قدم الرئيس شي جين بينغ مشروع "النهضة الخضراء للمناطق الريفية في مقاطعة تشجيانغ" في عام 2003، خلال فترة عمله هناك، ووضع خطة العمل والترتيبات والإرشادات لتنفيذ هذا المشروع بكل دقة. يعتبر هذا المشروع قرارا مهما لتحقيق "التحديث الصيني النمط". تمثل هذا المشروع في "بناء ألف قرية نموذجية وترميم عشرة آلاف قرية" في المرحلة الأولى وحقق نتائج رائدة، فارتقى محتواه إلى "بناء ألف قرية مميزة وعشرة آلاف قرية جميلة"، ثم إلى "بناء ألف قرية ذات مستقبل واعد وتحقيق الرخاء المشترك للسكان في عشرة آلاف قرية".
بعد مرور عشرين عاما من تنفيذ مشروع "النهضة الخضراء للمناطق الريفية في مقاطعة تشجيانغ" في المناطق الريفية، شقت الصين طريق الرخاء المشترك الصيني النمط. تحول هذا المشروع من إجراء لتحسين ظروف معيشة القرويين إلى تجربة لتحقيق التحديث الصيني النمط في المناطق الريفية. بفضل تنفيذ هذا المشروع، يعيش القرويون الصينيون حياة كريمة في قرى أجمل وأنظف ويمتلكون حق التنمية بأنفسهم.
يتميز محتوى مشروع "النهضة الخضراء للمناطق الريفية في مقاطعة تشجيانغ" بالشمول. يتعزز محتواه بحسب مستوى التنمية الاقتصادية والاجتماعية في المناطق الريفية الصينية وتطلعات القرويين إلى الحياة الأفضل، ويشمل الشؤون المتعلقة بتنمية الزراعة وبناء القرى الأجمل وتحسين حياة القرويين. وكثير منها قضايا تواجهها المناطق الريفية الأخرى في الصين أو الدول الأخرى في عملية تحديث الزراعة، مثل كيفية التنسيق بين حماية البيئة وتنمية الاقتصاد، كيفية تحقيق الرخاء للقرويين وتنمية المناطق الريفية، وكيفية حماية وتطوير ثقافة الأمة التقليدية. ولأن حلول هذه القضايا مشتركة، تقدم تجارب تنفيذ هذا المشروع خبرات أكثر عموما لتلك المناطق والدول.
عند استرجاع مسيرة تنفيذ مشروع "النهضة الخضراء للمناطق الريفية في مقاطعة تشجيانغ"، نجد أنه ليس شعارا فارغا، بل له نتائج عملية ومثمرة صمدت للاختبار بعد سنوات كثيرة. يتمسك أبناء تشجيانغ بمبادئ هذا المشروع ويكافحون جيلا بعد جيل لبناء المناطق الريفية. إذا تسأل عن نتائج مشروع "النهضة الخضراء للمناطق الريفية في مقاطعة تشجيانغ"، تجيبك القرى الجميلة في هذه المقاطعة بحقائق تنميتها. زار إريك سولهايم، وكيل أمين عام الأمم المتحدة والمدير التنفيذي لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة آنذاك، بوجيانغ وآنجي في إبريل عام 2018، وقال إنه ما رآه في هاتيك المحافظتين بمقاطعة تشجيانغ يمثل ما ستبدو عليه الصين وحتى العالم في المستقبل.
وعندما نقرأ تاريخ التحديث العالمي في العصر الحديث، نلاحظ أن بعض الدول والمناطق حاولت تنمية اقتصادها بسرعة ودمرت البيئة التي يعتمد عليها الإنسان بشدة. بدلا من ذلك، يتمسك مشروع "النهضة الخضراء للمناطق الريفية في مقاطعة تشجيانغ" بمفهوم "المياه النقية والجبال الخضراء هي جبال من الذهب والفضة" وعمل في إصلاح النظام الإيكولوجي، بما في ذلك الجبال والمياه والغابات والأراضي الزراعية والبحيرات والأراضي العشبية والصحاري بشكل متناسق وحقق بناء القرى الحديثة المتميزة بالبيئة الجميلة والاقتصاد المزدهر والحياة الرغيدة. هكذا، تحقق الفوز في ثلاثة جوانب؛ وهي تنمية الصناعات وحماية البيئة وتعزيز صحة القرويين. لذلك، يمكن القول إن مشروع "النهضة الخضراء للمناطق الريفية في مقاطعة تشجيانغ" شق طريقا فعالا للعالم لحماية البيئة وتنمية الاقتصاد.
