رياضة < الرئيسية

أولمبياد بكين الشتوية.. مهرجان ضخم لرياضات الجليد والثلج

: مشاركة
2022-03-30 13:33:00 الصين اليوم:Source دو لي يا:Author

نجحت بكين في استضافة الدورة الرابعة والعشرين للألعاب الأولمبية الشتوية خلال الفترة من الرابع إلى العشرين من فبراير عام 2022 حيث شارك أكثر من 2800 رياضيا من 91 وفدا في 109 منافسات. قدم الرياضيون أداء متميزا وتابع الملايين من المشاهدين ومستخدمي الإنترنت من كل أنحاء العالم مراسم الافتتاح والاختتام الجميلة والمنافسات الرائعة. ويمكننا القول وبكل ثقة إن هذه الدورة من الألعاب الأولمبية الشتوية حققت إنجازات مرموقة.

الصين، كونها الدولة المضيفة لهذه الدورة من الألعاب الأولمبية الشتوية، عرضت للعالم بأسره قدرتها العالية على تنظيم هذا المهرجان الضخم وتطورها الكبير في الرياضات الشتوية ونشر الروح الأولمبية بين الناس.

تنظيم ممتاز

بكين، باعتبارها أول مدينة في العالم تستضيف الأولمبياد الصيفية والشتوية، اكتسبت خبرات وافرة من استضافتها الأولمبياد الصيفية 2008، وقد وُظِفت تلك الخبرات من قبل كافة الأطراف المعنية، للتحضير بدقة للأولمبياد الشتوية 2022، بعد حصول العاصمة الصينية على حق استضافتها في عام 2015.

تعد جائحة كوفيد- 19 التي مازات تنتشر في العالم اليوم، تحديا صحيا كبيرا للأولمبياد. من أجل ضمان صحة الرياضيين والأفراد المعنيين والجماهير المحلية خلال فترة هذه الدورة من الألعاب الأولمبية، اتخذت اللجنة المنظمة إجراءات صارمة وفعالة. مثلا، قامت اللجنة المنظمة لأولمبياد بكين الشتوية بتنفيذ المتطلبات بشكل كامل وفقا لـ((كتيب مكافحة الوباء لدورة بكين الأولمبية الشتوية ودورة بكين البارالمبية الشتوية)) الذي صدر في عام 2021. لذلك، تم تطعيم الرياضيين المشاركين في الأولمبياد والأفراد المعنيين بلقاحات كوفيد- 19 قبل وصولهم إلى الصين وخضوع الرياضيين والأفراد الذين لم يكملوا اللقاحات، للحجر الصحي الضروري بعد الوصول إلى الصين؛ وبحسب الكتيب، بقي كل الرياضيين والأفراد المعنيين في "الحلقات المغلقة" في داخلها المطار ومواقع الإقامة والإستاد الرياضي والمطاعم وغيرها من الأماكن المتعلقة بالأولمبياد طول فترة المنافسات. ومن أجل تجنب انتشار عدوى فيروس كوفيد- 19، كان كل الأشخاص داخل الحلقة المغلقة يقومون باختبار الحمض النووي كل يوم. فضلا عن ذلك، استخدمت اللجنة المنظمة لهذه الدورة من الألعاب الأولمبية الشتوية عدة أنواع من أجهزة التكنولوجية العالية والذكية لتعزيز أعمال الوقاية. من أجل تقليل الاحتكاك والتلامس بين الأشخاص، كانت الأطعمة تطهى والقهوة تُعد بواسطة الروبوتات؛ وقامت بعض الأجهزة بتخطيط أفضل الطرق لها بصورة سريعة وتجنب صدم الأشخاص والأغراض في المسار ونقل الأطعمة من المطبخ إلى المعطم؛ ولتحسين أعمال الوقاية، عملت بعض الأجهزة على تذكير الناس بارتداء الكمامات في الأماكن العامة إذا تم رصد أي شخص لا يرتدي الكمامة؛ وأجرت بعض الأجهزة الأخرى أعمال مراقبة وتحليل مكونات الهواء، حيث يكشف النظام النتائج تلقائيا في خمس وأربعين دقيقة.

بفضل الإجراءات الصارمة والأجهزة التكنولوجية المستخدمة خلال فترة أولمبياد بكين الشتوية، تمتع كل الرياضيين والصحفيين والأفراد المعنيين بالرياضات الشتوية وسحر المنافسات بدون قلق من الإصابة بفيروس كورونا. في الثامن عشر من فبراير في مؤتمر صحفي، أثنى توماس باخ، رئيس اللجنة الأولمبية الدولية على إجراءات الوقاية في أولمبياد بكين الشتوية، قائلا إنها ناجحة وفعالة كثيرا حتى يمكن القول إن الحلقة المغلقة واحدة من أكثر الأماكن أمانا في الكوكب.

