عدم نسيان الغاية الأصلية والانطلاق من "الجديد"
شعار المؤتمر الوطني التاسع عشر للحزب الشيوعي الصيني هو "عدم نسيان الغاية الأصلية، وتذكر الرسالة دائما، ورفع الراية العظيمة للاشتراكية ذات الخصائص الصينية عاليا، وتحقيق انتصار حاسم في إنجاز بناء مجتمع الحياة الرغيدة على نحو شامل، وإحراز انتصارات عظيمة للاشتراكية ذات الخصائص الصينية في العصر الجديد، والكفاح بجهد دؤوب في سبيل تحقيق حلم الصين المتمثل في النهضة العظيمة للأمة الصينية." اليوم "أصبحنا أكثر اقترابا من تحقيق هدف النهضة العظيمة للأمة الصينية، وأكثر ثقة وقدرة على ذلك من أي فترة في التاريخ"، وأصبحنا في نقطة انطلاق تاريخية جديدة. إن انعقاد المؤتمر الوطني التاسع عشر للحزب الشيوعي الصيني، الذي يتعانق فيه ذكاء الحزب الشيوعي الصيني والمجتمع الصيني، يرمز إلى دخول الاشتراكية ذات الخصائص الصينية إلى عصر جديد. وقد تم تأكيد "الاشتراكية ذات الخصائص الصينية التي يجب التمسك بها وتطويرها في العصر الجديد وكيفية التمسك بها وتطويرها" كموضوع هام لهذا العصر؛ كما تم تأكيد "أفكار الاشتراكية ذات الخصائص الصينية في العصر الجديد" كدليل عمل لكفاح جميع أعضاء الحزب وأبناء الشعب في كل البلاد من أجل تحقيق النهضة العظيمة للأمة الصينية. هذه الأفكار تعد تعبيرا جديدا عن الإبداع النظري لأيديولوجية الحزب المرشدة، وثمرة جديدة لتصيين الماركسية. وقد تم تحديد "أن التناقض الرئيسي في مجتمع بلادنا في العصر الجديد هو التناقض بين حاجة الشعب المتزايدة إلى حياة جميلة والتنمية غير المتوازنة وغير الكافية". إن هذه السلسلة من الآراء والعبارات العلمية تُطرح على أساس سعي الحزب الشيوعي الصيني من أجل سعادة الشعب الصيني ونهضة الأمة الصينية. إن الغاية الأصلية للشيوعيين الصينيين ورسالتهم هما قوة محركة أساسية لتشجيع الشيوعيين الصينيين على التقدم إلى الأمام باستمرار، لا بد للرفاق في كل الحزب من مشاركة الشعب في السراء والضراء والاتحاد معه كشخص واحد دائما، واعتبار تطلعات الشعب إلى حياة جميلة هدفا للكفاح إلى الأبد، ومواصلة المضي قدما وبشجاعة نحو الهدف الطموح المنشود لتحقيق النهضة العظيمة للأمة الصينية بروحهم غير المتراخية أبدا وبموقفهم الكفاحي المتسم بالتقدم بإرادة لا تقهر ولتحقيق انتصار حاسم في إنجاز بناء مجتمع الحياة الرغيدة على نحو شامل، وبذل كل الجهود لإحراز انتصارات عظيمة للاشتراكية ذات الخصائص الصينية في العصر الجديد.
عصر جديد للاشتراكية ذات الخصائص الصينية
أشار ((التقرير المقدم إلى المؤتمر الوطني التاسع عشر للحزب الشيوعي الصيني)) إلى أن تغيرات الأوضاع المحلية والدولية وتطورات مختلف القضايا في بلادنا منذ اختتام المؤتمر الوطني الثامن عشر للحزب، طرحت علينا موضوعا هاما يواجهه العصر، ألا وهو ضرورة الإجابة بشكل شامل ومن حيث الدمج بين النظرية والممارسة على سؤال ماهية الاشتراكية ذات الخصائص الصينية التي يجب التمسك بها وتطويرها في العصر الجديد، وكيفية التمسك بها وتطويرها. إن "ماهية الاشتراكية ذات الخصائص الصينية التي يجب التمسك بها وتطويرها في العصر الجديد وكيفية التمسك بها وتطويرها" هذا الموضوع الهام في هذا العصر يقدم جوابا للأسئلة الهامة في تطوير الاشتراكية ذات الخصائص الصينية بما فيها "ماهية الاشتراكية وكيفية تطويرها" و"بناء أي نوع من الحزب، وكيفية بناء الحزب" و"تحقيق أي نوع من التطور، وكيفية تحقيق التطور"، وذلك إنطلاقا من أنه لم تتغير الظروف الأساسية المتمثلة في أن بلادنا مازالت وستظل لفترة طويلة من الزمن في المرحلة الأولية للاشتراكية، في حين لم تتغير المكانة الدولية لبلادنا كأكبر دولة نامية في العالم.
