ملف العدد < الرئيسية

مبادرة "الحزام والطريق".. مستقبل أفضل للعالم

: مشاركة
2023-11-21 13:33:00 الصين اليوم:Source تسو لي:Author

في حفل افتتاح الدورة الثالثة لمنتدى "الحزام والطريق" للتعاون الدولي، أشار الرئيس الصيني شي جين بينغ إلى أن رحلة السنوات العشر أثبت أن البناء المشترك لـ"الحزام والطريق" يقف على الجانب الصحيح من التاريخ، ويتوافق مع منطق التقدم في هذا العصر، وأنه المسار الصحيح للبشرية. عند نقطة بداية تاريخية جديدة، يشهد البناء المشترك العالي الجودة لـ"الحزام والطريق" آفاقا مشرقة، ومن شأنه أن يحقق التعاون والفوز المشترك بين الصين وجميع الأطراف في المستقبل الجميل.

الممارسات الرئيسية لبناء رابطة المصير المشترك للبشرية

يسعي البناء المشترك لـ"الحزام والطريق" إلى نقل روح طريق الحرير القديم. قال الرئيس شي: "روح طريق الحرير المتمثلة في السلام والتعاون والانفتاح والشمول والتعلم المتبادل والمنفعة المتبادلة هي أهم مصدر قوة للبناء المشترك لـ’الحزام والطريق‘." يُعتبر طريق الحرير تراثا تاريخيا مشتركا للدول والشعوب من الأعراق والمعتقدات والخلفيات الثقافية المختلفة في قارات آسيا وأوروبا وأفريقيا، وهو رمز مهم للتبادل والتعاون بين الشرق والغرب. يسعي البناء المشترك لـ"الحزام والطريق" إلى توارث وتعزيز روح طريق الحرير واستحضار ذكريات الناس المتعلقة بطريق الحرير المزدهر وإعادة إحياء روح طريق الحرير في العصر الجديد. هذا لا يتماشى مع المفهوم الصيني المتمثل في تحقيق السلام العالمي فحسب، وإنما أيضا يتوافق مع اتجاه العصر المتمثل في السلام والتنمية والتعاون والفوز المشترك.

البناء المشترك لـ"الحزام والطريق" هو حل الصين للقضاء على المشكلات وتحسين القدرات المعنية سعيا إلى مواجهة التحديات المشتركة، التي تواجهها مختلف البلدان، مثل العجز المتزايد في السلام والتنمية والأمن والحوكمة. باعتبارها ثاني أكبر اقتصاد في العالم، لا تركز الصين على ضمان مصالحها فقط، وإنما أيضا تقدم مبادرات وحلولا صينية من أجل توفير اتجاه جديد وأفكار وقوة محركة جديدة، في وقت يقف المجتمع الدولي عند مفترق الطرق. على أساس بناء رابطة المصير المشترك للبشرية، يهدف البناء المشترك لـ"الحزام والطريق" ومبادرة التنمية العالمية إلى تحقيق الترابط والتواصل المتبادل وحل مشكلات التنمية العالمية، مما يعزز العولمة الاقتصادية، ويحقق انتعاش الاقتصاد العالمي وإعادة التوازن؛ تهدف مبادرة الأمن العالمي إلى التغلب على التحديات الأمنية التي تواجهها جميع الأطراف، واستكشاف مسار أمني جديد قائم على الحوار وليس المواجهة وتكوين شراكات وليس تحالفات وتحقيق الفوز المشترك بدلا من المحصلة الصفرية؛ تهدف مبادرة الحضارة العالمية إلى مواجهة التحديات الناجمة عن صراعات القيم بين الأطراف المختلفة، وتدعو إلى التمسك بالقيم المشتركة للبشرية جمعاء لتحقيق التعايش المتناغم والتعلم المتبادل بين الحضارات المختلفة. ومن بين هذه مبادرات، كانت مبادرة "الحزام والطريق" هي المبادرة الأولى التي تطرحها الصين، ونفذتها الصين لأطول مدة، وحققت نتائج وتأثيرات أكبر، ووفرت أساسا ماديا وفكريا لتنفيذ المبادرات الأخرى.

