رياضة < الرئيسية

البيسبول في الصين

: مشاركة
2021-02-04 15:30:00 الصين اليوم:Source نان بي باو:Author

في ديسمبر عام 2020، عُرض في بر الصين الرئيسي الفيلم الوثائقي "بانغ! شاونيان (عظيم الفتيان)" والذي تم ترويج نسخته الإنجليزية باسم "Tough Out". يحكي الفيلم قصة مجموعة من المراهقين المضطربين يتعلمون لعب البيسبول تحت إرشاد مدرب مشهور. وفي شتاء عام 2017، وقع حادث وتم إخلاء المنطقة التي يوجد فيها ملعبهم ونقلهم إلى مكان آخر، بينما كانوا يستعدون للمشاركة في مسابقة دولية بالولايات المتحدة الأمريكية. فاز هذا الفيلم، بقصته المثيرة وحبكته الفنية الرائعة، بجائزة أفضل فيلم وثائقي في الدورة الرابعة عشرة لمهرجان FIRST الدولي للأفلام بمدينة شينينغ في مقاطعة تشينغهاي، مما أثار مجددا الاهتمام بلعبة البيسبول في الصين.

ظهرت لعبة البيسبول في بريطانيا أولا. وفي عام 1839، أقيمت في الولايات المتحدة الأمريكية أول بطولة للبيسبول في العالم. في النصف الثاني من القرن التاسع عشر، انتشرت هذه اللعبة إلى اليابان. وفي القرن العشرين، دخلت هذه اللعبة إلى كثير من الدول والمناطق الأخرى وأصبحت لعبة معروفة في العالم اليوم.

مسيرة تطور البيسبول في الصين

يرجع تاريخ لعبة البيسبول في الصين إلى فترة أسرة تشينغ (1644- 1911) حيث أنشأ طلاب صينيون عائدون من الدراسة في الولايات المتحدة الأمريكية نادي الشرق للبيسبول وقاموا بتدريبات متخصصة لهذه اللعبة في سبعينات وثمانينات القرن التاسع عشر. في نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين، نظم بعض الطلاب الصينيين في بكين، شانغهاي وغيرهما من المدن في جنوب شرقي الصين أنشطة ومسابقات البيسبول.

بفضل الأساس المتين والخبرات الكثيرة في هذه اللعبة، حققت لعبة البيسبول تطورا حقيقيا بعد تأسيس جمهورية الصين الشعبية. في عام 1955، أقامت الصين الدورة الأولى للبطولة الوطنية للبيسبول؛ وفي عام 1959، أُدرجت هذه اللعبة ضمن منافسات الدورة الأولى للألعاب الوطنية وشارك فيها 24 فريقا. مع انتشار هذه اللعبة في تلك الفترة، ظهر كثير من عشاق البيسبول في الصين.

مع تنفيذ سياسة الإصلاح والانفتاح في الصين في نهاية سبعينات القرن العشرين، أولت الحكومة الصينية المزيد من الاهتمام بنشر لعبة البيسبول في الصين وصار المزيد من الصينيين يرغبون في تجربة هذه اللعبة المثيرة. في عام 1979، تم إنشاء الاتحاد الصيني للبيسبول والسوفتبول "الكرة اللينة"، الذي عمل على تنظيم الأنشطة والتدريبات المعنية. في عام 1981، انضم الاتحاد الصيني للبيسبول والسوفتبول إلى الاتحاد الدولي للبيسبول للاعبين الهواة؛ ثم في عام 1985، انضم إلى الاتحاد الآسيوي للبيسبول. وفي العام التالي، تأسس الاتحاد الصيني للبيسبول، الذي بعمل على نشر هذه اللعبة في الصين وإعداد اللاعبين بشكل أفضل. في عام 1988، أقيمت بطولة بكين للبيسبول وشارك فيها مجموعة من الناشئين، تتراوح أعمارهم بين إحدى عشرة سنة واثنتي عشرة سنة. في عام 1998، تأسست رسميا مدرسة شورن للبيسبول في بكين، مما أسهم في تدريب كثيجر من اللاعبين، وأرسى أساسا لتطور هذه اللعبة في الصين في القرن الحادي والعشرين.

