أخبار < الرئيسية

بفضل مساعدة الحكومة المركزية لها في مكافحة الوباء، هونغ كونغ مستعدة لانتخابات الرئاسة التنفيذية

: مشاركة
2022-05-10 09:54:00 شبكة الصين:Source :Author

8 مايو 2022 / شبكة الصين / استعادت هونغ كونغ تدريجيا نسق حياتها الاجتماعية والاقتصادية إثر نجاحها في السيطرة على الموجة الخامسة من وباء فيروس كورونا المستجد. ويعود الفضل في ذلك إلى الجهود الكبيرة التي بذلتها الحكومة المحلية في تنفيذها لسياسة "صفر كوفيد". كما لم يكن ذلك ليتحقق دون دعم الحكومة المركزية والبر الرئيسي لهونغ كونغ في إطار مبدأ "دولة واحدة ونظامان". ومع إنشاء الخلية الخاصة للبر الرئيسي لدعم هونغ كونغ في 16 فبراير، بلغت جهود الحكومة المركزية والبر الرئيسي لمساعدة هونغ كونغ على مكافحة الوباء درجات عالية من الفعالية والشمولية.

 

إذ أرسلت الحكومة المركزية أولا عدة مجموعات من الخبراء لمساعدة هونغ كونغ ولتقديم الدعم الفني. ومن أجل دعم وتعزيز قدرات فحص كورونا في هونغ كونغ، أرسلت الحكومة المركزية إلى هونج كونج فرقا تم تشكيلها من مناطق صينية مختلفة. كما تم تجهيز هذه الفرق بمختبرات ومركبات فحص متنقلة وأدوات فحص سريع. وفيما يتعلق بإجراءات مكافحة الوباء، أجرى الطاقم الطبي في البر الرئيسي وهونغ كونغ اتصالات كثيفة. كما تجسد تظافر جهود الطرفين في التعاون بالعمل بنظام الورديات وصياغة خطط العلاج.

 

ثانيًا وفيما يتعلق بالبنية التحتية، ساعدت الحكومة المركزية هونغ كونغ في تركيز وتشييد عدد من مواقع العزل والحجر الصحي. حيث تم إنشاء أول مستشفى مؤقت في هونغ كونغ في ظرف سبعة أيام بمساعدة الحكومة المركزية. كما تم بناء خمسة مستشفيات أخرى في وقت لاحق، الأمر الذي ضمن إيواء المرضى وعلاجهم في الوقت المناسب.

 

أخيرًا، ضمنت الحكومة المركزية الإمداد المستقر من المواد المختلفة لهونغ كونغ. إذ عملت الإدارات ذات الصلة من جهة على نقل المواد الضرورية عبر قنوات مختلفة لحل الصعوبات اللوجستية الناجمة عن الوباء ولضمان إمدادات مستقرة منها. وعلى صعيد آخر، أنشأت مقاطعة قوانغ دونغ بدعم من الحكومة المركزية آلية جديدة للتخليص الجمركي بين البر الرئيسي وهونغ كونغ. وساهمت هذه الآلية في تعزيز قدرة نقل البضائع. كما تم تبني إجراءات ابتكارية لتسريع الإجراءات بهدف إيصال المواد المختلفة إلى هونغ كونغ دون أي تأخير.

 

وليس هناك شك في أن هذه السلسلة من الإجراءات في مساعدة هونغ كونغ قد عززت بشكل كبير ثقة حكومة المنطقة الإدارية الخاصة وجميع قطاعاتها في مكافحة الوباء. وهو ما يعكس بوضوح الدور المحوري والفعال لمبدأ "دولة واحدة ونظامان". كما يبرز أهمية الحكومة المركزية كدعامة قوية لهونغ كونغ.

 

ولا تعد مساعدة الحكومة المركزية لهونغ كونغ في مكافحة الوباء مساعدة صحية فحسب، بل تمثل تجسيدا كاملا ودقيقا لسياسة "دولة واحدة ونظامان". وكانت عدة مناطق في البر الرئيسي قد شهدت منذ بداية هذا العام تفشيا للوباء خصصت السلطات المحلية في مكافحته موارد ضخمة. وبالرغم من صعوبة الوضع الوبائي بعدة مناطق في البر الرئيسي ذاته، إلا أن حكومته المركزية لم توقف دعمها الكامل لحكومة منطقة هونغ كونغ الإدارية الخاصة في حربها ضد الوباء. وهو يعكس الاهتمام الكبير والحس العالي من المسؤولية الذي تشعر به الحكومة المركزية تجاه مواطني هونغ كونغ. ولطالما عبرت الدولة عن خالص آمالها بأن تنعم هونغ كونغ بالخير والرفاه. وستظل دائمًا الداعم القوي والوحيد لهونغ كونغ.

