"دائرة أصدقاء" الصين تتوسع في عام 2017


استمر تعقد وتقلب الوضع الدولي في عام 2017، وشهدت خلاله دول عديدة كبيرة تغيرات في أوضاعها الداخلية. في عام 2017، واصلت الدبلوماسية الصينية تمسكها بالموقف الإيجابي والمسؤول، فأثرت وطورت المنظومة النظرية والهيكل النظري للدبلوماسية الصينية من خلال الممارسة العملية، فحققت بذلك ثمارا وافرة في مجال دبلوماسية القوى الكبرى ودبلوماسية الجوار وغيرهما.

التلخيص النظري لدبلوماسية القوى الكبرى

بالإضافة إلى مواصلة خلق بيئة خارجية مؤاتية، تتجسد النتائج الرئيسية لدبلوماسية الصين في عام 2017 في التلخيص النظامي للممارسات الدبلوماسية والأفكار الدبلوماسية للحزب الشيوعي الصيني، منذ المؤتمر الوطني الثامن عشر للحزب، وتقديم الاستعدادات السياسية والنظرية لانعقاد المؤتمر الوطني التاسع عشر للحزب، وتحديد اتجاه طريق تطور دبلوماسية الصين في المستقبل.

منذ انعقاد المؤتمر الوطني الثامن عشر للحزب في عام 2012، طرح الرئيس شي جين بينغ دبلوماسية القوى الكبرى ذات الخصائص الصينية، وأكد أن الأعمال الخارجية ينبغي لها أن تتمتع بالخصائص الصينية والأساليب الصينية والطرز الصينية الواضحة، وقام بالشرح العميق لأهداف وطرق ومبادئ وأساليب دبلوماسية الصين في الوضع الجديد وغيرها من الموضوعات، مما شكل الهيكل الأساسي للمنظومة النظرية لدبلوماسية القوى الكبرى ذات الخصائص الصينية، ووفر التصميم على المستوى الأعلى لدبلوماسية الصين، وأشار إلى اتجاه جهود دبلوماسية الصين.

قال الرئيس شي جين بينغ: "إن الصين تقترب من مركز المسرح العالمي على نحو غير مسبوق، وتقترب من تحقيق حلم الصين للنهضة العظيمة للأمة الصينية على نحو غير مسبوق، وتتمتع بالقدرة والثقة في تحقيق هذا الهدف على نحو غير مسبوق". إن التقدمات التي أحرزتها الصين قد وضعت أساسا لبناء دبلوماسية القوى الكبرى. وإن القدرة القوية للصين اليوم توفر لها مزيدا من الموارد والطرق للمحافظة على المصالح الوطنية والمساهمة النشيطة في العالم. هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى، ذلك يعني أن الصين ستتحمل مسؤولية أكبر وستلعب دورها كدولة كبيرة مسؤولة في دفع تسوية القضايا الساخنة والتحديات العالمية بشكل إيجابي، ودفع تطور منظومة الحوكمة العالمية إلى اتجاه أكثر عدالة ومعقولية، وتقديم مساهمة أكبر لسلام وتنمية العالم. كما قال الرئيس شي جين بينغ في كلمته للتهنئة بمناسبة حلول السنة الجديدة 2016: "إنّ العالم كبير ومشكلاته كثيرة والمجتمع الدولي يتطلع إلى الاستماع إلى صوت الصين ورؤية مشروع الصين ولا يمكن للصين أن تغيب."

على أساس مفهوم دبلوماسية القوى الكبرى، حددت منظومة أفكار الاشتراكية ذات الخصائص الصينية، في العصر الجديد أن مهمة دبلوماسية القوى الكبرى للصين هي: "التمسك بطريق التنمية السلمية، ودفع بناء رابطة المصير المشترك للبشرية". خلال السنوات الخمس الماضية، ركزت الصين قوتها في تنفيذ البناء المشترك لمبادرة "الحزام والطريق"، وأطلقت مبادرة إنشاء البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية، وأسست صندوق طريق الحرير، واستضافت الدورة الأولى لمنتدى الحزام والطريق للتعاون الدولي والاجتماع غير الرسمي لقادة منظمة التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ (أبيك) وقمة مجموعة العشرين في مدينة هانغتشو وقمة بريكس في مدينة شيامن ومؤتمر التفاعل وتدابير بناء الثقة في آسيا، وغيرها لتعزيز إصلاح منظومة الحوكمة العالمية من خلال الدعوة إلى بناء رابطة المصير المشترك للبشرية.

