كلنا شرق < الرئيسية

التعاون التجاري الصيني- الأردني.. خير القول ما صدقه الفعل

: مشاركة
2022-01-07 14:17:00 الصين اليوم:Source ماهيتاب أحمد تشانغ شي:Author

صادف عام 2021 الذكرى المئوية لتأسيس الحزب الشيوعي الصيني، والذكرى المئوية لتأسيس المملكة الأردنية الهاشمية، والذكرى السنوية الرابعة والأربعين لبدء العلاقات الدبلوماسية بين الصين والأردن. في الثاني والعشرين من ديسمبر عام 2021، ُقدت الدورة الأولى لـ "حوار الصداقة" بين الصين والأردن، في مركز المؤتمرات الدولية بكلية الدراسات العربية في جامعة الدراسات الأجنبية ببكين، والتي جاءت تحت عنوان: "فرصة المائة عام: بناء مشترك لـ’الحزام والطريق‘ و ’رؤية الأردن 2025‘". وتعتبر هذه الندوة خطوة مهمة لتسهيل التبادلات الاقتصادية والتجارية والثقافية بين الصين والأردن، ومناقشة اتجاهات التنمية، وتبادل الخبرات التعاونية، والدعوة إلى التكامل الثقافي، وتعزيز الثقة المتبادلة في الصناعة.


آفاق التعاون الصيني- الأردني

حضر الندوة السفير حسام الحسيني سفير المملكة الأردنية الهاشمية ببكين، والذي ألقى الضوء على أهميتها في تعزيز علاقات التعاون بين البلدين. حيث أصبحت الصين ثاني أكبر شريك تجاري للأردن، بتبادل تجاري يزيد حجمه عن خمسة وعشرين مليار يوان صيني (الدولار الأمريكي يساوي 4ر6 يوانات). وقال السفير: "مع ازدياد الانفتاح الاقتصادي بين البلدين، وتزايد فرص الأعمال والاستثمار وأهميتها في الأردن، فإن مستقبل هذا التبادل والتعاون يبشّر بالازدهار والتوسع، وتبذل الحكومة الأردنية كل جهد ممكن لتعزيز هذه الفرص وتقديم كل التسهيلات التي تجعل من الأردن مركزا ومنطلقا للأعمال في الشرق الأوسط." وأضاف: "لقد كان لمئوية الأردن ومئوية الصين قصة نجاح جمعت حكمة القيادة وتصميمها مع إرادة الشعب وثقته بقيادته، فكانت المملكة الأردنية الهاشمية وكانت جمهورية الصين الشعبية وكانت صداقتنا التي نحتفل بها اليوم وكل يوم، ونتطلع لتعزيزها وتقويتها لخدمة أبناء شعبينا الصديقين."

كما شارك تشن تشوان دونغ، سفير الصين لدى الأردن، أفكاره واقتراحاته في الندوة. قال تشن تشوان دونغ: "أولا، يجب على الصين والأردن تعزيز الثقة السياسية المتبادلة والتواصل الإستراتيجي، وتقديم الدعم لبعضهما البعض في القضايا المتعلقة بالمصالح الجوهرية لكل منهما، وحماية العدل والعدالة خلال مواجهة القضايا الدولية والإقليمية، وتعزيز السلام والاستقرار، وممارسة التعديدية، ودعم الحوكمة العالمية، وتنفيذ مبادئ التشاور والبناء المشترك والتمتع بالمنافع المشتركة. ثانيا، يجب تعزيز تكامل المزايا والمنفعة المتبادلة والفوز المشترك. كما أشار إلى أن الصين على استعداد للعمل على تعزيز تكامل المزايا وتبادل السياسات وتنسيقها، وعلى تعميق التعاون بين بلدينا في مجالات الطاقة والاتصالات والنقل والزراعة والاقتصاد الأخضر والاقتصاد الرقمي والتصنيع الذكي وإلى آخره. كما تُشجع الصين المؤسسات الصينية على الاستثمار في الأردن، بينما تأمل أن تواصل الأردن تقديم البيئة العادلة والشفافة وغير التمييزية لها. سوف تواصل الصين تقديم المساعدة في حدود قدرتها لدعم التنمية الاقتصادية الأردنية وتحسين معيشة الناس في إطار التعاون بين الجنوب والجنوب.


المنفعة المتبادلة والفوز المشترك

العلاقات الأخوية بين الصين والأردن مثال حي على العلاقات الدولية القائمة على الاحترام المتبادل، وهذه العلاقات المستقرة ساعدت شعبي البلدين على التعاون المشترك لبناء مستقبل مزدهر ومكّنت العديد من أصحاب الأعمال الخاصة من الاستفادة من الفرص المتاحة في الصين .فعلى سبيل المثال، قام محمد الناصر، رئيس مجلس إدارة شركة تشجيانغ إنفنتي للتجارة  المحدودة، والذي كان مشاركا في الندوة الأولى لحوار الصداقة بين الصين والأردن، بسرد قصته واستفادته من مبادرة "الحزام والطريق" قائلا: "عندما أتيت إلى الصين لأول مرة في عام 2002، كان معي ثلاثون ألف يوان فقط، ومثل أي شاب حالم، بدأت في بناء شركتي الصغيرة وتطورت شركتنا خطوة بخطوة في العشرين عاما الماضية، وخصوصا منذ إطلاق مبادرة "الحزام والطريق"، تطورت أعمال شركتي بسرعة، حيث بلغ حجم صادرتنا العام الماضي حوالي  130 مليون دولار أمريكي."

