ملف العدد < الرئيسية

قولو تعبر الجبل بحبل فولاذي

: مشاركة
2023-04-07 16:06:00 الصين اليوم:Source ما لي:Author

في صباح الرابع والعشرين من فبراير سنة 2023، ذهب النائب تشنغ وانغ تشون عضو المجلس الوطني الرابع عشر لنواب الشعب وأمين فرع الحزب الشيوعي في قرية قولو ومدير لجنة أبناء القرية، إلى لجنة أبناء القرية للإصغاء إلى آراء أعضاء الحزب والكوادر والجماهير مرة أخرى قبل انطلاقه إلى بكين لحضور الدورتين السنويتين للمجلس الوطني لنواب الشعب الصيني والمؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني لعام 2023. يستغرق السفر من بيت تشنغ وانغ تشون إلى مقر لجنة أبناء القرية ذهابا وإيابا ثلاث ساعات، على طريق جبلي شديد الانحدار يبلغ طوله خمسة كيلومترات وعرضه لا يتجاوز مترا واحدا ولا يمكن السير عليه إلا بالحصان.

تقع قرية قولو على جرف مدخل وادي نهر دادو في ناحية يونغلي بمحافظة هانيوان في مقاطعة سيتشوان، ولأن أبناء القرية كانوا يخرجون ويدخلون قريتهم اعتمادا على تسلق سلم من الخيزران المعلّق، تُسمى هذه القرية بـ"القرية على السلم المعلّق" و"قرية الجرف".

قرية قولو، المأهولة بأبناء قومية يي، يبلغ عدد سكانها 680 نسمة. من أجل حل مشكلة صعوبة السفر لأهلها، حفر أبناء القرية هذا الطريق الجبلي على شكل "Z" على الجرف الشاهق تحت قيادة لجنة فرع الحزب ولجنة القرويين في القرية في عام 2003، مما فتح قناة لتواصل القرية مع الخارج. وفي عام 2016، استثمرت الحكومة المحلية أكثر من 24 مليون يوان (الدولار الأمريكي يساوي 8ر6 يوانات حاليا) لإنشاء طريق تلفريك بطول 760 مترا؛ وفي عام 2018، تم افتتاح التلفريك رسميا، الأمر الذي أنهى عزلة القرية عن الخارج تماما، وأصبحت القرية مقصدا سياحيا مشهورا على شبكة الإنترنت. وفي هذا العام، نجحت قرية قولو في التخلص من الفقر، وشقت طريق تحقيق الثراء من خلال السياحة الريفية.

نائبان ببصيرة ثاقبة

قبل عشر سنوات، اُنتخبت لوه يون ليان نائبة في المجلس الوطني الثاني عشر لنواب الشعب، وكانت تتولى منصب أمينة فرع الحزب الشيوعي في قرية قولو. وتحت قيادتها، تم بناء طريق التلفريك في قرية قولو، فاختصر وقت مغادرة القرية من ثلاث ساعات إلى ثلاث دقائق. وبدأت القرية تزدهر في كافة القطاعات، حيث يزرع أبناء قومية يي في القرية أشجار الديش الصيني والجوز حول ديارهم على منحدرات الجبل. قالت لوه يون ليان: "يزداد عدد السياح في قريتنا، فنشجع ونساعد أبناء القرية على فتح الأنزال الريفية، وقد أصبح كثير منهم يكسبون دخلا من السياحة." أصبحت القرية بخبرتها في هذا المجال نموذجا للتغلب على مشكلات التخلص من الفقر المستعصية في مقاطعة سيتشوان.

عند مشاركة الأمين العام شي جين بينغ في مداولات وفد سيتشوان خلال الدورة الخامسة للمجلس الوطني الثاني عشر لنواب الشعب الصيني، في الثامن من مارس عام 2017، عرضت لوه يون ليان التغيرات الطيبة التي شهدتها قرية قولو بعد الكارثة والتخلص من الفقر. قالت: "قال لنا الأمين العام إن مفتاح العمل على التخفيف من حدة الفقر هو بذل جهود دقيقة، ووضع حد لـتربية الكسالى‘." الآن، يسر لوه يون ليان وأبناء القرية أن قرية قولو شقت طريق التخلص من الفقر من خلال التنمية المندمجة للبيئة الإيكولوجية الطبيعية والثقافة القومية وطريق النهضة الريفية.

