عيد ربيع سعيد
يصادف عيد الربيع، وهو رأس السنة القمرية الصينية، السادس عشر من فبراير 2018 حسب التقويم الغريغوري، ليبدأ بذلك "عام الكلب". الكلب واحد من اثني عشر حيوانا تشكل الأبراج المرتبطة بالتقويم القمري الصيني.
عيد الربيع هو أطول عطلة في الصين. بالنسبة للفلاحين، هو موسم الفراغ من العمل الزراعي. الراحة الجيدة أو السبات الشتوي، كلاهما يهدف إلى إنعاش وبناء القوة.
حاليا، عيد الربيع لا يُحتفَلُ به في الصين فقط. قبل شهر من حلول عيد الربيع هذا العام، أقيم في تورونتو بكندا حفل إطلاق الطوابع التذكارية لعام الكلب. وخلال أيام العيد، سيضاء برج سي ان في المدينة باللون الأحمر مرة أخرى كما حدث في الثلاث سنوات الماضية. الأكثر من ذلك، أن أوركسترا تورنتو السيمفوينة ستقدم العديد من الحفلات الموسيقية للموسيقى ذات الأصول الصينية والغربية، ويمكن أن نتوقع نشاطات تسلط الضوء على الثقافة الصينية. على سبيل المثال، مهرجان تورنتو للشاي، معرض صور قصة الصين، أسواق المعابد على الطريقة الصينية، وحدث بعنوان "كيف تقدر قيمة أوبرا بكين"، من بين فعاليات كثيرة.
في العام الماضي، احتضنت حديقة الأزهر بالقاهرة "مهرجان عيد الربيع"، بحضور محافظ العاصمة المصرية عاطف عبد الحميد وسفير الصين لدى مصر سونغ آي قوه ورئيس جمعية الصداقة المصرية- الصينية أحمد والي، وحشد كبير من المصريين والصينيين. تضمن المهرجان عروضا فنية صينية للأكروبات والرقص وألعاب الووشو، وعددا من أركان الثقافة الصينية؛ مثل ركن الشاي الصيني والخط الصيني، وأعمال الفنون اليدوية الصينية؛ مثل قص الورق، والرسم بالسكر، والورق الملفوف، وعمل الزخارف الصينية، بالإضافة إلى المأكولات الصينية، ومسابقات وألعاب ترفيهية للجمهور.
تقام احتفالات في دول عديدة أخرى. لقد نشر المغتربون الصينيون التقاليد والعادات الصينية بين الناس في أرجاء العالم. من بين العادات، صنع طعام جياوتسي (كرات عجين محشوة باللحم والخضراوات) عشية عيد الربيع. لقد صارت مشاهدة بل والمشاركة في عروض فلكولورية قاسم مشترك لكثير من الناس في العالم.
دفع التقدم الاقتصادي والاجتماعي للصين السياحة فيها. في هذه الأيام، صار من الشائع قيام العائلات الصينية، وبخاصة من الأجيال الشابة، برحلات ترفيهية خلال عيد الربيع. حسب موقع (Ctrip)، وهو أحد مواقع الحجز الرئيسية في الصين، يختار 60% من السياح السفر للخارج لقضاء عطلة عيد الربيع. في عام 2017، بلغ عدد الصينيين الذين قاموا بالسياحة في الخارج خلال عطلة السبعة أيام 16ر6 ملايين فرد. هذا العام، يبلغ عدد الدول التي تمنح حاملي جوازات السفر الصينية تأشيرة عند الوصول أو تعفيهم من التأشيرة 67 دولة، مما سيزيد حتما عدد السياح الصينيين إلى الخارج. الأكثر من ذلك، أن المواطنين الصينيين الذين تتوفر لهم شروط معينة قد يتمتعون بإعفاء من التأشيرة عند السفر إلى كوريا الجنوبية بمناسبة دورة الألعاب الأولمبية الشتوية التي ستقام في فبراير. سيصادف عيد الربيع الصيني هذا الحدث الرياضي الذي يُتوقَع أن يجتذب عددا كبيرا من السياح الصينيين.
السياحة الداخلية اختيار مثالي أيضا، وخاصة في المناطق الساحلية ذات الجو المعتدل في جنوبي البلاد.
الأطفال يعشقون عيد الربيع. إنه مناسبة لهم لفهم الثقافة الصينية. على سبيل المثال، يتعلمون صنع الأطعمة الصينية التقليدية للعام الجديد من ذويهم الأمناء على التراث الثقافي الصيني غير المادي، أو يحاولون تلوين أقنعة الوجه لأوبرا بكين في الدور الرباعية التقليدية ذات المكانة المرموقة. وبالنسبة للآباء الذين يشاركون أطفالهم في تلك النشاطات، فإنهم يسترجعون ذكريات طفولتهم.
نتمنى لكم عيد ربيع سعيدا!