في سبتمبر عام 2018، منح برنامج الأمم المتحدة للبيئة "جائزة أبطال الأرض" إلى مشروع "النهضة الخضراء للمناطق الريفية في مقاطعة تشجيانغ" حيث جاء في خطاب الجائزة: "أثبت هذا المشروع الناجح أن التنسيق بين حماية البيئة وتنمية الاقتصاد سيحقق قوة ثورية." يرى برنامج الأمم المتحدة للبيئة أن تشجيانغ استغرقت عدة سنوات لتحقيق النتائج الواضحة في حماية البيئة، بينما أمضت بعض الدول الغربية بضع عشرة سنة لحقيق هذه النتائج. هذا يظهر عزم الصين وحكمتها في إصلاح البيئة وبناء الحضارة الإيكولوجية.
يعد بناء القرى الجميلة وتعزيز تحديث الزراعة والمناطق الريفية قضايا لا غنى عنها للعديد من دول العالم، في مرحلة تحولها من المجتمع التقليدي إلى المجتمع الحديث. الصين أكبر دولة نامية في العالم، ودولة كبيرة فيما يتعلق بالشؤون الزراعية إذ أن الزراعة صناعة رئيسية لتحقيق التنمية، وتمثل المناطق الريفية الغالبية العظمى من مساحة الأرض ويمثل المزارعون غالبية سكان الصين. تحديث الزراعة والمناطق الريفية موضوع أساسي وملح في تحديث الصين. فتح مشروع "النهضة الخضراء للمناطق الريفية في مقاطعة تشجيانغ" الذي انطلق قبل عشرين عاما، فصلا جديدا للتحديث الصيني النمط للزراعة والمناطق الريفية، ويساهم في تقديم خبرات الصين وحكمتها للدول النامية التي تسعى إلى تسريع تحديث الزراعة والمناطق الريفية فيها. لذلك تجربة الصين الناجحة مفيدة للدول النامية الأخرى.
تواجه كل دولة الموضوعات ذات الأبعاد المتعددة في عملية التحديث، مثل كفية تنمية المناطق الريفية والمناطق الحضرية، تطور المجتمع التقليدي والمجتمع الحديث مع المحافظة على التقاليد واستكشاف الابتكار. الصين دولة زراعية عريقة ويمتد تاريخها إلى آلاف السنين، والمناطق الريفية هي مهد ولادة وتطور الحضارة الزراعية. يلتزم مشروع "النهضة الخضراء للمناطق الريفية في مقاطعة تشجيانغ" بتاريخ تنمية المناطق الريفية ويهتم بالحماية والتنمية الابتكارية للثقافة الريفية الممتازة، ويقدم فرصة ثمينة لإعادة تقييم المناطق الريفية. كما يعمل هذا المشروع على سد الاحتياجات الجديدة للناس في مجالات الإنتاج والحياة في المستقبل، وتحديد أوجه التشابه والاختلاف بين بناء المناطق الريفية والمناطق الحضرية، وبناء أو إعادة بناء المناطق الريفية التقليدية لتناسب متطلبات العصر. وفي نفس الوقت، يقدم هذا المشروع خبرات مفيدة لتطور الثقافة التقليدية والمحافظة على الذكريات الريفية وإعادة بناء مجالات جديدة لحياة البشر والإنتاج في تيار التحديث. والأهم من ذلك أن تجربة مشروع "النهضة الخضراء للمناطق الريفية في مقاطعة تشجيانغ" مفيدة للغاية في تطور الثقافة الريفية العالمية وتنمية الحضارة الإنسانية.
مشروع "النهضة الخضراء للمناطق الريفية في مقاطعة تشجيانغ" الذي بدأ في مقاطعة تشجيانغ، يقود اتجاه تنمية الصين ويقدم خبرات للعالم. تهتم الصين في مسيرة تحديثها بحماية البيئة، وتسعى لشق طريق الفوز المشترك بين تنمية الاقتصاد وحماية البيئة. ستلتزم الصين بهذا الطريق لبناء المناطق الريفية الجميلة والمريحة وتحسين البيئة وتقديم مزيد من المساهمات في بناء الحضارة الإيكولوجية العالمية.
--
جيانغ نا، نائبة رئيس تحرير صحيفة ((المزارع اليومية)).
منغ ده تساي، نائب رئيس قسم التقارير في صحيفة ((المزارع اليومية)).