أخبار < الرئيسية

التحركات الصينية والأمريكية تكشف تباين التوجهات الدبلوماسية

: مشاركة
2022-04-07 11:43:00 شبكة الصين:Source :Author

6 أبريل 2022 / شبكة الصين / زار الرئيس الأمريكي جو بايدن العاصمة البلجيكية بروكسل خلال الفترة ما بين 23 و26 مارس الماضي لحضور قمم الناتو وزعماء الاتحاد الأوربي ومجموعة السبع على التوالي. ثم توجه بعدها مباشرة إلى بولندا، جارة أوكرانيا، ليلتقي بنظيره البولندي أندريه دودا. وفي ذلك التوقيت، بدأ وزير الخارجية الصيني وانغ يي جولته الآسيوية التي تضم باكستان وأفغانستان والهند ونيبال منذ 24 مارس الماضي.

 

ويرى الرأي العام الدولي أن التحركات الصينية والأمريكية المختلفة تعكس تباين البلدين في توجهات الدبلوماسية.

 

فمن حيث التحركات الدبلوماسية الأمريكية، فإن بايدن حضر في بروكسل ثلاث قمم لدعوة حلفائه الغربيين إلى مواصلة التعاون والتضامن ضد روسيا. وقد أعلن خلال قمة زعماء الاتحاد الأوروبي عن توقيع اتفاق وصف بـ"التاريخي" مع رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، بشأن تصدير الغاز الطبيعي إلى الدول الأوروبية.

 

وقد أكد بايدن على أن الولايات المتحدة ستصدر 15 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي للاتحاد الأوروبي على الأقل في عام 2022، وستوفر 50 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي سنويا على الأقل، وذلك من أجل خفض اعتماد الاتحاد الأوروبي على مصادر الطاقة الروسية.

 

وخلال أعمال قمة الناتو، أعربت أكثر من 30 دولة مشاركة بالإجماع عن أن أوروبا تواجه حاليا أخطر أزمة أمنية منذ أكثر من 30 عاما بعد انتهاء الحرب الباردة، بسبب اندلاع الصراع بين روسيا وأوكرانيا، معلنة تعزيز نشر قوات في بولندا وبلغاريا ورومانيا والمجر وغيرها من دول وسط وشرق أوروبا على نحو متزايد، وبذل جهود لبقاء إنفاقها العسكري عند مستوى 2% من الناتج المحلي. مجددة تأكيدها على تجنب اندلاع صراع عسكري مباشر مع روسيا بكل استطاعتها.

 

وخلال أعمال مجموعة السبع، أعلنت الولايات المتحدة واليابان وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وكندا تشديد العقوبات المفروضة على روسيا، والمراقبة عن كثب لاحتمال توفير الصين أو غيرها من الدول مساعدات اقتصادية وأمنية لروسيا.

 

ومن الواضح أن القمم الثلاث التي شارك فيها الرئيس الأمريكي جو بايدن على التوالي تستهدف روسيا. وقد أظهر الرأي العام الدولي السائد أن ذلك يكشف أن العلاقات بين الدول العظمى والوضع الدولي الراهنة يقفان أمام مفترق طرق. كما أن إدارة جو بايدن تسعى لتقوية التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة اعتمادا على الصراع الروسي الأوكراني وزيادة قمع روسيا وغيرها من الدول الناشئة الكبيرة.

 

وبعد حضوره القمم الثلاث، لم يوقف بايدن خطواته، بل اتجه إلى بولندا للقاء نظيره البولندي لإجراء محادثات، ثم زار القوات الأمريكية المرابطة على بعد عشرات الكيلومترات من الحدود بين أوكرانيا وبولندا لتفقد الضباط والجنود، والإعلان عن تعزيز المساعدة والمساندة لأوكرانيا وحلفاء الولايات المتحدة.

 

ومن الجدير بالاهتمام الكلمة التي ألقاها جو بايدن خلال زيارته لبولندا، والتي أكد فيها على تجنب وقوع صراع مباشر مع روسيا، وتوجيه أصابع الاتهام للرئيس فلاديمير بوتين علنا، قائلا إن بوتين هو "المخرج" من الصراع الروسي الأوكراني ولا يمكن البقاء في السلطة. وأثارت هذه الجملة ردود فعل قوية على الساحة الدولية.