في عام 2001، أطلق الاتحاد الصيني للبيسبول دعوة لإعداد اللاعبين المحترفين وتشجيع إنشاء النوادي المعنية لجمع الرياضيين الممتازين ورفع قوة الصين في هذه اللعبة. في عام 2002، مع إنشاء أربعة فرق للبيسبول؛ في بكين ومقاطعة قوانغدونغ وشانغهاي وتيانجين، وبالتعاون بين الاتحاد الصيني للبيسبول وشركة بوزتيف الأمريكية لتطوير البيسبول، أقيمت الدورة الأولى لبطولات الجولات الصينية الاحترافية للبيسبول وفاز فريق شيونغشي من تياجين بلقب تلك البطولة، فكان ذلك تطورا جديدا لمسيرة تطور لعبة البيسبول في الصين وحفز كثيرا من الشباب الصينيين لممارستها. وفي نفس العام، وقع الاتحاد الصيني للبيسبول اتفاقا مع شركة دايناستي الصينية لتسويق المنتجات الرياضية لترويج بطولات الجولات في البيسبول، وبطولة البيسبول للشباب، وبطولة البيسبول للجامعيين ونشر هذه اللعبة في الصين بشكل واسع، مما دفع تطور البيسبول في الصين بشكل فعال. في عام 2003، أقيمت الدورة الأولى لبطولة البيسبول للطلاب الجامعيين الصينيين في قوانغتشو، حاضرة مقاطعة قوانغدونغ حيث شارك فيها 18 فريقا من مختلف الجامعات في الصين. في سبتمبر ذلك العام، أقام لاعبو الفريق الصيني للبيسبول معسكرا تدريبيا في ولاية أريزونا الأمريكية لمدة شهر لرفع مهاراتهم وكسب الخبرات في المنافسات العالمية. في عام 2007، لاحظت أندية دوري البيسبول الرئيسي (MLB) في الولايات المتحدة الأمريكية إمكانيات سوق الصين الضخمة في البيسبول ففتحت مكتبا فرعيا في نانجينغ، حاضرة مقاطعة جيانغسو في شرقي الصين لتسريع خطى نشر هذه اللعبة في الصين. بعد ذلك، أنشأت أندية دوري البيسبول الرئيسي ثلاثة مراكز للتطوير في نانجينغ، ووشي وتشانغتشو لإعداد لاعبي البيسبول في الصين وفقا للأوضاع والظروف الصينية.

بعد بضع سنوات من الاستكشافات والتعديلات، تتطور لعبة البيسبول في الصين بشكل كبير. أولا، تتحسن منشآت البيسبول بصورة مطردة. على سبيل المثال، ازداد عدد ملاعب التدريب للبالغين والشباب من 56 ملعبا و35 ملعبا على التوالي في عام 2016 إلى 87 ملعبا و64 ملعبا في عام 2019، مما وفر ظروفا أفضل لعشاق ولاعبي البيسبول لإجراء التدريبات المتخصصة. ثانيا، يزداد عدد المشاركين في هذه اللعبة بأشكال مختلفة. أشار الكتاب الأبيض حول البيسبول لعام 2019 إلى أن عدد ممارسي هذه اللعبة في عام 2019 وصل إلى حوالي 5ر8 ملايين شخص، وبلغ عدد مشاهدي منافسات البيسبول حوالي 7ر9 ملايين شخص. ثالثا، تعزيز وتطوير أداء اللاعبين الصينيين في المنافسات. بفضل اهتمام الحكومة الصينية بهذه اللعبة وزيادة عدد ممارسيها، يقدم اللاعبون الصينيون أداء جيدا في بعض المنافسات الإقليمية والدولية. في أغسطس عام 2019، حصل الفريق الصيني للبيسبول على المركز الثاني في الدورة الرابعة للبطولة الدولية للعبة البيسبول المطاطية للشباب تحت 18 عاما في شيآن، حاضرة مقاطعة شنشي؛ في أكتوبر ذلك العام، أحرز الفريق الصيني للبيسبول الميدالية البرونزية في الدورة التاسعة والعشرين للبطولة الآسيوية للبيسبول وهو إنجاز كبير للصين في هذه اللعبة، الأمر الذي يؤكد تقدم الصين الملحوظ في هذه اللعبة في السنوات الماضية. رابعا، صارت ثقافة كرة البيسبول شائعة بين الشباب الصينيين. مع انتشار كرة البيسبول في الصين، بدأ كثير من الصينيين وخاصة الشباب يهتمون بالثقافة المتعلقة بهذه اللعبة. مثلا، تجاوز عدد الصينيين الذين اشتروا تجهيزات متعلقة بكرة البيسبول 3ر17 مليونا في عام 2019. الآن يمكن رؤية شباب صينيين يرتدون قبعات وملابس البيسبول في حياتهم اليومية.

لاعبون مميزون

مع تطور لعبة البيسبول في الصين في العقود الماضية، ظهرت مجموعة من اللاعبين الذين يجتهدون في التدريبات الروتينية ويظهرون مهاراتهم المتميزة في المنافسات الوطنية والدولية، مما يترك انطباعا عميقا داخل الصين وخارجها.