بالإضافة إلى الإجراءات الهامة للوقاية من الجائحة، قدمت هذه الدورة من الألعاب الأولمبية الشتوية مساهمات جليلة في تحقيق الحياد الكربوني أيضا. مثلا، من أجل تقليل انبعاث ثاني أكسيد الكربون في عملية توليد الكهرباء، اُستخدمت في كل الإستادات الرياضية في مناطق المنافسات الثلاث في هذه الدورة من الألعاب الأولمبية "الكهرباء الخضراء" التي تم الحصول عليها من الطاقة الشمسية وطاقة الرياح في مرج باشانغ المتميز بقوة الرياح الكبيرة والكمية الهائلة من أشعة الشمس، والذي يبعد عن تشانغجياكو بحوالي ستين كيلومترا. وليس هذا فحسب، وإنما أيضا نجح فريق صنع الجليد لهذه الدورة من الأولمبياد الشتوية في استخدام مبردات ثاني أكسيد الكربون في صنع الجليد لأربعة إستادات لرياضات الجليد لأول مرة في تاريخ الألعاب الأولمبية الشتوية، وهذا لا يسبب الاحترار العالمي ويساعد في المحافظة على سلاسة أسطح الجليد ودرجة الحرارة الثابتة للجليد. بفضل جودة الجليد العالية، شهدت تلك الإستادات الرياضية أرقاما قياسية جديدة. مثلا، في الإستاد الوطني للتزلج السريع، حقق الرياضيون خمسة أرقام قياسية أولمبية ورقما قياسيا عالميا في مسابقات التزلج السريع على المضمار القصير، وثمانية أرقام قياسية أولمبية جديدة ورقما قياسيا عالميا في منافسات التزلج السريع في هذه الدورة من الأولمبياد الشتوية في أول ثمانية الأيام من المنافسات.

تطور الرياضيين الصينيين في الرياضات الشتوية

في عام 1980، سافر الوفد الصيني المكون من 28 رياضيا وستة مدربين إلى ليك بلاسيد بالولايات المتحدة الأمريكية للمشاركة في الدورة الثالثة عشرة للألعاب الأولمبية الشتوية، مسجلا بداية مشاركة الصين في الأولمبياد الشتوية. بعد مرور اثنين وأربعين عاما من الجهود المبذولة في نشر الرياضات الشتوية وإعداد الرياضيين الممتازين، حققت الصين تطورا كبيرا في تلك الرياضات، وصار الرياضيون الصينيون يحققون إنجازات كبيرة في المنافسات الدولية. قدم الرياضيون الصينيون أداء رائعا في أولمبياد بكين الشتوية، وفازوا بخمس عشرة ميدالية من بينها تسع ميداليات ذهبية، وأربع ميداليات فضية وميداليتين برونزيتين، وهذا إنجاز كبير للصين.

في التزلج السريع على المضمار القصير، الذي تتمتع الصين بتفوق كبير فيه، حافظ المتزلجون الصينيون على مستواهم العالي. في مساء الخامس من فبراير، في نهائي 2000 متر للفرق المختلطة، قدم وو دا جينغ، رن تسي وي، فان كه شين، تشيوي تشون يوي وتشانغ يوي تينغ أداء قويا وأظهروا مهاراتهم العالية وفازوا بالميدالية الذهبية بزمن قدره دقيقتين و348ر37 ثانية، وهي أول ميدالية ذهبية للوفد الصيني في هذه الدورة من الألعاب الأولمبية الشتوية. وبعد يومين، توج رن تسي وي بالميدالية الذهبية الثانية له في المنافسات النهائية لألف متر للرجال وحصل المتزلج الصيني لي ون لونغ الذي شارك في المسابقات الأولمبية لأول مرة، على الميدالية الفضية. وفي الثالث عشر من فبراير، بذلت المتزلجات الصينيات قصارى جهدهن وفزن بالمركز الثالث في سباق التتابع لثلاثة آلاف متر.

وفي رياضة التزلج السريع، في الثاني عشر من فبراير، قدم قاو تينغ يوي، الحائز على الميدالية البرونزية في أولمبياد بيونغ تشانغ الشتوية 2018 في جمهورية كوريا، عرضا مثاليا في سباق خمسمائة متر للرجال وسجل رقما قياسيا أولمبيا جديدا بنتيجة 32ر34 ثانية وفاز بالمركز الأول، ليحرز أول ميدالية ذهبية أولمبية للمتزلجين الصينيين الذكور في هذه الرياضة. قال لوه تشي هوان، أول متزلج صيني يفوز في بطولة العالم للتزلج السريع في عام 1963، إن هذه الميدالية لها معنى خاص للصين إذ أنها تشبه الفوز في مسابقة مائة متر لسباق الساحة والميدان.

