كلنا شرق < الرئيسية

لينا صليبي: الموسيقى لغة عالمية تتخطى حدود اللغة والجغرافيا

: مشاركة
2022-01-29 14:56:00 الصين اليوم:Source تشو جيان وي:Author

لينا صليبي فنانة فلسطينية شابة تسعى من خلال صوتها وفنّها إلى حمل الرسائل الفنية والإنسانية إلى العالم، وتضم أعمالها حتى الآن أكثر من 30 أغنية، تتضمّن أغنيات بلغات عدّة، منها العربية والإنجليزية والفرنسية والهندية والألمانية والآرامية. تم اختيار لينا صليبي لتمثيل الدول العربية في غناء الأغنية الرئيسية لدورة أولمبياد بكين الشتوية لعام 2022 باللغة العربية، وتشعر بالفخر لمشاركتها بالغناء في أولمبياد بكين الشتوية.

مجلة ((الصين اليوم)) حاورت لينا صليبي، التي تحدثت عن توقعاتها لدورة الألعاب الأولمبية الشتوية في بكين، وفي الوقت نفسه عبّرت عن أملها في أن يتحد الناس في جميع أنحاء العالم تحت دعوة الروح الأولمبية. وتشعر لينا بالأسف لعدم تمكّنها، بسبب جائحة كوفيد- 19، من القدوم إلى بكين لحضور الحدث شخصيا والغناء أمام الجمهور. وإلى تفاصيل الحوار.

((الصين اليوم)): لينا صلبي، يسعدنا أن نحظى بفرصة إجراء مقابلة معك، هل يمكن أن تخبرينا كيف أصبحتِ مطربة في البداية؟

لينا صليبي: مشواري مع الغناء بدأ منذ طفولتي، فقد نشأت في عائلة وبيئة تحب وتقدّر الفنون، كما أن الموسيقى تستهويني بكل أشكالها. كان جدّي أول من سمعني وشجعني بأن أنطلق وراء حلمي. شاركت في العديد من النشاطات والحفلات الموسيقية، وجوقة المدرسة ومعهد الموسيقى ثم فرقة الجامعة. وبعد دراستي الجامعية لإدارة الأعمال والتسويق، تفرّغت للغناء وكانت لي مشاركات في مختلف المهرجانات المحلية وعدد من المهرجانات الدولية في الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا والدول العربية.

((الصين اليوم)): ما هو فهمك أو أفكارك لـ"معا من أجل مستقبل مشترك" في الأغنية وكلماتها؟

لينا صليبي: كلمات الأغنية جميلة جدا وتدعو للبهجة والرقص والأمل والحياة والحب والتفاؤل. فبالحب نرتقي جميعا، ونكون يدا بيد لنبني مستقبلنا ونسير معا نحو حياة أفضل. ففي الوحدة قوة عظيمة، نخلق فيها جيلا شابا واعيا هدفه واحد، يتطلع إلى غد مشرق ومستقبل واعد مليء بالأحلام والطموحات وتحقيق الأمنيات المشتركة.

((الصين اليوم)): كلمات الأغنية باللغة الصينية أصلا. بعد ترجمتها إلى العربية، هل تشعرين بشرارة التبادل بين الثقافتين، هل يمكن أن تخبرينا عن مشاعرك تجاهها؟

لينا صليبي: أحببت الأغنية كثيرا حين سمعتها بالكلمات الصينية، ولكن لم تتسن لي الفرصة بعد لتعلم اللغة الصينية. فقد وصلتني كلمات الأغنية مترجمة مبدئيا إلى العربية وقمت بالتعديل فيها وكتابتها من وحي المعنى بما يتلاءم مع لحن الأغنية. وأنا أشعر بأن اللغة الصينية من الممكن أن تكون لغة صعبة ولكن في الوقت ذاته مختلفة ومثيرة للاهتمام. فهي لغة كتابتها تصويرية بدون حروف تعتمد على الرموز والأشكال مثلها مثل اللغة الهيروغليفية المصرية. وكل كلمة لها رمز معين يمثل نغمات صوتية محددة.

((الصين اليوم)): هل يمكنك مشاركة القصص الشيقة معنا أثناء تسجيل هذه الأغنية؟

لينا صليبي: في بادئ الأمر، في شهر ديسمبر (كانون الأول) الماضي الذي يشهد عادة برودة شديدة وأمطار، تواصلت معي القناة وكنت أعاني من نزلة برد شديدة أحاول التعافي منها. ولكن التحدي الأكبر كان العمل على إنجاز الأغنية من تعديل وكتابة الكلمات ثم تسجيل الصوت، واختيار المكان والملابس بما يتلاءم مع جوّ الأغنية، وتصويرها ضمن إطار زمني قصير نظرا لأهمية وقرب الحدث. فكنّا نراقب الطقس عن كثب لاختيار يوم مناسب خال من الأمطار والرياح، ولحسن الحظ كان ذلك اليوم الذي اخترناه مناسبا، بل مشمسا أيضا ودافئا. ومن أكثر الأمور استمتاعا حينها كان تفاعل الناس معنا وسؤالهم عن مناسبة الأغنية. حيث تم التصوير في مدينتين عزيزتين على قلبي وهما مدينة القدس في مكان يسمى جبل الزيتون، وفي مدينة بيت لحم أيضا عند ساحة كنيسة المهد وفي شارع تاريخي عريق اسمه شارع النجمة. وتم إصدار نسخة عربية ونسخة عالمية شاركت أكثر من 112 دولة في غنائها. كانت تجربة جميلة جدا استمتعت بها وبالنتيجة أيضا.

