مفاهيم وأفكار وإستراتيجية التنمية الصينية في العصر الجديد
السنوات الخمس الماضية، منذ اختتام المؤتمر الوطني الثامن عشر للحزب الشيوعي الصيني، كانت فترة متميزة للغاية في مسيرة تطور الحزب الشيوعي الصيني والصين. ففي ظل ظروف خارجية اتسمت بالانتعاش المتباطئ للاقتصاد العالمي وتكرار حدوث النزاعات المحلية والاضطرابات في بعض المناطق وتفاقم المشكلات العالمية، وفي ظل سلسلة من التغيرات العميقة مثل دخول التنمية الاقتصادية في بلادنا إلى وضعها الطبيعي الجديد، قاد الحزب الشعب الصيني لتحقيق إنجازات عظيمة وتغلب على تحديات خطيرة، فتمت معالجة مشكلات معقدة لم تفلح معالجتها في الماضي، وتحققت إنجازات ضخمة لم تنجز في الماضي. وبذلك، حققت الصين نتائج تاريخية في الإصلاح والانفتاح وبناء التحديثات الاشتراكية.
من خلال الممارسات العظيمة، تم تحديد الموقع التاريخي الجديد لتنمية الصين، إذ دخلت الاشتراكية ذات الخصائص الصينية إلى العصر الجديد بعد الكفاح والجهود الدؤوبة منذ تنفيذ سياسة الإصلاح والانفتاح، وشهد التناقض الاجتماعي الأساسي تحولا جديدا، وحدد الحزب الشيوعي الصيني هدفا جديدا لبناء الصين لتصبح دولة اشتراكية حديثة قوية ومزدهرة وديمقراطية ومتحضرة ومتناغمة وجميلة، على مرحلتين. هذه التغيرات الجديدة تندرج ضمن أفكار شي جين بينغ حول الاشتراكية ذات الخصائص الصينية في العصر الجديد.
مفاهيم التنمية الهامة منذ المؤتمر الوطني الثامن عشر للحزب الشيوعي الصيني
منذ المؤتمر الوطني الثامن عشر للحزب الشيوعي الصيني، طرح الحزب "تحقيق أهداف المئويتين وحلم الصين" وفقا لتيار تطور العالم وموقع الصين التاريخي، مما يعكس ثقة أعضاء الحزب الشيوعي الصيني في البناء الذاتي وحزمهم في تعزيز البناء الذاتي. كان ولا يزال الحزب الشيوعي الصيني يتمسك بإدارة الحزب بانضباط صارم على نحو شامل. في ديمسبر عام 2014، خلال جولته التفقدية في مقاطعة جيانغسو، طرح الرئيس الصيني شي جين بينغ "إدارة الحزب بانضباط صارم على نحو شامل لأول مرة. ثم تم تشكيل التخطيطات الإستراتيجية المتمثلة في "الشوامل الأربعة" (إنجاز بناء مجتمع الحياة الرغيدة على نحو شامل، وتعميق الإصلاح على نحول شامل، ودفع حكم الدولة وفقا للقانون على نحو شامل، وإدارة الحزب بانضباط صارم على نحو شامل). تطورت مفاهيم شي جين بينغ لحوكمة الدولة من "إدارة الحزب بانضباط صارم" إلى "إدارة الحزب بانضباط صارم على نحو شامل"، مما يعزز أهمية بناء الحزب على نحو شامل من حيث الأيديولوجيا والتنظيم وأسلوب العمل والانضباط والنظام ومكافحة الفساد. هذا الابتكار النظري يجيب عن الأسئلة حول سبب تعزيز إدارة الحزب وطريق تعزيز إدارته، الأمر الذي يدفع التطور التاريخي لبناء الحزب.
