عين صينية < الرئيسية

البناء المشترك لـ"الحزام والطريق" ورفع الشراكة الإستراتيجية الصينية العربية إلى مستوى أعلى

: مشاركة
2021-10-21 10:54:00 الصين اليوم:Source هو يوي شيانغ وو سي كه:Author

قبل أيام، حققت الدورة الخامسة لمعرض الصين والدول العربية التي أقيمت في ينتشوان بالصين والدورة الثانية لمنتدى التعاون بين الصين ودول الشرق الأوسط التي عقدت بالتعاون بين مؤسسات فكرية من الصين والسعودية والإمارات، ثمارا وافرة، وأثارتا اهتماما واسعا. عبر شبكة الإنترنت وخارجها، أجرى أشخاص من مختلف الأوساط في الصين والدول العربية تبادلات ونقاشات حول توسيع مجالات وطرق التعاون في ظل الوضع الجديد، لإضافة محتوى جديد وقوة محركة لتنمية علاقات التعاون الإستراتيجي الشامل بين الصين والدول العربية.

التبادل الوثيق وبناء التوافق في الآراء وتبادل الفرص

أقيمت الدورة الخامسة لمعرض الصين والدول العربية في مدينة ينتشوان، حاضرة منطقة نينغشيا الذاتية الحكم لقومية هوي، خلال الفترة من التاسع عشر إلى الثاني والعشرين من أغسطس 2021، تحت عنوان "تعميق التعاون الاقتصادي والتجاري والبناء المشترك للحزام والطريق". وبعث الرئيس الصيني شي جين بينغ برسالة تهنئة إلى حفل افتتاح المعرض، حيث شدد على أن الصين مستعدة للعمل مع الدول العربية للسعي معا إلى التعاون والتنمية، وتعزيز التنمية السلمية وتحقيق المنفعة المتبادلة والبناء المشترك العالي الجودة لـ"الحزام والطريق"، ودفع الشراكة الإستراتيجية الصينية- العربية إلى مستوى أعلى، والعمل معا لبناء رابطة المصير المشترك للبشرية في العصر الجديد. وهذه خامس مرة يبعث فيها الرئيس شي برسالة تهنئة إلى حفل افتتاح المعرض منذ انعقاده في عام 2013، مما يجسد الاهتمام البالغ الذي يوليه الجانب الصيني لتنمية العلاقات الصينية- العربية. خلال هذه الدورة لمعرض الصين والدول العربية، تم توقيع 277 اتفاقية وبلغ إجمالي الحجم المخطط للاستثمار والتجارة 67ر156 مليار يوان (الدولار الأمريكي يساوي 5ر6 يوانات حاليا)؛ وصدرت تقارير مثل ((تقرير مسيرة تطور العلاقات الصينية- العربية الاقتصادية والتجارية لعام 2020)) و((تقرير تطور التعاون الاقتصادي والتجاري بين الصين والدول العربية لعام 2021)) و((ثمار المرحلة الثانية لمشروع مركز تعاون الجنوب- الجنوب الصيني لمنظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية))؛ وتم توقيع مذكرة تفاهم بشأن قاعدة العمل النيجيرية لشبكة التعاون الصيني- العربي في مجال نقل التكنولوجيا، واتفاقية التعاون الإطارية لمركز تداول التقنيات بين الصين والدول العربية (الأردن ودبي)؛ وتم التوقيع على إنشاء مشروع كيراتا للطاقة الكهروضوئية العائمة في إندونيسيا، ومشروع الاستثمار في الطاقة الذكية الشاملة في البحر الأحمر للسعودية، يجسد كل ذلك نتائج البناء المشترك لـ"الحزام والطريق". في هذه الدورة لمعرض الصين والدول العربية، جذبت أنظار الزوار ستة موضوعات تشمل الاقتصاد الرقمي والطاقة النظيفة والمواد الحديثة والمأكولات الخضراء والرعاية الصحية والتجارة العابرة الحدود، وعرضت الآفاق المشرقة لتوسيع الجانبين الصيني والعربي للتعاون في المجالات الجديدة. وأشار ((تقرير مسيرة تطور العلاقات الصينية- العربية الاقتصادية والتجارية لعام 2020)) إلى أن الجانبين الصيني والعربي يسرعان التعاون في استكشاف التحول الرقمي. وعلى أساس التعاون في الطاقة التقليدية، فإن التعاون في الطاقة النظيفة والتقنيات أصبح نقطة نمو جديدة، وستكون تنمية الطاقة المتجددة وتخفيف الفقر من خلال الطاقة وإدارة الطاقة نقاطا لامعة جديدة للتعاون بينهما. تعمل الصين والدول العربية على مواجهة تغير المناخ وتحويل نمط الطاقة، والتعاون في الطاقة الشمسية والطاقة النووية وغيرهما من مجالات الطاقة النظيفة، لدفع تعددية هيكل الطاقة ورفع القدرة على حماية البيئة ومعالجتها والبناء المشترك لـ"طريق الحرير الأخضر" في الشرق الأوسط.