تشنغ وانغ تشون شاهد ودافع لتغيرات قرية قولو. في عام 2012، استقال من عمله ذي الراتب الكبير في مدينة شنتشن بمقاطعة قوانغدونغ، وعاد إلى القرية مع بعض الشباب، وقادهم لفتح نزل ريفي لتطوير السياحة الريفية. بفضل مهارته في ممارسة التجارة وقدرته على قيادة الآخرين في تحقيق الثراء، اُنتخب نائبا لرئيس لجنة أبناء القرية. وفي عام 2020، اُنتخب أمينا لفرع الحزب بالقرية ورئيسا للجنة أبناء القرية.

بعد أن حل محل لوه يون ليان في منصب أمين فرع الحزب بالقرية، اتخذ تشنغ وانغ تشون السياحة الريفية كنقطة الاختراق للتنمية المستدامة. قاد أبناء القرية، خلال السنتين الأخيرتين، في إقامة مركز استقبال السياح ومواقف العربات الإيكولوجية وميدان الثقافة القومية ومنصة مشاهدة مناظر نهر دادو وغيرها وتحسين مرافقها، كما دعا الخبراء من المحافظة لإرشاد أبناء القرية بأيديهم من أجل رفع قدرة استقبال السياح. وبفضل مستوى الخدمة المرتفع، زاد رضا السياح، وذاعت شهرة قرية قولو، فازداد عدد السياح في القرية. ومن أجل جذب المزيد من السياح، ستطلق القرية برامج سياحية متعمقة، مثل جولات الوالدين والطفل وجولات تجربة التراث الثقافي غير المادي، لتحويل "جولات مشاهدة المناظر ليوم واحد" إلى "جولات تجربة متعددة الأيام". قال تشنغ وانغ تشون إن قرية قولو مأهولة بأبناء قومية يي ويرجع تاريخها إلى مئات السنين. وفي وقت التمتع بمناظر الوادي الجميلة، يمكن أن يعرف السياح ويشعروا بالثقافة التقليدية لقومية يي، الأمر الذي سيرفع جودة السياحة الريفية لقرية قولو وفحوى ثقافة قومية يي.

في السنتين الأخيرتين، قاد تشنغ وانغ تشون الناس لتمهيد الطرق العامة وتركيب مصابيح الشوارع وزراعة نحو ألف مو (الهكتار يساوي 15 مو) أخرى من أشجار الديش الصيني والجوز وأكثر من خمسمائة مو من أشجار البرقوق الأحمر وأكثر من أربعين مو من العقاقير الطبية الصينية، على أساس زراعة المحاصيل الأصلية. وازداد عدد الأنزال الريفية إلى 21، وأصبح إنتاج وحياة أبناء القرية أكثر سهولة، وصناعات التنمية أكثر تنوعا، ويرتفع متوسط دخل الفرد سنويا.

"الحياة الجديدة" لقرية قولو

لان مينغ شيانغ، التي يبلغ عمرها اثنتين وتسعين سنة الآن، تزوجت وهي في السادسة عشرة من عمرها وبدأت تعيش في قرية قولو ولم تغادر الجبل منذ ذلك الوقت. وقال تشنغ وانغ تشون إنه أيضا لم يخرج من القرية حتى بلغ عمره اثنتي عشرة سنة، لأن الخروج كان يعتمد على "السلم المعلّق" على الجرف، وعلى الجانب الآخر للسلم نهر دادو ذي التيار المتدفق الهادر، فبالنسبة إلى الأطفال، كان السفر خطيرا. بعد تشغيل طريق التلفريك لقرية قولو في عام 2018، عادت العجوز لان مينغ شيانغ لأول مرة إلى بيت أهلها الذي يقع في سفح الجبل، وأخبرت تشنغ وانغ تشون أنها لم تتوقع أن قرية قولو تتطور إلى هذا الحد، وتريد أن تعيش سنوات أخرى فيها.

بفضل سهولة المواصلات والنقل، جاء مزيد من السياح إلى قرية قولو، فأدى ذلك إلى ارتفاع دخل أبناء القرية وجلب مفهوم جديد للتنمية. شن شاو هوا البالغ من العمر أكثر من خمسين سنة، فتح النزل الريفي الأول في القرية. في البداية، كان يقدم الوجبات البسيطة للسياح. مع ازدياد عدد السياح، قام بإصلاح وترميم الدار القديمة لعائلته لتمتلئ كل الغرف الثماني في داره بالسياح كل يوم في موسم السياحة. وعاد ابنه وزوجة ابنه اللذان كانا يعملان خارج القرية لإدارة النزل الريفي، ويتراوح دخل عائلته من السياحة الريفية ما بين مائة ألف ومائتي ألف يوان كل سنة.

قال شن شاو هوا إن التكلفة الإجمالية لإصلاح الدار القديمة في عام 2013 بلغت 150 ألف يوان، منها مائة ألف يوان لنقل مواد البناء بسبب صعوبة المواصلات والنقل. وبعد تشغيل طريق التلفريك، انخفضت نفقات شحن نفس مواد البناء إلى حوالي عشرين ألف يوان فقط.

قال تشنغ وانغ تشون، إن الشباب الذين كانوا يعملون خارج القرية عادوا إلى القرية لتأسيس المشروعات بعد تطور السياحة. وخاصة بعد تشغيل خدمة التوصيل السريع إلى القرية والتغطية الكاملة لشبكة الواي فاي، استخدم الشباب أيضا هواتفهم الذكية لتسويق مطرزات قومية يي والديش الصيني والجوز ولحم الماعز والعسل، وغيرها من المنتجات المحلية عبر البث المباشر، لبيعها في أنحاء الصين.

تعزيز التنمية الاقتصادية من خلال حماية البيئة

كان موضوع حماية وتنمية قرية قولو يواجه شكوكا وارتيابا، حيث قال بعض الناس إن إنشاء طريق تلفريك باستثمار 24 مليون يوان من مخصصات الحكومة كان يكفي لبناء قرية جديدة على سفح الجبل لأبناء القرية؛ وقال آخرون إن توزيع نفقات بناء طريق تلفريك على كل أبناء القرية أكثر إفادة لهم. ولكن تشنغ وانغ تشون يعتقد أن الحكومة خصصت الأموال لإنشاء طريق تلفريك لأن الثقافة التقليدية لن تستعاد بعد هدم القرية القديمة واختفاء ثقافتها، وهي جذر وشريان أبناء قومية يي. في الوقت الحالي، أصبحت قرية قولو بطاقة ذهبية للسياحة الريفية على ضفة نهر دادو في مقاطعة سيتشوان، وتدفع تطور الاقتصاد السياحي الإقليمي في المنطقة حولها.

كيف ندفع التنمية الاقتصادية من خلال حماية البيئة؟ قال خبير الفلكلور المشهور بجامعة المعلمين في بكين شياو فانغ، إن قرية قولو ما زالت في المرحلة الأولية لاستكشاف تنمية الاقتصاد السياحي من خلال حماية البيئة، فيقترح على القرية أن تستفيد من مزاياها في الثقافة التقليدية لقومية يي، بالإضافة إلى تطوير الرسم من الطبيعة والأعمال اليدوية للتراث الثقافي غير المادي وزيارة مناظر الوادي وغيرها من المشروعات السياحية الجديدة، للمحافظة على القوة الجاذبة للقرية.

قال تشنغ وانغ تشون، إنه حضر دورة المجلس الوطني لنواب الشعب الصيني لهذا العام مع موقف التعلم، فهو يهتم بإجراءات البلاد في دفع النهضة الريفية. وبالنسبة لتنمية قرية قولو، يرى أنه ينبغي الارتقاء بالصناعة على أساس حماية القرية القديمة. وقد أدرج إصلاح بيئة إسكان الناس وترميم البيوت القديمة وتطوير الأنزال الريفية وغيرها، في خطة تعزيز التنمية المندمجة للزراعة والسياحة وتقوية الاقتصاد الجماعي لقرية قولو.

 

©China Today. All Rights Reserved.

24 Baiwanzhuang Road, Beijing, China. 100037

京ICP备10041721号-4