ملف العدد < الرئيسية

لو مان عادت إلى قريتها لريادة الأعمال فأصبحت نائبة بمجلس الشعب

: مشاركة
2023-04-07 16:07:00 الصين اليوم:Source هوانغ يوي هاو:Author

قبل عشر سنوات ونيف، قررت الشابة العشرينية لو مان ترك وظيفتها المستقرة في المدينة، والعودة إلى قريتها بمقاطعة جيانغسو، لتبدأ مشروعها الخاص.. تربية الدجاج الرومي. نجح مشروع لو مان وحققت الثراء لنفسها، بل وقادت أبناء قريتها على طريق ريادة الأعمال معا، فحققوا الثراء أيضا. ولذلك فقد اختيارها نائبة بالمجلس الوطني لنواب الشعب الصيني لدورتين متتاليتين.

"الإنترنت+" يوفر فرصة لريادة الأعمال في الريف

في سنة ألفين وعشرة، كانت لو مان قد تخرجت للتو في الجامعة، وكان صديقها المقرب لياو تشنغ جيون قد اتخذ قراره بالعودة إلى مسقط رأسه لإقامة مشروع تربية الدجاج الرومي. تأثرت وتخلت عن وظيفتها المستقرة في شركة حكومية، وعادت إلى قرية تشنجيا النائية بمحافظة جيانهو في جيانغسو لتشارك رفيقها في مشروعه. السبب الذي جعل لياو تشنغ جيون يختار تربية الدجاج الرومي، هو أنه أثناء عمله في مدينة شانغهاي اكتشف أن هذا النوع من الدجاج له قيمة غذائية عالية، وأنه يتناسب مع سعي عدد متزايد من الصينيين إلى اتباع نظام غذائي صحي، في وقت لا يوجد كثير من الناس يعملون في تربية الدجاج الرومي. لم تكن رحلة عودة الشاب والفتاة إلى القرية لريادة الأعمال سهلة، برغم حماستها المتوقدة. كان العائق الأكبر هو الافتقار إلى رأس المال الكافي للمشروع. وللتغلب على هذه العقبة، كان عليهما أن يعملا كل شيء بنفسهما. ومن أجل فتح أسواق لمنتجاتهما، اضطرت لو مان إلى نقل كمية كبيرة ثقيلة من الدجاج الرومي إلى الفنادق لترويجها بنفسها، وبرغم ذلك، لم يتمكن الاثنان حتى من الحصول على عشرة يوانات في أصعب الأوقات. لم يكن ما تفعله لو مان مفهوما لدى المحيطين بها، وظنوا أنها تفضل حياة الشقاء والتعب في الريف على الحياة والعمل المستقر في المدينة، ومنهم من رأى أنها أضاعت سنوات دراستها في الجامعة هباء. بيد أن الفتاة الريفية لم يفارقها تفاؤلها بالسوق الكبيرة في الريف.

في عام 2012، خفت مشكلة تمويل مشروع تربية الدجاج الرومي بدعم من قروض ريادة الأعمال التي تقدمها الإدارات الحكومية المحلية المعنية، وأصبح حجم مزرعة لو مان للديوك الرومية أكبر فأكبر. وبعد تربية عدد كبير من الدجاج الرومي العالية الجودة، بدأت لو مان تفكر في كيفية تسويقها. في ذلك الوقت، لم تكن التجارة الإلكترونية مزدهرة، بيد أنها أدركت أن لياو تشنغ جيون كان يعمل في شركة برمجيات قبل عودته إلى القرية، فأسس الاثتنان "شبكة تيانخه للزراعة البيولوجية" لتسويق الدجاج الرومي عبر الإنترنت. سرعان ما حقق نموذج "الإنترنت+ سلالة جديدة من الدجاج الرومي" نجاحا وجذب عددا كبيرا من العملاء. بالإضافة إلى ذلك، استأجرت لو مان حوالي مائة مو (الهكتار يساوي 15 مو) من الأراضي لتوسيع مزرعتها التي صارت تسمى بـ"مزرعة تيانخه الإيكولوجية لتربية الطيور النادرة". تتبنى لو مان نموذج الاقتصاد الدائري في إدارة مزرعتها، حيث يمكن تحويل روث الدجاج الرومي لمغذيات للنباتات ومواد لإنتاج غاز الميثان الذي يولد الكهرباء التي تستخدم في تدفئة أفراخ الدجاج الرومي.

