السينما تمهد طريق التبادل الثقافي
أقيم في الفترة من الثالث والعشرين إلى السابع والعشرين من يونيو 2017 مهرجان بريكس السينمائي، ضمن سلسلة من الفعاليات لقمة مجموعة دول بريكس التي تعقد في مدينة شيامن الصينية من الثالث إلى الخامس من سبتمبر. تنافس على الخمس جوائز الكبرى للمهرجان عشرة أفلام، من بينها ((توأم الروح)) و((الأم الثانية)) و((سيدة البحيرة)). وقد عرض في حفل افتتاح المهرجان فيلم ((أين ضاع الوقت؟)) الذي تعاونت دول بريكس الخمس في إنتاجه، في حين عرض فيلم ((سيدة الرجل الصحيح))من جنوب افريقيا في حفل الختام. وقد ساهم المهرجان مساهمة كبيرة في تعزيز التبادل الثقافي والتبادل الاقتصادي بين دول بريكس. وتعليقا على المهرجان، قال سفير البرازيل لدى الصين ماركوس كارامورو دي بايفا: "أتمنى أن تواصل دول بريكس تعزيز التفاهم والتبادل من خلال منصة مهرجان بريكس السينمائي."
أقيمت الدورة الأولى لمهرجان بريكس السينمائي في عام 2016 بالهند، واستضافت الصين دورته الثانية، وستقام الدورة الثالثة في جنوب أفريقيا، حيث تستضيفه دول بريكس بالتناوب.
الإبداع المشترك
((أين ضاع الوقت))، فيلم افتتاح مهرجان بريكس السينمائي، هو أول فيلم تعاونت دول بريكس الخمس في إنتاجه. الفيلم عبارة عن دمج لخمسة أفلام قصيرة أنجزها خمسة مخرجين من الصين وروسيا والهند والبرازيل وجنوب أفريقيا جميعها بعنوان "أين ضاع الوقت؟". المخرج الصيني جيا تشانغ كه، منتج هذا الفيلم الذي تبلغ مدته 110 دقائق، قال: "هذه الدول تشهد مرحلة تنمية اقتصادية وتواجهها تحديات الإصلاحات الاجتماعية الضخمة. نأمل أن يجذب الفيلم أنظار المشاهدين للاهتمام بتغير المشاعر الشخصية وحياة الناس في ظل التطورات الاجتماعية المتسارعة."
((مقابلة الربيع))، الجزء الصيني الذي أخرجه جيا تشانغ كه في ((أين ضاع الوقت؟))، يسلط الضوء على إنجاب الطفل الثاني في الصين. الجزء البرازيلي يحكي حادثة انهيار سد خزان شركة لمناجم الحديد بالبرازيل عام 2015، ويعكس حب واحترام الناس للحياة وتطلعهم إلى المستقبل. ودون اتفاق مسبق بينهما، ركز المخرجان الروسي والهندي على "المشاعر الشخصية" كموضوع لفيلميهما. فيلم ((تنفس)) الروسي، يحكي قصة المشاعر العاطفية لزوجين؛ بينما يعرض فيلم ((ضباب مومباي)) الهندي قصة صداقة بين عجوز ويتيم عمره عشر سنوات. ويقدم فيلم ((الولادة الجديدة)) الجنوب أفريقي، وصفا لعاملة في عالم مستقبلي افتراضي تتقرر فيه مصائر الناس قبل ولادتهم. العاملة تعرض نفسها للخطر وتحاول تغيير مصيرها.
قال جيا تشانغ كه: "التعاون بين خمسة مخرجين أمر ممتع ومفعم بالتحديات. قد يكون من الصعب أن يجد خمسة مخرجين من بيئات ثقافية مختلفة موضوعا يجذب كل الأطراف." ولكن ((أين ضاع الوقت؟)) أثار أصداء واسعة. قالت المخرجة من جنوب أفريقية سارة بليتشر: "هذا فيلم متنوع ورائع. إنه أكثر من مجرد فيلم. إنه يتيح للجمهور معايشة ثقافات مختلفة."
تسعى الصين إلى دفع تطور هذا النمط من التعاون، وتخطط لإنتاج فيلم بهذا النمط التعاوني كل سنة حتى عام 2021.
منصة تعاون
يسعى مهرجان بريكس السينمائي ليكون منصة تعاون ودية وفعالة بين العاملين في مجال السينما وشركات الأفلام في دول بريكس، مما يقدم مساهمة حقيقية لتعزيز التعاون والتبادل بين دول بريكس.
