ملف العدد < الرئيسية

تطوير القطاع الخاص بعمق بناء على الخبرات المتراكمة

: مشاركة
2023-05-12 13:57:00 الصين اليوم:Source تشن سي جيا:Author

الشركات غير المملوكة للدولة قوة مهمة لتعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية في الصين. خلال الأكثر من الأربعين سنة المنصرمة منذ انتهاج سياسة الإصلاح والانفتاح، أخذت الشركات الخاصة في التطور باستمرار بدعم من السياسات الوطنية، واعتمادا على فهمها العميق للسوق، وباتت لديها الشجاعة للتوسع وتحقيق التحول والارتقاء الصناعي عن طريق الابتكار المستقل، بل وامتدت أعمالها إلى خارج الصين.

الانخراط في المشروعات الوطنية الكبرى

في معرض شركة دونغنان للمصاعد، يمكن رؤية رسالة شكر بعث بها مكتب الفريق الرائد لمشروع استكشاف القمر إلى هذه الشركة، تقديرا لجهودها في دعم تحقيق الإنجازات في مجال الفضاء الجوي الصيني. جاء في الرسالة: "نشكركم على تقديم المصاعد المقاومة للانفجار، التي صنعتها شركتكم. لقد عملت المصاعد بشكل مستقر وآمن خلال تنفيذ مهمة تشانغآه- 4، مما ضمن حركة العاملين في موقع الإطلاق."

تأسست شركة دونغنان للمصاعد في مدينة سوتشو بمقاطعة جيانغسو في عام 1998، وهي شركة غير مملوكة للدولة تعمل رئيسيا في تصنيع المصاعد. المصاعد المقاومة للانفجار، التي تصنعها شركة دونغنان، مثبتة على الرافعات البرجية في محطة إطلاق الأقمار الاصطناعية لنقل رواد الفضاء والقائمين بالاختبارات، وتُعد هذه المصاعد ذات أعلى مستوى أمان في العالم الآن. قال تشين جيان تسونغ، رئيس شركة دونغنان للمصاعد، بفخر: "حاليا، يمكن رؤية منتجات وخدمات شركة دونغنان للمصاعد في القواعد الصينية الرئيسية الأربع لإطلاق الأقمار الاصطناعية."

يعرف تشين جيان تسونغ بعمق قواعد السوق، وقد لخص مسار تطور الشركة في السنوات الخمس والعشرين الماضية في كلمة "التميز"، وقال: " من أجل التميز من بين العدد الكبير لشركات المصاعد المحلية، علينا أولا أن نتعلم المنافسة بطرق مختلفة وأن نسلك مسارا لا يجرؤ الآخرون على سلكه؛ وثانيا أن نفهم أهمية الابتكار التكنولوجي. فقط من خلال إجادة التقنيات المتقدمة يمكن أن نصبح روادا في هذا المجال."

في تسعينات القرن العشرين، عندما انتعش الاقتصاد الصيني، قامت مدينة سوتشو بتطوير الاقتصاد الخاص لتحويل الكثير من المؤسسات الريفية إلى مؤسسات غير مملوكة للدولة، ومن بينها شركة دونغنان للمصاعد. وفي عام 1998، تولى تشين جيان تسونغ منصب رئيس شركة دونغنان للمصاعد.

قال تشين جيان تسونغ: "في البداية، لم يكن عدد العاملين في شركتنا كبيرا، ولم يكن لدينا االأموال الكافية. كان لدينا فقط فريق بحث وتطوير مكون من خمسة أشخاص، ولم تكن هناك شركات صينية تقوم ببحث وتصنيع المصاعد المقاومة للانفجار آنذاك، فأردتُ سد الفجوة في سوق المصاعد المقاومة للانفجار محليا." ذهب تشين جيان تسونغ مع فريقه إلى أكثر من عشر مدن، منها بكين ولانغفانغ وشانغهاي، لزيارة عشرات الخبراء، وبذل جهودا مضنية لإجراء الآلاف من التصاميم والتجارب والتعديلات، وأخيرا، نجحوا في تصنيع أول مصعد مقاوم للانفجار محليا في الصين. كانت شركة دونغنان للمصاعد واحدة من الوحدات الرئيسية لصياغة المواصفات القياسية الوطنية للمصاعد المقاومة للانفجار، وشاركت في صياغة ستة معايير وطنية، وحددت أربعين لائحة وطنية، وحصلت على أكثر من ثلاثمائة براءة الاختراع.

