ملف العدد < الرئيسية

التنين الشرقي ولؤلؤة الخليج

: مشاركة
2023-01-06 14:53:00 الصين اليوم:Source أنور حبيب الله:Author

البحرين دولة صغيرة تبلغ مساحتها أكثر من 770 كيلومترا مربعا، ويبلغ عدد سكانها حوالي 5ر1 مليون نسمة، وهي تشبه اللؤلؤة الجميلة المكنونة في منطقة الخليج. منذ وقت بعيد يعود إلى أكثر من ألفي سنة، قامت العلاقات التجارية بين الصين والبحرين والدول الأخرى المحيطة بالخليج من خلال طريق الحرير القديم، وتتطور العلاقات الودية بين الصين والبحرين بشكل متواصل منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين في عام 1989، وبفضل هذه العلاقات القائمة على أساس مبادئ التعاون السلمي والانفتاح والشمول والتعلم المتبادل والاستفادة المتبادلة والمنفعة المتبادلة والكسب المشترك، حقق التعاون العملي الثنائي إنجازات مثمرة في مجالات مختلفة.

تتعمق الثقة السياسية المتبادلة بين الصين والبحرين، وتتعزز التبادلات العالية المستوى بين الجانبين باستمرار. باعتبارهما دولتين ناميتين، تتمسك الصين والبحرين بطريق التنمية المتفق مع الحالة الواقعية لكل منهما، وتعارضان تسييس حقوق الإنسان و"المعايير المزدوجة" التي تتخذها بعض الدول الغربية، وتتبادلان الدعم والثقة في الشؤون الدولية. قام الملك حمد بن عيسى بزيارة الصين في عام 2013، حيث توصل زعيما البلدين إلى توافق عام بشأن تعميق العلاقات الثنائية؛ وزار يوي تشنغ شنغ، رئيس المجلس الوطني للمؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني وقتذاك، البحرين في عام 2014؛ والتقى رئيس اللجنة الدائمة للمجلس الوطني لنواب الشعب الصيني لي تشان شو عبر تقنية الفيديو مع رئيسة مجلس النواب البحريني فوزية زينل في عام 2021، كما قام وزيرا خارجية البلدين بتبادل الزيارات بنجاح في عام 2022، فقد أرست التبادلات الودية العالية المستوى بين الجانبين أساسا متينا لتطور العلاقات الثنائية.

حقق التعاون التجاري والاقتصادي بين الصين والبحرين إنجازات مثمرة. تتناسق وتتواءم مبادرة "الحزام والطريق" و"رؤية البحرين 2030" بشكل عميق. الصين هي أكبر دولة مصدرة للبحرين لسنوات عديدة، وينمو حجم التبادل التجاري بين البلدين بوتيرة مستقرة. تستثمر شركات صينية عديدة في مجالات الطاقة والعقارات والاتصالات وغيرها من مشروعات البنية التحتية والمعيشة الشعبية في البحرين، في إطار مبادرة "الحزام والطريق". مشروع محطة "الدور 2" للطاقة، الذي تنفذه شركة شاندونغ لتشييد الطاقة الكهربائية (SEPCOIII) الصينية، مشروع مهم في "رؤية البحرين 2030"، قدرته الإنتاجية الكاملة تشكل 25% من إجمالي الطاقة الكهربائية في مملكة البحرين. وشركة هواوي شريك تعاون مهم في مجال التحول الرقمي للبحرين. وأصبحت شركة أباحسين فيبرجلاس (Abahsain Fiberglass M.E) التي تمتلك شركة بوليكومب الدولية بتشونغتشينغ الصينية (Chongqing Polycomp International Corp) أكبر حصة في أسهمها، وشركة آيكه لهندسة التبريد بنينغبوه الصينية نموذجين مثاليين لتنوع اقتصاد البحرين. مشروع الإسكان في سترة الذي تنفذه شركة هندسة الماكينات الصينية مشروع مهم لمعيشة الشعب، يحظى بتقدير كبير من قبل العائلة المالكة البحرينية ويتطلع إليه الشعب. استثمرت البحرين مائة مليون دولار أمريكي في بناء "مدينة التنين الصيني" التي تبلغ مساحتها 115 ألف متر مربع، وتجمع بين وظائف العرض والبيع بالتجزئة والبيع بالجملة والترفيه، اجتذبت المدينة ما يقرب من 800 تاجر، ويتجاوز حجم التداول السنوي فيها 200 مليون دولار أمريكي، وقد صارت نجمة جديدة للتسوق والسياحة في البحرين ودول الخليج.

