مع القراء

أجرت مجلة ((الصين اليوم)) في عددها الصادر شهر مايو 2012 لقاء متميزاً مع الأستاذة الدكتورة أميمة زيدان، التي شغلت رئاسة قسم اللغة الصينية في كلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة قناة السويس المصرية حتى عام 2011 فيما يخص موضوع "الصينيون يحتاجون مزيداً من الترجمات الدينية".

 مما نال إعجابي كثيرا في هذه المقابلة هو مدى الإنجاز الكبير الذي حققته الأستاذة في مجال ترجمة كثير من الكتب والأعمال والروايات من العربية إلى الصينية والعكس. ولهذا فإن الأستاذة أميمة لا تسدي خدمة لأمتها وللغتها فحسب، وإنما أيضا للغة وللثقافة الصينية التي تنقل منها النص الأصلي. وعليه فقد كرمتها مؤسسات صينية ومصرية تقديراً لجهودها. ونحن نطمح أن تواصل الأستاذة ترجمة المزيد من الكتب الإسلامية إلى اللغة الصينية، لتلبية حاجة المسلمين الصينيين لمثل هذه الكتب التي تبصرهم بدينهم الإسلامي. وأنا كقارئ لمجلة ((الصين اليوم)) أتمنى للأستاذة أميمة زيدان كل التوفيق والنجاح في مجال الترجمة، إذ إن الترجمة أصبحت اليوم من الأهمية بمكان والتي تضع بين يدي القارئ وتطلعه على ثقافة وتاريخ الشعوب. إن الترجمة تبني جسوراً بين الجماعات البشرية المختلفة، فتيسر التواصل والتفاعل بينها، سواء كان هذا التفاعل اقتصادياً أو ثقافياً أو اجتماعياً. فالترجمة هي البوابة التي تعبر منها الذات إلى الآخر أو يقتحم الآخر الذات. وقد تعلمنا من دروس التاريخ أن الترجمة كانت وما تزال الوسيلة الأساسية في التفاعل الثقافي مع الآخر واكتساب المعرفة منه، وهي قاعدة انطلاق النهضات الحضارية الكبرى. وكما يقول الباحثون فإن  الترجمة تعمل على إحداث نهضة ثقافية واقتصادية. فعندما تقوم الترجمة بنقل مفاهيم ثقافة من الثقافات وعلومها وتقنياتها إلى ثقافة أخرى، فإنها تهيئ الأرضية لتلاقح الثقافة المتلقية بغيرها، ومن ثم نموها وازدهارها وغناها. ولذلك يلاحظ الباحثون تناسباً طردياً بين التقدم الحضاري وكمية الترجمة. فالبلدان التي تترجم أكثر هي التي تحقق تقدّما أكبر. إن أغنى عصور الفكر هي تلك التي تزدهر فيها الترجمة وتتوسع. واللغة العالمية ليست هي تلك اللغة التي يتكّلمها أكبر عدد من الناس، بل هي تلك اللغة التي يُترجم إليها أكبر عدد من الأعمال من مختلف اللغات.

ويذهب بعضهم إلى أن مكانة الترجمة قد تزحزحت في عصر تكنولوجيا المعلومات والاتصال ليتعزز دور الصورة. بيد أننا نرى أنه على الرغم من أن الصورة تساوي ألف كلمة، كما يقول المثل الغربي، فإن الصورة عادة ما يصاحبها شرح مكتوب أو منطوق، لإبلاغ مضمون الصورة بصورة أقرب إلى الكمال. وهذا الشرح بحاجة إلى جوازِ ترجمة عند عبوره الحدود الثقافية أو اللغوية.

خالد سعيد محفوظ ديان

اليمن- محافظة حضرموت- القطن