إن البناء المشترك لـ"الحزام والطريق" والتحديث الصيني النمط يعزز كل منهما الآخر. أشار الرئيس شي إلى أن الصين لا تسعي إلى تحقيق التحديث في الصين فقط، وإنما أيضا تتطلع إلى العمل مع الدول النامية الأخرى على تحقيق التحديث معا. من الناحية الجوهرية، فإن مبادرة "الحزام والطريق" هي خطة تحقيق التحديث المشترك المناسبة لعدد كبير من السكان ومسار التنمية السلمي، وتهدف أيضا إلى تحقيق الرخاء المشترك مع الدول المشاركة في "الحزام والطريق" وتحقيق التوازن بين الحضارات المادية والروحية والتعايش المتناغم بين الإنسان والطبيعة، مما يعني أن التحديث الصيني النمط هو الممارسة المناسبة للصين والبلدان الأخرى، ويتماشى أيضا مع مفهوم "الحزام والطريق". في إطار البناء المشترك لـ"الحزام والطريق"، يتمسك التحديث الصيني النمط بالمنظور الصحيح حول المبادئ والأرباح، ويركز على تعزيز التداول المحلي والدولي، ويصر على اتباع طريق المفتوحة والخضراء والتنمية المبتكرة، مما يفيد الشعب الصيني وشعوب البلدان المشاركة في "الحزام والطريق" باستمرار. خلال تنفيذ البناء المشترك لـ"الحزام والطريق" في السنوات العشر الماضية، تم إرساء أساس اقتصادي متين للتحديث الصيني النمط، وتم توسيع أسواق دولية متنوعة، كما وصل إجمالي حجم وجودة الاقتصاد إلى مستوى جديد؛ كما تزايد تأثير الصين الدولي باستمرار، وتريد المزيد من الدول اغتنام فرصة التحديث الصيني النمط لركوب قطار التنمية الصينية؛ أصبحت القيم والمفاهيم المتعلقة بالتنمية الصينية محفورة في قلوب المزيد من الشعوب، حيث يقدر ويتفق المزيد من الدول مع مسار التنمية الصينية، ويسعون لاستكشاف إمكانيات الربط بين إستراتيجيات التنمية في مختلف الدول ببعضها البعض.

العالم يستفيد من التواصل المستمر بين جميع الأطراف

عزز البناء المشترك لـ"الحزام والطريق" الترابط والتواصل الكامل في مجالات كثيرة في السنوات العشر. فخلال السنوات العشر الماضية، عملت الصين مع جميع الأطراف على تطوير التواصل في بناء البنية التحتية وتحديد القواعد والمعايير على أساس تعزيز الترابط بين الشعوب من البلدان المشاركة في "الحزام والطريق"، وواصلت تعميق تواصل السياسات والبنية التحتية والتجارة والتمويل والتبادل بين الشعوب، وقامت بتوسيع مجالات التعاون باستمرار. فيما يتعلق بالتواصل السياسي، وقعت الصين أكثر من 230 وثيقة تعاون بشأن البناء المشترك لـ"الحزام والطريق" مع أكثر من 150 دولة وأكثر من 30 منظمة دولية، وأقامت ثلاث دورات من منتدى "الحزام والطريق" للتعاون الدولي، وأنشأت أكثر من عشرين منصة تعاون في مجالات متخصصة. فيما يتعلق بالتواصل في مجال البنية التحتية، تم بناء وتشغيل مشروعات رئيسية مثل خط السكك الحديدية بين الصين ولاوس وخط السكك الحديدية بين جاكرتا وباندونغ وميناء بيرايوس وغيرها، مما يشكل نمط ترابط وتواصل عبر الأرض والبحر والجو والإنترنت. فيما يتعلق بالتواصل التجاري، بلغ إجمالي حجم الاستيراد والتصدير بين الصين والدول المشاركة في "الحزام والطريق" 1ر19 تريليون دولار أمريكي من عام 2013 إلى عام 2022، وتجاوز الاستثمار الثنائي 380 مليار دولار أمريكي. كما أقامت الصين خمس دورات من معرض الصين الدولي للاستيراد بنجاح، ووقعت 21 اتفاقية بشأن التجارة الحرة مع 28 دولة ومنطقة. فيما يتعلق بتواصل التمويل، تم بدعوة من الصين تأسيس البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية وصندوق طريق الحرير، مما يشكل نظاما استثماريا وتمويليا مستقرا ومستداما وطويل الأجل ويمكنه التحكم في المخاطر. فيما يتعلق بالتواصل بين الشعوب، تم إجراء تعاون سياحي وثقافي وتبادلات تعليمية وتعاون بين وسائل الإعلام ومراكز الفكر وتبادلات بين الشعوب على نطاق واسع، مما يشكل نمط تبادلات ثقافية متنوعة ومزدهرة.