التواصل بين الشعبين الصيني والبحريني رائع ومتنوع. تم افتتاح معهد كونفوشيوس في جامعة البحرين رسميا في عام 2014، يبلغ عدد الموظفين الحكوميين والطلبة والشخصيات من الأوساط المختلفة الذين يدرسون اللغة الصينية ويتعرفون على الثقافة الصينية فيه أكثر من ألفين. حقق تعليم اللغة الصينية تقدما ملحوظا في المدارس الثانوية في البحرين، يذهب طلاب البحرين المبعوثون إلى الصين للدراسة كل عام، وشارك أكثر من مائتي موظف حكومي وتقني في تدريبات تقنية متخصصة تنظمها وزارة التجارة الصينية؛ زارت عدة فرق فنية صينية على مستويات المقاطعة والمدينة البحرين، وجذب الأسبوع الثقافي الصيني والشهر الثقافي الصيني وغيرهما من النشاطات الثقافية الصينية اهتمام ومشاركة أهالي البحرين. كما أن اتفاقية التعاون لإنشاء المركز الثقافي الصيني في البحرين تزيد التفاهم المتبادل بين الشعبين بشكل عميق. البحرين أول دولة خليجية تمنح حاملي جواز السفر الصيني تأشيرة الدخول لدى وصولهم. يذهب كثير من الزوار الصينيين إلى البحرين لتجربة الثقافة والتاريخ والعادات العربية، بجانب مشاهدة مسابقات فورمولا- 1 والمعارض الدولية المتنوعة.

تتجسد الصداقة العميقة بين الصين والبحرين في مكافحة كوفيد- 19 بشكل عميق. دعمت البحرين بقوة مجموعة الصين الوطنية للصناعات الدوائية في إجراء المرحلة الثالثة من التجارب السريرية منذ تفشي كوفيد- 19، وشارك ولي العهد الأمير سلمان بن حمد في التجربة بنفسه، تجاوز عدد المتطوعين المحليين 7700. والبحرين من الدفعة الأولى للدول التي وافقت على استخدام اللقاحات المصنوعة من قبل مجموعة الصين الوطنية للصناعات الدوائية، ووفرت الصين التسهيلات للبحرين في الشراء الطارئ للقاحات. يتبادل الجانبان المساعدة ويعملان يدا بيد للتغلب على الصعوبات في مكافحة الوباء الذي لم يشهده العالم منذ قرن من الزمن، وأصبح أساس التفاهم والتوافق بين الشعبين أكثر متانة بمرور الأيام.

يقول المثل العربي: "لتصل أسرع، سر بمفردك، ولتصل أبعد، سر مع رفاق يعتمد عليهم". إن ثلاثة وثلاثين عاما من مسيرة تطور العلاقات الودية بين الصين والبحرين، أوضحت بشكل كاف أن الصداقة الودية بين الجانبين تنبع من التقاليد الثقافية للصداقة الصادقة والالتزام المشترك بين البلدين بالمبادئ الأساسية للاستقلال والاحترام المتبادل، ومن المهمة المشتركة لتعزيز التنمية الاقتصادية وتحسين معيشة الشعب. عقدت القمة الصينية- العربية الأولى في ديسمبر عام 2022، وسوف يحقق التعاون العملي الثنائي بين الصين والبحرين في المجالات المختلفة قفزة كبيرة، وسيرتقي التعاون الإستراتيجي بين الصين وأعضاء مجلس التعاون لدول الخليج العربية إلى مستوى أعلى، الأمر الذي سيعطي زخما قويا لرابطة المصير المشترك بين الصين والدول العربية في العصر الجديد، وسيجعلها تتمتع بمستقبل مشرق وجميل.

--

أنور حبيب الله، سفير الصين لدى مملكة البحرين.

 

©China Today. All Rights Reserved.

24 Baiwanzhuang Road, Beijing, China. 100037

京ICP备10041721号-4