أشار ((تقرير مسيرة تطور العلاقات الصينية- العربية الاقتصادية والتجارية لعام 2020)) أيضا إلى أن الجانبين الصيني والعربي، باعتبارهما شريكين طبيعيين للتعاون في البناء المشترك لـ"لطريق الحرير"، سيواصلان الإسراع في دفع البناء المشترك العالي الجودة لـ"الحزام والطريق" وتعزيز مواءمة إستراتيجيات التنمية بين الجانبين، مما يقدم مثالا نموذجيا لإكمال آلية التعاون لـ"الحزام والطريق" بين الصين والدول النامية العديدة، ويجلب الثقة لإنعاش الاقتصاد العالمي. قالت الدكتورة هيفاء أبو غزالة الأمين العام المساعد رئيس قطاع الشؤون الاجتماعية بالأمانة العامة لجامعة الدول العربية: "إن هذا المعرض منصة للمناقشة وتبادل التجارب، وهو نافذة لإنشاء المشروعات الجديدة وبدء الخطط الجديدة وطرح المبادرات الجديدة تمحورا حول الإبداع العلمي والتكنولوجي، كما أنه فرصة لتعميق العلاقات العربية- الصينية وجعل الجانبين الصيني والعربي يتعاونان في المجالات المتعددة."

التعاون الصيني العربي في تعزيز الانتعاش الاقتصادي في عصر ما بعد الوباء

في الوقت الحالي، صادفت التغيرات التي لم يشهدها العالم منذ مائة سنة الوباء الأكبر في القرن، مما جلب للناس صدمة غير مسبوقة. في مواجهة الوضع الخطير، تعاونت الصين والدول العربية في مكافحة الوباء وقدمتا مثالا نموذجيا لتبادل المساعدات للتغلب على الصعوبات معا، وارتقت الصداقة التقليدية بين الصين والدول العربية إلى مستوى جديد.

بعد المعاناة من تدهور الاقتصاد الناجم عن صدمة الوباء، يتجه الاقتصاد العالمي نحو الانتعاش. الصين هي أول دولة بين الاقتصادات الرئيسية في العالم حققت الانتعاش، وأصبحت نقطة لامعة في الاقتصاد العالمي، الأمر الذي أثار اهتماما وتفكيرا على نطاق واسع. إن انتعاش اقتصاد الصين لا يفيد الصين ذاتها فحسب، وإنما أيضا يساعد على استقرار اقتصاد العالم، ويضمن الإمدادات المستمرة لمواد العلاج الطبي لكل العالم. وفي ناحية تحقيق هدف التنمية المستدامة، فإن تجارب الصين يمكن أن تستفيد دول كثيرة منها.

لقد جعل الوباء الصين والدول العربية تدرك بشكل أوضح أنه فقط من خلال تعزيز التنسيق وتشكيل قوة متحدة يمكن تحقيق نمو قوي ومستدام ومتوازن وشامل للاقتصاد العالمي. وعلى هذه الخلفية، أصبح التعاون الصيني- العربي في مكافحة الوباء نقطة لامعة جديدة للتبادلات الاقتصادية والتجارية بين الجانبين. في النصف الأول من عام 2021، بلغ حجم التبادل التجاري بين الصين ودول أعضاء مجلس التعاون لدول الخليج العربية 8ر103 مليارات دولار أمريكي، بزيادة بلغت نسبتها 6ر35%، إذ بلغ حجم الواردات الصينية 63 مليار دولار أمريكي، بزيادة بلغت نسبتها 2ر40%؛ وبلغ حجم الصادرات الصينية 8ر40 مليار دولار أمريكي، بزيادة بلغت نسبتها 29%. وتعكس هذه الأرقام التجارية الجاذبية والقوة الكامنة والمرونة الجبارة للتعاون الاقتصادي والتجاري بين الجانبين، كما أنها أصدق شرح لمفهوم رابطة المصير المشترك للبشرية. يتمتع التعاون الصيني- العربي بقوة كامنة عظيمة في المستقبل، مثلا، في ناحية التعاون في مكافحة الوباء، يمكن أن يعزز الجانبان الاستثمار والتعاون في مجال العلاج الطبي والصحة، بما في ذلك الإنتاج المشترك للقاحات؛ وفي ناحية تعميق التعاون في القدرات الإنتاجية، يمكن للطرفين استخدام التعاون في القدرات كنقطة انطلاق، بالاعتماد على منصة حدائق التعاون الاقتصادي والتجاري المقامة في بعض الدول العربية لتشجيع وتعزيز التعاون بين الشركات من كلا الجانبين وربط التحول الصناعي بشكل فعال.؛ وفي ناحية دفع تحويل نمط التعاون في الطاقة والارتقاء بمستواه، يمكن أن يدفع الجانبان التعاون في الطاقة الشمسية وطاقة الريح وغيرهما من مجالات الطاقة النظيفة الجديدة على أساس تقوية التعاون الثنائي في النفط والغاز الطبيعي، اغتناما لفرصة سعي الجانب الصيني للوصول إلى ذروة انبعاثات ثاني أكسيد الكربون قبل عام 2030 وتحقيق الحياد الكربوني قبل عام 2060، ويمكن للتعاون أيضا الاستفادة من الفرص الضخمة التي ستظهر في سوق الطاقة المتجددة وشبكات الطاقة والمركبات الكهربائية وغيرها. كما يتمتع الجانبان بقوة كامنة كبيرة في ناحية التعاون الإبداعي، حيث تتمتع الشركات الصينية بمزايا صناعية في المجالات الناشئة مثل التكنولوجيا الفائقة والاقتصاد الرقمي، ويمكن أن يتعاون الجانبان في دفع التعاون الإبداعي الصيني- العربي في بناء المنشآت التحتية المعلوماتية واتصالات الجيل الخامس والتجارة الإلكترونية وغيرها من المجالات، وفتح المجالات الجديدة للتعاون. نتمنى أن يساعد هذا التعاون الدول العربية على اللحاق بالموجة الرابعة من الثورة التكنولوجية، وتجعل الجانبين الصيني والعربي يتقدمان في طريق التعاون المربح الجانبين جنبا إلى جنب، وهي ممارسات حية لبناء الجانبين لرابطة المصير المشترك بين الصين والدول العربية في العصر الجديد.

