مجتمع < الرئيسية

الغاية الأصلية لسائق القطار وانغ كه بنغ

: مشاركة
2022-05-18 16:03:00 الصين اليوم:Source تشاو يانغ:Author

اليوم، ومع الاعتراف العالمي الواسع النطاق بمبادرة "الحزام والطريق"، يتزايد عدد قطارات الشحن والركاب والقطارات السياحية، التي تنطلق من الصين إلى دول عالم عاما بعد عام، ويشعر سائق القطار وانغ كه بنغ، البالغ من العمر ثمانين عاما، بالفخر وهو يرى بلاده تتطور بخطى حثيثة.

ارتباط بالقطار

ولد وانغ كه بنغ عام 1941، كان منزله يقع بالقرب من بوابة آندينغمن، بجانب الطريق الدائري الثاني حاليا في بكين. قال وانغ: "كان الطريق الدائري الثاني بأكمله عبارة عن سكة حديدية في ذلك الوقت، كانت السكة الحديدية تدور حول منزلي." كانت مشاهدة القطارات وسيلة ترفيه يومية في طفولته، ومع رؤية القطارات السريعة الحركة إلى مسافات بعيدة، سيطرت على عقله فكرة أن يكون سائق قطار عندما يكبر، ورأى أن في قيادة القطار متعة وإثارة.

عندما أصبح لديه فهم أفضل لمهنة سائق القطار، كبر حلمه بـ"قيادة القطار". ذات يوم، رأى سائق قطار يقود آلة نصب جسر السكك الحديدية، حيث توقفت بدقة على بعد حوالي 10 سنتيمترات من النهاية المكسورة للسكك الحديدية، فأدهشته هذه التكنولوجيا العالية. قال وانغ، وفي عينيه إشراقة عادت به إلى فترة صباه المفعمة بالأمل والشوق للمستقبل: "ما رأيته زاد من إعجابي بمهنة سائق قطار. تعلمنا من المعلم منغ تشينغ لين، وهو مدرس نموذجي في بكين، أن يكون لدينا مُثُل عليا في الحياة وخدمة الوطن في المستقبل، مما جعلني أكثر ثباتا في المُثُل العليا."

في عام 1958، تخرج وانغ كه بنغ في المدرسة الإعدادية والتحق بمدرسة شيجياتشوانغ للسواقة، مما وضع الأساس لعمله المستقبلي. في أوائل ستينيات القرن الماضي، بدأ وانغ كه بنغ العمل كسائق قطار متدرب، وكان يحرص على القاطرة كثيرا، وكثيرا ما يجمع نتف القطن المتبقي من مصنع للغزل في أوقات فراغه، ليمسح بها القاطرة ويجعلها نظيفا لامعا. قال: "يجب أن أعتني بقاطرتي جيدا، حتى لا تتعطل." بهذا الوعي البسيط، ظل وانغ كه بنغ صارما مع نفسه طوال حياته، وأدى عمله على أكمل وجه.

"لا بد أن أرد الجميل للوطن"

شمر وانغ كه بنغ عن ساعديه، حيث ظهرت بوضوح ندبات الحروق التي غطت ذراعه بأكملها. قال: "الندبة تغطي 70% من سطح جسدي، ولا تزال الذكريات لتلك الأيام حية في ذهني."

في يناير عام 1961، طُلب من وانغ كه بنغ الذهاب إلى قسم لانتشو للسكة الحديدية، مرورا بمدينة باوجي في مقاطعة شنشي، فاصطدم بسلك كهرباء عالي الجهد، مما تسبب في حروق واسعة في جميع أنحاء جسمه. بعد معرفة هذا الخبر، أصدرت وزارة السكك الحديدية أمرا لإنقاذه بأي ثمن. أثناء علاجه بالمستشفى، تم تشكيل فريق طبي من 11 شخصا، من الطبيب المعالج والممرضات، وتولى مدير المستشفى بنفسه قيادة الفريق، وبذل الجميع قصارى جهدهم حتى أنقذوه من الموت. قال وانغ كه بنغ عن ذلك: "قيل إنني كنت ثالث شخص في العالم في ذلك الوقت، ينجو من هذه الدرجة من الحروق."

