ملف العدد < الرئيسية

نائب رئيس مدينة تشيوانتشو: إدراج تشيوانتشو في قائمة التراث العالمي نقطة انطلاق جديدة

: مشاركة
2021-09-01 15:17:00 الصين اليوم:Source لو رو تساي:Author

شرعت الصين في ترشيح "تشيوانتشو: طريق الحرير البحري" لإدراجها في قائمة التراث العالمي منذ عام 2001. خلال السنوات العشرين الماضية، قامت الصين بتغيير مشروع الترشيح عدة مرات، وأخيرا، نجحت في ترشيح تشيوانتشو لإدراجها في قائمة التراث العالمي بموضوع "تشيوانتشو: المركز العالمي للتجارة البحرية لأسرتي سونغ ويوان بالصين". بهذه المناسبة، أجرت ((الصين اليوم)) حوارا مع تشو تشن بينغ، نائب رئيس حكومة بلدية تشيوانتشو، الذي سَرَد قصة حماية آثار تشيوانتشو قبل وبعد تقديم طلب إدراجها في قائمة التراث العالمي.

((الصين اليوم)): تشيوانتشو مدينة قديمة يمتد تاريخها لأكثر من ألف عام، وتقع فيها أكثر من ثمانمائة وحدة محمية للآثار الثقافية على مختلف المستويات. فكيف حددت تشيوانتشو 22 موقعا أثريا للمشاركة في برنامج "تشيوانتشو: المركز العالمي للتجارة البحرية لأسرتي سونغ ويوان بالصين"؟

تشو تشن بينغ: قمنا بدراسة مساهمة تشيوانتشو البارزة في الحضارة الإنسانية والتنمية الثقافية من منظور دولي ومن منظور شامل. وبعد البحث في النظام الاجتماعي والاقتصادي لتشيوانتشو في فترة أسرتي سونغ ويوان، حددنا موضوع الترشيح "تشيوانتشو: المركز العالمي للتجارة البحرية لأسرتي سونغ ويوان بالصين"، وتم اختيار 22 موقعا أثريا تمثيليا تعكس مجتمع تشيوانتشو خلال أسرتي سونغ ويوان. وفقا لمعايير ومتطلبات التقييم للتراث العالمي، يجب أن يكون التراث المدرج ككل أصيلا وكاملا، وأن يكون له قيمة عالمية بارزة، ويجب اختيار المواقع الأثرية لإثبات موضوع الترشيح بشكل مباشر. يشمل موضوع "تشيوانتشو: المركز العالمي للتجارة البحرية لأسرتي سونغ ويوان بالصين" 22 موقعا أثريا تمثيليا والمساحات المحيطة بها لتعكس النظام الاجتماعي لتشيوانتشو في أسرتي سونغ ويوان. تغطي تلك المواقع الهيكل الحضري وشبكات النقل والضمانات المؤسسية والمجتمعات المتنوعة غيرها من العناصر الثقافية الهامة، وتتميز بوجود ارتباطات وثيقة وظيفيا وفضائيا واجتماعيا وثقافيا بينها.

((الصين اليوم)): في السنوات العشرين الماضية، ما هي التغيرات في المفاهيم والإجراءات المتعلقة بحماية التراث، التي حدثت خلال التبادل مع خبراء اليونسكو؟

تشو تشن بينغ: المشروع بشأن ترشيح تشيوانتشو لإدراجها في قائمة التراث العالمي هو مثال نموذجي للتبادل والتعاون بين الصين واليونسكو، وهو المشروع الصيني الأول الذي تتعاون الصين فيه مع المجلس الدولي للمعالم والمواقع من أجل التقدم بطلب إدراج مواقع أثرية في قائمة التراث العالمي. قام الفريق المسؤول عن ترشيح تشيوانتشو في قائمة التراث العالمي، جنبا إلى جنب مع الفريق المسؤول عن تقديم مواد الطلب وفريق الخبراء الدولي المعتمد بتبادلات تقنية كاملة ومتعمقة واستكشافات مبتكرة، وذهبوا إلى مقر المجلس الدولي للمعالم والمواقع في باريس لإجراء المشاورات في إبريل وأكتوبر عام 2019. كما ساعد الفريق مستشاري المجلس الدولي للمعالم والمواقع من بريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية، الذين زاروا تشيوانتشو في مايو عام 2019، في إجراء التفتيش وتقييم المواقع الأثرية فيها. وفي يناير عام 2020، تم بنجاح تقديم الوثائق الفنية من نص الطلب وخطة إدارة المواقع الأثرية وغيرها من الوثائق المتعلقة بترشيح تشيوانتشو في قائمة التراث العالمي لمركز التراث العالمي بمنظمة اليونسكو. وفي يونيو عام 2021، حدد مركز التراث العالمي في تقريره مشروع "تشيوانتشو: المركز العالمي للتجارة البحرية لأسرتي سونغ ويوان بالصين" كمشروع موصى به للإدراج في قائمة التراث العالمي. أثنى التقرير بشدة على المضمون العام لنصوص المشروع، ومنطق بنائها العضوي لنظام التراث، وتلخيصها وشرحها الدقيق في إظهار قيم التراث العالمية، وأشار إلى أن نصوص المشرو قد عززت الإدراك والمصداقية والكمال للنظام العام لسلسلة التراث في تشيوانتشو خلال أسرتي سونغ ويوان.