تشاو لون، المولود في أغسطس عام 2001، لاعب بيسبول صيني محترف. بدأ ممارسة البيسبول بشكل رسمي عندما كان في السنة الأولى بالمدرسة الإعدادية. بذل تشاو لون أقصى جهوده في التدريبات الأساسية من أجل رفع مهاراته. بعد تخرجه في المدرسة الإعدادية، سافر إلى نانجينغ، لإجراء التدريبات الاحترافية في مركز التطوير التابع لأندية دوري كرة البيسبول الرئيسي. رغم شعوره بالوحدة في المدينة الغريبة في الفترة الأولى، واصل تشاو لون التدريبات بدون أي شكوى حيث كان يقضي كل أوقات فراغه في التدريبات لتحسين قدراته ومهاراته في الحركات وقوته البدنية حتى في العطلة الصيفية.

بفضل موهبته في كرة البيسبول وتفوقه وإتقانه للمهارات، شارك تشاو لون في أغسطس عام 2016، في البطولة العالمية لكرة البيسبول للشباب وكان رامي الكرة الأول في الفريق الصيني لكرة البيسبول للشباب وحقق رقما قياسيا في سرعة رمي الكرة في تلك الدورة للبطولة بـ136 كيلوميترا في الساعة، مما أثار اهتمام المدربين واللاعبين الأجانب. في سبتمبر ذلك العام، ذهب تشاو لون مع زميل له إلى فريق غالاغر بولاية بنسلفانيا الأمريكية للتدرب لمدة عشرة أشهر، مما عزز مهاراته وثقته.

بعد إكمال التدريبات في فريق غالاغر نيوتاون والتعافي من إصابة في الكوع، في يونيو عام 2018، انضم تشاو لون إلى نادي ميلووكي برويرز للبيسبول بولاية ويسكونسن الأمريكية، بادئا مرحلة جديدة في مسيرته في لعبة البيسبول. قال تشاو لون إنه شعر بالإثارة والفرحة عندما وقع عقد الانضمام لهذا النادي. أدرك تشاو لون أنه سيواجه تحديات أكبر في الحياة والتدريبات في الولايات المتحدة الأمريكية، لكنه لم يخش ذلك، بل اعتقد أنها فرصة كبيرة يجب أن يحسن استغلالها، وأنه يجب عليه التغلب على كل المشكلات لتحقيق حلمه الشخصي ورفع مكانة الصين في هذه اللعبة في العالم في نهاية المطاف. وقد أبدى مايكل غروبمان، نائب رئيس قسم اكتشاف اللاعبين الدوليين في نادي ميلووكي برويرز، تقديرا عاليا لأداء تشاو لون قائلا إنه يتميز بإمكانيات ضخمة تؤهله ليصبح لاعب بيسبول ممتازا. نظرا لتفوق تشاو لون في كرة البيسبول، من المتوقع أن يبذل فريق ميلووكي برويرز مزيدا من الجهود في استكشاف المزيد من اللاعبين الممتازين في الصين والدول المطلة على المحيط الهادئ.

بسبب البنية الجسمانية النمطية، لم تتطور كرة البيسبول بين السيدات في الصين مقارنة مع تطورها بين الرجال. لكن، بفضل الانتشار وأنشطة ترويج هذه اللعبة في الصين في السنوات الأخيرة، تم إنشاء عدة فرق لكرة البيسبول للسيدات، مما يقدم فرصا هامة لعاشقات هذه اللعبة ويقدم نجمات بارزات في هذا المجال. شيوي كاي لي واحدة من اللاعبات الهاويات لكرة البيسبول. كانت هذه الفتاة تلعب ضمن فريق السوفتبول خلال دراستها في جامعة هوادونغ للمعلمين في شانغهاي، وقد ساعدها ذلك على بناء أساس لها في ممارسة كرة البيسبول. بعد تخرجها في الجامعة، انضمت إلى فريق شياوفيشيانغ لكرة البيسبول للسيدات في شانغهاي، الذي يتكون من لاعبات صينيات وبعض من اللاعبات الأجنبيات وبدأت ممارسة كرة البيسبول. رغم قلة خبراتها في هذه اللعبة، تتقدم شيوي كاي لي بسرعة كبيرة في مهاراتها وأصبحت رئيسة الفريق. لا تجتهد شيوي كاي لي في التدريبات الشخصية لتحسين حركاتها فقط، وإنما أيضا تساعد مدربتها على تعليم زميلاتها الأخريات. بفضل المستوى العالي لشيوي كاي لي وزميلاتها، فاز فريق شياوفيشيانغ بلقب بطولة كرة البيسبول للسيدات بكأس أندية دوري كرة البيسبول الرئيسي في الصين في عامي 2018 و2019 ويعد ذلك الإنجار معلما هاما في عملية تطور كرة البيسبول بين السيدات في الصين.