ضخ البناء المشترك لـ"الحزام والطريق" زخما جديدا لتعزيز التنمية العالمية، في السنوات العشر. خلال تلك الفترة، ركز البناء المشترك لـ"الحزام والطريق" على التغلب على العقبات المرتبطة بالبنية التحتية والتطوير الصناعي في الدول النامية، وتم تنفيذ مشروعات تعاون بشأن بناء البنية التحتية وتحسين القدرة الإنتاجية، مما يحسن الظروف المحلية وحياة المحليين في الدول المعنية وزيادة الوظائف والإيرادات وتحسين قدرتها على التطوير بأنفسها. في ظل تصاعد الاتجاهات الأيديولوجية المضادة للعولمة، يسعي البناء المشترك لـ"الحزام والطريق" لتوسيع الطلب الكلي العالمي ومشاركة فرص التنمية مع العالم وإيجاد طرق لتحقيق النمو الاقتصادي العالمي بشكل مشترك بدلا من ممارسة لعبة المحصلة الصفرية، وتشكيل نمط التنمية العالمي المتمثل في التوازن والتنسيق والشمول والتعاون والفوز المشترك والازدهار المشترك. وهذا يظهر مسؤولية الصين في التعامل مع التغيرات العالمية الحالية، ويعكس أيضا أن الصين قد تحول دورها من المشاركة في تشكيل الاقتصاد العالمي المفتوح إلى بناء وقيادة تشكيل الاقتصاد العالمي المفتوح.

قدم البناء المشترك لـ"الحزام والطريق" حلولا جديدة لتحسين الحوكمة العالمية. أشار الرئيس شي إلى أن البناء المشترك لـ"الحزام والطريق"، الذي يتمسك بالتشاور والبناء والمنفعة المشتركة، قد تجاوز الاختلافات في الثقافات والحضارات والنظم الاجتماعية ومراحل التنمية، وفتح مسارا جديدا للتعامل بين دول العالم، وأنشأ إطارا جديدا للتعاون الدولي، وجمع القواسم المشتركة الكبرى للتنمية المشتركة للبشرية. على مدى السنوات العشر الماضية، التزمت الصين وجميع الأطراف بتعددية الأطراف الحقيقية وممارسة مفهوم الحوكمة العالمية المتمثل في التشاور والبناء والمنفعة المشتركة، وأصرت على الحوار بدلا من المواجهة وهدم الجدران بدلا من بنائها والاندماج بدلا من الانفصال والشمول بدلا من الاستبعاد، وعززت تطوير نظام الحوكمة العالمية في اتجاه أكثر عدالة ومعقولية. عزز البناء المشترك لـ"الحزام والطريق" حق الكلام للدول النامية والاقتصادات الناشئة في الحوكمة العالمية، مما أدى إلى إدراج المزيد من اهتمامات ومطالب الدول النامية في جدول أعمال الحوكمة العالمية. تعاونت الصين مع الدول المشاركة في "الحزام والطريق" لدراسة وإنشاء قواعد جديدة للتعامل مع المشكلات الجديدة، وحددت معايير قوية وشاملة، مما ساهم بشكل إيجابي في ملء الفراغات في نظام الحوكمة العالمية.

بناء "الحزام والطريق" بثبات واستدامة

في إطار مواجهة التغيرات غير المسبوقة، يجب بناء "الحزام والطريق" العالي الجودة بشكل مشترك. أثبتت الممارسات في السنوات العشر أن البناء المشترك لـ"الحزام والطريق" يتوافق مع التوجهات العامة، ويكسب دعم الشعوب، ويفيد حياتهم والعالم، وأصبح طريقة مهمة لبناء رابطة المصير المشترك للبشرية، مما يظهر مرونة قوية وآفاقا واسعة. مع التطور المتسارع في التغيرات غير المسبوقة، دخل العالم مرحلة جديدة من الاضطراب والتغير، حيث تتكرر النزاعات الجيوسياسية، ويتعثر الانتعاش الاقتصادي العالمي، وتواجه البشرية تحديات مشتركة غير مسبوقة. وعلى مفترق الطرق هذا، تبرز قيمة البناء المشترك لـ"الحزام والطريق" العالي الجودة، وأضحى بناؤه القضية المشتركة التي يجب على الصين وجميع الأطراف بذل جهودهم في تحقيقها.