في مختبر لجنة الاعتماد الوطنية الصينية لتقييم المطابقة (CNAS) التابع لشركة دونغنان للمصاعد، يجري الباحثون اختبارات على المنتجات المختلفة. وفقا للسيد تشين، فإن الشركة تجري أكثر من ستين ألف اختبار أمان لكل مصعد، ويجري اختبار بعض الأجزاء مليوني مرة من أجل ضمان السلامة والموثوقية المطلقة لأعمال رحلات الفضاء. قال تشين جيان تسونغ: "نكون مستعدين لإعادة بدء تصميم وبحث المنتجات خلال كل تجربة."

في السنوات الأخيرة، شهدت الشركات الصينية الرئيسية لصناعة المعدات الثقيلة تطةرا سريعا.ويعتقد تشين جيان تسونغ أن الشركات غير المملوكة للدولة تستفيد من سياسات الدعم الصينية فأضحت لديها الجرأة على التفكير والابتكار التكنولوجي بشجاعة، ونجحت تلك الشركات في إكمال المشروعات وتحقيق تحولها في نفس الوقت، وجعلها تظفر بمزيد من فرص التنمية.

بالإضافة إلى المصاعد الخاصة، بدأ تشين جيان تسونغ يفكر في مكانة شركتة، ليكون لها مكان في قطاع تصنيع المصاعد العادية الذي تهيمن عليه الشركات ذات التمويل الأجنبي. قال: "يجب علينا تنويع منتجاتنا مقارنة مع المنتجات التي تنتجها شركات المصاعد الأخرى. على الرغم من أن تزويد البنايات السكنية بالمصاعد يُعتبر مشروعا وطنيا، فإن ثمة شركات كثيرة مترددة في الانخراط في هذا المشروع بسبب الأرباح القليلة والمتطلبات التقنية العالية وصعوبات النهوض بالمشروع في البداية وعوامل أخرى. شركة دونغنان للمصاعد، وهي شركة غير مملوكة للدولة أنشئت قبل خمس وعشرين سنة، تحمل على عاتقها مسؤولية تقديم مساهماتها في تحسين المعيشة حقيقيا، وتلك أيضا فرصة جديدة لخلق علامة تجارية خاصة بها."

في عام 2016، بدأت شركة دونغنان للمصاعد في تقديم الخدمات الشاملة لتزويد لتزويد البنايات السكنية بالمصاعد، وشاركت بنشاط في مشروع تجديد التجمعات السكنية القديمة، وركزت على تركيب المصاعد في البنايات القديمة. أثناء انتشار وباء كوفيد- 19، أطلقت شركة دونغنان للمصاعد بسرعة وبدقة مصاعد "البيئة الصحية" التي تقدم خدمات التعرف على الوجوه واختيار الطوابق بتقنية التعرف على الصوت ونظام تكييف الهواء. قال تشين جيان تسونغ: "توسيع نطاق خدماتنا أثناء تصنيع الأنواع المختلفة من المصاعد لتطوير السلسلة الصناعية الكاملة من المراحل الأولية إلى النهائية، هو الهدف الذي نسعي إليه أيضا."

كما أسست شركة دونغنان للمصاعد مركز إرشاد الخدمات عن بُعد، وتستخدم نظام إدارة علاقات العملاء (CRM) لربط البيانات المتعلقة بهم بجميع المصاعد المباعة، وتراقب ساعات التشغيل وظروف التحميل وفقدان المكونات والأجزاء وظروف التشغيل لكل مصعد، وفقا لتقارير ترسلها منصة نظام بيدو للملاحة بالأقمار الاصطناعية. علاوة على ذلك، يحتفظ مركز إرشاد الخدمات عن بُعد بمعلومات العملاء ومعالجة الشكاوى ومراجعات العملاء والرد على مكالمات خدمة العملاء وغيرها، من أجل تقديم الخدمات خلال دورة الحياة الكاملة للمصاعد. أشار تشين جيان تسونغ إلى أنه في السنوات الأخيرة، تواكب الصين الاتجاه العام للتحول الصناعي العالمي لدفع التنمية المتكاملة للتصنيع المتقدم وصناعة الخدمات الحديثة، بينما حددت اتجاه التطوير للشركات غير المملوكة للدولة لتحقيق تنمية اقتصادية عالية الجودة. 