فضلا عن تشاو لون وشيوي كاي لي، هناك مئات بل آلاف من اللاعبين واللاعبات يمارسون لعبة البيسبول كهواة أو كمحترفين في الصين أو في دول العالم الأخرى، سعيا لتحقيق حلمهم ونشر هذه اللعبة على نطاق أوسع.

البيسبول وسيلة للتبادلات والصداقة

تشهد لعبة البيسبول تطورا ملموسا في السنوات الأخيرة تحت اهتمام ورعاية الأجهزة الصينية المعنية واستكشاف الشركات الصينية والأجنبية، ويرغب مزيد من الشباب في تجربة هذه اللعبة ويزداد عدد نوادي وفرق لعبة البيسبول وتتطور الثقافة المتعلقة بها. مع زيادة شعبية هذه اللعبة في مختلف المناطق في الصين، صارت البيسبول وسيلة هامة لتعزيز الصداقة بين الشباب من أماكن مختلفة. أشارت خطة تطوير لعبة البيسبول في الصين على المدى المتوسط والطويل 2016- 2025، إلى أهمية تعزيز التعاون والتبادلات بين بر الصين الرئيسي وهونغ كونغ وماكاو وتايوان ومع مختلف دول العالم الأخرى في هذه اللعبة. لذلك، يزداد عدد المنافسات والأنشطة في لعبة البيسبول التي تدعو اللاعبين من مختلف المناطق في الصين والدول الأجنبية وخاصة دول "الحزام والطريق" للمشاركة في المنافسات في هذه السنوات. على سبيل المثال، أقيمت ثلاث دورات من بطولات الجولات للبيسبول للطلاب من بر الصين الرئيسي وتايوان من عام 2017 إلى 2019، حيث شارك فيها أكثر من 1600 لاعب من واحد وستين فريقا، مما جعلها جسرا هاما لتبادل الخبرات وتعميق الصداقة بينهم.

في نفس الوقت، تزداد التبادلات بين الصين ودول ومناطق "الحزام والطريق" أيضا. في يوليو عام 2019، أقيمت بطولة الدعوة الدولية للبيسبول بين الشباب في إطار "الحزام والطريق" في مدينة ويهاي بمقاطعة شاندونغ تحت رعاية اتحاد ألعاب الكرة في مقاطعة شاندونغ، وإدارة الرياضة بمدينة ويهاي ومجلس إدارة منطقة لينقانغ للتنمية الاقتصادية والتكنولوجية بمدينة ويهاي. شارك فيها 11 فريقا من الصين ونيوزيلندا وغوام والفيلبين. قال شيو تشن تاو، رئيس اتحاد ألعاب الكرة بمقاطعة شاندونغ إن هذه البطولة الدولية تساعد على تعزيز التبادلات الثقافية بين اللاعبين من الدول والمناطق المختلفة وتحفز حماسة الشباب للمشاركة في هذه اللعبة إلى حد كبير. علاوة على ذلك، نجح الاتحاد الصيني للبيسبول والاتحاد الصيني للسوفتبول في إقامة بطولات الجولات للبيسبول والسوفتبول للشباب في إطار "الحزام الطريق" في عام 2019 في عشرين مدينة صينية وعشرين دولة ومنطقة في العالم من أجل تعميق التبادلات والتعاون بين دول ومناطق "الحزام والطريق" في لعبة البيسبول ولعبة السوفتبول ورفع مستوى اللاعبين في هاتين اللعبتين بشكل مشترك.

إن قدرة الصين في لعبة البيسبول ليست قوية كثيرا وتحتاج إلى التحسن والتطور المستمر، من حيث المنشآت المعنية ونسبة الانتشار ونظام إعداد اللاعبين وغيرها من المجالات، من أجل أن تصبح الصين دولة قوية في لعبة البيسبول. ومع النتائج المثمرة وزيادة اللاعبات واللاعبين الممتازين في السنوات الأخيرة، من المتوقع أن تحقق الصين تطورا أكبر في هذه اللعبة في المستقبل القريب وتسجل إنجازات كبيرة في المحافل الدولية.

©China Today. All Rights Reserved.

24 Baiwanzhuang Road, Beijing, China. 100037

京ICP备10041721号-4