مرحلة جديدة للتعاون الشامل والعالي الجودة بين الصين والدول العربية

في السابع عشر من أغسطس 2021، أقيمت الدورة الثانية لمنتدى التعاون بين الصين ودول الشرق الأوسط بعنوان "تعميق الصداقة والتنمية الإبداعية"، حيث اجتمع عديد من العلماء من الصين والدول العربية لاستعراض منجزات التعاون الصيني- العربي وتلخيص تجارب التعاون وتحليل المشكلات الموجودة في التعاون ومناقشة الآفاق والسبل لرفع مستوى التعاون في الوضع الجديد. واتفق الحاضرون على أنه في سياق عالم اليوم المليء باللايقين، تعمل العلاقات الصينية- العربية على التحوط من عدم الاستقرار والشكوك المختلفة من خلال الاستقرار والابتكار المميزين، مما قدم مثالا للعلاقات بين الدول ونموذجا لتعاون الجنوب- الجنوب.

بحلول يوليو عام 2021، وقعت الصين وثائق تعاون لـ"الحزام والطريق" مع 19 دولة عربية وجامعة الدول العربية، الأمر الذي قدم أساسا ثابتا لتعميق التعاون في مختلف المجالات. يتبادل الجانبان الصيني والعربي الدعم في القضايا المتعلقة بالمصالح الجوهرية والشواغل الكبرى لكل منهما، ويحافظان على مبادئ الاستقلال في السيادة والمساواة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، ويحميان الحقوق والمصالح الشرعية للدول النامية، حيث يشجع ويدعم الجانبان بعضهما البعض أمام الوباء، ويتبادلان تقديم مواد مكافحة الوباء والتجارب على شبكة الإنترنت وإرسال فرق الأطباء، ويتعاونان في الاختبارات السريرية للقاحات وإنتاج وتعبئة اللقاحات معا، بما يظهر الصداقة الأخوية من خلال الأعمال الحقيقية. ويعمل الجانبان الصيني والعربي على دفع التعاون الشامل والتنمية المشتركة وإفادة الشعب الصيني والشعوب العربية بشكل فعلي من خلال الحوار الجماعي والتعاون وتعزيز البناء المشترك لـ"الحزام والطريق" ورفع مستوى العلاقات الصينية- العربية في مختلف المجالات.

في الوقت الحالي، ينطلق الصينيون في مسيرة جديدة لتحقيق النهضة العظيمة للأمة تحت قيادة الحزب الشيوعي الصيني الذي شهد مسيرة مشرقة في مائة سنة، أما منطقة الشرق الأوسط، فتشهد تغيرات وتعديلات كبيرة غير مسبوقة، وتستكشف شعوب الدول العربية طريق النهضة بمبادرتها الذاتية، ويواجه الجانبان الصيني والعربي الرسالة والتحديات المشتركة لتحقيق نهضة الأمة، فيحتاج الجانبان إلى تعظيم روح طريق الحرير وتعميق ربط إستراتيجيات التنمية لهما والبناء المشترك العالي الجودة لـ"الحزام والطريق"، لإضافة قوة محركة إلى التنمية وإضافة قوة حيوية إلى التعاون لبناء رابطة المصير المشترك بين الصين والدول العربية يدا بيد.

--

هو يوي شيانغ، رئيس معهد الشرق الأوسط في جامعة الدراسات الدولية ببكين.

وو سي كه، المبعوث الصيني الخاص الأسبق للشرق الأوسط ودبلوماسي مخضرم.

 

 

©China Today. All Rights Reserved.

24 Baiwanzhuang Road, Beijing, China. 100037

京ICP备10041721号-4