آفاق جديدة في العصر الجديد
يسجل عام ألفين وثمانية عشر الذكرى السنوية الأربعين لسياسة الإصلاح والانفتاح الصينية. خلال العقود القليلة الماضية، انتشلت الصين أكثر من سبعمائة مليون فرد من الفقر، وحسّنت كثيرا جودة حياة الشعب. الأكثر من ذلك، أن الصين خلقت معجزة في التنمية الاقتصادية. الصين حاليا هي ثاني أكبر اقتصاد في العالم، وتساهم في نمو الاقتصاد العالمي بنسبة 45%.
التقرير الذي ألقاه الأمين العام شي جين بينغ في المؤتمر الوطني التاسع عشر للحزب الشيوعي الصيني في أكتوبر 2017، حدد بوضوح أن الاشتراكية ذات الخصائص الصينية قد دخلت عصرا جديدا، وأن التناقض الرئيسي الذي يواجه المجتمع الصيني قد صار التناقض بين التنمية غير المتوازنة وغير الكافية وحاجة الشعب المتزايدة إلى حياة أفضل.
وقد اعتبر البيان الختامي لمؤتمر العمل الاقتصادي المركزي، الذي عقد في الفترة من الثامن عشر إلى العشرين من ديسمبر 2017، أن فكر شي جين بينغ حول الاقتصاد الاشتراكي ذي الخصائص الصينية في العصر الجديد "ثروة روحية ثمينة للغاية" للحزب الشيوعي الصيني والبلاد، ويجب الالتزام به لوقت طويل وتطويره بشكل مستمر، مشيرا إلى أن هذا الفكر يرتكز بشكل أساسي على فلسفة التنمية الجديدة التى وضعها الرئيس شي في عام 2015، والتي تجسد الابتكار والتنسيق والتنمية الخضراء والانفتاح والمشاركة.
وأوضح البيان أن أعمال تخفيف حدة الفقر المستهدف، سوف تكون واحدة من "ثلاث معارك شاقة" خلال الأعوام الثلاثة المقبلة، حيث تسعى الدولة إلى ضمان تحقيق انتصار حاسم في سعيها لبناء مجتمع الحياة الرغيدة على نحو شامل. المعركتان الشاقتان الأخريان هما السيطرة على المخاطر الكبرى ومنع التلوث.
إن العصر الجديد يتمثل في إعطاء الأولوية للجودة. ثمة تشجيع على تحول الهيكل الاقتصادي من الاعتماد على الصادرات والاستثمار إلى حفز النمو من خلال الاستهلاك وقطاع الخدمات والطلب الداخلي. ومن المتوقع أن يؤدي الإصلاح الهيكلي في جانب العرض إلى تعزيز التقدم الاقتصادي إلى مستوى أعلى من خلال تعزيز جودة المنتجات، وتعزيز الكفاءة، والاستفادة من القوة الدافعة المبتكرة.
وعلاوة على ذلك، فإن العصر الجديد يعني تحسين مستويات المعيشة باستمرار. ستتواصل حملة منع ومكافحة تلوث الهواء لجعل السماء زرقاء مرة أخرى. وبالإضافة إلى ذلك، تهدف الإستراتيجية المتعلقة بسلامة الأغذية ومواصلة تحسين قطاع الخدمات إلى ضمان تمتع الناس بحياة أفضل. وبالإضافة إلى ذلك، فإن الحياة أصبحت أكثر ملاءمة ليس فقط من خلال التقنيات المبتكرة مثل الدفع عبر الهاتف النقال والدراجة التشاركية، ولكن أيضا عن طريق الذكاء الاصطناعي.
إن الرخاء المشترك للجميع هو السمة الرئيسية لهذا العصر الجديد. فثمة إستراتيجية لإنعاش المناطق الريفية من شأنها حفز التنمية الشاملة للمناطق الريفية والزراعة. وبالإضافة إلى ذلك، يجري تنفيذ مبادرة الحزام الاقتصادي لنهر اليانغتسي لتعزيز تنمية أكثر توازنا فى المناطق الوسطى والغربية بالبلاد. وعلاوة على ذلك، بُذلت جهود لتلبية الاحتياجات السكنية لكل الشعب الناس وضمان أن يعيش الناس ويعملوا في حالة من الرضا. لا يزال في الصين أكثر من ستين مليون فقير، معظمهم في المناطق النائية والمحرومة. وبخلاف الإعانات المالية المباشرة، تسعى الحكومة أيضا إلى نقل المعارف التقنية للفقراء في محاولة لتعزيز دوافعهم الداخلية للتخلص من الفقر.
وأخيرا وليس آخرا، ستقدم الصين المزيد من الفرص للعالم في العصر الجديد. ومن خلال الانفتاح الأوسع على العالم، تسعى الصين إلى تحسين نوعية المنتجات المصدرة، والتشجيع على زيادة الواردات، وتحسين البيئة للمستثمرين. وستوفر مبادرة الحزام والطريق، على وجه الخصوص، فوائد أكبر للبلدان الواقعة على طول الحزام والطريق. وستجعل الاستثمارات الخارجية الصين شريكا تعاونیا في المبادرة من خلال الاندماج في الاقتصاد المحلي والاضطلاع بمسؤولیاتھا الاجتماعیة.
تود الصين حماية السلام وتعزيز السعادة في جميع أنحاء العالم.