أفكار الاشتراكية ذات الخصائص الصينية في العصر الجديد
أشار التقرير إلى أنه "بشأن هذا الموضوع العصري الهام، ظل حزبنا متمسكا باتخاذ الماركسية اللينينية وأفكار ماو تسي تونغ ونظرية دنغ شياو بينغ وأفكار التمثيلات الثلاثة الهامة والنظرة العلمية الى التنمية مرشدا له، ومثابرا على تحرير العقول والبحث عن الحقيقة من الواقع ومواكبة العصر والتحلي بالواقعية والبراغماتية، ومتمسكا بالمادية الديالكتيكية والمادية التاريخية، ويعمّق معرفة قانون ممارسة الحزب الشيوعي للسلطة وقانون البناء الاشتراكي وقانون تطور المجتمع البشري برؤية جديدة وبالاندماج الوثيق مع مستجدات ظروف العصر ومتطلبات الممارسات، ويقوم باستكشاف نظري شاق، حتى توصل إلى منجزات عظيمة في الابتكار النظري، وبلور أفكار الاشتراكية ذات الخصائص الصينية في العصر الجديد". "أفكار الاشتراكية ذات الخصائص الصينية في العصر الجديد" هي ابتكار نظري جديد لأفكار حزبنا الإرشادية، تم تلخيص هذا الابتكار النظري من التجارب العظيمة في حوكمة الدولة للجنة المركزية للحزب ونواتها شي جين بينغ بعد توارث وتطوير الماركسية اللينينية وأفكار ماو تسي تونغ ونظرية دنغ شياو بينغ وأفكار "التمثيلات الثلاثة" الهامة والنظرة العلمية الى التنمية، على أساس أن "للصين آفاقا مشرقة جدا، وتواجه تحديات خطيرة للغاية أيضا". تتناول "أفكار الاشتراكية ذات الخصائص الصينية في العصر الجديد" مجالات الإصلاح والتنمية والاستقرار والشؤون الداخلية والخارجية والدفاع الوطني وحوكمة الحزب والدولة والجيش، وهي نظام نظري علمي شامل ذا محتويات وفيرة وإنجاز نظري جديد صيّن الماركسية بعد دخول الاشتراكية ذات الخصائص الصينية إلى العصر الجديد.
التناقض الرئيسي في مجتمع بلادنا في العصر الجديد
يصف التقرير التناقض الرئيسي للاشتراكية ذات الخصائص الصينية في العصر الجديد بعبارة جديدة، مشيرا إلى أن "التناقض الرئيسي في مجتمع بلادنا في العصر الجديد قد تحول إلى التناقض بين حاجة الشعب المتزايدة إلى حياة جميلة والتنمية غير المتوازنة وغير الكافية". إن التناقض قوة لدفع التنمية، لا يمكن تحقيق التطور العالي السرعة والعالي الجودة في الصين إلا بحل التناقض الاجتماعي الرئيسي بشكل فعّال. كان تقرير المؤتمر الوطني الثامن للحزب الشيوعي الصيني قد حدد التناقض الاجتماعي الرئيسي لأول مرة مشيرا إلى أن "التناقض الاجتماعي الرئيسي هو التناقض بين مطالب الشعب لبناء دولة صناعية حديثة وواقع دولة زراعية والتناقض بين حاجة الشعب للتطور الاقتصادي والثقافي السريع والوضع الاقتصادي والثقافي الذي لا يلبي حاجة الشعب"، ثم تم تغيير هذا التناقض إلى "التناقض بين الاحتياجات المادية والثقافية المتزايدة للشعب والإنتاج المجتمعي المتخلف". مع دخول الاشتراكية ذات الخصائص الصينية إلى العصر الجديد وإنطلاق المسيرة الجديدة لبناء الدولة الاشتراكية الحديثة على نحو شامل، فإن معرفة وتحديد تغير التناقض الاجتماعي الرئيسي تغير تاريخي يتعلق بالوضع الكلي ومعرفة موضوعية لبناء مجتمع الحياة الرغيدة على نحو شامل في المستقبل، وابتكار نظري على أساس التمسك بالفهم الواضح لواقع بلادنا الأساسي، "فمازالت بلادنا في المرحلة الأولية للاشتراكية، ويجب التمسك القوي بالخط الأساسي للحزب وهو شريان حياة للحزب والدولة وخط يجلب السعادة للشعب."
--
شيا يي بو، حاصل على الدكتوراه في القانون وباحث بمعهد بحوث الماركسية، التابع للأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية.