شوكت عزيز في حوار خاص مع ((الصين اليوم))

 

أثار المؤتمر الوطني التاسع عشر للحزب الشيوعي الصيني اهتماما كبيرا داخل الصين وخارجها، في ظل اهتمام العديد من المؤسسات الفكرية الأجنبية بخطة التنمية للاشتراكية ذات الخصائص الصينية في العصر الجديد، عقدت في السادس عشر من نوفمبر عام 2017، ندوة بكين بعنوان "المؤتمر الوطني التاسع عشر للحزب الشيوعي الصيني: تنمية الصين والمغزى العالمي"، حضرها أكاديميون وخبراء وزعماء سابقون من إحدى وثلاثين دولة ومؤسسة فكرية. وقد اهتم المشاركون بمبادرة "الحزام والطريق"، باعتبارها نقطة هامة لبناء وضع الانفتاح الجديد للصين. ((الصين اليوم)) أجرت مقابلة خاصة مع رئيس وزراء باكستان الأسبق السيد شوكت عزيز، الذي شارك في تلك الندوة.

مبادرة تدفع تنمية العالم

حول مبادرة "الحزام والطريق"، قال السيد عزيز: "أعتقد أنها مبادرة عظيمة تدفع تنمية العالم بأسره." تتمتع مبادرة "الحزام والطريق" التي طرحها رئيس الصين شي جين بينغ بمغزى تاريخي وتأثير عميق. تغير المبادرة العالم وتقدم قناة جديدة للتبادل والتواصل بين الدول الواقعة على امتداد طريق الحرير.

أضاف السيد عزيز قائلا إن العالم يولي اهتماما بالمبادرة لأنها تغير مصير تنمية بعض الدول. ستعزز منشآت البنية التحتية والعلاقة بين الدول الواقعة على طريق الحرير، وسيشهد اقتصاد هذه الدول تنمية كبيرة، ومن ثم سيتحسن مستوى معيشة شعوبها، بحيث يمكن القضاء على الفقر فيها.

أشار شوكت عزيز إلى أن باكستان من الدول المستفيدة من مبادرة "الحزام والطريق". وقال في كلمته بالندوة: "يمكن أن أقول للجميع إن مبادرة الحزام والطريق ستطلق إمكانات التنمية لكل دولة وستحسن معيشة الشعوب بصورة فعلية، وفقا لتجربتي السابقة."

يرى السيد عزيز أن تنفيذ مبادرة "الحزام والطريق" سيؤثر في باكستان بشكل بعيد وعميق. قال: "ستستفيد باكستان بشكل كبير من هذه المبادرة، سيتطور الاقتصاد الباكستاني إذا تحسنت البنية التحتية وارتفع مستوى ثقافة المواطنين. في نفس الوقت تجلب هذه المبادرة مزيدا من فرص العمل للباكستانيين، الأمر الذي سيساعد على تحقيق مستقبل مشرق للبلاد. طرحت الصين هذه المبادرة دون أي شروط خفية. فهذا التعاون الحقيقي مربح للجانبين، وهذا هو السبب في أننا جميعا ندعمها."

وحول تأثير مبادرة "الحزام والطريق" على باكستان، أضاف السيد عزيز: "هذه المبادرة معروفة لجميع الباكستانيين. يشعر الشعب الباكستاني بالامتنان الكبير للصين لأن باكستان أنجزت بناء الطرق ومحطات الكهرباء وغيرها من مرافق البنية التحتية، بفضل التعاون مع الصين والاستثمار الصيني. يمكننا أن نرى شركات صينية كثيرة في باكستان، نرحب بها لأننا بحاجة إلى الاستثمار. مع تنفيذ مبادرة الحزام والطريق، يتحسن مستوى معيشة ونوعية حياة الباكستانيين." لذا، يعتقد السيد عزيز أن مستقبل مبادرة الحزام والطريق واعد وستبذل باكستان كل جهد لتعزيز تنفيذها في باكستان.

وأعرب السيد عزيز عن اعتقاده بأن العلاقات بين الصين وباكستان ستتوثق وستكون أكثر تقاربا، مؤكدا أن البلدين يبذلان كل الجهود لتعزيز التبادل السياسي، وأن السياسات الدبلوماسية بين الصين وباكستان تقوم على أساس السلام والتنمية والتعاون والفوز المشترك.

مؤتمر يؤثر في العالم

أما عن المؤتمر الوطني التاسع عشر للحزب الشيوعي الصيني، الذي اختتم في أكتوبر عام 2017، فقال السيد عزيز إنه مؤتمر هام ذو تأثير عالمي، مشيرا إلى أنه ذو مغزى عميق، كونه حدد الخطوط العريضة لتنمية الصين في المستقبل. وأضاف، أن الصين تؤكد على التعاون والفوز المشترك وتعزيز علاقاتها مع أصدقائها القدامى في مجال السياسة الخارجية. وقد تعهدت الصين بمساعدة الدول النامية على تحقيق التنمية.

وأشاد السيد عزيز بمفهوم "بناء رابطة المصير المشترك للبشرية"، الذي أكده رئيس الصين شي جين بينغ في التقرير الذي قدمه للمؤتمر الوطني التاسع عشر للحزب الشيوعي الصيني وقال عزيز: "هذا المفهوم عملي جدا. لن يعيش الناس في مختلف الدول في سلام وأمن ويساعد بعضهم بعضا بدلا من التنافس الشرس والنزاعات والاضطرابات الوحشية إلا إذا تمتعوا كلهم بمستقبل مشترك وجلبت التنمية في دولة بعينها فرص تنمية لدول أخرى." لذلك، يعتقد السيد عزيز أن هذا المفهوم يضمن السلام والاحترام المتبادل في نفس الوقت.

شوكت عزيز صديق حميم للصين، فقد زارها لأول مرة قبل خمس وعشرين سنة. وبعد ذلك، زارها مرات كثيرة وشهد التغيرات الكبيرة في الصين، حيث كان معظم الصينيين في تسعينات القرن الماضي، يركبون الدراجات، وعندما يحل المساء لا يخرجون من بيوتهم إلا قليلا. وكانت المواصلات والفنادق في الصين متخلفة. أما الآن، فقد أصبحت الصين دولة عالمية كبيرة لها تأثيرات قوية في العالم. يرى السيد عزيز أن الفضل في هذه التغيرات يرجع إلى نظام الصين الجيد وسياستها الجيدة وقادتها الممتازين.