إن نجاح الصين في دفع دبلوماسية القوى الكبرى ذات الخصائص الصينية، وتشكيل تخطيط الدبلوماسية الشاملة الاتجاهات والمتعددة المستويات والثلاثية الأبعاد، خلق ظروفا خارجية صالحة لتنميتها. خلال السنوات الخمس الماضية، أقامت الصين شراكات مختلفة الأشكال مع حوالي مائة دولة ومنطقة ومنظمة إقليمية، فتوسعت "دائرة أصدقاء" الصين على نحو متزايد، وصارت تغطي المناطق المختلفة والدول المتنوعة في العالم. كما أشار الرئيس شي جين بينغ في تقريره المقدم إلى المؤتمر الوطني التاسع عشر للحزب الشيوعي الصيني إلى "أن الصين ستطور بنشاط الشراكة العالمية، وتوسع نقاط التقاء مصالحها مع مصالح الدول الأخرى، وسوف تعمل على تعزيز التنسيق والتعاون بين القوى الكبرى، وتشكيل إطار يتميز بالاستقرار العام والتنمية المتوازنة لعلاقات القوى الكبرى، وتعميق العلاقات بينها وبين الدول المجاورة، على ضوء مفهوم "المودة والصدق والمنفعة والشمول"، ومبادئ دبلوماسية الجوار المتمثلة في "معاملة الجيران بحسن النية واتخاذهم شركاء"، وتوطيد التضامن والتعاون مع سائر الدول النامية، بالتمسك بالرؤية الصائبة للعدالة والمصلحة، ومفهوم "الصدق والحق والود والإخلاص"، كما ستعزز التبادل والتعاون مع الأحزاب والمنظمات السياسية في مختلف الدول، وتشجع مجالس نواب الشعب ومجالس المؤتمر الاستشاري السياسي والجيش والحكومات المحلية والمنظمات الشعبية على إجراء الاتصالات الخارجية."

باختصار، فإن النتائج البارزة لدبلوماسية الصين في عام 2017 هي تلخيص للأعمال الدبلوماسية الصينية في السنوات الخمس الماضية، وتحديد اتجاه أعمال الدبلوماسية الصينية في المستقبل، لتعزيز تأثير الصين وقدرتها المُلهِمة وقوة خلق صورتها في العالم، وتقديم إسهامات هامة لسلام العالم وتنميته.

تخطيط علاقات القوى الكبرى بنشاط

تُعد علاقات القوى الكبرى مفتاحا لدبلوماسية الصين. حافظت دبلوماسية القوى الكبرى للصين في عام 2017، على التطور المستقر للعلاقات بينها وبين القوى الكبرى الرئيسية. مثلا، تحقق الانتقال المستقر للعلاقات الصينية- الأمريكية وفتحت آفاقا جديدة للتعاون بين الجانبين؛ ويتواصل التعاون الإستراتيجي المرتفع المستوى بين الصين وروسيا بشكل عميق؛ وحقق بناء الشراكات الأربع بين الصين والاتحاد الأوروبي تطورات جديدة.