هناك تعاون وثيق بين الأردن والصين في مجال الطاقة والطاقة المتجددة، وكذلك في مجال التعدين، والأسمدة والمواد الكيماوية. وباعتبار الصين من الدول الرائدة في مجال الزراعة الحديثة، فبالتالي أصبحت من أكبر الدول المستهلكة للبوتاس في العالم. لذلك تسعى شركة البوتاس العربية جاهدة للمحافظة على مكانتها كإحدى أهم الموردين للبوتاس إلى الصين. حيث تقوم الشركة ببيع البوتاس لمجموعة سينوكيم الصينية منذ عام 1983. وفي عام 2013، وسعت الشركتان التعاون بينهما من خلال التوقيع على مذكرة تفاهم لمدة ثلاث سنوات، ووفقا للاتفاقية، منحت شركة البوتاس العربية الشركات التابعة لمجموعة سينوكيم الصينية الحق في شراء ما يقرب من 9ر1 مليون طن من البوتاس في غضون ثلاث سنوات، وهو ما يمثل ما يقرب من ثُلث إنتاج الشركة خلال نفس الفترة. وبعد تجديد الاتفاق وقعت الشركتان اتفاقية تعاون بحجم إجمالي يصل إلى 6ر2 مليون طن في الفترة بين عامي 2017 و2019.

في عام 2021، نجحت الشركة العربية للبوتاس في تصدير أكبر حمولة من البوتاس في تاريخها (90 ألف طن) إلى الصين. وقال السيد شحادة أبو هديب، رئيس مجلس إدارة شركة البوتاس العربية: "إن التبادلات التجارية الشاملة بين الأردن والصين، وخاصة في مجال الأسمدة، تثبت بوضوح أن التعاون بين البلدين يمكن اعتباره نموذجا متميزا للعلاقات الاقتصادية، وبناء على هذا الأساس، تلتزم شركة البوتاس العربية بتحقيق الأمن الغذائي العالمي والاستدامة في مجال الطاقة المتجددة، وزيادة القيمة المضافة من خلال استخدام التكنولوجيا الحديثة، وتحسين كفاءة القاعدة الإنتاجية الأردنية."

كما ذكر أحمد الخضري، نائب رئيس غرفة الصناعة في عمّان، والذي شارك في الندوة عبر الإنترنت، بعض الأمثلة الناجحة للاستثمار الصيني في الأردن مثل: شركة جرش القابضة التي تأسست عام 2002، والتي تعد الأولى في الأردن والوطن العربي كله التي يتم تداولها في سوق ناسداك ببورصة نيويورك. ومشروع محطة العطارات لتوليد الكهرباء من الصخر الزيتي التي يشارك فيها الجانب الصيني بالاستثمار وتمويل البناء.

التضامن معا لمكافحة كوفيد- 19

مع الانتشار المفاجي لوباء كوفيد- 19، تضامنت مجموعة سينوكيم الصينية وشركة البوتاس العربية معا، وساعدت كل منهما الأخرى في التغلب على الصعوبات. على الرغم من أن الأردن واجه نقصا في مواد الوقاية من الوباء في بداية تفشي كوفيد- 19 أيضا، حرصت شركة البوتاس العربية على التبرع بالكمامات N95 والملابس الواقية الطبية وغيرها من أجل التعبير عن تضامنها الصادق ودعمها القوي لمكافحة الوباء في الصين. اتصلت مجموعة سينوكيم الصينية بشركة البوتاس العربية عبر الفيديو على الإنترنت والهاتف من أجل تبادل ومعرفة حالة الوباء المحلي وحالة الإنتاج بشكل عميق ومشاركة تجربة الصين وممارستها في السيطرة على كوفيد- 19 والوقاية منه، كما تبرعت بما يقرب من ثلاثة ملايين يوان من المواد الطبية للحكومة الأردنية والتجمعات السكنية المحلية على دفعتين، وبذلت كل جهودها في إكمال عمليات نقل المواد وترتيب الطائرات الخاصة والتخليص الجمركي والتفتيش في أسرع وقت ممكن، ودعمت شركة البوتاس العربية للتبرع بأكثر من ثلاثين مليون دولار أمريكي للحكومة الأردنية من أجل مكافحة كوفيد- 19.

قال باي تاو، رئيس مجموعة سينوكيم الصينية، في الدورة الأولى لـ "حوار الصداقة" بين الصين والأردن: "إن مجموعة سينوكيم الصينية مستعدة لأن تصبح شريكا موثوقا به وشريكا ثقافيا وديا لتعزيز العلاقات الصينية- الأردنية في المستقبل. ونتطلع إلى التمسك بمبدأ التسامح والتعلم المتبادل للتعاون مع شركائنا الأردنيين في مجالات التجارة والطاقة المنخفضة الكربون واستكشاف الموارد المعدنية وبناء البنية التحتية، ولمشاركة السوق وتحقيق المنفعة المتبادلة والفوز المشترك."

كما يقول المثل العربي: "خير القول ما صدقه الفعل." إن الواقع يشير إلى إمكانية تعزيز هذه العلاقات إلى مستويات أعلى تلبي رغبة وطموح البلدين الصديقين في تطوير الإمكانيات الكبيرة التي يتمتع بها كلا الطرفين في مختلف المجالات الاستثمارية والاقتصادية والتجارية. سوف يعمل الطرفان على تعميق الشراكة الإستراتيجية بينهما بشكل مستمر، وعلى تعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري الثنائي سعيا إلى إفادة البلدين وشعبيهما بشكل أفضل وخلق مستقبل أفضل والتمتع به معا.


©China Today. All Rights Reserved.

24 Baiwanzhuang Road, Beijing, China. 100037

京ICP备10041721号-4