل من الشرق والغرب. يوفر هذا أساسا للتواصل الثقافي بين الصين وأسبانيا.

الصين واحدة من أغنى بلدان العالم بموارد الخيزران. استخدم الصينيون الخيزران كمصدر سهل للطاقة النظيفة، ومادة بناء صديقة للبيئة ومنخفضة الكربون. تنتشر منتجات الخيزران الصديقة للبيئة على نطاق واسع في جميع أنحاء الصين. يوفر الخيزران أيضا طعاما وموطنا لحيوانات نادرة ومهددة بالانقراض، مثل حيوان الباندا العملاق والغوريلا الجبلية، وبالتالي يلعب دورا مهما في التنوع البيولوجي وتوازن النظام الإيكولوجي.

وفقا لإحصاءات ((تقرير موارد الغابات الصينية)) (2014- 2018)، تغطي غابات الخيزران في الصين 4116ر6 ملايين هكتار، وهناك أكثر من 500 نوع من نباتات الخيزران من 39 جنسا. أشار ((تقرير التجارة الدولية لمنتجات الخيزران والروطان في الصين عام 2020))، الصادر عن الشبكة الدولية للخيزران والروطان، إلى أن إجمالي واردات وصادرات الصين من منتجات الخيزران والروطان في عام 2020 بلغ 3ر2 مليار دولار أمريكي، منها صادرات قيمتها 27ر2 مليار دولار أمريكي.

قال إسكاردو: "الصين ثاني أكبر اقتصاد في العالم ولها تأثير عالمي بعيد المدى. من مقر الشبكة الرئيسي في الصين، يمكننا تعزيز تطوير صناعة الخيزران والروطان العالمية من خلال التعاون مع الحكومة الصينية، وتقديم مساهمات في الحماية الإيكولوجية العالمية، من خلال مشاركة معارف وخبرات الصين كدولة رائدة في صناعة الخيزران والروطان."

تنمية مبتكرة

على مدى السنوات الأربع الماضية، زار إسكاردو العديد من الأماكن في الصين، بما في ذلك جبل جيوهوا بمقاطعة آنهوي وحديقة تشانغجياجيه الوطنية للغابات ومدينة فنغهوانغ القديمة في مقاطعة هونان ومنطقة جيوتشايقو ذات المناظر الخلابة في مقاطعة سيتشوان ونهر ليجيانغ الممتد من قويلين إلى يانغشو في منطقة قوانغشي الذاتية الحكم لقومية تشوانغ وبلدة ووتشن في شمالي مدينة تونغشيانغ بمقاطعة تشجيانغ. كانت التجربة الأكثر روعة بالنسبة له هي الغوص في غابات الخيزران في محافظة أنجي بمقاطعة تشجيانغ ومدينة ييبين في مقاطعة سيتشوان. وعن ذلك، قال: "انغمست تماما في المناظر الطبيعية الخلابة وتنوع الثقافات الصينية".

قال إسكاردو: "الخيزران والروطان من أكثر منتجات الغابات غير الخشبية قيمة في العالم، ووسيلة مهمة لكسب الرزق لملايين الأشخاص." في مناطق إنتاج الخيزران بمقاطعات فوجيان وسيشوان وتشجيانغ، تأثر إسكاردو كثيرا بالمزارعين المحليين الذين يعملون عن كثب مع أصحاب الأعمال لتعزيز توارث صناعة الخيزران والروطان والابتكار فيها، مما يمكنهم من امتلاك تنظيم صناعي محلي قوي وقدرة إنتاجية قوية. وقال إنه بفضل مثابرتهم وعملهم الجاد، إلى جانب السياسات التفضيلية من الحكومة، فإن المؤسسات المحلية الصغيرة الحجم قادرة على تحقيق التنمية والازدهار، وخلق فرص عمل أكثر. وأضاف: "في مدينة تشيشوي بمقاطعة قويتشو، قمنا مع منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) بتدريب 25 امرأة على صنع منتجات نسج الخيزران، كما ساعدنا أكثر من 50 جمعية تعاونية محلية وممارسا فرديا على تحسين التصميم الإبداعي والتسويق للحرف اليدوية المصنوعة من الخيزران."

تشيشوي موطن مشهور للخيزران في الصين، حيث تبلغ مساحة غابات الخيزران فيها 88533 هكتارا، وتحتضن عددا من التراث الثقافي غير المادي المرتبط بالخيزران، مثل نسج الخيزران. في السنوات الأخيرة، تطورت صناعة الخيزران والروطان المحلية بسرعة، وتباع منتجات ورق الخيزران من إنتاج تشيشوي في جميع أنحاء البلاد.

في عام 2019، تم إدراج مشروع سبل العيش المستدامة للتراث العالمي في تشيشوي في إطار مشروع تقوده اليونسكو لدعم استخدام التراث غير المادي في التخفيف من حدة الفقر. يهدف المشروع، الذي يتخذ من المنتجات الخضراء لنسج الخيزران والحرف اليدوية الثقافية الإبداعية نقطة انطلاق، إلى تعزيز الحرف اليدوية المصنوعة من الخيزران المستدام وبناء قدرات ورثة نسج الخيزران وورش عمل نسج الخيزران، وتطوير صناعة إنتاج المشغولات اليدوية المصنوعة من الخيزران إلى مهنة لائقة، وتشجيع المزيد من الشباب على المشاركة فيها، والمساهمة في نهضة الأرياف وتوظيف الشباب محليا.