ستواصل الصين دعم وتعزيز البناء المشترك العالي الجودة لـ"الحزام والطريق". أشار الرئيس شي إلى أن الصين مستعدة لتعميق الشراكة التعاونية مع جميع الأطراف في إطار "الحزام والطريق" من أجل تعزيز البناء المشترك العالي الجودة لـ"الحزام والطريق" لإطلاق مرحلة جديدة من التعاون، وستبذل جهودا مستمرة في مساعدة البلدان المختلفة على تحقيق التحديث. وفقا للمبادئ التوجيهية الرئيسية المتمثلة في التشاور والبناء والمنفعة المشتركة والانفتاح وحماية البيئة والنزاهة وإفادة الشعب والاستدامة، ستدعم الصين البناء المشترك العالي الجودة لـ"الحزام والطريق" من ثمانية جوانب، بما في ذلك بناء شبكة الترابط الشاملة في إطار "الحزام والطريق" ودعم الاقتصاد العالمي المفتوح وإجراء التعاون العملي وتعزيز التنمية الخضراء وابتكار التقنيات والتبادلات بين الشعوب والحوكمة النزيهة وتحسين آلية التعاون الدولي في إطار "الحزام والطريق"، مما يعكس صدق الصين وعزمها على دعم البناء المشترك العالي الجودة لـ"الحزام والطريق" باستمرار.

يواصل البناء المشترك لـ"الحزام والطريق" تعزيز التعاون والفوز المشترك لخلق مستقبل أفضل. أشار الرئيس شي إلى أن البناء المشترك لـ"الحزام والطريق" يسعي إلى التنمية، ويدعو إلى الفوز المشترك، وينقل الأمل. لقد بدأ عقد رائع جديد للبناء المشترك لـ"الحزام والطريق"، باعتباره مشروعا عالميا ونظاميا وطويل الأمد وعابر للحدود. بصفته خطة شاملة للانفتاح والتعاون الخارجي، يعني البناء المشترك العالي الجودة لـ"الحزام والطريق" أن الصين ستقوم بانفتاح أعمق وعلى نطاق أوسع في أكثر من مجال سعيا إلى تقديم فرص جديدة للعالم من خلال تحقيق التنمية الصينية الجديدة. الصين اليوم هي مصنع العالم وسوقه، سوف تفتح الصين "قناة خضراء" للدول المشاركة في "الحزام والطريق" للتصدير إلى الصين عبر المنصات التجارية مثل معرض الصين الدولي للاستيراد و"التجارة الإلكترونية على طريق الحرير"، مما يدفع تطوير الصناعات المحلية والنمو التجاري. ستركز الصين على متطلبات الدول المشاركة في "الحزام والطريق" لتحقيق الانتعاش الاقتصادي والتنمية الخضراء والمنخفضة الكربون بعد انتشار كوفيد- 19، وستعمل على تعميق التعاون الدولي بشأن البيئة الإيكولوجية والمناخ في مجالات الطاقة والبنية التحتية الخضراء والنقل والتمويل الأخضر، ونشر مفهوم "الجبال الخضراء والمياه النقية هي جبال من الذهب وجبال من الفضة" لإفادة الشعوب في الدول المشاركة في "الحزام والطريق". من أجل مواجهة التطور المتسارع للجولة الجديدة من الثورة التكنولوجية والتحول الصناعي في العالم، سوف تتعاون الصين مع الدول المشاركة في "الحزام والطريق" لاستكشاف إمكانات التعاون وآفاق النمو وتعزيز التطوير من خلال الابتكار التكنولوجي والتواصل الرقمي، مما يساعد تلك الدول على تعزيز عملية التصنيع والتحول الحضري والتحديث بشكل أفضل. على الرغم من أن الصين هي من طرحت مبادرة "الحزام والطريق"، فإن العالم يمكنه الاستفادة من إنجازاتها وفرصها أيضا. نرجو أن تخلق هذه المنفعة العامة الدولية مستقبلا أفضل من خلال تحسين ظروف العالم.

--

تسو لي، مدير مركز أبحاث إستراتيجية الانفتاح في مدرسة الحزب الشيوعي الصيني بلجنة الحزب الشيوعي الصيني في مدينة شانغهاي.

©China Today. All Rights Reserved.

24 Baiwanzhuang Road, Beijing, China. 100037

互联网新闻信息服务许可证10120240024 | 京ICP备10041721号-4