يعود تاريخ قومية كوريا في الصين إلى أواخر فترة أسرة مينغ (1368- 1644) وأوائل فترة أسرة تشينغ (1644- 1911)، وتحديدا في أوائل القرن السابع عشر، عندما استقر عدد من أبناء شبه الجزيرة الكورية في شمال شرقي الصين وشكلوا تدريجيا مجموعة عرقية احتفظت بعناصر كثيرة من الثقافة الكورية.

حاليا، يعيش أبناء هذه القومية في مجتمعات مدمجة على طول نهر تومن ونهر يالو ونهر مودان ونهر سونغهوا ونهر لياوخه ونهر هونخه. اللون الأبيض هو اللون المفضل لأبناء قومية كوريا الذين يعتبرون هذا اللون رمزا للنقاء واللطف والنبل والقداسة. يبرز اللون الأبيض أيضا الطابع المميز لأبناء هذه القومية الذين يفضلون الهدوء والبساطة.

طورت ملابس أبناء قومية كوريا، بعد تاريخ طويل من التقدم، خصائصها وميزاتها الفريدة. في أواخر فترة الممالك الثلاث، أبدى الرجال من هذه القومية، وخاصة من الطبقة  الأرستقراطية، شغفا بالسترات القصيرة والسراويل الفضفاضة، بينما كانت النساء من الطبقات الراقية مغرمات بارتداء السترات الطويلة والتنورات الطويلة.

في وقت لاحق، وبتأثير من ثقافة الملابس المنغولية، أصبحت السترة النسائية أقصر، وصارت التنورة مرفوعة حتى الخصر . في القرن الخامس عشر، تم رفع التنورة مرة أخرى لتشكل بشكل أساسي ما تبدو عليه هذه الأيام.

احتفظ أبناء قومية كوريا في الصين بشكل أساسي بأسلوب الملابس الشعبية لأسرة جوسون (تشوسون)، آخر مملكة إقطاعية موحدة حكمت شبه الجزيرة الكورية من عام 1392 إلى عام 1910. هناك ملابس يومية وفساتين للمناسبات وأزياء خاصة لعروض الرقص. بشكل عام، تتميز الملابس التقليدية لهذه المجموعة العرقية بفتحة الصدر الجانبية وعدم وجود أزرار والتشابك بأحزمة قماش طويلة، ويظهر الجمع بين الخطوط المستقيمة والمنحنيات في أجزاء مختلفة من الأزياء خصائص الجلباب القديم لهذه القومية.

يرتدي الرجال من قومية كوريا عادة ملابس تقليدية مكونة من سترات قصيرة ذات لون عادي تسمى "جيوغوري"، يحتوي هذا النوع من السترة القصيرة على فتحة الصدر على اليسار، وأكمام واسعة بدون أزرار، وشريط على كل جانب من جانبي الصدر، والذي يستخدم لربط الجزء العلوي من صدر السترة عند الارتداء. تغطي حواف الفتحة بقطعة قماش بيضاء يمكن إزالتها للتنظيف. ويرتدي أبناء قومية كوريا دائما صدرية ملونة بأزرار على الجزء الخارجي من السترة، مصنوعة في الغالب من الحرير والساتان، والفراء أو القماش من الداخل، تحتوي الصدرية على ثلاثة جيوب وخمسة أزرار، مما يجعل مرتديها ملفتا للنظر بشكل خاص.

تُلبس السترات عادة مع سراويل فضفاضة، معظمها باللون الأبيض. هذه السراويل تجعل من يلبسها يشعر بالراحة وبسهولة الجلوس والاتكاء على الوسائد أو الحصير على الأرض. توجد أيضا شرائط في الجزء السفلي من ساقي البنطلون، حتى يتمكن مرتديه من لف ساقي البنطلون لأعلى أثناء العمل في حقول الأرز.

يرتدي الرجال من قومية كوريا، عند الخروج، قبعات رسمية ومعطفا طويلا يشبه الرداء. يُظهر هذا النوع من معطف المناسبات نضج الذكور ورجولتهم. في الوقت الحاضر، نادرا ما يرتدي الشباب الرداء التقليدي، بينما لا يزال كبار السن يحافظون على التقاليد في المناسبات الاحتفالية.

