المواد الخام الصينية في الأدوية المصرية

 قطف عشب دونغلينغ ((Rabdosia rubescens

 

المواد الخام الصينية في الأدوية المصرية

محمد الشربيني

 

صناعة الأدوية ذات أهمية قصوى لأي دولة، وهي ثاني أكبر تجارة في العالم بعد تجارة السلاح. ونجاح هذه الصناعة يعتمد على توفر عدة عوامل أهمها المواد الخام اللازمة ورأس المال والخبرة والموارد البشرية المدربة. في مصر عشرات شركات الأدوية، مصرية خالصة أو باستثمارات مشتركة، هذا بخلاف وجود العديد من خبراء هذه الصناعة من الكيمائيين والصيادلة المدربين على كيفية إدارة مصانع الأدوية بكفاءة وتحويل المواد الخام إلى أدوية.
في مقابلة خاصة مع ((الصين اليوم))، قال الدكتور أيمن الخطيب، مساعد وزير الصحة المصري للشؤون الصيدلية، إن صناعة الأدوية تعتمد اعتمادا كبيرا على توفر المواد الخام اللازمة، قبل رأس المال والخبرة ومعدات المصانع. فقبل التفكير في نجاح هذه الصناعة لا بد من توفر المواد الخام. تعتمد مصانع الأدوية في مصر على المواد الخام المستوردة، خاصة من الصين التي تعتبر أهم المصادر لمواد الخام الدوائية، بفضل جودتها العالية. وقال إن أكثر من 75% من الأدوية المصرية يدخل في تركيبها مواد خام صينية. وأوضح د
· الخطيب أن تجارة المواد الخام الدوائية مربحة، فالإنسان قد يستغني عن بعض أنواع الطعام إلا أنه لا يستطيع أن يستغني عن الدواء.

وعن المستلزمات الدوائية التي تستوردها مصر من الصين، قالت الدكتورة مديحة أحمد، مدير عام الإدارة العامة للتفتيش الصيدلي بوزارة الصحة المصرية، إنها ثلاثة أجزاء. الأول، المستحضرات الصيدلية النهائية، أي المستحضرات الجاهزة للتداول في شكلها النهائي، ومن ثم لا يتم إجراء أي عمليات تصنيع لها، وتتضمن  المستحضرات الصيدلية بأشكالها المختلفة في شكل أقراص أو كبسولات أو حقن، ومستحضرات التجميل، والمستلزمات والأجهزة الطبية، والكيماويات والكواشف المعملية.

الثاني، المستحضرات الصيدلية غير النهائية التي تحتاج إلى عملية إنتاجية أو أكثر قبل طرحها للتداول، حيث يتم استيراد تلك المستحضرات في صورة مستحضرات وسيطة أو مستحضرات جاهزة للتعبئة أو مستحضرات شبه نهائية، وهي تلك التي يتم تحضيرها في صورتها النهائية، وتتضمن: المستحضرات الصيدلية الدوائية بأشكالها المختلفة، المستحضرات الحيوية التي يتم إنتاجها من مصدر حي، مستحضرات التجميل، المستلزمات والأجهزة الطبية، الكيماويات والكواشف المعملية، والمكملات الغذائية.

الثالث، المواد الخام الأولية، والتي تمثل حجر الأساس الذي تبنى عليه صناعة الدواء الوطنية، وتشمل المواد الخام التي تدخل في تصنيع المستحضرات الصيدلية الدوائية بأشكالها المختلفة من أقراص وكبسولات وحقن، المستحضرات الحيوية التي يتم إنتاجها من مصدر حي بأشكالها المختلفة، المواد الخام التي تدخل في تصنيع مستحضرات التجميل الطبية، المواد الخام التي تدخل في تصنيع المكملات الغذائية، المواد الخام اللازمة لتصنيع المستلزمات والأجهزة الطبية، والمواد الخام اللازمة لتصنيع الكيماويات والكواشف المعملية.

وقالت إن الصين من كبرى دول العالم المنتجة للمواد الخام الدوائية بما لديها من إمكانيات طبيعية وصناعية، مشيرة إلى أن المواد الخام الدوائية الصينية تتميز بالقدرة التنافسية في الأسواق العالمية. وقالت إن شركات أدوية عالمية كبيرة تسعى إلى إقامة مصانع لها باستثمارات مشتركة  في الصين، بهدف الاستفادة من الخامات الدوائية الصينية. وتصدر الصين المواد الخام من العقاقير الطبية التقليدية النباتية والحيوانية والمعدنية إلى معظم دول العالم.

وأضافت د. مديحة أحمد: "نحن في مصر، نقوم بالمراقبة لظروف شحن وتخزين المواد الخام الدوائية المستوردة من الصين، بجانب فحصها والتأكد من مطابقتها للمواصفات الطبية المطلوبة. وقالت إن الصين، باعتبارها بلد المنشأ لتلك الخامات، تحرص على تصدير المواد المطلوبة فور طلبها، ومتابعتها أولا بأول حتى تتسلمها الجهات المختصة وهي صالحة للتصنيع النهائي لها في شكل أدوية ومستلزمات طبية.

وعن القيمة المالية الإجمالية لحجم واردات مصر من الخامات الدوائية، قالت الدكتورة عزة فتحي، مدير عام إدارة الإفراج الطبي الجمركي بوزارة الصحة، إنها وصلت في سنة 2011 إلى أكثر من 247 مليون دولار أمريكي، مقارنة مع 138 مليون دولار أمريكي في سنة 2009. هذا إضافة إلى المستحضرات والمكملات الغذائية التي وصل حجم واردات مصر منها خلال الثلاث سنوات الأخيرة إلى نحو أربعة ملايين وثلاثمائة وخمسين ألف دولار أمريكي. وقالت إن المواد الخام الطبية المستوردة تدخل في صناعة العديد من المستحضرات الصيدلية، البشرية والبيطرية وفي مستحضرات التجميل والمبيدات الحشرية والمكملات الغذائية، كما تدخل في أدوية علاج أمراض عديدة مثل الأنيميا والأورام، وأمراض سوء التغذية والفيروسات الكبدية المختلفة والحصبة والدرن وأمراض المناعة، بالإضافة إلى الأمصال والتطعيمات والمضادات الحيوية المختلفة.

وقالت د. عزة فتحي إن مصر صدرت إلى الصين في سنة 2011 أدوية بلغت قيمتها 861ر1 مليون دولار أمريكي، مقارنة مع 75ر2 مليون دولار أمريكي في سنة 2010.