بكين القديمة في لوحات لياو تسنغ باو
في زقاق بمنطقة شينجيهكو التابعة لحي شيتشينغ في بكين قبل اثنتين وسبعين سنة، خرج إلى الدنيا لياو تسونغ باو. عاش هذا البكيني الأصيل التغيرات والتطورات التي شهدتها العاصمة الصينية خلال عقود. تغيرات بكين ليست تاريخا عظيما فحسب، وإنما أيضا ذكريات لا تُمحى في حياة السيد ليو البسيطة. هو ليس رساما محترفا، ولكن ريشة الرسم هوايته التي لم تفارقه طول حياته. يستخدم ريشته في تجسيد مشاهد بكين القديمة من تغيرات. وما طرأ على أزقتها وشوارعها، ومهرجانات المعبد بها.
قبل أيام، أقيم في ساحة تجمع ميلييوان السكني ببكين معرض لوحات زيتية للسيد لياو بعنوان "بكين.. أزقة وذكريات"، ضم بضع عشرة لوحة زيتية تحكي تغيرات الأزقة ومهرجان المعبد وبوابة وومن في القصر الإمبراطوري ببكين. تعكس كل لوحة ملامح بكين في فترة تاريخية معينة. وقد تولى لياو تسنغ باو بنفسه، تقديم وشرح الفترة التاريخية التي تعبر عنها كل لوحة، لزوار المعرض.
البسطاء في لوحات
من بين المعروضات، ثماني عشرة لوحة زيتية تحمل عنوان "تغيرات زقاق شيبي". قال السيد لياو إن زقاق شيبي، الذي لم يعد له وجود حاليا، كان يقع في ليوبوكو. أضاف: "ثلث بنايات زقاق شيبي كانت دورا رباعية (سيخهيوان) للأثرياء، بينما كان الثلثان دورا لعامة الشعب. لا أفضل رسم سيخهيوان التي يقطنها الأثرياء، وإنما أفضل رسم حياة عامة الشعب."
من خلال لوحاته، استعاد لياو تسنغ باو الحياة اليومية لعامة الصينيين في المراحل التاريخية المختلفة بعد تأسيس جمهورية الصين الشعبية، من التسابق على شراء الملفوف ومشاهدة الأفلام في الأماكن المفتوحة، إلى بناء الأحياء السكنية الجديدة وفقا لحاجة تطور المدن، التي غيرت نمط حياة أبناء الأزقة تماما. قال السيد لياو: "كان موظفو الحكومة وطلاب المدارس يشترون الملفوف في ضاحية بكين. كنت أشتري الملفوف في الشتاء أيام دراستي في المدرسة الثانوية. كان شتاء بكين باردا، لدرجة أن الأرض كانت تتشقق من شدة البرد. حاليا، لا أرسم الشتاء إلا قليلا، والسبب هو الاحتباس الحراري."
إلهام من مقهى الشاي للأديب لاو شه
السيد لياو، الذي أمضى عمره كله في بكين وشهدت تغيراتها، كان يعمل محررا فنيا في مجلة ((الصين اليوم)). بعد تقاعده من العمل في الستين من عمره، أراد أن يجسد قصصه ومشاهده بريشة الرسم. قال: "كثير من زملائي يسجلون ذكرياتهم كتابة. قد لا أتمتع بمستوى رفيع في الكتابة، فلماذا لا أسجل ذكرياتي في لوحات؟"
في حديثه عن رسم الأزقة، قال السيد ليو إنه تأثر بالأديب المشهور الصيني لاو شه، وخاصة مسرحيته المشهورة "مقهى الشاي" التي لاقت إقبالا كبيرا. لذا، أراد أن يرسم تغيرات الحارات للتعبير عن التغيرات في بكين.
معرفة تاريخ بكين
عرض السيد لياو لوحة لفيفة طويلة بعنوان "مشاهد من مهرجان المعبد في بكين في ذاكرتي". جسد لياو تسنغ باو في لوحته المشاهد المزدهرة لمعبد هوقوسي في بكين في خمسينات وستينات القرن العشرين. رسم لاعبي الأكروبات الصينية التقليدية والمأكولات اللذيذة والتقليدية.
قال: "حاليا، عندما يأتي عيد الربيع، يتحدث الناس كثيرا حول الأطعمة في مهرجان المعبد، وكأن مهرجان المعبد أصبح مهرجانا للمأكولات، وظهر في السنوات الأخيرة كثير من الأطعمة غير المحلية في مهرجان المعبد، بل تباع البيتزا وبعض الأطعمة الأجنبية أحيانا في المهرجان. هذا ليس مهرجان المعبد الحقيقي، في رأيي. أريد أن أعرض مهرجان المعبد الحقيقي للناس عبر اللوحات."
يريد السيد ليو أن يرسم تفاصيل الحياة التي كان يعيشها عامة الشعب في الماضي، والتي اندثرت مع ارتفاع مستوى المعيشة. في الأيام الخالية، كان في كل بيت جرة كبيرة للماء، وليس للخضراوات المملحة. كان باعة الماء يتجولون في الأزقة، وبعد أن يدفع المشتري ثمن الماء يصب البائع الماء في جرة الزبون. هذا الأمر يشبه شراء الماء النقي المعبأ في قنينات بلاستيكية من شركات توزيع المياه حاليا. كان من عادة البكينيين، وضع السمك الذهبي في جرة الماء لفحص جودة المياه. إذا عاش السمك الذهبي جيدا فإن الماء صالح للشرب وإذا مات، فإن الماء ليس صالحا للشرب.
قال السيد لياو "أريد من خلال هذه اللوحات، أن يرى الناس ويدركوا صورة بكين في الماضي والحاضر."