النظرة العلمية الى التنمية أضافت محتويات جديدة إلى نظرية الاشتراكية ذات الخصائص الصينية، وتجيب عن الأسئلة المتعلقة بنمط التنمية وطريقة تحقيقها. منذ المؤتمر الوطني الثامن عشر للحزب الشيوعي الصيني، يدرك الحزب الشيوعي الصيني، ونواته الرئيس الصيني شي جين بينغ، اتجاه تطور الصين والعالم، فطرح سبل الحزب لإنجاز التنمية باتباع أساليب علمية، وأكد على خمسة مفاهيم للتنمية العلمية وهي: "الابتكار والتنسيق والخضرة والانفتاح والمنفعة المشتركة"، مما رفع مستوى مفاهيم التنمية العلمية، التي تعد جزءا من أفكار شي جين بينغ لحوكمة الدولة وتضيف محتوى جديدا إلى "مفهوم التنمية" لمنظومة الاشتراكية ذات الخصائص الصينية، وترفعه إلى المستوى الأعلى. هذا يرمز إلى بلوغ الماركسية مستوى جديدا، وبزوغ إنجازات جديدة لنظرية التنمية لتوطين الماركسية في الصين.
العصر الجديد يحدد موقعا تاريخيا جديدا
في بداية تنفيذ سياسة الإصلاح والانفتاح، قال الزعيم الصيني الراحل دنغ شياو بينغ إنه يتوقع أن يتشكل نظام أكثر نضوجا وثباتا بعد ثلاثة عقود. بعد جهود بناء الاشتراكية خلال الثلاثين سنة ونيفا الماضية، أشار الرئيس شي جين بينغ إلى أن الصين قعطت نصف الطريق لتشكيل النظام الأكثر نضوجا وثباتا. في العصر الجديد، لابد من مواصلة إكمال وتطوير نظام الاشتراكية ذات الخصائص الصينية، وتشكيل مجموعة نظم نظرية أكثر شمولا وثباتا وفاعلية، من أجل إسعاد الشعب واستقرار المجتمع وضمان أمن الدولة على الدوام، مما يفتح فصلا جديدا لتطبيق الاشتراكية.
إن هذا العصر هو عصر تضامن أبناء الشعب من مختلف القوميات في كل البلاد، وكفاحهم لمواصلة العمل على خلق حياة جميلة وتحقيق الرخاء المشترك لجميع أبناء الشعب تدريجيا. إن الغاية الأصلية للشيوعيين الصينيين ورسالتهم هما السعي من أجل سعادة الشعب الصيني ونهضة الأمة الصينية، وهذا أيضا مطلب جوهري للاشتراكية الصينية. الصين، باعتبارها ثاني أكبر اقتصاد في العالم، يدهش معدل نمو اقتصادها وقدرتها الابتكارية العالم كله. لكن، في نفس الوقت، ما زالت تنمية الصين غير متوازنة وغير كافية، فلا يستطيع الاقتصاد الصيني الحالي تلبية حاجة الشعب الصيني المتزايدة إلى الحياة الجميلة. هذا هو التناقض الأساسي للمجتمع الصيني في العصر الجديد. في هذا السياق، لا بد لنا من إذكاء قدرة الابتكار وحيوية التنمية لكل المجتمع، والعمل بجهود متواصلة لتحقيق التنمية الأعلى جودة وفعالية وأكثر عدالة واستدامة. فلا مفر من تعزيز الإنصاف والعدالة وإسعاد الشعب، وجعل الشعب الصيني يستفيد من إنجازات التنمية والإصلاح.
إن هذا العصر هو عصر اقتراب بلادنا من صدارة المسرح الدولي يوما بعد يوم، ومواصلة تقديم إسهامات أكبر للبشرية. يجب على الصين أولا أن تنتهج مسيرتها الخاصة لأنها خبرة الحزب الشيوعي الصيني بعد الكفاح الطويل الأمد. في نفس الوقت، فإن التنمية الصينية جزء لا يتجزأ من التنمية العالمية. لقد توصلت الصين إلى فهم ذلك بعد تلخيص خبرتها في تنميتها المتواصلة منذ تنفيذها سياسة الإصلاح والانفتاح. أشار شي جين بينغ إلى أنه يجب على أعضاء الحزب الشيوعي الصيني أن يملكوا رؤية عالمية وأن يجمعوا بين التنمية الداخلية والانفتاح على الخارج، وأن يجمعوا بين تنمية الصين وتنمية العالم، وأن يجمعوا بين مصالح الشعب الصيني ومصالح شعوب العالم. لذلك، تربط الصين خبراتها ودروسها وإنجازاتها في بناء الاشتراكية وتنفيذ سياسة الإصلاح والانفتاح مع تنمية الاشتراكية العالمية ونمو العالم، مما يرفع قوة تأثير الثقافة الصينية والنظام الصيني والنظرية الصينية وطريق الاشتراكية ذات الخصائص الصينية في العالم، وهذا سيزيد خيارات تحديث التنمية للدول النامية، ويعكس ذكاء ورؤية الاشتراكية ذات الخصائص الصينية في العصر الجديد.