بالإضافة إلى الأداء الرائع للرياضيين الصينيين في رياضات الجليد في هذه الدورة من الألعاب الأولمبية الشتوية، حقق المتزلجون الصينيون إنجازات أدهشت العالم في رياضات الثلج أيضا. على سبيل المثال، في رياضة التزلج على الثلج، شهدنا المتزلج الشاب الموهوب سو يي مينغ الذي أدرج في موسوعة غينيس للأرقام القياسية العالمية كأول رياضي في أداء الحيلة الصعبة باسم "Bs 1980 Indy Crail" في هذه الرياضة، يواصل تطوره السريع في المسابقات الأولمبية حيث أكمل حركاته الرائعة في ثلاث جولات في نهائي التزلج المنحدر وحصل على الميدالية الفضية في السابع من فبراير، وبعد ثمانية أيام فاز بالميدالية الذهبية في سباق التزلج الهوائي الكبير مع أداء ممتاز للحيل الصعبة. قال سو يي مينغ بفخر، إن هذه النتائج الكبيرة هي أفضل هدية لعيد ميلاده الثامن عشر وستعزز ثقته في تحقيق إنجازات أكبر في المستقبل.

كما يقول المثل "من جد وجد"، في مسابقات التزلج الهوائي الحر، حقق كل من تشي قوانغ بو، جيا تسونغ يانغ وشيوي منغ تاو الذين شاركوا في ثلاث دورات سابقة من الألعاب الأولمبية الشتوية، أحلامهم الجميلة بفضل خبراتهم الوافرة ومهاراتهم المميزة في أولمبياد بكين الشتوية. في العاشر من فبراير، حصل هؤلاء الرياضيون الصينيون المخضرمون الثلاثة على المركز الثاني في سباق التزلج الهوائي الحر للفرق المختلطة وحققوا أفضل نتيجة للصين في هذه الرياضة في الألعاب الأولمبية الشتوية. وبعد عدة أيام، حققت شيوي منغ تاو إنجازا كبيرا في مسابقة فردي السيدات وكذلك حقق تشي قوانغ بو إنجازا كبيرا في مسابقة فردي الرجال، الأمر الذي أثبت قوة الصين الكبيرة في هذه الرياضة بعد عقود من الجهود الدؤوبة من قبل الرياضيين والمدربين.

فضلا عن الحصول على الميداليات في بعض المنافسات، أثبت الرياضيون الصينيون تقدمهم المطرد في الرياضات الشتوية الأخرى. في منافسة الفرق للتزلج الفني، قدم جميع المتزلجين الصينيين حركات رشيقة في الدور الأول وتأهلوا إلى الدور الثاني للمنافسات الأولمبية لأول مرة وواصلوا أداءهم الممتاز في ذلك الدور وحصلوا على المركز الخامس، محققين أفضل مركز للصين في الألعاب الأولمبية الشتوية. وفي الرابع عشر من فبراير، في منافسات الرقص على الجليد، حقق الزوجي الصيني وانغ شي يويه وليو شين يوي إنجازا رائعا وقدما عرضا مبهرا مع أنغام الموسيقى بصورة مميزة وحصلا على المركز الثاني عشر في المنافسات. وفي التزلج الريفي الذي لم ينتشر في الصين كثيرا، قدم الرياضيون الصينيون أداء جيدا عكس مدى إصرارهم وقوتهم في المسابقات. وفي الثاني عشر من فبراير، حصلت تشي تشون شيويه، ما تشينغ هوا، لي شين وجيانيا باياني على المركز العاشر في سباق التتابع 4×5 كيلومترات؛ وفي السادس عشر من فبراير، حصل فريقا الصين للرجال والسيدات على المركز الحادي عشر تباعا في السباق المعروف باسم "سباق السرعة الكلاسيكي"، الأمر الذي يرمز إلى تطور جديد للصين في هذه الرياضة الغريبة.

تعزيز الروح الرياضية

أولمبياد بكين الشتوية ليست حدثا رياضيا دوليا للرياضيين المتفوقين من الدول المختلفة لتقديم مهاراتهم فحسب، وإنما أيضا مهرجان رائع لتعزيز التواصل والتفاهم بين الناس وتجسيد الروح الأولمبية بغض النظر عن الجنسية والعرق واللغة والثقافة، الأمر الذي يؤكد على شعار الأولمبياد الجديد "أسرع، أعلى، أقوى، معا".