تحقق الانتقال المستقر للعلاقات الصينية- الأمريكية. في 20 يناير 2017، أدى دونالد ترامب اليمين الدستورية ليصبح الرئيس الخامس والأربعين للولايات المتحدة الأمريكية. وقد انتاب المراقبين الصينيين القلق على آفاق العلاقات الصينية- الأمريكية بسبب أفكاره الحمائية وبعض الملاحظات الحساسة له. ولكن دبلوماسية الصين تبنت موقفا إيجابيا، فجرت محادثة هاتفية بين الرئيس شي جين بينغ ونظيره الأمريكي دونالد ترامب، حيث تبادل الجانبان التهنئة وقاما بتبادلات جيدة. وبدأت العلاقات الصينية- الأمريكية تدخل مسارا تفاعليا إيجابيا بفضل زيارة عضو مجلس الدولة الصيني يانغ جيه تشي للولايات المتحدة الأمريكية في نهاية فبراير وزيارة وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون للصين في مارس. وفي 6 إبريل، عقد أول اجتماع بين الرئيس شي والرئيس ترامب في منتجع مار-أيه-لاغو بولاية فلوريدا الأمريكية، حيث أجرى الجانبان لقاء مطولا عميقا ووديا، وأكدا على الأهمية الإستراتيجية للعلاقات الصينية- الأمريكية وعقدا العزم على دفع العلاقات الصينية- الأمريكية لتحقق تطورا أكبر انطلاقا من نقطة بداية جديدة. أما أول زيارة للرئيس دونالد ترامب للصين في نوفمبر، فتعني أن العلاقات الصينية- الأمريكية خرجت من "مرحلة عدم اليقين" رسميا، الأمر الذي حقق الانتقال المستقر للعلاقات الصينية- الأمريكية.

تواصُل التعاون الإستراتيجي المرتفع المستوى بين الصين وروسيا. يواصل الجانبان الصيني والروسي المحافظة على التبادلات والتنسيق الوثيق في القضايا الهامة الدولية والإقليمية، وحققا تطورات إيجابية في التعاون بين الجانبين في مجالات الطاقة والاستثمار والمال وغيرها، بينما دفعا التعاون في الربط بين بناء "الحزام والطريق" والاتحاد الاقتصادي الأوراسي بشكل منتظم. وجدير بالذكر أن روسيا تدعم مبادرة "الحزام والطريق"، حيث حضر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين منتدى الحزام والطريق للتعاون الدولي في مايو، وقام الرئيس شي جين بينغ بزيارة دولة لروسيا في بداية يوليو. بالإضافة إلى ذلك، أجرى الزعيمان لقاء في قمة منظمة شانغهاي للتعاون لعام 2017 في أستانا بكازاخستان في يونيو، وفي قمة بريكس في مدينة شيامن في شهر سبتمبر. يعد التعاون الإستراتيجي المرتفع المستوى بين الصين وروسيا دعما كبيرا لدبلوماسية القوى الكبرى للصين، كما أنه رمانة ميزان سلام العالم واستقراره.

تواصُل تطور الشراكات الأربع بين الصين والاتحاد الأوروبي. طرح الرئيس شي جين بينغ خلال زيارته لأوروبا في عام 2014، بناء الشراكات الأربع بين الصين والاتحاد الأوروبي؛ المتمثلة في السلام والنمو والإصلاح والحضارة. وفي عام 2017، تواصل تطور العلاقات الصينية- الأوروبية نحو تعميق الشراكات الأربع، حيث قام الرئيس شي جين بينغ بزيارة دولة إلى سويسرا في يناير، وحضر المنتدى الاقتصادي العالمي لعام 2017 في دافوس وألقى خطابا هاما أثار أصداء واسعة في المجتمع الدولي. وقام الرئيس شي بزيارة دولة إلى فنلندا في بداية إبريل، في أول جولة له بمنطقة شمالي أوروبا. وفي بداية يوليو، قام الرئيس شي بزيارة دولة إلى ألمانيا، حيث أجرى لقاءات واسعة مع قادة الدول الأوروبية خلال مشاركته في قمة مجموعة العشرين. خلال لقائه مع رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي، أكد الجانبان الصيني والبريطاني أن البلدين سوف يتمسكان بالاتجاه العام المتمثل في "العصر الذهبي" للعلاقات بينهما؛ وخلال لقائه مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، أكد الرئيس شي على مواصلة الصين النظر إلى العلاقات بين البلدين من زاوية إستراتيجية وطويلة المدى لدفع تطور العلاقات الصينية- الفرنسية على نحو أفضل؛ أما العلاقات الصينية- الألمانية، فحققت الانتقال السلس مع إعادة انتخاب أنغيلا ميركل لمنصب المستشار الألماني مرة أخرى في سبتمبر. وفي نفس الوقت، قام رئيس مجلس الدولة الصيني لي كه تشيانغ بزيارة رسمية إلى ألمانيا وبلجيكا في بداية يونيو، حيث أجرى اللقاء التاسع عشر لقادة الصين والاتحاد الأوروبي مع رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك ورئيس المفوضية الأوروبية جان- كلود يونكر في بروكسل، حيث توصل الجانبان الصيني والأوروبي إلى الاتفاق على سلسلة جديدة من مبادرات التعاون بشأن تعميق الشراكة الإستراتيجية الشاملة بين الصين والاتحاد الأوروبي المتميزة بالمنفعة المتبادلة والفوز المشترك.