نشر الثقافة الصينية في أنحاء العالم

بدعم من السياسات والتقنيات الصينية المبتكرة، شهدت الشركات غير المملوكة للدولة، والتي تركز على تصنيع المنتجات اليدوية التقليدية حيوية جديدة. مجموعة جينلينغ المحدودة للرقائق الذهبية بمدينة نانجينغ هي شركة غير مملوكة للدولة، توظّف أكثر من ستمائة صانع رقائق ذهبية، ومزودة بمعدات الإنتاج المتقدمة عالميا، وتركز على تصنيع الرقائق الذهبية، وتتمتع بشهرة كبيرة في صناعة الرقائق الذهبية.

قال جيانغ نان، رئيس مجموعة جينلينغ المحدودة للرقائق الذهبية: "يعود تاريخ تقنية تصنيع الرقائق الذهبية إلى ما يزيد عن ألف وسبعمائة سنة، وتحتاج هذه التقنية إلى اثنتي عشرة عملية، بما في ذلك صهر الذهب وضغطه وصنع السبائك الذهبية وتقطيعها، إلخ. من أجل توراث تقنية الحرف التقليدية القديمة بشكل أفضل، قمنا باستكشاف إمكانية دمجها مع التكنولوجيا الحديثة. حاليا، لا تزال العمليات الاثنتا عشرة لتصنيع الرقائق الذهبية محفوظة تماما، وتم استخدام الآلات لاستبدال الأعمال البدنية الشاقة مثل تصنيع الأوراق والرقائق الذهبية وضغط اللفائف الذهبية. بفضل الكفاءة العالية للمطرقة الميكانيكية، لم تقلل الشركة العمل البدني وتحسن القدرة الإنتاجية فحسب، وإنما أيضا جعلت جودة المنتجات أكثر استقرارا." أمضت مجموعة جينلينغ المحدودة للرقائق الذهبية سنوات عديدة في استكشاف سبل ضمان جودة الرقائق الذهبية المصنوعة بالمطرقة الميكانيكية، وعملت على تحديد معايير خاصة بها، وقادت صياغة المعايير على المستوى الوطني. في عام 2006، أدرج مجلس الدولة الصيني تقنية تصنيع الرقائق الذهبية في نانجينغ ضمن الدفعة الأولى لقائمة التراث الثقافي غير المادي على المستوى الوطني في الصين.

حققت مجموعة جينلينغ المحدودة للرقائق الذهبية تنوعا كبيرا في المنتجات، وحققت رقائق الذهب التقليدية تطورا كبيرا من خلال الابتكار التكنولوجي، بالإضافة إلى استخدامها في البنايات والتماثيل البوذية وخيوط الذهب. في الوقت الحالي، طورت الشركة منتجات الرقائق الذهبية من أكثر من عشرة أنواع إلى أكثر من مائة نوع. كما قامت بدمج تقنية التراث الثقافي غير المادي مع مفاهيم مبتكرة وطورت سلسلة من المنتجات الثقافية والإبداعية مثل أقلام الخيزران المطعمة بالذهب والأكواب المصنوعة من الطيم الأرجواني والمطعمة بالذهب وحافظات الهواتف النقالة ذات الطابع الصيني، مما يجعل المزيد من الشباب يعرفون تقنية الرقائق الذهبية وثقافتها. قال جيانغ نان: "أصبحت منتجاتنا رائجة في السوق، مع تطور استهلاك المنتجات ذات الطابع الصيني. بلغت المبيعات السنوية لمنتجاتنا وحدها أكثر من ستة وعشرين مليون يوان (الدولار الأمريكي يساوي 9ر6 يوانات حاليا). في المستقبل، سوف نعزز التعاون والتبادل وتوسيع الأسواق الدولية من أجل نشر الثقافة الصينية في أنحاء العالم."

شاركت مجموعة جينلينغ المحدودة للرقائق الذهبية في مشروعين بشأن ترميم المدينة المحرمة في بكين ومشروعات ترصيع قصر بوتالا وتمثال بوهينيا المذهبة في هونغ كونغ وتمثال اللوتس في ماكاو وغيرها بالذهب، كما توسع أسواقها الدولية بنشاط، فقد نفذت العديد من المشروعات الرئيسية للترصيع بالذهب في الخارج، وتم الاعتراف بها كـ"مؤسسة رئيسية لتصدير الثقافة الصينية للخارج على المستوى الوطني.

قال جيانغ نان: "من أجل الحصول على موطئ قدم في الأسواق الدولية، قمنا بتسجيل العلامة التجارية الدولية ’ KINGBOOM’، وتعاوننا مع مصممين مشهورين لتطوير منتجات الرقائق الذهبية مثل الورود وكرات الغولف والمصابيح الليلية المصنوعة من الرقائق الذهبية، مما يحسن منتجات الرقائق الذهبية باستمرار." منذ عام 2020، أنشأت مجموعة جينلينغ المحدودة للرقائق الذهبية متاجر على المنصة الدولية لموقع علي بابا ومنصات أمريكا الشمالية واليابان وأمريكا الجنوبية التابعة لموقع أمازون. في عام 2022، وصلت مبيعات الشركة على منصات التجارة الإلكترونية إلى 12 مليون يوان، بما في ذلك أكثر من ثلاثة ملايين يوان من مبيعات التصدير.

قال جيانغ نان: "عزز طرح مبادرة ’الحزام والطريق‘، إصرارنا على توسيع الأسواق الخارجية." وأضاف أن مجموعة جينلينغ المحدودة للرقائق الذهبية تقوم بترويج منتجات الرقائق الذهبية إلى الخارج من خلال التجارة مع البلدان الواقعة على طول "الحزام والطريق"، بينما تعمل على نشر ثقافة الرقائق الذهبية في العالم. نقلت مجموعة جينلينغ المحدودة للرقائق الذهبية تقنية تصنيع الرقائق الذهبية والترصيع بالذهب إلى البلدان الواقعة على طول "الحزام والطريق" من خلال التعاون معها، سعيا إلى تحقيق أرباح وإحراز تقدم مشترك مع صناعة الرقائق الذهبية في العالم في نفس الوقت.

في عام 2017، قامت مجموعة جينلينغ المحدودة للرقائق الذهبية بترصيع الذهب للسيارة التي ركبها سلطان بروناي خلال الاحتفال بالذكرى السنوية الخمسين لاعتلائه العرش، والتي يبلغ طولها عشرين مترا. جذبت هذه السيارة الفاخرة الانتباه في الداخل والخارج، مما جعل العالم يعرف تقنية الرقائق الذهبية الصينية. وأدرجت وزارة الثقافة والسياحة الصينية مشروع الرقائق الذهبية في قائمة مشروعات "الحزام والطريق" الرئيسية للتجارة الثقافية والاستثمار في الثقافة.

بعد عقود من التطوير، احتل الناتج الإجمالي لمنتجات الرقائق الذهبية لمجموعة جينلينغ المحدودة للرقائق الذهبية 70% من الناتج الإجمالي للرقائق الذهبية في الصين، وتم بيعها إلى أكثر من أربعين دولة ومنطقة، مثل إيطاليا وألمانيا ودول جنوب شرقي آسيا، خاصة الدول الواقعة على طول "الحزام والطريق" مثل لاوس وميانمار وتايلاند. في الوقت الراهن، أنشأت مجموعة جينلينغ المحدودة للرقائق الذهبية علاقة تعاون مع ميانمار لتأسيس شركات ومتاجر مشتركة، سعيا إلى نشر ثقافة الرقائق الذهبية ومنتجاتها. جيانغ نان مفعم بالثقة في نشر الثقافة الصينية، وقال: "في الآونة الأخيرة، نعمل حثيثا على بناء قواعد تصنيع الرقائق الذهبية في مناطق التجارة الحرة الواقعة في المدن على طول ’الحزام والطريق‘."

 

©China Today. All Rights Reserved.

24 Baiwanzhuang Road, Beijing, China. 100037

京ICP备10041721号-4