 

وأشار تقرير لوكالة فرانس برس نشر في 27 مارس الماضي إلى أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون نوه في كلمته التي ألقاها في وقت لاحق إلى أن حديث الرئيس الأمريكي لا يسهم في حل الصراع بين روسيا وأوكرانيا، في وقت تحافظ فيه الحكومة الفرنسية والرئيس إيمانويل ماكرون على اتصالات وثيقة مع الحكومة الروسية. ولا يمكن المساعدة في تخفيف وتسوية الصراع إلا إذا تواصل تعزيز التشاور بين الطرفين والأطراف المتعددة.

 

وقالت صحيفة "ليان خه تساو باو" السنغافورية إن تصريح بايدن أظهر مجددا أن الحكومة الأمريكية ظلت تنظر إلى روسيا على أنها دولة "غريبة" في المجتمع الدولي، وتعمدت ترسيخ الهيمنة الأحادية لنظام التحالف الأمريكي الغربي مستغلة الصراع الروسي الأوكراني.

 

وعلى الجانب الآخر، بدأ وزير الخارجية الصيني وانغ يي في نفس الفترة تقريبا جولته الآسيوية التي تضم باكستان وأفغانستان والهند ونيبال وغيرها من دول الجوار.

 

وما لفت اهتمام الإعلام الدولي، هو أن الزيارة هي الأولى لوزير الخارجية الصيني إلى الهند منذ عام 2021 بعد اندلاع الاشتباكات بين البلدين في وادي جالوان، ولقائه مسؤولين هنود رفيعي المستوى وإجراء محادثات معهم.

 

ومقارنة مع الموقف الأمريكي المتشدد والمتمثل في الضغط على روسيا بسبب الصراع الأوكراني، أوضح مسؤولون صينيون وهنود مواصلة دفع التعاون الثنائي في شتى المجالات وتطوير العلاقات الثنائية من خلال حل قضية الحدود بشكل مناسب وإدارة خلافاتهما بشكل جيد.

 

وقد جدد وزير الخارجية الصيني وانغ يي أثناء زيارته لنيبال تأكيده على أن الصين ستواصل دعم نيبال في حماية استقلالها وسيادتها وكرامتها الوطنية، واستكشاف مسار التنمية المناسب لمصالحها، والمشاركة في مبادرة الحزام والطريق، وهو ما أثار نقاشا واسعا على صفحات وسائل الإعلام الدولية.

 

فترى صحيفة "ليان خه تساو باو" السنغافورية أن تأكيد وانغ يي على دعم التزام نيبال باستقلالها ومسار تنميتها المستقل يبرز مجددا التباين بين الصين والولايات المتحدة في التعامل مع الشؤون الدولية من حيث التوجه والسياسة، في ظل توقيع الولايات المتحدة ونيبال اتفاقية بشأن المساعدة الأمريكية في تشييد مشاريع بنية تحتية بقيمة مئات ملايين الدولارات، تضم بنودا وصفتها وسائل الإعلام الغربية بـ"فوق القانون النيبالي".

 

ومع تصاعد الصراع الروسي الأوكراني وترديد عبارات منها "النظام الدولي يواجه أشد انهيار بعد الحرب الباردة" على صفحات وسائل الإعلام الدولية، ركزت الولايات المتحدة وغيرها من الدول الغربية اهتمامها على تأجيج الصراع بين روسيا وأوكرانيا، في حين برزت علاقات التعاون بين الصين وجيرانها لتضفي إيجابية على العلاقات الدولية الراهنة.

 

وجدير بالذكر أن ما يحدد تطور العالم ظل قضية كبيرة تواجه المجتمع الدولي بأسره في ظل المتغيرات الهائلة التي لم يشهدها العالم منذ قرن، وتأثيرات الجائحة المتواصلة، مهما كانت القيم المشتركة للبشرية المتمثلة في "السلام والتنمية والانفتاح والمساواة" التي دعتها الصين، أو الدبلوماسية المتمثلة في "اللعبة الصفرية والانعزالية" التي تنتهجها الولايات المتحدة وغيرها من الدول الغربية.

©China Today. All Rights Reserved.

24 Baiwanzhuang Road, Beijing, China. 100037

京ICP备10041721号-4