 

وجسدت أيضا الجولة الأخيرة من المعركة ضد الوباء في هونغ كونغ الطاقة العظيمة لسياسة "دولة واحدة ونظامان". لقد شكلت الدولة الموحدة قوة تعبئة قوية في هذه المنطقة الإدارية الخاصة من خلال مبدأ الـ "نظامين"، مما مكّن جميع الأوساط والفئات في هونغ كونغ من تعزيز ثقتهم وتوحيد صفوفهم لمحاربة الجائحة. وفي ذلك تأكيد للعالم بأسره بأن هونغ كونغ تظل جزءا من الصين، وبأنه لا مجال لانفصال النظامين عن بعضهما في إطار الدولة الواحدة. وفي ذلك أيضا تجسيد لتفعيل الطاقة القصوى لمبدأ "أهالي هونغ كونغ يديرون منطقتهم الخاصة بدرجة عالية من الحكم الذاتي" تحت مظلة تجمع بين "نظامين" و "دولة واحدة"، مع ضمان تنفيذ الحكم الشامل للحكومة المركزية على منطقة هونغ كونغ الإدارية الخاصة.

 

وتعد انتخابات الرئيس التنفيذي لهونغ كونغ المقرر إجراؤها في الثامن من هذا الشهر أهم حدث سياسي لهونغ كونغ بعد الموجة الأخيرة من الوباء. وفي الوقت ذاته، يعد موعد انتخابات الرئاسة التنفيذية فرصة مهمة ليقف العالم على نجاح "دولة واحدة ونظامان". اليوم، ساهمت المساعدة الفعالة للحكومة المركزية لهونغ كونغ على وقف انتشار الوباء بهذه الأخيرة. ولم يوفر هذا النجاح ضمانات لتعافي الحياة الاجتماعية والاقتصادية لهونغ كونغ فحسب، بل وفر أيضًا الاستقرار الأمني والبيئة الاجتماعية المستقرة لإجراء الانتخابات في أفضل الظروف. وفي هذا الإطار، تم إجراء أنشطة الترشيح والحملة لانتخابات الرئيس التنفيذي الخامس بعد السيطرة على الوباء. ووفقًا لتقارير وسائل الإعلام في هونغ كونغ، ستعمل حكومة المنطقة الإدارية الخاصة على تعزيز تدابير الوقاية من الوباء في مراكز الاقتراع يوم الانتخابات. وهناك من المؤشرات ومن الضمانات ما يكفي لنعتقد بأن الانتخابات ستجرى في موعدها المحدد وبسلاسة.

 

والأهم مما سبق هو أن التعاون الجيد بين البر الرئيسي وهونغ كونغ في مكافحة الوباء يشكل الروح العظيمة لمكافحة الوباء والتي سيتم دمجها في انتخابات الرئاسة التنفيذية. ونجحت هونغ كونغ طيلة العامين السابقين تحت قيادة الحكومة المركزية في تحقيق انتقال نوعي من فوضى عارمة إلى إرساء النظام بفضل سن قانون الأمن القومي لهونغ كونغ وتحسين نظام الانتخابات، خاصة وأن هذا النظام يطبق بحزم مبدأ "الوطنيون الذين يحكمون هونغ كونغ" على أساس ضمان التنفيذ المستقر وطويل الأجل لـ "دولة واحدة ونظامان". كما أن مساعدة الحكومة المركزية لهونغ كونغ في مكافحة الوباء ساهمت أيضا في ضخ روح جديدة في مبدأ "الوطنيون الذين يحكمون هونغ كونغ"، مما عزز بشكل فعال الوعي والمفهوم الوطنيين لجميع الأوساط في هونغ كونغ وخاصة لفريق إدارتها.

 

لذلك، يمكن القول إن مساعدة الحكومة المركزية لهونغ كونغ في مكافحة الوباء قد أرست "تأمينًا مزدوجًا" لانتخابات الرئاسة التنفيذية المرتقبة. إذ أنها لم توفر بيئة اجتماعية مستقرة وآمنة للانتخابات فحسب، ولكنها عززت كذلك من الأسس السياسية الجديدة للانتخابات. لذلك كلنا ثقة ويقين بأن جميع هذه العوامل، وفي ظل هذا "التأمين المزدوج" ومع تشكيل الحكومة الجديدة لمنطقة هونغ كونغ الإدارية الخاصة، ستعزز أسس مبدأ "دولة واحدة ونظامان" مع ما يوفره ذلك من فرصة لضمان تحقيق فوائد أكثر.

  

 

بقلم:

 

- هاو شي نان، أستاذ مشارك في كلية العلاقات الدولية والشؤون العامة بجامعة شانغهاي للدراسات الدولية، وعضو جمعية هونغ كونغ الأكاديمية.

- شيونغ تشنغ تشي، طالب ماجستير في كلية العلاقات الدولية والشؤون العامة بجامعة شانغهاي للدراسات الدولية

©China Today. All Rights Reserved.

24 Baiwanzhuang Road, Beijing, China. 100037

京ICP备10041721号-4