ملأت الدموع عيني وانغ كه بنغ، عندما تحدث عن الرعاية الدقيقة التي تلقاها خلال الأشهر الثلاثة التي قضاها في المستشفى. قال: "من أجل ضمان التغذية، حاولت إخصائية التغذية بكل الطرق تحفيز شهيتي. تم إرسال الإمدادات الطبية لي من شركة بكين للأدوية الخاصة. ذات مرة، لم يلحق مصل الدم الذي أحتاجه بالطائرة، فتم إرسال شخصين لأخذ قطار سريع لمدة 36 ساعة لتوصيله. كما خصص قادتنا سيارة لشراء الأدوية لي، وحضر مدير مصلحة الشمال الشرقي العامة للبناء لجيش التحرير الشعبي شخصيا إلى المستشفى للاطمئنان على حالتي والتعبير عن تمنياته الصادقة." لم يستطع وانغ كه بنغ احتواء حماسته وانفجر بالبكاء: "في ذلك الوقت، كنت مجرد فتى يبلغ من العمر 19 عاما. إذا لم تختبر ذلك بنفسك، فمن الصعب أن تفهم هذا الشعور."

بعد التعافي من مرضه، قرر وانغ كه بنغ أن يقوم بعمل جيد وأن يكون جديرا بالوطن. بهذا الإيمان، تجنب وانغ كه بنغ أي حادث خلال ما يقرب من 40 عاما من العمل، ومنحته وزارة السكك الحديدية شهادة "نموذج سائق السلامة" تقديرا لعمله الممتاز. يتطلب هذا الشرف المزيد من الخبرة والمهارة والمسؤولية والتفاني غير الأناني مقارنة بالناس العاديين. قال وانغ: "عندما كنت أعمل في نوبة ليلية، لكي أقاوم النعاس، آخذ رشفة من الماء البارد، وأخرج رأسي من نافذة القطار، وأرش الماء بالفم، ليقع رذاذ الماء على وجهي مع الريح، وينعشني. أو أقضم الفلفل وأتناول الزنجبيل وأفعل كل ما هو ممكن للتخلص من النعاس وضمان سلامة العمل." السيد وانغ يعتقد أن وطنه منحه حياة ثانية، وكل ما يفعله يجب أن يكون لخدمة الوطن.

روح الحرفي تستمر

يقول وانغ كه بنغ إنه شاهد على مسيرة الصين من النهوض إلى الثراء ثم إلى القوة. قال: "نقلت عددا لا يحصى من البضائع، التي كانت، قبل الإصلاح والانفتاح، من الفولاذ والخشب والأسمدة الكيماوية والضروريات اليومية وما إلى ذلك. وفي الأيام الأولى للإصلاح والانفتاح، كان الفحم هو البضاعة الأساسية للنقل بالقطارات. وفي ثمانينات وتسعينات القرن الماضي، قل نقل الأخشاب بشكل كبير من أجل حماية البيئة." وتدريجيا، أصبح حجم الشحن بالسكك الحديدية أقل فأقل وتم استبداله بالسيارات والشاحنات.

مع تقدمه في السن، تقاعد وانغ كه بنغ. لكن اجتهاده لا يتوقف، ولا يقبل أن يكون عاطلا عن العمل. قال: "إذا لم أتمكن من قيادة قطار، فسوف أصنع قطارا." فصنع نموذجا للقطار بمقياس 1: 38 خلال عامين، اعتمادا على فهمه للقطار بعد عقود من العمل كسائق له. يحتوي النموذج على حوالي 4500 جزء، وكلها تشبه القطار الحقيقي. والفحم الذي تحمله عربات القطار هو فحم حقيقي تم غسله. الأمر الذي يصعب تصوره أكثر هو أنه استخدم عشرات المواد في صنع النموذج، وكلها مما يعتبره الناس من "المخلفات"، مثل العلب والمسامير وأسلاك الألمنيوم المهملة.

أعمال وانغ كه بنغ ونموذج القطار الذي صممه وصنعه، جذب انتباه شبكة التلفزيون الصين الدولية (CGTN)، التي أجرت معه مقابلة.  بعد بث المقابلة، عرض أستوديو أفلام شراء نموذج القطار مقابل ثلاثين ألف يوان (الدولار الأمريكي يساوي 3ر6 يوانات) لاستخدامه في تصوير الأفلام. رفض وانغ كه بنغ العرض، وقال: "صنعت النموذج لإحياء الذكرى العاشرة بعد المائة لميلاد الرئيس ماو تسي تونغ. قلبي ومشاعري تجاه الرئيس ماو لا تقدر بثمن." احتفظ وانغ كه بنغ بالنموذج، كما احتفظ في نفس الوقت بروح العاملين في السكك الحديدية ومبادئ حياته.

©China Today. All Rights Reserved.

24 Baiwanzhuang Road, Beijing, China. 100037

京ICP备10041721号-4