قال جيا لي لي، نائب مدير الأكاديمية الوطنية الصينية للفنون: "إقامة مهرجان بريكس السينمائي في هذه الدول بالتناوب أسلوب جيد لدفع التبادل بين الثقافات الصينية والعالمية وكسر الحواجز الثقافية بين هذه الدول، وتعزيز التفاهم وإتاحة الثقافات المتنوعة لشعوبها."
وتحدث يوي دونغ، رئيس مجلس إدارة مجموعة بونا (BONA) السينمائية عن تجربته في مهرجان كان السينمائي قائلا: "عبر منتج برازيلي عن إعجابه بالفيلم الصيني ((موجة الصدمة))، وأعرب عن رغبته في إعادة تصوير هذا الفيلم الصيني باستخدام ممثلين برازيليين وفريق إنتاج برازيلي.
إضافة إلى ذلك، يعد التعاون في صنع الأفلام بين دول بريكس مفتاحا لتعميق التبادل الثقافي بين دول بريكس، وتعزيز تطور صناعة السينما فيها. ويرى المنتج السينمائي الصيني المشهور هان سان بينغ، "أن الصين لا تحتاج إلى التعاون مع هوليوود فقط في صناعة الأفلام، فالتعاون مع دول بريكس في هذا المجال ضروري أيضا. إن ذلك سوف يساعد على تشكيل هياكل متعددة الثقافات للأفلام الصينية."
تقريب المسافة بين شعوب دول بريكس
نال الفيلم الهندي ((دانغال)) إقبالا واسعا في الصين، وكان نجاحه موضوعا ساخنا في منتدى "طريق التعاون السينمائي لدول بريكس". قال المخرج الصيني لو تشوان: "حقق هذا الفيلم الهندي 120 مليون يوان (الدولار الأمريكي يساوي 7ر6 يوانات) من إيرادات شباك التذاكر في الصين. لقد نجح بفضل قصته وقوة العواطف فيه." وقال مسؤول بوزارة الإعلام والإذاعة الهندية: "قصة هذا الفيلم مثيرة جدا، بل هو أكثر بكثير من مجرد فيلم رياضي، وفيه أيضا جانب عاطفي."
أعرب منتجو الأفلام المشاركون في منتدى "طريق التعاون السينمائي لدول بريكس" عن اهتمامهم باستخدام هذه الآلية التعاونية بين دول بريكس لتعزيز وتعميق التعاون والتبادل الثقافيين والفنيين لتحويل الأفلام إلى رابطة عاطفية بين شعوب الدول.
قال المدير التنفيذي للأكاديمية الوطنية الروسية لفنون وعلوم السينما ورئيس الوفد الروسي بوريس مشتالر: "الخمسة أفلام الروسية المشاركة في مهرجان بريكس السينمائي تعكس الروح الروسية، ونفضل دفع التبادل مع دول بريكس في هذا المهرجان. ففي يوم "أفلام دول بريكس" يمكن لدولة عرض أفلامها ولصناع السينما تبادل خبراتهم."
خلال فترة مهرجان دول بريكس السينمائي، وإضافة إلى قرار إنتاج فيلم جديد بين دول بريكس كل عام للسنوات الخمس المقبلة، تم إطلاق العديد من مشروعات التعاون، بما فيها ((برنامج معهد بكين للسينما لتبادل الأكفاء السينمائيين في دول بريكس)). وتعتزم الصين تقديم منح دراسية كاملة لأربعين طالبا من دول بريكس الأخرى خلال السنوات الخمس المقبلة، كما ستبدأ سلسلة من الأنشطة بما فيها ورش عمل رئيسية والتعاون البحثي للباحثين الزائرين.
باستخدام لغة السينما لتقريب المسافة بين شعوب دول بريكس، وخلال هذا العقد الثاني من تعاون بريكس، ستحقق الدول الخمس إنجازات أكبر في مجالات التعاون السينمائي.
--
نيو منغ دي، صحفية لجريدة ((قوانغمينغ)) اليومية الصينية
لمعلوماتك
الأفلام الفائزة في الدورة الثانية لمهرجان بريكس السينمائي (عام 2017)
أفضل فيلم: نيس: قلب الجنون (البرازيل)
أفضل مخرج: كيم دروزينين وأندرو شالوبا ((أبطال بانفيلوف الـ28)) (روسيا)
أفضل ممثل: ألوك ((السلحفاة)) (الهند)
أفضل ممثلة: تشو دونغ يوي ((توأم الروح)) (الصين)
المساهمة الفنية: ((أين ضاع الوقت؟)) (دول بريكس)
الجائزة خاصة للجنة التحكيم: ((الأم الثانية)) (البرازيل)، ((أياندا والميكانيكي)) (جنوب أفريقيا)