إدراك التناقض الرئيسي الجديد ودفع التنمية الجديدة
ينبغي إدراك التناقض الرئيسي الجديد في المجتمع الصيني وتعريفه والتعبير عنه، فذلك يرتبط بتغيرات الوضع العام في الصين، ويعتبر معرفة موضوعية لإنجاز بناء مجتمع الحياة الرغيدة على نحو شامل خلال وقت قريب، وابتكار نظري علمي يهدف للحياة الجميلة للشعب الصيني. حدد تقرير المؤتمر الوطني التاسع عشر للحزب الشيوعي الصيني التناقض الرئيسي الاجتماعي وهو التناقض بين حاجة الشعب المتزايدة إلى حياة جميلة والتنمية غير المتوازنة وغير الكافية. هذا يعكس الوضع الحالي لمجتمعنا في المرحلة الحالية.
التناقض الرئيسي الجديد يكشف واقع تنمية الصين. ارتفع الناتج المحلي الإجمالي للصين من 54 تريليون يوان إلى ثمانين تريليون يوان (الدولار الأمريكي يساوي 6ر6 يوانات)، وبلغ متوسط نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي في الصين 8260 دولارا أمريكيا. لقد ذهبت الأيام التي كانت تفتقر فيها الصين إلى مواد الحياة، لكن الصين مازالت تواجه مشكلة عدم توازن وعدم كفاية التنمية الهيكلية في بعض المناطق. ثمة فائض هيكلي ونقص هيكلي في الصين. على سبيل المثال، شهدت الدراجات التشاركية في الصين تطورا كبيرا في الفترة من عام 2016 إلى عام 2017. ازداد عدد الدراجات التشاركية في مدن الصين الكبيرة والمتوسطة. تقدم هذه الدراجات تسهيلات كبيرة للمواطنين، ولكنها أيضا تؤثر تأثيرا سلبيا على المواصلات الحضرية وبيئة المدن. الأسوأ من ذلك، أن اللوائح المتعلقة بها لا يمكنها السيطرة على عدد الدراجات، بل تؤدي إلى ظهور مشكلات حضرية جديدة. في نفس الوقت، لم تصل الدراجات التشاركية إلى عدد كبير من المدن الصغيرة والمناطق الريفية، أو تصل إليها بكمية قليلة جدا، رغم أن الحكومات المحلية ناقشت الأمر مع شركات الدراجات. في هذا السياق، يجب على المجتمع الصيني أن يعالج هذا النوع من المشكلات في العصر الجديد.
التناقض الرئيسي الجديد في المجتمع يتصف بالموقف الشعبي الحازم، ويتناول ما يهم الشعب من مشكلات المصالح، التي تعتبر المشكلات الأكثر مباشرة واهتماما واقعية لهم. كما يعكس مصالح الشعب الصيني في المرحلة الحالية وسعي الشعب إلى حياة أجمل. منذ المؤتمر الوطني الثامن عشر للحزب الشيوعي الصيني، قامت الصين بالإصلاح في مجال الطب حيث تم الفصل بين زيارة الطبيب وشراء الدواء، كما تم إلغاء رفع سعر الأدوية، مما خفف ضغوط تكلفة العلاج العالية عن الصينيين. تم تنفيذ إصلاح نظام الضريبة، حيث تم إحلال ضريبة القيمة المضافة محل الضريبة التجارية وتقليل تكرار الضرائب وتخفيض الضغوط على الشركات، ودفع التنمية الاجتماعية المدفوعة بالابتكار بصورة صحيحة. تم إصلاح نظام الإسكان ومكافحة المضاربة في العقارات، حيث تم دفع إنشاء نظام إسكان يتسم بالعرض المتعدد الكيانات والضمان المتعدد القنوات والجمع بين الاستئجار والشراء، لكي يجد جميع أبناء الشعب مساكن مناسبة لهم. تجسد هذه السلسلة من الإجراءات سعي الحزب الشيوعي الصيني إلى تحقيق مصالح شعبه واعتماده على شعبه.