في عام 2021، عندما انتقلت الصين إستراتيجيا من "التخفيف المستهدف من حدة الفقر" إلى "نهضة الأرياف"، أضحى التراث الثقافي غير المادي، الذي يُنظر إليه على أنه مورد ثقافي قيم، يلعب دورا متزايدا في إنهاض المناطق الريفية. أصبح عدد من الأنشطة التجريبية التي تنفذها الشبكة الدولية للخيزران والروطان جزءا من المشروع الذي تقوده اليونسكو للمحافظة على مواقع التراث العالمي في الصين وإدارتها (المرحلة الرابعة 2021- 2024). قال إسكاردو: "نحن نجرب الأنشطة الاجتماعية والاقتصادية ذات التوجه الثقافي التي تشجع الابتكار والشمول، والتي ستبني نظاما بيئيا للخدمات وتسهم في التنمية المستدامة للمجتمعات في موقع التراث العالمي في تشيشوي."

تطوير التعاون بين بلدان الجنوب بواسطة "الخيزران"

قال إسكاردو: "في الشبكة الدولية للخيزران والروطان، نعتقد أن صناعة الخيزران والروطان تتمتع بإمكانيات كبيرة، وقد حدد عدد متزايد من الحكومات والشركات الخيزران والروطان كحلول رائعة قائمة على الطبيعة يمكن بها حل العديد من التهديدات التي تواجه البشرية." وأضاف أن صناعة الخيزران والروطان بشكل خاص يمكن أن تساعد في التعافي الاقتصادي بعد الوباء من خلال تحسين سبل عيش الناس، وخلق فرص عمل للمجتمعات الضعيفة في جميع أنحاء العالم.

على الرغم من أن الوباء قلل من التبادل والسفر الدولي، تمكنت الشبكة الدولية للخيزران والروطان من تنظيم ندوات وجولات عبر الإنترنت تهدف إلى نقل خبرة المناطق المختلفة في الصين إلى الشركاء العالميين في آسيا والمحيط الهادئ وأفريقيا وأمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي، بالإضافة إلى أوروبا وأمريكا الشمالية.

تشتهر محافظة أنجي بمقاطعة تشجيانغ في شرقي الصين بالخيزران وصناعة الخيزران والروطان فيها متطورة. في أغسطس عام 2021، عقدت الشبكة الدولية للخيزران والروطان دورة تدريبية عبر الإنترنت حول استخدام الخيزران ومنتجاته ذات القيمة المضافة، بحضور 235 شخصا من أوساط صناعة الخيزران والروطان من 53 دولة، منها غانا والهند والكاميرون. تضمن التدريب عبر الإنترنت أيضا جولة افتراضية في غابة الخيزران وورش العمل في محافظة أنجي، والتي ساعدت البلدان التي تتمتع بموارد الخيزران على فهم التنمية المتكاملة لأعمال الخيزران في محافظة أنجي، بالإضافة إلى مساهمة الصناعة في نهضة الأرياف والتنمية المستدامة. تحدث المشاركون مع المزارعين وأصحاب الأعمال المحليين من خلال الفيديو. بالإضافة إلى ذلك، قاموا بزيارة مصانع معالجة الخيزران والستائر والحصير وألواح الأرضيات والأثاث واكتسبوا معرفة متعمقة بنموذج المعالجة والتشغيل للمصانع.

الشبكة الدولية للخيزران والروطان نشيطة على الساحة العالمية. في عام 2021، شوهدت منصة عرض الشبكة في معرض الصين الدولي للتجارة في الخدمات في بكين، ومعرض الصين الدولي للاستيراد في شانغهاي، والاجتماع الخامس عشر للأطراف في اتفاقية التنوع البيولوجي.

قال إسكاردو: "نحن نشجع استخدام الخيزران كحل متاح وقابل للتطوير وطبيعي للتخفيف من آثار تغير المناخ." ذلك أن الخيزران يوفر مادة بناء مستدامة وبأسعار معقولة للناس، ويمكن لغابات الخيزران المُدارة جيدا والتي يتم حصادها بانتظام عزل كمية كبيرة من الكربون. وفي الصين تم تضمين مشروعات غابات الخيزران في أسواق الكربون. وباستخدام الخيزران في تصنيع المنتجات يمكن حماية موارد الأخشاب، مع تعزيز التنمية المستدامة في بعض المناطق الأشد فقرا في العالم.

في أمريكا الجنوبية، تنفذ الشبكة الدولية للخيزران والروطان مشروعات المحافظة على حوض الأمازون في بلدان، مثل بيرو والإكوادور وكولومبيا. لا تساعد المشروعات في تغيير اتجاه تدهور الأراضي فحسب، وإنما أيضا في إثراء مجموعة متنوعة من منتجات الخيزران وخلق فرص عمل للنساء والشباب والمزارعين المحليين ومجموعات السكان الأصليين.

قال إسكاردو: "استخدام مثال الصين لتوسيع نطاق الإدارة المستدامة لموارد الخيزران وتنميتها على الصعيد العالمي سيكون له تأثير كبير على التنمية الاقتصادية المحلية وكذلك الحوكمة الإيكولوجية في الدول النامية".

©China Today. All Rights Reserved.

24 Baiwanzhuang Road, Beijing, China. 100037

京ICP备10041721号-4