مبادرة "الحزام والطريق" هي مشروع تنموي ضخم أطلقته الصين في سنة 2013، وتعد واحدة من أكبر المبادرات الاقتصادية والجيوسياسية في العصر الحديث. تهدف هذه المبادرة إلى تعزيز التعاون الدولي والتجارة وبناء البنية التحتية في مناطق متعددة حول العالم، وذلك من خلال توسيع الروابط الاقتصادية بين الصين وعدد من البلدان في آسيا وأوروبا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية.
ويشمل المشروع إنشاء طرق برية وبحرية تمتد عبر مجموعة واسعة من الدول، وتشمل السكك الحديدية والموانئ والمطارات والطرق السريعة ومشروعات أخرى للبنية التحتية. كما يهدف "الحزام والطريق" إلى تعزيز التجارة الدولية وتسهيل حركة البضائع والخدمات بين البلدان المشاركة، وبالتالي تعزيز التنمية الاقتصادية وخلق فرص جديدة للتعاون الاقتصادي.
تتميز مبادرة "الحزام والطريق" بروح التعاون الدولي والشراكة، حيث تدعو الصين الدول المشاركة إلى العمل معا من أجل تحقيق الازدهار المشترك. يشمل التعاون القائم على هذه المبادرة، العديد من المجالات بما في ذلك التجارة والاستثمار والبنية التحتية والثقافة والتعليم.
ومع مرور عشر سنوات، أصبحت مبادرة "الحزام والطريق" محط اهتمام دولي كبير، وقد أدت إلى تحقيق فوائد اقتصادية واجتماعية ملموسة في العديد من البلدان المشاركة. ومع ذلك، هناك أيضا تحديات ومخاوف تتعلق بالديون والبيئة والهيمنة السياسية التي تحتاج إلى معالجة.
مبادرة "الحزام والطريق" التي أطلقها الزعيم الصيني شي جين بينغ قبل عشر سنوات، هي مشروع تنموي ضخم يهدف إلى تعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري والبنية التحتية بين الصين وعدد من البلدان في آسيا وأوروبا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية. وفي غضون عشر سنوات من إطلاقها، تم تحقيق تأثيرات وتطورات متعددة، نذكر منها:
تحسين البنية التحتية: تم تنفيذ العديد من مشروعات البنية التحتية الضخمة في البلدان المشاركة، مثل بناء السكك الحديدية والموانئ والمطارات والطرق السريعة. هذه المشروعات تسهم في تعزيز الاتصالات والتجارة بين هذه البلدان وتحسين البيئة الاستثمارية.
تعزيز التجارة: أدت المبادرة إلى زيادة حجم التجارة بين الصين والبلدان المشاركة، مما ساهم في تعزيز النمو الاقتصادي في تلك البلدان.
تعزيز التعاون الثنائي: ساهمت المبادرة في توطيد العلاقات الثنائية بين الصين والعديد من الدول المشاركة، مما أدى إلى تعاون أوسع نطاقا في مجموعة متنوعة من القطاعات.
التواصل الثقافي: ساهمت المبادرة في تعزيز التبادل الثقافي والتفاهم بين الشعوب من خلال تعاون في المجالات الثقافية والتعليمية.
التنمية المستدامة: تم توجيه بعض المشروعات نحو تحقيق التنمية المستدامة، من خلال تنفيذ مشروعات بيئية ومشروعات تعليمية وصحية.
التحديات: واجهت المبادرة أيضا تحديات، مثل مشكلة الديون والتأثيرات البيئية والشكوك بشأن الاستدانة والمشاركة السياسية في بعض البلدان.
وأخيرا، فإن مبادرة "الحزام والطريق" تظل إنجازا ضخما في عالم التعاون الدولي وبناء البنية التحتية. تعكس هذه المبادرة التطلعات الكبيرة للصين نحو تعزيز الاقتصاد العالمي والشراكة الدولية. على مدى السنوات العشر الماضية، شهدنا العديد من الإنجازات والتحديات في سياق هذه المبادرة. يتطلب تحقيق الفوائد المستدامة وتجاوز التحديات التفاهم والتعاون المستمر بين الدول المشاركة. بفهم مشترك وإرادة جماعية، يمكن أن تلعب مبادرة "الحزام والطريق" دورا أساسيا في تعزيز التنمية والازدهار العالمي.
وعلى الرغم من التحسينات والتطورات التي حققتها مبادرة "الحزام والطريق" خلال السنوات العشر الماضية، ما زال هناك مجال لمزيد من العمل والتحسينات. يجب على الدول المشاركة متابعة التنسيق والتعاون لضمان أن المشروعات تعود بالفعل بالفوائد المستدامة للشعوب والاقتصادات في المنطقة المعنية.
--
د. حسن الدعجة، أستاذ الدراسات الإستراتيجية بجامعة الحسين بن طلال في الأردن، ومستشار معهد "الحزام والطريق" بجامعة بكين، وعضو المجلس العالمي للدراسات الصينية.