(الصين اليوم)): هل زرتَ مواقع أثرية مماثلة في الخارج مع فريقك من أجل الاستفادة من الخبرات المفيدة؟ ما هي المكاسب والإلهامات أو هل حدثت أي عراقيل؟

تشو تشن بينغ: في عام 2019، زرتُ باريس مع الفريق الصيني المتخصص في الآثار الثقافية للتبادل مع الخبراء في المجلس الدولي للمعالم والمواقع، فاغتنمت هذه الفرصة لأتفقد المشروع الفرنسي "تلال الشمبانيا والمنازل والأقبية" المدرج في قائمة التراث العالمي. يشمل مشروع "تلال الشمبانيا والمنازل والأقبية" الموقع التاريخي لمزرعة العنب على سفح التل وقاعدة إنتاج الشمبانيا وقبو النبيذ تحت الأرض ومركز البيع والتوزيع (مصنع الشمبانيا)، مما يظهر عملية إنتاج النبيذ الكاملة. كما يحتوي مشروع "تشيوانتشو: المركز العالمي للتجارة البحرية لأسرتي سونغ ويوان بالصين" الهيكل المكاني المتكامل إقليميا مع وظائف الإنتاج والنقل والبيع المتكاملة. فألهمتنا هذه الزيارة بشكل كبير، وأدركنا ضرورة المحافظة على الآثار الثقافية وإدارتها بشكل أعمق. من أجل تعزيز حماية المواقع الأثرية في تشيوانتشو بشكل علمي وفعال ومستدام، اتخذنا تدابير إدارية طويلة الأجل، كما بنينا آلية إدارة لتنسيق المكاتب الإدارية التابعة للمدن والمحافظات، التي تقع فيها المواقع الأثرية المدرجة في قائمة التراث العالمي، سعيا إلى حماية سلامة المواقع الأثرية بشكل فعال.

((الصين اليوم)): تعرف تشيوانتشو باسم "المركز العالمي لعرض الثقافات المتنوعة"، ما هو رأيك في هذا الاسم؟

تشو تشن بينغ: تحمل تشيوانتشو لقب "المركز العالمي لعرض الثقافات المتنوعة"، لأن تاريخها يُظهر التبادلات بين الأعراق المختلفة والأديان المختلفة والحضارات المختلفة، مما يجذب انتباه اليونسكو.

التكوين العرقي المتنوع في تاريخ تشيوانتشو خلق الثروة الثقافية للتعايش السلمي بين الأديان المتعددة والمعتقدات. مع التغيرات التي طرأت على المجتمع، دخلت بعض الأديان مثل الإسلام والمسيحية والكاثوليكية إلى تشيوانتشو؛ بينما اختفت بعض الأديان مثل الهندوسية واليهودية على مر السنين، لكن لا تزال هناك بعض المباني الأثرية المتبقية فيها والتي تذكر التاريخ المزدهر لتلك الأديان؛ أما بعض الأديان مثل البوذية والمانوية، فتندمج مع الثقافات المحلية بنجاح. في عام 1991، زار وفد من اليونسكو تشيوانتشو خلال عطلة عيد الربيع، قال الدكتور دودو دين المسؤول عن إدارة مشروعات التراث العالمي: "عندما زرنا تشيوانتشو، رأينا مدينة تتبادل وتتعايش فيها مختلف الأديان والمجموعات العرقية والثقافات." في عام 1994، أقامت المنظمة المسؤولة عن مشروع طريق الحرير التابع لليونسكو ندوة دولية بعنوان "طريق الحرير البحري والثقافة الإسلامية" في تشيوانتشو؛ في ديسمبر عام 1997، أقامت اليونسكو الاحتفال بمرور عشر سنوات على "البحث الشامل لطريق الحرير"، وندوة أكاديمية دولية بعنوان "الصين وجنوب شرقي آسيا" في تشيوانتشو. في عام 2002، أقامت اليونسكو "المركز العالمي لعرض الثقافات المتنوعة" في تشيوانتشو، بناء على اكتشاف فريق البعثة العلمية في تشيوانتشو والعديد من نتائج البحث الأكاديمي.