استقرار علاقات الجوار

تحتل علاقات الجوار المكانة الأكثر أهمية في الأعمال الدبلوماسية الصينية. وخلال تطوير علاقات القوى الكبرى للجوار، يبدو أن العلاقات الصينية- اليابانية بدأت تتحسن مع "ذوبان الجليد" بشكل متزايد. وتعرضت العلاقات الصينية- الهندية لانتكاسة ولكنها لم تضر الوضع العام.

صادف عام 2017 الذكرى السنوية الخامسة والأربعين لتطبيع العلاقات الدبلوماسية الصينية- اليابانية، وسيصادف عام 2018 الذكرى السنوية الأربعين لتوقيع معاهدة السلام والصداقة بين الصين واليابان، فيعتبر هذان العامان "نافذة الوقت" لتحسين العلاقات الصينية- اليابانية. لذلك، حاول رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي انتهاز هذه الفرصة، فأرسل وفدا برئاسة توشيهيرو نيكاي الأمين العام للحزب الليبرالي الديمقراطي الياباني، لحضور منتدى الحزام والطريق للتعاون الدولي في مايو. وفي 8 يوليو، قابل الرئيس شي جين بينغ في هامبورغ رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي تلبية لدعوة منه. وقال شي إنه يرجو من الجانب الياباني أن يجسد رغبته في تحسين العلاقات الصينية- اليابانية في السياسات والأعمال الفعلية أكثر، بينما أعرب شينزو آبي عن رغبته في العمل المشترك مع الجانب الصيني على دفع تشكيل اتجاه تحسين العلاقات بين البلدين. وفي 28 سبتمبر، حضر رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي حفل الاستقبال بمناسبة العيد الوطني التي أقامته سفارة الصين لدى اليابان، مما يجسد الرغبة الإيجابية للجانب الياباني في تحسين العلاقات الصينية- اليابانية. ولكن مع فوز شينزو آبي في الانتخاب العام مرة أخرى، من الصعب أن نتنبأ بمستقبل العلاقات الصينية- اليابانية.

تعرضت العلاقات الصينية- الهندية لانتكاسة في عام 2017 بسبب المواجهة بين جيشي البلدين في منطقة دونغلانغ الصينية والتي استمرت 71 يوما. هذا لا يعكس الاتجاه العام لتدهور العلاقات الصينية- الهندية في السنوات الأخيرة فحسب، وإنما أيضا يجسد الموقف المتصلب لحكومة ناريندرا مودي في سياساتها تجاه الصين. على هامش قمة بريكس في مدينة شيامن، أجرى الرئيس شي لقاء مع رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي في 5 سبتمبر، حيث أشار إلى أنه يجب على كل من الصين والهند التمسك بالفكرة الأساسية المتمثلة في أن كل جانب منهما يوفر فرصة التنمية للآخر، وأن أيا منهما لا يمثل تهديدا للآخر. ورجا شي الجانب الهندي أن ينظر إلى تنمية الصين بشكل صائب وعقلاني. ووافق رئيس الوزراء الهندي ناريندا مودي على أن أيا من الجانبين لا ينبغي أن يتخذ الآخر خصما، بل يجب أن يجعل التعاون بين الجانبين الموضوع الرئيسي للعلاقات الثنائية. مع اقتراب الانتخابات العامة في الهند في عام 2018، ما زالت هناك العديد من القضايا التي قد تثير الصراع بين الجانبين، فيجب بذل مزيد من الجهود في إدارة الاختلافات والسيطرة عليها واستقرار العلاقات الثنائية.