في مايو 2012، أسست لو مان "تعاونية تيانخه للزراعة الإيكولوجية الاختصاصية"، وجمعت القرويين المهتمين بتربية الدجاج الرومي معا، حيث وفرت الأفراخ والإرشادات الفنية لهم مجانا، ودعت خبراء متخصصين لتدريبهم. في عام 2014، أصبحت قرية تشنجيا ضمن الدفعة الأولى للقرى النموذجية للتجارة الإلكترونية في مقاطعة جيانغسو. حتى تاريخه، استطاعت ثلاثمائة واثنتا عشرة أسرة من أصل أربعمائة وست وسبعين أسرة ريفية في القرية تسويق المنتجات الزراعية من خلال منصات التجارة الإلكترونية، وارتفع متوسط الدخل السنوي للفرد هناك من اثني عشر ألف يوان (الدولار الأمريكي يساوي 8ر6 يوانات حاليا) قبل تربية الدجاج الرومي إلى ستة وعشرين ألف يوان. بالإضافة إلى ذلك، تمتلك التعاونية الآن قاعدة تكاثر مساحتها ألف مو، يعمل بها أكثر من مائة موظف وموظفة، وتنتج ثلث إجمالي إنتاج الصين من بيض الدجاج الرومي، وتحقق مبيعات سنوية أكثر من مائة مليون يوان، مما ساعد أكثر من ألفي فرد على زيادة دخولهم وتحقيق الرخاء.

"الإنترنت+" هو سلاح لو مان السحري لقيادة القرويين لتحقيق الثراء معا. في عام 2020، لفت خبر نشره أحد الأصدقاء انتباه لو مان. جاء في الخبر أن عجوزا في محافظة باوجينغ الشديدة الفقر في مقاطعة هونان، ينتابها القلق من عدم قدرتها على تسويق منتجاتها من الحمضيات مع اقتراب رأس السنة الجديدة. وحسب الخبر، فإن الحمضيات سوف تفسد مع ارتفاع درجة الحرارة، وذلك يعني أن مجهود العجوز لمدة عام قد يذهب سدى. عندما علمت لو مان بالخبر، هرعت على الفور إلى هونان وساعدت العجوز في تسويق الحمضيات باستخدام اتصالاتها في المجال الزراعي، فتم بيع أربعين ألف كيلوغرام من الحمضيات في ثلاثة أيام. بفضل مساعدتها. وفي نفس الوقت، اكتشفت لو مان أن حالة كساد الحمضيات المحلية منتشرة، وقد وصل حجم الحمضيات الكاسدة إلى أكثر من مليون طن في المحافظة. كما وجدت، من خلال البحث، أنه على الرغم من وفرة حصاد الحمضيات، فإن عدد الشباب هناك قليل جدا، ولا يعرف كبار السن كيفية تسويقها. فطرحت لو مان "اقتراحات بشأن تعزيز التنمية العالية الجودة للتجارة الإلكترونية الريفية والمساعدة في إنعاش المناطق الريفية" في الدورتين السنويتين، وفقا لتجربة تحقيق الثراء باستخدام الإنترنت في مسقط رأسها، آملة مساعدة المزيد من المزارعين على بيع منتجاتهم الزراعية بقوة الإنترنت.

المساعدة في إنهاض الريف بجذب الأكفاء

ترى لو مان أن نقص الأكفاء، وخاصة من الشباب، من أكبر المشكلات التي تواجهها عملية إنهاض الريف. بذلت لو مان كثيرا من الجهود من أجل جذب المزيد من الأكفاء للعودة إلى مسقط رأسهم لريادة الأعمال. في عام 2015، أسست لو مان منصة ريادة الأعمال "فضاء شيانغ قالا الجماعي لريادة الأعمال"، والتي جذبت خريجي الجامعات والعائدين إلى مسقط رأسهم والنساء اللاتي خرج أزواجهن للعمل خارج القرى لتشكيل فرق لريادة الأعمال. ونقلت لهم تجربتها وقدمت لهم الاستشارات المجانية في ريادة الأعمال. في عام 2020، أنشأت أيضا مدرسة جيونمان للتدريب المهني لمساعدة المزارعين الشباب على إتقان مهارات العمل التجاري، وتعزيز قدرة التسويق، وتعلم ترويج المنتجات الزراعية عن طريق البث المباشر، والتحول إلى "مزارعين جدد"، وحل مشكلة "ماذا يفعل سكان الريف في الريف، وماذا يفعل سكان المدن في الريف".