بالمقارنة مع ملابس الرجال، فإن ملابس النساء أكثر إشراقا وتنوعا بالألوان. تتكون الملابس اليومية التقليدية لنساء هذه القومية الصينية من السترة مع التنورة الطويلة. تربط النساء عادة عقدة من القماش تحت الكتف الأيمن.

تُظهر ملابس قومية كوريا التقليدية، حتى يومنا هذا، الذوق الجمالي لنساء هذه القومية، مما يعكس تفوقها الأخلاقي المتمثل في اللطف والاجتهاد والصدق. تغطي السترة النسائية الذراعين والجزء العلوي من الجسم حتى الصدر، وفتحة صدرها مائلةعلى يمين الصدر بدون أزرار.

يزين الجزء العلوي من ملابس الفتاة بحواف من الحرير عند فتحة القبة وطرف الكم والصدر. الألوان بشكل أساسي ناعمة وخفيفة، بما في ذلك الأصفر والأبيض والوردي.

 التنورة النسائية، تسمى "تشيما" باللغة المحلية لأبناء قومية كوريا. تختلف التنورات في الطول، بعضها يمتد من الصدر إلى الكاحلين، والبعض الآخر إلى الركبتين. "تشيما"، التي تصنع من الحرير، تكون ألوانها عادة جريئة. تكون التنورة الفضفاضة ذات ثنيات عند الخصر.

التنورات البراقة ذات الطيات التي تصل إلى الركبة، والمقترنة بشرائط ملونة، هي المفضلة لدى الشابات. أما النساء في منتصف العمر والمسنات فيلبسن التنورات الطويلة والتنورات الملفوفة غير المخيطة، التي تبدو وكأنها مروحة. الطرف العلوي من التنورة الملفوفة ضيق نسبيا، مع العديد من الطيات الدقيقة، بينما الطرف السفلي لها أوسع ويصل إلى مشط القدم. وعندما ترتدي النساء هذا النوع من التنورة يجب عليهن ارتداء تنورة داخلية أولا، ثم التنورة الخارجية. تختلف الملابس النسائية عند قومية كوريا الصينية حسب العمر والمناسبة. في الغالب، ترتدي النساء قبل الزواج سترات صفراء ذات خطوط متعددة الألوان على الأكمام وتنورة قرمزية زاهية. وبعد الزواج، تتغير ألوان الجزء العلوي للملابس إلى اللون الأخضر مع تنورة حمراء.

يرتدي الأطفال ملابس ملونة، يُقال إنها مستوحاة من ألوان قوس قزح، الذي يعده أبناء قومية كوريا رمزا للنور والجمال. دمجت النساء العبقريات من قومية كوريا جميع أنواع مواد الملابس وجعلتها "ملابس ملونة" يرتديها الأطفال، تعبيرا عت تمنياتهن لهم بالسعادة والجمال والحيوية والذكاء.

يحرص أبناء قومية كوريا على أن تتناغم ملابسهم التقليدية مع أحذية مطاطية فريدة من نوعها، والتي تشبه قاربا صغيرا، يميل طرفه الأمامي قليلا إلى الأعلى.تُصنع الأحذية من الجلد الصناعي أو المطاط، وهي ناعمة ومريحة في اللبس. أحذية الرجال سوداء بشكل عام، في حين تكون أحذية النساء غالبا بيضاء أو زرقاء أو خضراء.

الإكسسوارات التي تتناسب مع ملابس هذه القومية رائعة أيضا، وتتكون أساسا من أغطية الرأس وزخارف الخصر. تشمل أغطية الرأس عصابات الشعر ودبابيس الشعر، بينما تشمل إكسسوارات الخصر الأحزمة ومحافظ  النقود، وكثير منها مشغولات يدوية دقيقة. في الملابس التقليدية، يحب أبناء قومية كوريا وضع شرابة تحت ربطة العنق، وتكون الزخرفة على الشرابة في الغالب من حجر اليشم المنحوت أو سيف فضي مزخرف صغير.

تقدم ملابس قومية كوريا البسيطة والأنيقة صورة أبناء هذه القومية المميزة للعالم، وتثري تنوع خزانة فنون الأزياء في الصين.