يعكس التناقض الاجتماعي الرئيسي الجديد حاجة الشعب إلى حياة جميلة. لا تقتصر حاجة الشعب في الحياة على مشكلة الغذاء والكساء بل يسعى الشعب الصيني إلى حياة أعلى مستوى وأحسن جودة وأكثر تنوعا. قال مندوب المؤتمر الوطني التاسع عشر للحزب الشيوعي الصيني ورئيس جامعة شانغهاي، جين دونغ هان، إن عدد الجامعات في الصين ليس قليلا، لكن الجامعات ذات السمعة العالمية ليست كثيرة. في الصين، يفضل الآباء، إذا كانت لديهم القدرة المادية، أن يرسلوا أولادهم إلى الدول الأجنبية لتلقي تعليم جامعي أفضل. يجب تحقيق التنيمة الكافية والمتوازنة للتعليم في الصين لسد حاجة الشعب الصيني إلى تعليم أفضل.
التناقض الاجتماعي الرئيسي للاشتراكية الصينية في العصر الجديد يعكس الابتكار النظري الهام وأفكار شي جين بينغ حول الاشتراكية ذات الخصائص الصينية في العصر الجديد ويجمع بين الصدق والخير والجمال.
تحديد الأهداف الجديدة وإطلاق المسيرة الجديدة
دخلت الاشتراكية ذات الخصائص الصينية العصر الجديد، فتم وضع أهداف الكفاح مع حلول "المئوية الثانية". ستكون السنوات ما بين المؤتمرين الوطنيين التاسع عشر والعشرين للحزب الشيوعي الصيني مرحلة تاريخية تلتقي فيها أهداف الكفاح عند حلول "المئويتين". أوضح المؤتمر الوطني التاسع عشر للحزب الشيوعي الصيني النقاط الإستراتيجية الهامة لتحقيق أهداف الكفاح عند حلول "المئوية الأولى"، ووضع الخطة الإستراتيجية لتحقيق أهداف الكفاح عند حلول "المئوية الثانية"، وأكمل ووفر بذلك جدول أعمال وخريطة بناء التحديثات الاشتراكية ذات الخصائص الصينية، منذ تنفيذ سياسة الإصلاح والانفتاح. في المرحلة الأولى: تمت معالجة مشكلات الغذاء والكساء للشعب الصيني خلال الفترة ما بين بداية تنفيذ سياسة الإصلاح والانفتاح وعام 1990؛ في المرحلة الثانية، تم رفع مستوى معيشة الشعب الصيني إلى مستوى الحياة الرغيدة من عام 1991 إلى عام 2000؛ في المرحلة الثالثة، سيتم بناء مجتمع الحياة الرغيدة على نحو شامل في الفترة من عام 2001 إلى عام 2020؛ في المرحلة الرابعة، سيتم إنجاز التحديثات الاشتراكية على نحو أساسي في الفترة من عام 2021 إلى عام 2035؛ في المرحلة الخامسة، سيتم إنجاز بناء الصين لتصبح دولة اشتراكية حديثة قوية ومزدهرة وديمقراطية ومتحضرة ومتناغمة وجميلة.
نرى من الأهداف والخطة الجديدة، أن الصين ستحقق التحديثات الاشتراكية على نحو أساسي، في موعد أبكر مما حُدد سابقا بخمس عشرة سنة. هذا يعكس أن الصين حققت إنجازات تفوق التوقعات، وأنها تتمتع بطاقة كامنة كبيرة للتنمية في المستقبل، يظل زخم التنمية قويا على المدى البعيد. تم إضافة عبارة "الصين الجميلة" في الأهداف الجديدة لبناء الدولة، وذلك أمر ذو مغزى تاريخي للتخطيط الشامل لدفع الترتيب الشامل للتكامل الخماسي (البناء الاقتصادي والبناء السياسي والبناء الاجتماعي والبناء الحضاري والبناء الإيكولوجي). سيتم تحقيق الأهداف الجديدة في الخمس مراحل، وهذا يعكس نظرية المادية الجدلية، ويبزر إستراتيجية وحكمة الحزب الشيوعي الصيني المتفوقة. ترمي الأهداف الجديدة إلى تحقيق التنمية الاقتصادية للصين، ودفع التنمية البشرية على نحو شامل، وبناء بيئة لتعايش البشر والطبيعة، وتقديم مساهمات أكبر للبشرية.
