قمة هانغتشو لمجموعة العشرين
تعقد هذا الشهر في مدينة هانغتشو الصينية قمة مجموعة العشرين. وقد قال رئيس مجلس الدولة الصيني لي كه تشيانغ، خلال الدورة الحادية عشرة للاجتماع الآسيوي- الأوروبي في الخامس من يوليو 2016: "نحن نتطلع للعمل مع كافة الأطراف لتحسين الحوكمة العالمية وتيسير انتعاش الاقتصاد العالمي."
يشهد العالم حاليا تغيرات معقدة، منها التحول الاقتصادي العميق والتطور المتسارع للترتيبات والنظم الدولية، ما يقدم فرصا عظيمة ويفرض تحديات كبيرة في ذات الوقت على كافة البلدان. إن تعزيز التعاون والتنمية يظل مهمة شاقة. ومن ثم، فقد دعا رئيس مجلس الدولة الصيني إلى الاحترام المتبادل والتشاور الودي لاستكشاف مسارات جديدة لدفع التعاون الشامل والرفيع المستوى بين آسيا وأوروبا. وطرح السيد لي مقترحات للتعاون الآسيوي- الأوروبي، وهي تحديدا: إبداع مفهوم تعاوني، وإضافة زخم للقوة الدافعة، وتمتين الأساس الثقافي. وتعد قمة مجموعة العشرين آلية بارزة في الحوكمة العالمية. ونتيجة لذلك، تتوقع الصين أن تلعب قمة هانغتشو دورا أعظم في الحوكمة العالمية وإنعاش الاقتصاد العالمي.
ينبغي لكافة الاقتصادات أن ترفع إحساسها بالتضامن والتعاون، وأن تعزز مسؤولياتها المشتركة، وأن تجري حوارات معمقة في الوقت المناسب. بهذه الطريقة فقط، يمكننا أن نستجيب بفعالية للتحديات العالمية والإقليمية، وأن نمنع المصادر الجديدة للاضطرابات، وأن نصون السلام العالمي والاستقرار الإقليمي. ينبغي لكافة الأطراف أن تسعى جاهدة لتعزيز دور وتأثير الآليات المتعددة الأطراف مثل الاجتماع الآسيوي- الأوروبي وقمة مجموعة العشرين. إننا لكي نحافظ على النظام الدولي الذي تشكل بعد الحرب العالمية الثانية، نحتاج إلى التحدث بصوت واحد في القضايا الدولية الرئيسية، وأن نجعل النظام الدولي والحوكمة العالمية أكثر عدالة ومساواة. من الأهمية بمكان أن نتخلى عن عقلية الحرب الباردة ونهج المباراة الصفرية، وأن نتمسك بالإنصاف والعدالة.
الأكثر من ذلك، أن دول العالم عليها أن تتمسك بأفكار الانفتاح والتنوع والكسب المشترك. على خلفية العولمة الاقتصادية، نحن في حاجة إلى تعزيز حرية وتيسير التجارة والاستثمار، ومعارضة كافة أشكال الحمائية والحروب التجارية، وأن نصون معا العدالة ومكافحة التمييز في التجارة والاستثمار. إن الصين بطرح هذا التوجه على نطاق التعاون الدولي في شكل مبادرة "الحزام والطريق"، تركز على مصالح كافة الدول، وفي ذات الوقت تستفيد تلك الدول من مواردها لتحقق مصالحها. إن الصين، من خلال القيام بذلك، تهدف إلى كسر عنق الزجاجة للتنمية الإقليمية وتعزيز قدرة ومستوى التنمية الشاملة. والصين مستعدة للعمل مع الأطراف الأخرى المعنية لاحتضان ورعاية منصة تعاون شاملة ومتوازنة ومفيدة للجميع.
قمة هانغتشو التي تعقد هذا الشهر تحت عنوان "نحو اقتصاد عالمي إبداعي ونشيط ومترابط وشامل"، يُتوقع لها أن تتوصل إلى إجماع قيّم مع تنفيذ جيد في قضايا مثل إبداع نمط للنمو، وتحسين الحوكمة الاقتصادية والمالية العالمية، وتعزيز التجارة والاستثمار الدوليين، وتسريع التنمية الشاملة والتعاونية. الهدف هو ضخ حيوية في الاقتصاد العالمي الراكد.
لقد بذلت الصين والأطراف المعنية جهودا عظيمة من أجل هذه القمة. في إبريل 2016، تحدث نائب وزير خارجية الصين لي باو دونغ بمقر الأمم المتحدة في نيويورك عن البدايتين التاريخيتين لقمة هانغتشو؛ فلأول مرة تكون قضايا التنمية محور سياسة الاقتصاد الكلي العالمية، فضلا عن خطة عمل تتم صياغتها لتنفيذ أجندة الأمم المتحدة للتنمية المستدامة 2030. وفي الثاني والعشرين من يوليو 2016، أجرى رئيس مجلس الدولة الصيني حوار مائدة مستديرة في بكين مع رئيس البنك الدولي كيم يونغ كيم، ومديرة صندوق النقد الدولي كريستين لاغارد ومدير عام منظمة التجارة العالمية روبرتو أزيفيدو، ومدير عام منظمة العمل الدولية غاي رايدر، والأمين العام لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية أنجيل غوريا، ورئيس مجلس الاستقرار المالي لمجموعة العشرين مارك كارني. وقد نافش المجتمعون بعمق جملة من الموضوعات؛ من النمو الاقتصادي والإصلاحات الهيكلية إلى التجارة والتمويل والتنمية والتشغيل.
إن لدينا أسبابا للاعتقاد أن قمة مجموعة العشرين في هانغتشو تعد فرصة جديدة لتحسين حوكمة الاقتصاد العالمي. فمرحبا بكم إلى الصين، وتعالوا لتعملوا معنا يدا بيد.