بعد اعتماد اجتماع المجلس التنفيذي للجنة الأولمبية الدولية في نهاية سبتمبر عام 2021 قرار عدم بيع تذاكر المسابقات الأولمبية للجماهير خارج الصين وفقا لمتطلبات الوقاية من جائحة كوفيد- 19، طالب كثير من مستخدمي الإنترنت اليابانيين من الجماهير الصينية مساندة وتشجيع المتزلج الياباني الشهير يوزورو هانيو خلال أولمبياد بكين الشتوية، وقد بادرت هوا تشون ينغ، المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية بالرد عليهم وطمأنتهم عبر حسابها على موقع التواصل الاجتماعي في بداية أكتوبر، قائلة إن الحضور والمشاهدين في الصين سيقدمون التشجيع الكبير إلى يوزورو هانيو وغيره من الرياضيين من اليابان والدول الأخرى. كما قالت هوا تشون ينغ، لقد شجع الجمهور الصيني يوزورو هانيو وصفقوا له بكل حماسة بدون أي تردد طوال عروضه في منافسات البرنامج القصير ومسابقة التزلج الحر، وخاصة بعد فشله في تجربة الحركة الصعبة للغاية المعروفة بـ"قفزة أكسل الرباعية". وخلال فترة هذه الدورة الأولمبية، تلقى يوزورو هانيو أكثر من عشرين ألف رسالة تشجيع من عشاق التزلج الفني الصينيين معبرين عن شغف وبهجة الشعب الصيني له واحترامهم لتحدي نفسه باستمرار.

ومن المعروف أن تبادل الشارات الأولمبية من أهم الأنشطة لتعزيز الصداقة وتعميق التفاهم الثقافي بين الأشخاص من مختلف الدول. لذلك، صار من المألوف رؤية مشاهد اختيار الشارات وتبادلها في الإستادات الرياضية والقرية الأولمبية. وفي الخامس من فبراير، بعد منافسات الزوجي المختلط للكيرلنغ بين فريقي الصين والولايات المتحدة الأمريكية، قام الزوجي الصيني لينغ تشي وفان سو يوان ومنافساهما الأمريكيان فيكتوريا بيرسنغر وكريستوفر بليس بتبادل الشارات الأولمبية مؤكدين مدى قوة الروح الرياضية الحقيقية بينهما. قال كريستوفر بليس إن تلك الشارات الأولمبية جميلة للغاية وعبر عن تطلعه إلى زيارة هاربين، مسقط رأس منافسه لينغ تشي في المستقبل. وأضاف أنهم يمارسون رياضة مشتركة ويقومون بتجربة الثقافات المختلفة وهو أمر ممتع للغاية.

وفي المنافسات الأولمبية، لم تكن النتائج الشيء الوحيد الذي يهتم به المتنافسون، بل سعى الرياضيون إلى تقاسم السعادة مع الآخرين بعد تقديم مهاراتهم والتنافس الشريف بينهم. في الخامس عشر من فبراير، في نهائي التزلج المنحدر للسيدات لرياضة التزلج الحر، حصلت المتزلجة من الوفد الصيني قو آي لينغ على المركز الثاني بسبب ارتكابها خطأ في الجولة الثانية. بعد انتهاء المنافسات، بادرت قو آي لينغ إلى معانقة كل من المتزلجة السويسرية ماتيلدي غريمود الفائزة بالميدالية الذهبية بفضل أدائها الرائع والمتزلجة الإستونية كيلي سيلدارو الحائزة على المركز الثالث وتشاطرن الثلاث مشاعر الفرح والفخر والإثارة في منافسات التزلج الحر.

الأولمبياد حلم لكل الرياضيين في العالم، والذين يبذلون قصارى جهودهم في التدريبات على مدى سنوات عديدة. لذا، لديهم حماسة وشغف كثير للألعاب الأولمبية. في ظل انتشار جائحة كوفيد- 19 ومتحور "أوميكرون" في كثير من الدول، قدمت الصين للرياضيين من مختلف الدول ومنها الصين نفسها، منصة مميزة لإظهار حبهم للرياضات الشتوية وتعزيز شجاعة كل البشرية للتضامن والتعاون والتغلب على كافة التحديات للتقدم معا نحو مستقبل مشترك.

 

©China Today. All Rights Reserved.

24 Baiwanzhuang Road, Beijing, China. 100037

京ICP备10041721号-4