مع القراء
يسرني كثيرا التواصل معكم، لأشكركم على المواضيع الرائعة التي يزخر بها كل عدد من أعداد مجلة الصين اليوم، الأمر الذي جعلني أترقبها في منتصف كل شهر، للاستفادة منها ومعرفة المزيد عن جمهورية الصين الشعبية. ولا أخفي عليكم أنني استفدت منها كثيرا، هي وإذاعة الصين الدولية، والدليل على ذلك ما حدث لي مع التلاميذ حول الصين.
فقد افتتحت دروس الوحدة الثالثة في مادة الجغرافيا للتلاميذ وهي بعنوان "الصين "، وبعدما شوقتهم لجمهورية الصين الشعبية بعبارات أثارت فيهم الدهشة والاستغراب ودفعتهم للتساؤل عن "التنين"، الذي عرفت به الصين كما كتبت لهم في السبورة. ولمست لديهم رغبة كبيرة في معرفة المزيد من المعلومات عن الصين، وبعدها فتحت لهم المجال لتقديم ما يعرفونه عن جمهورية الصين الشعبية، لأعرف الفرق بين ما كانوا يعرفونه وما اكتسبوه ولأعرف مدى استيعاب التلاميذ للمعلومات وحفظهم لها والتحسن الحاصل.
ثم أظهرت لهم خريطة آسيا، وطلبت منهم تحديد موقع الصين والدول التي تجمعها معها حدود، ومساحتها التي- كما أخبرتهم أنها الثالثة في العالم بعد روسيا وكندا، وعدد سكانها الضخم الذي أدهشهم وعجزوا عن كتابته، فضلا عن تصوره. عرّفتهم بالعاصمة الصينية والديانات المنتشرة في الصين والجبال والهضاب والصحراء والأنهار وسور الصين العظيم والباندا، والرئيس الصيني الحالي والعملة الصينية والتوقيت في الصين، والفارق بينه وبين توقيت الجزائر وحتى الطبخ الصيني، مستعينا بما عرفته وتعلمته من إذاعة الصين الدولية طيلة عقد من الزمان، ومستعينا بمجلة مرافئ الصداقة وبعض الهدايا التي فزت بها مع الإذاعة كتمائم أولمبياد بكين، ومجلة ((الصين اليوم))، التي أظهرت لهم منها الكثير من الصور، وخاصة المناظر الطبيعية الخلابة وصور عن المسلمين في الصين. وبعدها عرّجت على اللغة الصينية حيث قدمت لهم بعض الكلمات الصينية التي بدأ صداها يتردد داخل القسم، الكل يرددها ويبتسم والجميع تقريبا حفظها، حتى أنني أصبحت أستقبل من قبل تلامذة خمسة أقسام وعددهم يبلغ 200 تلميذ عندما أدخل عليهم بـ"ني هاو " وهوان ينغ، وعندما أخرج من عندهم يبادرونني بقولهم "تساي جيان ". دعوتهم لتعلم اللغة الصينية عندما يكبرون فقد يسمح لهم ذلك باكتساب منصب عمل مهم جدا وقد يسمح لهم أيضا بالذهاب إلى جمهورية الصين الشعبية.
واللافت في هذه الدروس هو استفسار التلاميذ عن سياسة الطفل الواحد التي تتبعها الصين، والكل يضحك عندما يسأل أحدهم عن ولادة توأم أو 3 أو 4 توائم مرة واحدة، ما الذي سيحدث لهم؟ إجاباتي كانت واضحة على أسئلتهم البريئة والمرفقة بنوع من الحيرة والاستغراب، ولم أستعن في ذلك بكتاب الجغرافيا الرسمي لأنه يتحدث عن الصين وأوضاعها وأوضاع سكانها في السبعينيات وما قبلها. الصين اليوم غير الصين التي كانت في ذلك الزمان.
أجبتهم بما تعلمته من إذاعة الصين الدولية وموقعها على شبكة الإنترنت وأيضا مما تعلمته من مجلة ((الصين اليوم)). في كل سنة، يتلقى عدد كبير من التلاميذ الجدد دروسا عن الصين، أسعد دوما بتقديمها لهم، وأنا أعتمد على ما عرفته وأعرفه عن جمهورية الصين الشعبية حتى وإن لم يكن مطلوبا، وبعد فترة سأمتحن التلاميذ لمعرفة ما اكتسبوه من معارف عن جمهورية الصين الشعبية، وقبل ذلك سأرسّخ لهم المعلومات عنها لتبقى في أذهانهم ما عاشوا وليس من أجل نقاط فانية في الامتحانات.
فقط أتمنى أن تتحدثوا لنا عن أحوال الريف الصيني وأوضاع سكانه بعد القفزة العملاقة التي شهدتها الصين في السنوات الأخيرة، وعن سياسة الطفل الواحد وسلبياتها ومخاطرها على جمهورية الصين الشعبية مستقبلا، وإلى متى ستستمر هذه السياسة. مع تقديم موضوع جغرافي في كل عدد يعرّف بجمهورية الصين الشعبية.
العيد بن عامر
وهران- الجزائر