تتمتع الصين ومصر بموروث حضاري وثقافي يضرب بجذوره في أعماق التاريخ، الأمر الذي يشكل مشتركا ثقافيا يسهل و يدعم أي تقارب و تعاون بين الشعبين الصيني و المصري.
تأتي ذكرى مرور 65 عاما على إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين في وقت تشهد فيه العلاقات الثنائية خطوات حثيثة ومتميزة من تقارب وصداقة بين القيادة السياسية في البلدين، تقارب وصداقة هيأت ومهدت الطريق أمام كافة الأجهزة في الدولتين لاتخاذ خطوات نجم عنها آفاق كبيرة للتعاون في شتى المجالات التجارية والزراعية والصناعية. كما كانتللزيارات المتبادلة بين رئيسي الدولتين أثر كبير في رفع مستوى العلاقات إلى شراكة إستراتيجية شاملة وفي مزيد من مشروعات التعاون المشترك الذي يعم بالخير لصالح الشعبين الشقيقين.
وفي عصر العولمة والرقمنة والذكاء الاصطناعي تسعى مصر والصين إلى تعزيز التعاون الدولي وتحقيق أقصى استفادة من موارد الدولتين ومن مبادرة الحزام والطريق، وكانت مصر من أوائل الدول التي أعلنت مساندتها ومشاركتها في هذه المبادرة. وتأتي اتفاقيات التعاون الأكاديمي والعلمي بين الجامعات المصرية والصينية كإحدى أهم ثمار التعاون بين البلدين. في هذا الإطار يأتي اتفاق جامعة الأقصر وجامعة العاصمة بالصين لتبادل الطلاب وأعضاء هيئة التدريس والقيام بأبحاث مشتركة تؤدي إلى مزيد من الحيوية والانطلاق في دفع البحث العلمي. ونجم عن هذه الاتفاقية اتفاق آخر لتأسيس فصل كونفوشيوس المستقل بالجامعة لنشر اللغة والثقافة الصينية، والجدير بالذكر أن هناك زيادة في أعداد الطلاب الذين يرغبون في دراسة اللغة الصينية في جنوبي مصر، كما أن هناك الكثير من الدارسين من غير دارسي اللغات الذين يترددون على دورات تعلم اللغة الصينية التي ينظمها فصل كونفوشيوس بالأقصر.
--
د. ربيع سلامة، عميد كلية الألسن-جامعة الأقصر، مصر.