مؤخرا، من أجل جذب المزيد من خريجي الجامعات الشباب لبناء القرى، تدفع لو مان توسيع وترقية "خطة الخدمة التطوعية لطلاب الجامعات في شمالي جيانغسو" لتصبح "خطة الخدمة التطوعية لخريجي الجامعات لإنهاض الأرياف". حققت "خطة شمالي جيانغسو" إنجازات جيدة، حيث أرسلت 11612 متطوعا للقيام بالخدمة التطوعية في شمالي جيانغسو لفترة تتراوح من عام إلى عامين، ويواصل ما يقرب من 60% من المتطوعين ترسيخ جذورهم على مستوى القاعدة الشعبية بعد انتهاء فترة خدمتهم. ومع ذلك، لا تزال الخطة تواجه بعض المشكلت، مثل عدم كفاية التغطية، الطلب الكبيرعلى الأكفاء الشباب وقلة الفرص لطلاب الجامعات للمشاركة في إنهاض الأرياف. لذلك، تأمل لو مان في توسيع وترقية "خطة شمالي جيانغسو" لتصبح "خطة إنهاض الأرياف" لتوسيع نطاق الخدمة من شمالي جيانغسو إلى جميع القرى والبلدات الزراعية في أنحاء الصين، لإفساح المجال لتجربة جيانغسو للمساعدة في إنهاض الأرياف على المستوى الوطني.

رحلة جديدة لأداء الواجبات

يلعب الأكفاء دورا مهما في إنهاض الأرياف، فتعمل لو مان دائما على جذب الأكفاء لدعم إنهاض الأرياف. في عام 2018، انتخبت لو مان نائبة في المجلس الوطني الثالث عشر لنواب الشعب الصيني، وقدمت 41 اقتراحا ومقترحين حول موضوعات، مثل إنهاض الأرياف وريادة الأعمال للشباب والتحديث الزراعي، بما في ذلك: "اقتراح بشأن مواصلة تنفيذ بناء القرى الرقمية للمساعدة بشكل أفضل في إنهاض الأرياف" و"اقتراح حول كيفية تعزيز تدريب المزارعين المتخصصين الجدد بشكل أفضل" و"اقتراح بشأن زيادة الدعم لقطاع التوصيل السريع للمنتجات الزراعية" وإلخ. لقد توسعت رؤية لو مان وتفكيرها بفضل عضويتها في المجلس الوطني لنواب الشعب الصيني لمدة خمس سنوات. قالت: "لا أهتم بإثراء نفسي وقريتي فحسب، وإنما أيضا أنظر إلى السوق بأكمله والزراعة بأكملها من منظور شامل، وأتعلم من النواب الممتازين. في نفس الوقت، أعمل على دراسة وفهم السياسات الوطنية وتطبيقها لإدراك التحديث الزراعي بشكل أفضل واستكشاف طريقة تحقيقه".

في "آراء اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني ومجلس الدولة بشأن إكمال العمل الرئيسي في التعزيز الشامل لإنهاض الريف في عام 2023"، تم اقتراح تعزيز بناء فرق الأكفاء الريفيين. توافق لو مان على ذلك بشدة، وتعتقد "أنه سيصعب تحقيق نتائج بدون مشاركة الأكفاء، حتى لو استثمرنا الكثير من الأموال". في هذا العام، انتخبت لو مان نائبة بالمجلس الوطني الرابع عشر لنواب الشعب الصيني، وقالت إنها ستواصل الاهتمام بإنهاض الريف وكيفية جذب الأكفاء الشباب وإبقائهم في المناطق الريفية.

 

©China Today. All Rights Reserved.

24 Baiwanzhuang Road, Beijing, China. 100037

互联网新闻信息服务许可证10120240024 | 京ICP备10041721号-4