((الصين اليوم)): هل لديك أي أفكار أو توقعات بشأن دورة أولمبياد بكين الشتوية؟

لينا صليبي: أتوقع أن تكون دورة ناجحة ومبهرة كسابقتها، وأتمنى التوفيق لكل المشتركين من كل الدول. وأود أن أخبرهم بأن يفتخروا بأنفسهم لعزيمتهم وقوة إرادتهم ووصولهم لهذه المرحلة. ومن المؤكد أنهم فخر لدولهم وشعوبهم. وأتمنى لهم المزيد من التقدم والنجاح والسعي دائما وراء حلمهم وطموحهم.

((الصين اليوم)): هل يمكنك التحدث إلينا عما دفعك لمشاركة تسجيل هذه الأغنية؟

لينا صليبي: عندما تواصلت معي مجموعة الصين للإعلام (CMG) وأبلغتني بأنه تم اختياري لتمثيل الشرق الأوسط والبلدان العربية في غناء الأغنية الرئيسية للأولمبياد الشتوية ببكين لعام 2022، شعرت بالسعادة والفخر بأن أكون جزءا من هذه المشاركة العالمية، فهي فرصة جميلة أيضا لوجود لغتنا العربية في حدث كبير ومهم مثل هذا.

((الصين اليوم)): على حد علمنا، لم يسبق لك زيارة الصين، فهل يمكنك التحدث عما أثار اهتمامك بالصين والثقافة الصينية؟

لينا صليبي: الصين مليئة بالأماكن والمدن الجميلة التي أود زيارتها والتعرف عليها أكثر عن قرب. بالإضافة إلى التعرف على الثقافة والعادات والقيم الصينية. وأتمنى، بعد زوال الجائحة، أن أتمكن من زيارة الصين والغناء فيها وإقامة الحفلات الموسيقية في مختلف الأماكن بها، ومقابلة الأحبة من الجمهور والأصدقاء.

((الصين اليوم)): سمعنا أنك قمت بعمل غنائي مع أشخاص معاقين في مخيم لاجئين ومنهم معاقون بصريا، هل يمكنك التحدث عن أسباب قيامك بذلك، وما هي آرائك حول دورة بكين للألعاب الأولمبية البارالمبية الشتوية؟

لينا صليبي: الموسيقى للجميع وكذلك الأمر بالنسبة لكافة النشاطات الأخرى. من الرائع أن نرى المواهب المختلفة في المجالات المتعددة؛ كالرسم والطهي والأزياء، إلخ. كذلك الأمر في الرياضة. ومن المهم والضروري جدا أن تكون لدينا هذه الفرص المتساوية والمتاحة أيضا لمشاركة الجميع في النشاطات المختلفة باختلاف طبيعتها في شتى مناحي الحياة. والمثال الكبير على ذلك، والذي يدعو للفخر، هو دورة الألعاب الأولمبية البارالمبية التي تعتبر ثاني أكبر حدث دولي متعدد الرياضات يشارك فيه رياضيون بدرجات متفاوتة من التحديات الجسدية، وغيرها من الدورات المختلفة. وأتمنى أن تكون هناك فرص دائمة تهتم وتركّز على دمج المعاقين بكافة المجتمعات.

((الصين اليوم)): هل تعلمين عن السنة الصينية الجديدة (عيد الربيع)؟ فيما يتعلق بدورة بكين للألعاب الأولمبية الشتوية التي ستقام خلال عيد الربيع هذه المرة، هل ستنتهزين هذه الفرصة أيضا للتعرف على عيد الربيع في الصين؟

لينا صليبي: من الجميل أن دورة بكين للألعاب الأولمبية الشتوية هذه المرة ستقام خلال عيد الربيع وهو الاحتفال بالسنة الصينية الجديدة. وهذه فرصة لكي يتعرف الناس على أهم مظاهر الأعياد الصينية في الصين. وأنا بدوري سأنتهز هذه المناسبة لكي أتمنى عيدا سعيدا للشعب الصيني في الصين وحول العالم، وأن تكون سنة جديدة مليئة بالصحة والسعادة والخير على العالم أجمع.

((الصين اليوم)): بصفتك مغنية من فلسطين، ماذا تودين أن تقولي لقرائنا هنا؟

لينا صليبي: يسعدني كثيرا أن تكون الموسيقى والأغاني التي أقدّمها قد وصلت إلى الصين ولاقت استحسان الجمهور الصيني. وقد فاجأني ذلك في بداية الأمر حيث كنت أعتقد بأن بلدينا بعيدان جغرافيا ولغويا. ولكن هذا الجميل في الموسيقى، فهي لغة عالمية تتخطى حدود اللغة والجغرافيا لتقرّب الثقافات والشعوب من بعضها البعض، وتلغي المسافات وتعزز التبادل الثقافي واللغوي. وأسعدني جدا هذا الاهتمام باللغة والثقافة العربية، وجعلني متشوقة لزيارة الأماكن والمدن الصينية والتعرف أكثر على هذه الدولة وثقافتها. الثقافة الصينية ثقافة عريقة أود أن أستكشفها وأتعرف على لغتها أكثر، حتى يتسنى لي فيما بعد تقديم أغنية باللغة الصينية الجميلة.

 

©China Today. All Rights Reserved.

24 Baiwanzhuang Road, Beijing, China. 100037

京ICP备10041721号-4