((الصين اليوم)): في رأيك، ما هي أكبر قيمة لمدينة تشيوانتشو باعتبارها مشروعا جديدا في قائمة التراث العالمي؟ وما هو التنوير الذي يمكن أن تجلبه تشيوانتشو إلى العالم؟

تشو تشن بينغ: توضح تشيوانتشو تاريخ التبادلات الحضارية والتعلم المتبادل بين الصين وبلدان العالم الأخرى في العصور القديمة، من خلال أدلة تاريخية حية. إن نجاح إدراج تشيوانتشو في قائمة التراث العالمي له أهمية كبيرة بالنسبة للصين وللعالم. تظهر المواقع الأثرية في تشيوانتشو الحضارة والثقافة الصينية بشكل عميق من منظور التجارة البحرية، مما يوضح بشكل كامل للمجتمع الدولي مسيرة تطور الحضارة الصينية، التي تكمل فيها الزراعة والحضارة البحرية كل منهما الأخرى. كما يساعد تاريخ تطور تشيوانتشو في فترة أسرتي سونغ ويوان في إظهار روح المبادرة والانفتاح والتسامح والجراة على الابتكار، التي تم تناقلها في الثقافة الصينية حتى يومنا هذا. والنجاح في ترشيح تشيوانتشو لإدراجها في قائمة التراث العالمي يثبت أيضا أنه تم الاعتراف بحكمة التنمية الاجتماعية البارزة في تشيوانتشو في فترة أسرتي سونغ ويوان من قبل العالم. وهذا سوف يشجع أبناء تشيوانتشو على الاعتزاز بتراثهم الثقافي وحمياته جيلا بعد جيل، وعلى توراث الحكمة ذات التاريخ العريق، وعلى استكشاف الطريق الجديد للتنمية والابتكار. والقيمة الأكبر لإدراج مشروع آثار تشيوانتشو في قائمة التراث العالمي هو تسليط الضوء على الإنجازات التاريخية للصين في الحضارة البحرية في القرنين العاشر والرابع عشر، وهو أمر ذو أهمية كبيرة لتطور الحضارة البشرية وتبادل الحضارة البحرية العالمية. إن مفهوم التعايش السلمي و"تكامل الثقافات المتنوعة وتحقيق الازدهار المشترك والتمتع بثمار التنمية معا"، الذي كانت تتمسك به تشيوانتشو في التاريخ، هو أيضا الأساس التاريخي لبناء رابطة المصير المشترك للبشرية، وله أهمية تنويرية بالغة للتنمية المستدامة للاقتصاد العالمي في الوقت الحاضر والمستقبل.

((الصين اليوم)): ظلت تشيوانتشو مركزا هاما للنقل يربط بين الصين والدول الأجنبية منذ العصر القديم، وتقوم بالتجارة والتبادل مع العديد من البلدان والمناطق في العالم. ما هي الخصائص الهامة لتشيوانتشو من حيث التبادلات الدولية الآن؟

تشو تشن بينغ: وفقا لما جاء في كتاب ((موجز سجلات الجزر الأجنبية))، وهو كتاب عن تجربة مؤلفه وانغ دا يوان في رحلته إلى الخارج، أقامت تشيوانتشو علاقات مع 99 دولة ومنطقة في فترة أسرة يوان. في الوقت الحاضر، تتبادل تشيوانتشو مع المجتمع الدولي بشكل أوسع، وخاصة مع البلدان الواقعة على طول "الحزام والطريق" في التجارة، وقد أصبحت التبادلات التجارية بينها وبين الدول الأخرى القوة المحركة الجديدة للنمو المستمر للتجارة الخارجية في تشيوانتشو.