العصر الجديد والتناقض الجديد والأهداف الجديدة، كلها موحدة في الأفكار الجديدة
أفكار شي جين بينغ حول الاشتراكية ذات الخصائص الصينية في العصر الجديد، تتوارث وتطور نظرية الماركسية اللينينية وأفكار ماو تسي تونغ ونظرية دنغ شياو بينغ وأفكار"التمثيلات الثلاثة" الهامة والنظرة العلمية إلى التنمية. إنها إنجاز جديد لتوطين الماركسية في الصين وتجسيد للابتكار النظري الفكري المرشد للحزب الشيوعي الصيني، وإنجاز نظري عظيم توصلت إليه الجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني ونواتها شي جين بينغ، من خلال ممارسة إدارة الدولة، وجزء هام من المنظومة النظرية للاشتراكية ذات الخصائص الصينية.
أوضحت أفكار شي جين بينغ حول الاشتراكية ذات الخصائص الصينية في العصر الجديد، "ثماني نقاط"، هي: الهدف العام، والمهمة العامة، والتخطيط الإستراتيجي، واتجاه التنمية ونمطها، والخطوات الإستراتيجية، والظروف الخارجية، وطريق الضمان السياسي للتمسك بالاشتراكية ذات الخصائص الصينية، وتطويرها في العصر الجديد. إن هذه الأفكار منظومة نظرية ذات منطق محكم ومحتويات غنية ومغزى عميق، تتحدث عن الإصلاح والتنمية والاستقرار والسياسة الداخلية والدبلوماسية والدفاع الوطني وحوكمة الحزب والدولة والجيش. تعتبر أفكار شي جين بينغ حول الاشتراكية ذات الخصائص الصينية في العصر الجديد الأفكار المرشدة لدفع القضية العظيمة الصينية وتحقيق حلم الصين.
حددت أفكار شي جين بينغ حول الاشتراكية ذات الخصائص الصينية في العصر الجديد، التمسك بأربعة عشر جانبا في كافة الأعمال الحزبية، وهي: التمسك بقيادة الحزب لكافة الأعمال، التمسك باعتبار الشعب محورا، التمسك بتعميق الإصلاح على نحو شامل، التمسك بالفكر الجديد، التمسك بكون الشعب سيدا للدولة، التمسك بحكم الدولة وفقا للقانون على نحو شامل، التمسك بمنظومة القيم الجوهرية الاشتراكية، التمسك بضمان وتحسين معيشة الشعب خلال التنمية، التمسك بالتعايش المنسجم بين الإنسان والطبيعة، التمسك بمفهوم الأمن الوطني بمعناه الشامل، التمسك بقيادة الحزب المطلقة للجيش الشعبي، التمسك بمبدأ "دولة واحدة ونظامان" ودفع عجلة إعادة توحيد الوطن الأم، التمسك بدفع عجلة بناء مجتمع المصير المشترك للبشرية والتمسك بإدارة الحزب بانضباط صارم على نحو شامل.
إن "الثماني نقاط" و"التمسك بالأربعة عشر عملا" يكمل كل منهما الآخر، ويشكلان معا الإطار الرئسي والمنظومة النظرية والمفاتيح الهامة لأفكار شي جين بينغ حول الاشتراكية ذات الخصائص الصينية في العصر الجديد، مما يعمق معرفة الناس بقانون حوكمة الحزب الشيوعي الصيني للدولة، وقانون بناء الاشتراكية، وقانون تطور المجتمع البشري.
يقال إن "العصر أبو الأفكار والممارسة هي مصدر النظرية". إن أفكار شي جين بينغ حول الاشتراكية ذات الخصائص الصيننية في العصر الجديد، هي الماركسية الصينية في القرن الحادي والعشرين. عبارة "القرن الحادي والعشرين" هنا لا تحمل دلالات الوقت فقط، وإنما تشير أيضا إلى سمات هذا العصر، أما كلمة "الصينية" فلا يقصد بها المعنى الجغرافي وإنما تشير إلى الطابع الصيني الجوهري. إن العصر الجديد العظيم يشجع على الممارسات العظيمة الجديدة، وينتج الأفكار العظيمة الجديدة.
--
شيا بي بو، باحث مساعد في معهد البحوث الماركسية بالأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية.