عين صينية < الرئيسية

المؤتمر الوطني العشرون للحزب الشيوعي الصيني: اجتماع ضخم ذو مغزى تاريخي

: مشاركة
2022-11-16 11:56:00 الصين اليوم:Source كانغ كاي:Author

في الفترة من السادس عشر إلى الثاني والعشرين من شهر أكتوبر عام 2022، عقد المؤتمر الوطني العشرون للحزب الشيوعي الصيني في ظل تغيرات لم يسبق لها مثيل منذ قرن وتفشي جائحة كوفيد- 19، وعدم الاستقرار وعدم اليقين للوضع الدولي، وتفاقم التحديات العالمية التي تواجه البشرية في العصر الحالي. إذن، ما هي الراية التي سيرفعها الحزب الشيوعي الصيني الذي كافح من أجل الشعب الصيني منذ تأسيسه قبل أكثر من مائة سنة، والأمة الصينية التي تسعى لتحقيق النهضة، في الرحلة الجديدة؟ وما هو الطريق الذي سيسلكه الحزب والأمة، وبأي نوع من الحالة الذهنية وأي نوع من الهدف لمواصلة المضي قدما في الرحلة الجديدة؟ كل ذلك جذب اهتمام الشعب الصيني وشعوب العالم بأسره.

التغييرات العظيمة في العقد الماضي

منذ المؤتمر الوطني الثامن عشر للحزب الشيوعي الصيني، قادت اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني، ونواتها الأمين العام شي جين بينغ، الشعب الصيني لاتخاذ سلسلة من التدابير الإستراتيجية، وتعزيز سلسلة من الممارسات التحويلية، حتى تحققت سلسلة من الاختراقات، وسلسلة من الإنجازات البارزة، مما عزز قضية الحزب والدولة لتحقيق إنجازات تاريخية وإحداث تغييرات تاريخية.

خلال السنوات الخمس الماضية، زاد الناتج المحلي الإجمالي للصين من 54 تريليون يوان (الدولار الأمريكي يساوي 2ر7 يوانات حاليا) إلى 114 تريليون يوان، وارتفع متوسط نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي من 8ر39 ألف يوان إلى 81 ألف يوان؛ كما احتل حجم الصناعة واحتياطي النقد الأجنبي للصين المرتبة الأولى عالميا؛ وتخلص حوالي مائة مليون شخص ريفي فقير من الفقر، فحلت الصين بذلك مشكلة الفقر المدقع، وهذا له مغزى تاريخي عميق؛ كما أنشأت الصين أكبر نظام تعليمي ونظام ضمان اجتماعي ونظام رعاية صحية وغيرها في العالم.

شهد العقد الماضي ثلاثة أحداث كبيرة لها مغزى كبير حقيقي وأهمية تاريخية بعيدة المدى لقضية الحزب والشعب وهي: الذكرى المئوية لتأسيس الحزب الشيوعي الصيني؛ دخول الاشتراكية ذات الخصائص الصينية عصرا جديدا؛ تحقيق المهمة التاريخية المتمثلة في التخلص من الفقر المدقع وبناء مجتمع الحياة الرغيدة على نحو شامل، وبذلك تم إنجاز هدف المئوية الأولى للحزب الشيوعي الصيني.

السبب الأكثر جوهرية لتحقيق هذه الإنجازات في العقد الماضي هو قيادة الرئيس شي جين بينغ كنواة لجنة الحزب المركزية وكل الحزب، والإرشاد العلمي لأفكار شي جين بينغ حول الاشتراكية ذات الخصائص الصينية في العصر الجديد.

قال سفير العراق لدى الصين شورش خالد سعيد، إن إنجازات التنمية الصينية ومفهوم وضع الشعب فوق كل شيء تركت انطباعا عميقا لديه. يعتقد سفير العراق أن إنجازات الصين الهائلة تبين أن الحزب الشيوعي الصيني لديه القدرة على صياغة الأهداف الإستراتيجية الطويلة الأجل علميا، والقدرة على بناء الوطن وتقديم خدمات للشعب بشكل جيد.

جاء في التقرير المقدم للمؤتمر الوطني العشرين للحزب الشيوعي الصيني: "لن نسلك الطريق القديم المنغلق والمتحجر، ولن نسلك طريق الضلال لتغيير الاتجاه والخطة والطريقة الأصلية، سنتمسك بإرساء تنمية الدولة والأمة على أساس القوة الذاتية والإمساك بشدة بمصير تنمية وتقدم الدولة في أيدينا."

فيما يتعلق ببناء دولة اشتراكية حديثة، يتمسك الحزب الشيوعي الصيني دائما بفكرة التنمية المتمحورة حول الشعب. كلمة "الشعب" من الكلمات المفتاحية الجوهرية السائدة في كل التقرير.

أشار الرئيس شي في التقرير، إلى أن الوحدة قوة، فلن ننتصر إلا بالوحدة. لبناء الدولة الاشتراكية الحديثة على نحو شامل، يجب إعطاء دور كامل للقوة الإبداعية العظيمة لمئات الملايين من الناس". إن الحزب الشيوعي الصيني يتنفس مع الشعب، ويتقاسم معه المصير المشترك، ويترابط قلبه مع قلب الشعب.

يسلط التقرير الضوء على المزيد من التدابير التي تعود بالنفع على سبل عيش الشعب وتدفئ قلوبهم، استجابة لتوق الناس إلى حياة أفضل، يمكن أن نجد ذلك من عبارات "اتباع مصالح الشعب الأكثر اهتماما ومباشرة وواقعية" و"الدفع المستقر للرخاء المشترك" و"دفع التوظيف الكافي والعالي الجودة" و"تحسين نظام التنسيق الوطني للتأمين الأساسي لمعاشات التقاعد" و"وضع ضمان صحة الشعب في مكانة إستراتيجية ذات أسبقية في التنمية"، وغيرها.

خلق وضع جديد للاشتراكية ذات الخصائص الصينية

ذكر الأمين العام شي جين بينغ في التقرير: " من الآن فصاعدا، صارت المهمة المحورية للحزب الشيوعي الصيني هي الاتحاد مع أبناء الشعب بمختلف قومياتهم في كل البلاد وقيادتهم لإنجاز بناء دولة اشتراكية حديثة قوية على نحو شامل وتحقيق هدف الكفاح الواجب إنجازه عند حلول الذكرى المئوية لتأسيس جمهورية الصين الشعبية، ودفع النهضة العظيمة للأمة الصينية على نحو شامل بالتحديث الصيني النمط."

المهام الرئيسية للصين في السنوات الخمس المقبلة، وفقا للتقرير، جاءت على النحو التالي:

"تحقيق اختراقات جديدة في التنمية العالية الجودة"، "زيادة الارتقاء بمستوى مأسسة الديمقراطية الشعبية بعملياتها الكاملة ومعايرتها وبرمجتها"، "تحقيق التزامن بين ازدياد مكافآت العمل وارتفاع إنتاجية من حيث الأساس"، "تحسين البيئات المعيشية".

لقد خطط التقرير المقدم للمؤتمر الوطني العشرين علميا للأهداف والمهام والسياسات الرئيسية لتنمية قضية الحزب والدولة في السنوات الخمس المقبلة وما بعدها، ووضع مخططا كبيرا للاشتراكية ذات الخصائص الصينية في العصر الجديد.

أشار المؤتمر إلى أن بناء دولة اشتراكية حديثة قوية سينجز على نحو شامل طبقا للترتيبات الإستراتيجية العامة على خطوتين: الأولى من عام 2020 إلى عام 2035، وسيتحقق فيها التحديث الاشتراكي بشكل عام؛ والثانية من عام 2035 حتى منتصف القرن الحالي، وسوف ينجز خلالها بناء الصين لتصبح دولة اشتراكية حديثة قوية ومزدهرة وديمقراطية ومتحضرة ومتناغمة وجميلة.

كما أوضح التقرير الأهداف والمهام الرئيسية لتنمية الصين بحلول عام 2035، وهي: "زيادة القوة الاقتصادية والقوة العلمية والتكنولوجية والقوة الوطنية الشاملة بشكل كبير"، "تحقيق مستوى عال من الاعتماد على الذات علميا وتكنولوجيا للدخول في طليعة الدول المبتكرة "، "بناء اقتصاد حديث، وتشكيل نمط جديد من التنمية"، "تحسين منظومة الديمقراطية الشعبية بعملياتها الكاملة"، "تحقيق تقدم جوهري أوضح في التطوير الشامل للإنسان والرخاء المشترك لكافة أبناء الشعب"......

التحديث الصيني النمط يأتي بفرص جديدة للعالم

أصبح التحديث الصيني النمط الذي شدد التقرير عليه، تعبيرا مفتاحيا جذب اهتمام العالم.

شرح الأمين العام شي جين بينغ بعمق في التقرير، قائلا: "التحديث الصيني النمط هو التحديث الاشتراكي تحت قيادة الحزب الشيوعي الصيني، فهو يتسم بالصفات المشتركة للتحديث في مختلفة البلدان، ويتميز على وجه الخصوص بالخصائص الصينية القائمة على ظروف الصين الواقعية."

شرح التقرير خصائص التحديث الصيني النمط، على النحو التالي: التحديث الصيني النمط هو تحديث لعدد ضخم من السكان، وتحديث يتمتع فيه أبناء الشعب كافة بالرخاء المشترك، وتحديث يحقق التوافق بين الحضارتين المادية والمعنوية، وتحديث يتعايش فيه الإنسان والطبيعة بانسجام ووئام، وتحديث يسلك طريق التنمية السلمية.

وأوضح التقرير المطالب الجوهرية للتحديث الصيني النمط، وهي: التمسك بقيادة الحزب الشيوعي الصيني والاشتراكية ذات الخصائص الصينية، وتحقيق التنمية العالية الجودة، وتطوير الديمقراطية الشعبية بعملياتها الكاملة، وإثراء الحياة الثقافية للشعب، وتحقيق الرخاء المشترك لأبناء الشعب كافة، وتعزيز التعايش المتناغم بين الإنسان والطبيعة، والمضي قُدما في بناء رابطة مصير مشترك للبشرية، وخلق شكل جديد من الحضارة البشرية.

إن طريق التحديث الذي قطعته الدول الغربية على مدى أكثر من مائتين سنة، قطعته الصين في غضون بضعة عقود فقط وحققت إنجازات عظيمة أبهرت العالم.

شاهد سفير المغرب لدى الصين، عزيز مكوار، البث المباشر لافتتاح المؤتمر الوطني العشرين للحزب الشيوعي الصيني في السادس عشر من أكتوبر، واستمع إلى التقرير الذي قدمه الأمين العام شي جين بينغ إلى المؤتمر. قال عزيز مكوار، إن المؤتمر الوطني العشرين للحزب الشيوعي الصيني يقدم للعالم فرصة التعرف على طريق تنمية الصين في المستقبل. تثبت إنجازات الصين أن الشعب الصيني قد وجد طريق التنمية الأكثر اتفاقا مع ظروف الصين.

تريد الكثير من الدول تعلم نمط التنمية الصينية على أساس ظروفها الخاصة.

التحديث الصيني النمط يتخلص من نهج تبعية المسار، المتمثل في "التحديث هو التغريب"، ويخلق مسارا جديدا للبلدان النامية للتحديث.

يضرب التحديث الصيني جذوره في أرض الصين، ويتفق مع واقع الصين. إن الإنجازات التي حققها التحديث الصيني أضاءت منارة الأمل في تقدم وتنمية للعالم، وساهمت بالحكمة الصينية والحلول الصينية في عملية تحديث العالم.

اليوم، تحدث تغيرات عالمية وعصرية وتاريخية لم يسبق لها مثيل في التاريخ. وتتفاقم حدة العجز في السلام والتنمية والأمن والحوكمة، وتواجه المجتمع البشري تحديات لا مثيل لها في التاريخ، وقد وصل العالم إلى مفترق طرق في مسيرة تاريخه مرة أخرى.

يتردد في أنحاء العالم، التساؤل: "ماذا حدث للعالم، وكيف يتعامل معه البشر؟" شرح التقرير أن التحديث الصيني النمط هو التحديث الذي يسلك طريق التنمية السلمية، شرح ذلك بشكل عميق من منظور الاتجاه العام للتنمية البشرية والنمط العام للتغيرات العالمية:

"لن تسلك بلادنا الطريق القديم الذي سلكته بعض البلدان لتحقيق تحديثها عبر أساليب مثل الحرب والاستعمار والنهب."

"تظل الصين ملتزمة بهدف سياستها الخارجية المتمثل في صون سلام العالم وتعزيز التنمية المشتركة، والسعي إلى دفع بناء رابطة المصير المشترك للبشرية."

"وتواصل توفير فرص جديدة للعالم من خلال التنمية الصينية الجديدة، ودفع بناء اقتصاد عالمي مفتوح، مما يعود بفوائد على شعوب العالم بشكل أفضل."

إسماعيل دبش، الأستاذ في جامعة الجزائر، تولى منصب رئيس جمعية الصداقة الجزائرية- الصينية منذ تسعينات القرن العشرين. أشار السيد دبش إلى أنه في السنوات الأخيرة، أكدت كل المبادرات التي طرحتها الصين، على الشراكة والمنفعة المتبادلة والفوز المشترك وتعزيز تفاهم شعوب بلدان العالم. ويعتقد أن انضمام "تعزيز بناء رابطة المصير المشترك للبشرية" إلى المطالب الجوهرية للتحديث الصيني، سوف يدفع تقدم الحوكمة العالمية إلى اتجاه أكثر عدالة ومعقولية، وسوف يقدم مساهمات أكثر للتنمية العالمية.

قال إبراهيم وهيب، الأستاذ بجامعة الملك سعود: "التناسق بين الحضارتين المادية والمعنوية الذي يبرزه التحديث الصيني النمط، سوف يدفع انتشار الثقافة الصينية في العالم باستمرار وتوسيع وسائل التعارف العميق بين الصين وبلدان العالم."

قال الأمين العام لغرفة التجارة المصرية- الصينية، ضياء حلمي، إن الحزب الشيوعي الصيني أكد على التحديث الصيني، وقدم مخططا واضحا لتنمية الصين المستدامة في المستقبل. ويثق السيد حلمي بأن الصين سوف تستمر في كتابة قصص النجاح عن طريق التمسك بالاشتراكية ذات الخصائص الصينية، وأن للصين آفاقا واسعة في طريق التحديث.

التحديث الصيني النمط يمتاز بأفق جميل، وسوف يعزز تنمية الصين ذاتها ويجلب السعادة للعالم.

--

كانغ كاي، معلق خاص لمجلة ((الصين اليوم)).

 

©China Today. All Rights Reserved.

24 Baiwanzhuang Road, Beijing, China. 100037

京ICP备10041721号-4