الآن، هناك رحلات من مطار جينجيانغ الدولي في تشيوانتشو إلى 13 مطارا على طول طريق الحرير؛ أصبح ميناء جينجيانغ ثاني أكبر ميناء بري دولي في الصين من حيث حجم الأعمال؛ بالإضافة إلى ذلك، تركز تشيوانتشو على التبادل مع المدن الأجنبية التي يمكنها التكامل مع الصناعات الصينية ولها خصائص تاريخية وثقافية وجغراقية، على طول "الحزام والطريق". وقد أقامت المدن والمحافظات التابعة لمدينة تشيوانتشو علاقات توأمة مع 17 مدينة أجنبية مثل نويشتات بألمانيا؛ في السنوات السبع الماضية، تجاوز حجم التجارة بين تشيوانتشو والدول الواقعة على طول طريق الحرير البحري 160 مليار دولار أمريكي؛ وأقامت تشيوانتشو أكثر من 150 معرضا تجاريا في أكثر من عشرين دولة، مما وسع تأثير وتواجد العلامة التجارية لتشيوانتشو في البلدان والمناطق الواقعة على طول طريق الحرير البحري.

علاوة على ذلك، أقامت تشيوانتشو أنشطة ثقافية مثل مهرجان الفن الآسيوي والمهرجان الدولي لطريق الحرير البحري وغيرهما، وأطلقت عروضا مسرحية ومعارض اقتصادية وتجارية وندوات أكاديمية وغيرها، مما يعزز التبادل الثقافي والتعاول بين تشيوانتشو والدول الأجنبية، ويعزز التفاهم والصداقة بين الشعوب.

((الصين اليوم)): كيف تعزز تشيوانتشو حماية المواقع الأثرية وتوراثها بعد إدراجها في قائمة التراث العالمي؟

تشو تشن بينغ: إدراج تشيوانتشو في قائمة التراث العالمي هو نقطة انطلاق جديدة ومجد كبير لتشيوانتشو، كما أنه أيضا مسؤولية كبيرة على تشيوانتشو في المحافظة على المواقع الأثرية. سوف نلتزم بقرارت الدورة الرابعة والأربعين للجنة اليونسكو للتراث العالمي و((اتفاقية التراث العالمي))، كما أننا نتعلم من الخبرات والممارسات الجيدة لحماية التراث في الصين وخارجها سعيا إلى إبراز القيمة العالمية والحقيقية والكاملة للآثار واتخاذ إجراءات الحماية المستدامة للمحافظة على المواقع الأثرية.

يجب علينا وضع القوانين واللوائح المتعلقة بحماية المواقع الأثرية أولا، للمحافظة على الشكل الأصلي لثقافة تشيوانتشو والاستفادة منها بشكل فعال؛ ثم يجب علينا دعم المتخصصين في حماية المواقع الأثرية وحث المحليين على المحافظة عليها في نفس الوقت. إن الرغبة في حماية المواقع الأثرية متجذرة في قلوب المحليين بشكل عميق، وهذا أساس هام للمحافظة على تلك التراث الثقافي بشكل كامل لآلاف السنين. في المستقبل، سوف نتعاون مع الخبراء والعلماء المتخصصين في حماية المواقع الأثرية في الصين وخارجها للقيام بالحفريات الأثرية والبحوث الأساسية من أجل استكشاف وتجميع القيمة التاريخية والحضارات الكامنة في التراث. في نفس الوقت، سوف نقيم المزيد من الأنشطة المتعلقة بحماية التراث الثقافي غير المادي مثل موسيقى نانين وأوبرا لييوان وعروض الدمى وغيرها من أجل جعل السكان المحليين يشاركون في نشر التراث الثقافي وحماية التراث. إلى جانب وضع منهج تعليمي عام للتراث، موجه نحو المدارس، من أجل حماية المواقع الأثرية من جيل إلى آخر؛ كما يجب علينا تحسين البيئة وتحقيق مشاركة التراث. تقع معظم المواقع الأثرية في تشيوانتشو في مناطق مزدحمة وحيوية. يعيش الكثير من سكان تشيوانتشو في المنطقة العازلة للتراث، التي تبلغ مساحتها 1ر7 كيلومترات مربعة، منذ أجيال، فترتبط حماية التراث بحياة المحليين في تشيوانتشو، ونسعى لتحويل الإجراءات المتعلقة بحماية التراث إلى تدابير عملية تفيد الناس، على سبيل المثال، تحسين البيئة المعيشية وتحسين المرافق والخدمات في المواقع الأثرية، كما قمنا بفتح 15 متحفا مجانا مثل متحف تشيوانتشو للمواصلات البحرية. سوف نقوم ببناء سلسلة من حدائق المواقع الأثرية، ليتمكن الزوار من أنحاء البلاد والعالم التمتع بالتراث الثقافي المدرج في "تشيوانتشو: المركز العالمي للتجارة البحرية لأسرتي سونغ ويوان في الصين".

©China Today. All Rights Reserved.

24 Baiwanzhuang Road, Beijing, China. 100037

京ICP备10041721号-4