في عام 2017، حققت دبلوماسية الجوار للصين سلسلة من الإنجازات المرموقة. بعد تولي الرئيس الفلبيني رودريغو دوتيرتي منصبه في عام 2016، واصلت العلاقات الصينية- الفلبينية تطورها نحو اتجاه التعاون العميق في عام 2017. علاوة على ذلك، استعادت العلاقات الصينية- السنغافورية تطورها بعد عدة انتكاسات. ظلت سنغافورة تتخذ الدبلوماسية المتوازنة بين القوى الكبرى، ولكن مع تغير الوضع مؤخرا، أظهرت ميلا إلى الانحراف عن هذه السياسة في السنوات الأخيرة. في بداية يوليو، نشر البروفيسور كيشور محبوباني عميد كلية لي كوان يو للسياسات العامة في جامعة سنغافورة الوطنية، مقالة في صحيفة ((ذي ستريتس تايمز))، اقترح فيها أن تعالج سنغافورة الشؤون الخارجية بـ"مزيد من الدقة والحذر" في "عصر ما بعد لي كوان يو". وتعكس زيارة رئيس وزراء سنغافورة لي هسين لونغ الرسمية للصين في سبتمبر، أن سنغافورة قامت ببعض التعديلات في سياساتها تجاه الصين.

وفي نفس الوقت، حققت الصين تطورات هامة في علاقاتها مع كل الدول المجاورة، ولا سيما التطورات السريعة لتعاون الصين مع الدول المجاورة في آلية "الحزام والطريق". على سبيل المثال، بدأت أعمال بناء مشروع السكة الحديدية بين الصين ولاوس الذي يربط بين فينتيان عاصمة لاوس ومدينة كونمينغ بمقاطعة يوننان في الصين في 2 ديسمبر 2016. يحمل هذا المشروع حلم لاوس بالتحول من "دولة برية مغلقة" إلى "دولة برية مترابطة". وأصبحت منطقة سيهانوكفيل الاقتصادية الخاصة باستثمار الصين أكبر منطقة اقتصادية خاصة في كمبوديا، وصارت أفضل نموذج في تاريخ التعاون الاقتصادي بين الصين وكمبوديا. بالإضافة إلى ذلك، فإن ميناء كيوكبيو العميق المياه في ميانمار وحديقة كوانتان الصناعية الصينية- الماليزية في ماليزيا والسكة الحديدية الفائقة السرعة بين جاكرتا وباندونغ في إندونيسيا ومدينة ميناء كولومبو في سريلانكا ونفق السكة الحديدية بين أنغرين وباب في كازاخستان وغيرها من المشروعات، تعكس كلها تعاون الصين مع الدول المجاورة في إطار مبادرة "الحزام والطريق".

آلية تعاون لانتسانغ- ميكونغ تبرز تطور علاقات الجوار أيضا. في مارس عام 2016، بدأ زعماء الدول الست لحوض نهر ميكونغ (الصين وكمبوديا ولاوس وميانمار وتايلاند وفيتنام) آلية تعاون لانتسانغ- ميكونغ في مدينة سانيا بمقاطعة هاينان، وتشهد هذه الآلية تطورا سريعا يسُمى بـ"سرعة لانتسانغ- ميكونغ" و"فعالية لانتسانغ- ميكونغ"، حيث تم إنشاء هيكل التعاون على مستويات القادة ووزراء الخارجية وكبار المسؤولين وفرق العمل، وتم إكمال نصف مشروعات الحصاد المبكر، أو يجري العمل فيها. هذه المشروعات يبلغ عددها 45 مشروعا. وفي هذا الإطار التعاوني، تحقق تقدم أكبر في بناء الممر الاقتصادي بين الصين وشبه جزيرة الهند الصينية.

الخلاصة أن دبلوماسية الصين في عام 2017 أصبحت أكثر نشاطا ومبادرة ونضوجا وثقة بالنفس. وفي عملية تشكيل نظرية الصين لدبلوماسية القوى الكبرى، تقدم دبلوماسية القوى الكبرى ودبلوماسية الجوار للصين مساهماتها الكبيرة في تحقيق حلم الصين للنهضة العظيمة للأمة الصينية ودفع سلام وتنمية العالم.

--

لين مين وانغ، أستاذ مساعد بمعهد الدراسات الدولية في جامعة فودان بشانغهاي.